مدافع اية الله صالحي

مدافع ايه الله صالحي

محمد الفكي سليمان

في الحوار الذي اجرته صحيفه الوطن القطريه ونشر بالتزامن في صحيف القرار السودانيه تحدث وزير الخارجيه الايراني في عدد من القضايا في المنطقه العربيه والاسلاميه،جميع القضايا التي ناقشها الوزير الايراني تهمنا وتلامس المحيط الحيوي للسودان لكنه تحدث وبدون مواربه عن قضيه مصنع اليرموك الذي قصفه الطيران الاسرائيلي في السودان وقال ان ايران تبيع السلاح لكل من يرغب في شراء السلاح في اطار القانون،وهي اجابه دبلوماسيه بطبيعه الحال يمكن ان تفسر في اتجاه التقنيه الايرانيه التي تعمل في التصنيع الحربي في السودان والعكس ايضا صحيح.

السوال الذي يطرح نفسه لماذا يستمر السودان في تسليح نفسه وهو الدوله المنهكه ماديا والخارجه من اطول حروب القاره،السودان فقد اكثر من ثلثي دخله من النقد الاجنبي نتيجه لاخطاء تفاوضيه لاتخفي علي سياسي مبتدئي سلم بموجبها كل النفط الي جنوب السودان بحجه ان النفط مقابل السلام،هذا السلام الذي لم يحدث ابدا، ومع التضعضع الاقتصادي الذي لامس حافه الانهيار الكامل استمر الانفاق الامني والعسكري علي حاله بل ظهرت اصوات هنا وهناك تطالب بزياده هذا الانفاق لمواجهه القضايا الامنيه المتزايده نتيجه الاداء المخزي للجناح السياسي للحزب الحاكم.

في كتابه مدافع ايه الله يسال الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل شاه ايران سوال مباشر لماذا تشترون السلاح بهذه الكثافه وتبددون ثروات ايران،انتم القوه الاولي في الخليج دون اي منافس ، كما ان التكافو في التسليح بينكم وبين الاتحاد السوفيتي الذي تخشونه لن يحدث ابدا حتي لو انفقتم كل اموال ايران في شراء السلاح،يومها اجاب شاه ايران اجابه اوضحت ان تخوفه الحقيقي فعلا كان موجه نحو السوفيت اذ قال ترسانتنا العسكريه بالنسبه لنا مثل الترباس علي الباب حتي ينهض اصدقاؤنا لنجدتنا،وضح الشاه ان في حاله مواجهه مع الاتحاد السوفيتي وهي مواجهه وارده في حسابات شاه ايران فان كل ماستقوم به قواته هو الصمود حتي يهب الاصدقاء ، والتكهن عن ماهيه الاصدقاء لايحتاج الي ذكاء كبير ومن سينهض للسوفيت في تلك الايام سوي الولايات المتحده والتي كانت تربطها مع ايران حوالي اربعمائه اتفاقيه مشتركه ومع ذلك لم يستفد الشاه من تلك الاسلحه حينما اشتعلت ثوره الخميني وبدات حرب الكاسيت ، ويومها وجه الخميني القوات النظاميه للهروب من العمل تحت خدمه الشاه حتي جاءت اللحظه التي قال فيها احد الجنرالات لقد اصبحنا جنرالات من غير جنود ، ووقع السلاح الامريكي الحديث تحت يد الثوره الاسلاميه التي اتخذت من واشنطن عدوها الاول الي يوم الناس هذا.

في السودان يحق لدفاع الضرائب معرفه لماذا تريد الحكومه انتاج مزيد من السلاح وماهي الحروب التي ستندلع ولاسيما ان ذلك المواطن قد اقتيد قسرا عبر اله الاعلام الحكوميه الي الموافقه بالتنازل عن جزء عزيز من وطنه(جنوب السودان) مقابل الوعد بالسلام، معرفه انتاج السلاح من حق دافع الضرائب ولاسيما انه يمول هذا الانتاج وهو من سيحمل هذا السلاح حال اندلاع الحروب الكبيره.

عشرات التصريحات انطلقت تهدد اسرائيل بالرد في الوقت والزمان المناسبين،الفزاعه الاسرائيليه وسيله كل الانظمه العربيه لتخويف شعوبها من مساءله المخفقين في القيام بواجباتهم وهي فزاعه لم تستخدم عندنا قديما نسبه لوجودنا في منطقه الهامش العربي الذي لم يلزمنا بالدخول في مواجهه مع اسرائيل.الانظمه العربيه في منطقه المواجهه استخدمت اموال في شراء سلاح لم يستخدم ابدا في مواجهه اسرائيل بل خرج ذات صباح في سوريا ليسحق شعبه،ويري بعض الاكاديمين ان شراء السلاح من قبل الدول العربيه الفقيره لتحقيق التكافو التسليحي مع اسرائيل ان هذا التكافؤ لن يحدث ابدا ليس بسبب عدم مقدره هذه الدول في الحصول علي التقنيات التسليحيه المتطوره والتي ترفض الدول الغربيه بيعها للعرب بينما تعطيها لاسرائيل عن طيب خاطر،بل ان هذا التكافؤ لن يتحقق لان الدول العربيه في سبيل اسراعها نحو التسليح تعمل علي تدمير قطاعات اقتصاديه صاحبه الدور الاساسي في عمليه بناء الدوله و التسليح.

محمد الفكي سليمان

ليله سقوط الاتحاد السوفيتي لم يكن السوفيت بدون سلاح ،كانت لديهم كل التقنيات والصواريخ والقنبله الذريه ولكنه بلد مفكك الاوصال عاجز عن انتاج الخبز والحليب والدواء لابنائه وعاجز عن توحيد جبهته الداخليه وتجديد حزبه العتيد الذي حكم الامبراطوريه بالحديد والنار.

البكاء عن عدم وجود التقنيات التي تحمي البلاد غير مجدي،اذا وفرنا كل التقنيات وردارات المراقبه الموجوده في العالم اليوم علي استحاله ذلك الحلم لن نسلم من قصف جوي بعد شهر ، لاننا نشتري التقنيات ولاننتجها وبالتالي امكانيه الحصول علي تقنيه احدث من التي تملك اسهل من نزهه بريه ذات صباح خريفي،الشاه عندما اشتري السلاح من امريكا لمواجهه الاتحاد السوفيتي قال انه في حاله اندلاع معركه كل الذي يقع علي عاتقه هو الصمود حتي يهب الاصدقاء لنجدته،من هم اصدقاؤنا نحن؟ هذا هو السوال الذي يجنبك ان تكون فريسه سهله لكل مخلب.انه سوال السياسيه والعمل الدبلوماسي،لكن الاداء الدبلوماسي والسياسي يجعل كل العالم يتفرج علينا ليوكد حقيقه واحده وقاسيه وهي اننا في الواقع بلااصدقاء وحتي ايران التي ركبنا هذا المركب من اجلها لاتستطيع فعل شي،افادات وزير الخارجيه حول عدم علمه بالتنسيق مع ايران لايفسر ضعفه بقدر مايفسر تباعد خطوط خليه الازمه، فالمعسكرات في الحزب الحاكم موجوده والتيار الذي يناصر ايران قديم وتاريخي،فالحركه الاسلاميه نفسها كما اوضح قطبي المهدي في حواره السابق فيها السلفي والليبرالي والصوفي والخ وهذا امر معروف وقديم في الجبهه الاسلاميه،لكن ان ينعكس علي اداء الدوله وملفاتها الخارجيه ورؤيتها في اداره الوطن ووضعه في حاله حرب مع اسرائيل هذا يوضح ان هذه التيارات يمكن ان تقود الي كارثه اكبر مماصنعته الحركه الاسلاميه بالوطن في السنوات السابقه.

وزير الخارجيه الايراني عندما سئل عن ما اذا كانت ضربه السودان بروفه لضرب ايران قال ان اسرائيل لن تضرب ايران لانها تخاف من ردود الافعال الايرانيه-انتهي ويفهم من السياق انها لم تخاف من السودان ، وياسيد صالحي وانت نعم الصديق لبلادنا لماذا لم تنصحنا مجرد النصح من تلك السكه الخطره اذا كنت تعرف ان اسرائيل لاتخشي ردود افعالنا نحن دوله السودان

تعليق واحد

  1. كلم اليهود عن سواطيرنا لو سمحت وحبيبى حدث اسرائيل بى الزمان والمكان المناسب وسمحه المهله و سلم لى على جماعه حمايه المستهلك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..