
عند مفترق الطرق تحتدم العواطف يصبح الظن يقينا واليقين يتراقص عند حافة السراب…. (انت ياحاج العمال والفلاحين ديل بلدهم وين؟ قال لى:”يا مغفل العمال والفلاحين مو ياهن نحن”..أنا اخوك هسع نحنا اسمنا العمال والفلاحين؟.. قال لى:”ايوه”…”اها وزيادة الانتاج يعنى شنو؟”..قال لى:”الانتاج مو ياهو السجم البنسوى فيه ده وزيادة الانتاج يعنى تخت السجم فوق الرماد” (الطيب صالح بندر شاه)
لقد وضع الرجل الذى ينظر دائما نحو افق بعيد الاصبع على الجرح شخص الداء ولم يكن الترياق عسير المنال ولكن……..
قال محجوب
(الطريفى ولد بكرى الجمعية التعاونية ما هو قادر عليها كمان عايز تعمله وزير)
وقال الطاهر (انت تفتكر الحكاية بالكفاءة الموضوع كله اونطة فى اونطة المهم تبقى فصيح لسان وقليل احسان بس كتر من يحيا ويعيش شوف الحزب القوى ادخل فيه شى خطب وشى عوازيم وشى براطيل شويتين شويتن تلقى نفسك بقيت نائب فى البرلمان بعد داك ارقد قفا)
قال له محيميد (واذا كان بعد ما دخلت البرلمان ما عملوك وزير تعمل شنو)
قال ود الرواسى (جملة الايمان لو ما عملونى وزير اعمل عليهم انقلاب)
قال محجوب (وبعدين)
قال الطاهر (وبعدين كمان شنو ارقد قفا اى حاجة عايزة اضرب الجرس ادخل يافلان وامرق ياعلان فلان عينتك حكمدار فلان سويتك باشمفتش فلان حكايتك بايظة معاى دخلتك السجن فلان ما تورينى خلقتك فلان حبابك عشرة وكت امرق بالعربية الشفروليية وسط البلد الناس تهتف يعيش الطاهر ود الرواسى يحيا الطاهر ود الرواسى خلاص بقيت حاكم عام. بندر شاه-ضو البيت)
لم تمر عليه الخديعة كما اعمت الكثيرين بعده قال ود الرواسى موجها كلامه لى( شايف يامحيميد شايف ناس الزمن ده كيف بقوا ينكروا الحق والله صدق ابراهيم ود طه يقول لى ياود الرواسى اتجنب ناس الدقون والسبح والله ما يجيك من وراهم الا الشر .انا ياعبد الحفيظ ما اعرف الجامع ؟فى الحر والبرد منو النقل الموية والطوب ؟منو الوقف لحد ما السقف اترفع منو اشتغل طول الليل وقت الرجال شخرت؟ منو بس نقول شنو ونعيد منو)
صاح عبد الحفيظ غاضبا ووقف يريد ترك المجلس ولكن سعيد قال له ياخى ( انته جنيت ولا شنو الحكاية ونسة انتو عايزين تحجروا الكلام على الناس يا اخى الجامع ماتراه واقف فى واحد عايز يبيعه ولا يشتريه اللى يصلى واللى ما يصلى كلهم اشتغلوا والاجر والثواب عند الله ,بسم الله الرحمن الرحيم انتو عايزين تجيبوا الاسلام من اول وجديد)….كان هذا الحديث قبل امد بعيد من الكارثة وحين وقعت اصابته الدهشة و ادرك ان قومه لم يستبينوا النصح الا ضحى الغد فكتب فى حيرة من اين اتى هؤلاء؟
(انت تذكر انه كان لنا قبل اعوام نواب واحزاب ما كنا نعرف اولها من آخرها كانت الدروب تسوق لنا احيانا غرباء تلقيهم على ابوابنا كما يلقى موج البحر بالحشائش الغريبة ما منهم احد زاد على ليلة واحدة عندنا ولكنهم كانوا ينقلون الينا الضجة البيرة فى العاصمة حدثونا يومها ان الحكومة التى طردت الاستعمار قد استبدلت بحكومة اخرى اكثر ضجة ونوابا وكنا نسالهم من الذى غيرها فلا يردون علينا جوابا ونحن منذ ابينا ان تقوم المحطة عند الدومة لم يعد يعكر علينا صفونا احد وانقضى عامان ولا نعرف شكل الحكومة سوداء هى ام بيضاء(دومة ود حامد)…. هكذا كان الهامش جنوبا وشمالا شرقا وغربا!!!
يروى الطيب صالح فى دومة ودحامد كيف استغلت المعارضة قصة الدومة لاسقاط الحكومة وكيف اصبحت الدومة قضية يقظة وطنية و لعل السبب انه فى كل بلد من بلدان هذا القطر علما كدومة ود حامد يراه الناس فى احلامهم.
وفات عليهم جميعا كما يقول الزائر فى القصة ان المكان يتسع للجميع وابور المياه والمشروع الزراعى والضريح ومحطة الباخرة والدومة!!!!
والآن نقف جميعا هذه المرة عند نقطة اللا عودة ويا ليتنا نضع جانبا المصالح الشخصية و الحزبية والمذهبية جانبا لنبنى وطنا يسع الجميع والا………
د.عوض النقر بابكر محمد