حزب المعتوهين .. أم أحزاب أصحاب العاهات المستديمة ..!

من طرائف صديقنا الراحل الظريف الدكتور عوض دكام عليه الرحمة والغفران ..أنه في فترة الديمقراطية الثالثة عقب ثورة ابريل 1985 الموؤدة التي لازالت تتساءل باي ذنب قتلت..؟
كان ينادي بقيام حزبٍ للبهجة .. لآنه يرى ان الشعب السوداني لو توفرت له البهجة والأفراح والليالي الملاح بعد مقومات الحياة الأساسية ولو في حدها الأدنى وانشغل الساسة عنه في بناء البلاد وتنميتها بعيداً عن تنكيد العباد .. فلن يهتم بمن الذي يحكمه إن كان أزهري أو عبد الله خليل او عبود أو نميري أو الخليفة عبد الله التعايشي أو حتى حنان بلوبلو عطفاً على طموحاتها الذاتية التي صرحت بها .. ولكن من حظ الدكتور دكام أنه لم يعش ليرى مدى العيش المنزوع من كل بهجة الذي بلغه الشعب السوداني في عهد الخليفة عمر .. !
ففي بريطانيا التي تمثل و احداً من أعرق النظم السياسية الديمقراطية في العالم .. تأسس حزب ٌ إسمه حزب المعتوهين .. وشعاره ضمناً .. خذوا الحكمة من أفواه المجانين .. ومن ضمن أجندة برامجه الإنتخابية التي كان ينافس بها أحزاب الثقل الجماهيري هناك كالمحافظين والعمال و الأحرار و هي لا تمن عليه بتمويل او إخلاء دوائرمنذ إنشائه في العام 1986 .. إنه يدعو لتحسين البيئة الإجتماعية بالمستوى الذي يساوي بين الحيوان والأنسان كمخلوقات لكل منها دوره في الحياة الى درجة الدعوة لحصول الحيوانات على جوازات سفر لتاكيد مواطنتها مع البشر !
حتى مسميات الوزراء التي وضعوها في حالة فوز الحزب بالأغلبية التي تخوله لتشكيل حكومة بريطانيا العظمى .. هي من قبيل وزير شئون الخضار الذي يركز برنامجه على ان تحتل الفاصوليا الخضراء او البازيلا مراكز متقدمة في الاسواق .. كما ان وزير شئون حقوق الحيوان يقول إن علامات عبور المشاه.. لا يبنبغي ان تختصر على صورة جسم حمار الوحش المخططة على الشوارع .. فهنالك إمكانية لرسم اشكال اخرى لحيوانات مختلفة .. !
المهم هم يقولون في برنامجهم إن الجنون هي اسمى معاني التعبير عن مكنونات الناس لآنها تلامس العبقرية الخلاقة !
فياترى كم من أحزابنا التي بلغت درجة العاهات المستديمة ..كالإندراوة التي لا اعرف معناها تحديداً ولكن ما نفهمه من المثل انها أكثر تعقيداً من علاج الجن الذي يمكن أن يتداوي.. وهي التي تدخل الى الإنتخابات بلا برامج ولا حتى إحترام لعقول الناس .. النصحين منهم وغير المجانين !
ولعلها أي الإندراوة التي يعاني منها أهل حزب الإنقاذ الذي ينزع جوازات المعارضين كالمناضل الأستاذ على محمود حسنين لآنه قال للحكام كفاكم ذلاً للوطن وأهله .. بينما حزب المعتوهين في بريطانيا ينادي بمنح الجنسية والجواز للحيوانات التي تبدو أكثر صواباً من الذين ينادون بعدم دفن معارضي فسادهم في أرض الوطن ..!
فايهما أعقل ..معتوهو الغرب الكفرة أم أصحاب العاهات الذين يرفعون سبابات الخبل لظنهم المُتوهم أنهم العقلاء الوحيدون بينما كل الناس غيرهم محض مغفلين وعندهم الف حق.. فماذا نسمي الصمت الطويل على الباطل غير هكذا صفة !
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..