أبوشنب (كدي شوف الأكياس)!!

قدمه والي الخرطوم عند تشكيل حكومته بأنه جنرال لا يشق له غبار وهو من حرر أبوكرشولا من براثن العدو ، وتوليه محلية الخرطوم يعني أنها حظيت بالرجل المناسب في المكان المناسب.
بدأ عهده بقوة وكان حاضراً ويجلس تحت شجرة (نيم) بموقف (جاكسون) يتابع عن قرب وكثب حملة تنظيم الموقف الرئيس ، وبالفعل شهد واقعاً مختلفاً وتحولاً حقيقياً، وإستبشر الناس خيراً بالجنرال خاصة بعد معركته الضروس مع القيادي بالحزب الحاكم اليسع عثمان القاسم الذي حازت شركته على ألف (طبلية) وأُغلقت لها شوارع كاملة ، فألغى أبوشنب العقد وأزال الطبالي وبدأت الأمور تعود لطبيعتها ونصابها.
وما أن وطدت أقدامه حتى وتغيرت سياساته وبدا في حملة إزلات (باطشة) ، أطاحت بعزيز قاليري والعديد من (الأكشاك) التي تباع فيها الصحف والمجلات، فأبوشنب حول العاصمة في خلال شهور الى عاصمة خاوية من الوعي والثقافة بعد أن دكت جرارته المكتبات.
وفي المقابل ما أشبه الليلة بالبارحة بل الليلة أقبح بكثير من البارحة ، ويشارك في ذلك كل المعتمدين بالعاصمة ، التي أصبح منظرها بائس ولايوجد بها ما يسر الناظرين لدرجة تهكم فيها بعض اللاجئين من دولة عربية وذكروا في مواقع التواصل الإجتماعي أنهم يعيشون وسط العفن .
كل الإنتفاخات وصولات الأسود للسلطات عند تنفيذ الحملات تجدها (هرر) في إزالة النفايات التي تكدست في الطرقات والأزقة والحواري ، ولم يجد المواطنون طريقة للتخلص منها غير حرقها بالرغم من أنهم يدفعون رسومها المفروضة عليهم من حر مالهم.
أبوشنب لم يفلح في خطته لتنظيم الأسواق فعادت الطبالي وعاد الفريشة وعمت الفوضى من جديد ، فالمحلية تبحث عن موارد لها لتسيير جيشها الجرار ، وكما قال الوالي من قبل أن موارد الولاية نضبت وجفت لأن (الحتات كلها باعوها) ، لم يجد أبوشنب طريقاً غير العودة لذات الموارد السابقة.
وإذا كان ذلك كذلك ما الذي يضمن أن الازالة التي تمت لهذه الكتبات والقاليري وغيرها لن تعود مرة أخرى لمن يدفع للمحلية أكثر؟ وحتى الشركة التركية التي بحسب إعلان سابق للمعتمد أنها ستتولى أمر شارع النيل وتصميم بعض المحال بالأسواق ، هل ستنجح خطتها فقط لأنها ستقوم بعمل تصاميم جديدة وسط (كوشة) وعاصمة توشحت بالإتساخ ، إنها عزيزي أبوشنب مثل القصر المنيف وسط الصحراء.
لا بد من إعادة نظر في أداء المعتمدين بولاية الخرطوم ، وكان واليها عبدالرحيم محمد حسين قد أكد أن حكومته أساسها وركيزتها المعتمدون وأنه يتابع معهم الأمر أول بأول بحكم إلتصاقهم بالمواطن ، ولكن هاهي الأيام تمضي وليس هناك سوى قطوعات المياه وقطع أرزاق الناس بازالات لاتراعي مالاتهم بعدها ولا يقدم لهم تعويض مجزي، في حين أن الولاية عاجزة عن نظافة عاصمة البلاد فباتت أكياس النفايات أحد معالمها ومادة للسخرية والتندر .
الجريدة
لغياب الإستراتيجية كل والي ومعتمد يشتغل حسب
مزاجه.بناء ثم إزالة. تشجير تقطيع. تصديق إلغاء.
ثم تكرار الأفعال .وكل شهر يفسحوا في موقف
المواصلات.وناسين النفايا والحمامات .
لغياب الإستراتيجية كل والي ومعتمد يشتغل حسب
مزاجه.بناء ثم إزالة. تشجير تقطيع. تصديق إلغاء.
ثم تكرار الأفعال .وكل شهر يفسحوا في موقف
المواصلات.وناسين النفايا والحمامات .