الفاشر, ما شاء الله

ما احتفت بي مدينة ولا احتفيت بمدينة مثل الفاشر,غراماً تعرفه قبل أن تتكشف لك التضاريس الساحرة لمكان الفاشر وزمانها , هنا مدينة متلفعة بالغموض, كفتاة غامضة قليلة الكلام , عذبة في غنجها حلوة في الدلال , تنفتح لها أبواب خيالك مشرعة فإذا بك صب مدله في الغرام.
والفاشر ابنة عز قديم وشرف كريم , اباؤها ملوك قال عنهم ابن عمر التونسي بان هيبتهم لا مثيل لها بين اقرانهم من الملوك, و بيوت العز تغري ربائبها بالكرم ومحاسن الأخلاق وتزين لهم الترف وملاينة الحياة, فتظهر فيهم ابداً سيما النبلاء وإن جارت عليهم بعض غوائل الدهر واحاطت بهم بعض نوائبه فتجدهم حينئذ, وبما عهدوه من مسايسة الأمور, لا ينحطون إلى مجاهل لا يعرفونها وأخلاق لا يألفونها, وهكذا تصورت لي الفاشر, منذ لحظة المصافحة الأولى, ومازالت أسرارها حية متوقدة, عصية على الفتح والكشف.
والفاشر محمية دارفور وجوهرتها الثمينة, تحفها الجبال كحراس أشداء أقامهم الزمان على ابوابها فهم أبداً على أهبة, وكأنهم قد فهموا بانهم إذا ما زالت الفاشر زالوا, وحفت بها جداول المياه رقراقة صافية أنبتت على ضفافها الهجليج , فتراه جزلاً فرحاً كلما داعبته النسمات, وأقام بقلبها قصره فريد الزمان و درة الملوك والأعيان, خادم الحرمين الشريفين, السلطان علي دينار, يبدو لك شامخاً وشارفاً من ربوته على أحياء الفاشر وحواريها يرقبها بسلطته وتتبعه بعهد الملك والسلطان.
فلا عجب إذاً أن اهل هذه المدينة قد نالهم من صفاتها, وما ورثته من شيم الملوك, حظاً عظيماً, يقولون لك: أنت فلان؟ ما شاء الله, لهم حضور و احترام وتهذيب, وكأنهم قد تعهدهم مربو الملوك بالرعاية والأدب, يخفضون أصواتهم إذا ما تحدثوا ويتبسمون إذا ما صمتوا, لهم بشاشة في وجوههم ,فهم أبداً في إشراق.
الفاشر, ما شاء الله
م.هشام بشير محمد صالح, الفاشر
زرت مسقط رأسي مدينة الفاشر العريقة في شهر اكتوبر المنصرم بعد فترة زادت عن الست سنوات منذ ان رأيتها آخر مرة ، لقد بدت لي منهكة متعبة ، شاخت وتشوهت واتسخت وتبعثر مجتمعها الودود ، ضاعت معالمها وتحول لونها الاخضر الي غبرة لا تخطئها العين ، لم اشاهد شبابها الذي هجرها ومات وارتحل عن دنياها رموزها وشخصياتها التي وسمتها واشتهرت بها ، والصراحة ، كانت تلك هي اول مرة اجد فيها نفسي متعجلاً مغادرتها ..اي والله ..بدت لي المدينة ماسخة وموحشة هذه المرة .
لا ادري ما هي علاقة كاتب المقال بالفاشر ولكني استغربت إحتفاءه بها..هل بإنسانها المسالم المغلوب علي أمره …ام بتدهور أوضاعها ونقص الخدمات فيها واتساخ شوارعها والتدهور المريع في صحة البيئة فيها ؟ واسألوا احمد طه الذاكي فهو خير من يحدثكم ، ام بالمباني الضخمة التي بنيت دون مراعاة لاي نسق هندسي او جماليات او تضاريس المدينة ، ام بتشويه وسط المدينة وبناء دكاكين شوهت ميدان النقعة الجميل..علام الاحتفاء ..؟ ب ( كِبِرِها ) الذي يحكمها منذ عشرة سنوات ظل فيها مختصماً مع وكارهاً لأهلها الذين لم يستكينوا للإنقاذ ، حتي قال لهم بعد ان ياس من تدجينهم : أنا علي ديناركم الاعلي .. وقد ساهم الوالي نفسه في تشويه المدينة ، لم أر نادي دارفور او قصر السلطان ولكني قرأت لافتة علي مبني أنيق متصل ببناية اخري تتبع لجهاز الأمن، مكتوب عليها : المنزل الرئاسي .
اشكر السيد هشام بشير علي كلماته التي بدت اطراءً لمدينة ما زلت اعشقها ، ولكن لم تعد هناك فاشراً نحتفي بها ، فما تراه الان هو اسمال بالية وأطلال لمدينة كانت في يوم ما عاصمة لدولة يحج اليها اقوام من مختلف دول العالم واهم نقطة التقاء لقوافل التجارة الغرب والوسط إفريقية .
…….لك الله يا الفاشر ، وحتماً سياتي يوم يقتص لك فيها أبناؤها الخُلّص، من كل من آذاك واساء إليك .
(ملوك قال عنهم ابن عمر التونسي بان هيبتهم لا مثيل لها بين اقرانهم من الملوك, و بيوت العز تغري ربائبها بالكرم ومحاسن الأخلاق وتزين لهم الترف وملاينة الحياة)
هذا كلام و لا يستقيم و ما يقوله الاشراف من ال البيت و اولاد البلد( على لسان الكاذب الضليل المتمهدى) . الشريف /عمر بن حسن احمد البشير ، يقول عن اهل دارفور انهم عبيد و تارة انهم فروخ و حتى مجهولة الهوية ، قبيحة الخلق و الاخلاق ، سعاد الفاتح على ان ( عواليك) مثل د. خليل ابراهيم ( عاوز يحكمهم) ، اما الشريف عمر بن حسن احمد البشير ، قال انه ، اى خليل ، شكلة ليس شكل رئيس ، فكيف تاتى انت و تقول ان اجداد خليل ابراهيم ( هيبتهم كملوك لا مثل لها بين اقرانهم من الملوك)؟