أخوى الفى ابو ظبى عارف وأنا ما عارف!

قصة حقيقية تصلح كمقدمة لهذا المقال، حدثت فى الواقع لصاحبنا الذى لديه دكان صغير فى المنطقة الصناعية بإم درمان، يبيع فيه البويات والمسامير وإحتياجات النجارة والحدادة وخلافهما ولديه عامل (بياع) يثق فيه كثيرا، يقوم بكآفة الأعباء نيابة عنه، يضع البضاعة فى المخزن ويحول جزءا منها للمحل ويبيع ويستلم الملبالغ وفى نهاية اليوم يحاسب صاحبنا ويسلمه الحصيله، ولكى يثبت له أمانته يصر فى كل يوم على أن يخرج جيوبه فارغة وصاحبنا يحلف ويقول له عيب منك هذا الكلام، أنا لم يحدث ان شككت في أمانتك فى يوم من الأيام.
حتى جاء شقيق صاحبنا الذى كان مغتربا فى ابى ظبى لقضاء عطلته بين أهله واصدقائه ومن ضمن الأماكن التى كان يقضى فيها وقتا طويلا، دكان شقيقه، يتأنس مع من يجاورونه ويشرب معهم الشاى والقهوة وبإعتباره قادم من أبوظبى بلد البترول والدولار فدائما ما يقوم بسداد قيمة الفطور، إذا كان فول أو سمك.
قبل أن يغادر ذلك المرتاح عائدا الى مكان عمله، قال لشقيقه : “الولد الذى يعمل معك، هذا بسرقك” .. فغضب الأخ من اخيه كيف يقول مثل ذلك الكلام على العامل الذى يريحه ويقوم بجميع أعباء المحل بكل همة ونشاط ولم ير منه أى تصرف غريب أو مريب، لذلك دافع عنه وعن أمانته قدر إستطاعته.
حتى حدثت المفأجاة الكبرى التى لا يمكن أن تصدق بعد سفر ذلك الأخ بمدة لم تطل، حيث حاول الشاب (البياع) كعادته أن يثبت أمانته وهو خارج من المحل قبل أن يحصل على مصاريف مواصلاته وخلافها، وبينما هو يفعل ذلك وقعت 10 جنيهات كانت ملفوفة فوق إذنه ويغطيها شعره الكثيف، فبهت الذى كان يخون الأمانة ويعمل فيها شريف.
حكى صاحبنا لأصدقائه قائلا “موضوع السرقة المستمرة من فترة كما هو واضح، لم يغضبنى كثيرا، لكن المزعلنى حقيقة هل يعقل أخوى الفى ابو ظبى يكون عارف الزول ده حرامى وأنا ما عارف”؟
هذه الواقعة تشبه تماما حال وزير العدل الذى تشعر أحيانا بأنه وزير عدل فى زمن عمر بن عبد العزيز لا عمر البشير، حينما تقرأ سوف ترفع الحصانات عن شخصيات كبيرة أو تم فتح بلاغ على الجهة الفلانيه، ثم فجأة يتحول من موقفه ذاك 180 درجة فتجده يصرح بصورة غير مقنعه غير مهتم بتحقيق العداله فى قضية اوضح من الشمس، مثلا تصريحه عن عدم معرفة الجهة التى قتلت شهداء سبتمبر 2013، وأصدقائنا الذى هاجروا الى أستراليا يعرفون من قتل اؤلئك الشهداء، لكن وزير العدل ووزيرة الدولة (تور الدبة) لا يعرفان!
فمن يقتل فى السودان ويرتكب جرائم الحرب وجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية منذ 30 يونيو؟ من يردد فى أجهزة الإعلام “قش اكسح .. ما تجيبو حى”؟
اليس هو رئيس جمهورية النظام وزبانيته، وهو اول من توجه له اصابع الإتهام، اليس هو الكشاف الأول والرئيس الأعلى للقضاء والشرطة والقائد الأعلى للجيش وهو المسئول عن جهاز الأمن والمخابرات .. الخ الخ.
إذا اعتبرنا رئيس جمهورية النظام غير مسئول بصورة مباشرة، الا تؤكد جميع الشواهد أن المليشيات الأربع المعروفه ومعها مليشيا الدفاع الشعبى هم الذين إرتكبوا تلك الجريمه البشعة وقاموا بتنفيذها خلال ساعات معدودة ، بناءا على تعليمات عليا؟
هل يستطيع وزير العدل أن يستدعى أى قائد من تلك الملشيات وأن يحقق معه؟
وهل فكر فى إستدعاء ذلك الشاب الذى شوهد وهو يحمل (كلاشنكوف) متصورا معه فى محبة وقد كان أمينا لأمانة الطلاب بالمؤتمر الوطنى حتى وقت قريب تم تحويله بعد ذلك لأمانة الشباب؟ لماذا لا يستدعى مثل ذلك الشاب وجميع من يشبهونه؟
ومن لهم مصلحة غير هؤلاء الذين فتح لهم النظام خزائنه، حتى أفلس واصبح يستجدى إعفاء الديون؟
فى اى عصر نعيش يا وزير العدل، الم تسمع عن قضية مقتل الباحث الأيطالى (روجينى) التى خلقت أزمه بين مصر وإيطاليا لا زالت مستمرة، الم تسمع عن طلب الحكومة الإيطاليه بالسماح لمحققيها تفريغ المكالمات الهاتفية فى مساحة محددة قابلته الحكومة المصريه بالرفض وأعتبرته إنتهاكا لسيادتها ولمواطنيها الذين سوف يسمع المحققون الأيطاليون محادثاتهم، فهل فكرت يا وزير العدل من شركات الإتصالات لمصلحة القضية الإستماع للمحادثات الهاتفية لعدد من المسئولين خلال تلك الفترة يتوقع أن تكون لهم صلة بتلك المذبحة.
فإذا لم تفعل ولن تفعل، ماذا كنت تتوقع ? مثلا – أن يتبرع مرتكب تلك الجريمه من نفسه معترفا بأنه أعطى التعليمات للجهة الفلانية أوالجهة الفلانيه، التى قامت بالتنفيذ، هل تتوقع ذلك من جماعة تتاجر بالدين وتستخدم أياته من أجل الدنيا، وتعيش خارج العصر وثقافته وترى أن اؤلئك المتظاهرين فاسدين يحاربون الله ورسوله لذلك جزاءهم أن يقتلوا ويصلبوا.
سوف يبقى النظام متهافتا ومنبطحا وذليلا وخاسرا وفاشلا، فكما قيل “الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافره ولا ينصر الدولة الظالمه وإن كانت مسلمة”.
ختاما .. ” فى الدولة – الدينية والطائفية – يصنف الناس الى مسلمين وكفار، والى إسلاميين وعلمانيين والى سنة وشيعة، بينما فى دولة ? المواطنة- مثل الهند يعيش الهندوسى الذى يعبد البقر فى أمن وسلام وعدل ومحبة الى جانب أخيه المسلم الذى يأكل لحمه”.
تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انت الماعندك موضوع تكتب عن وزير عدل وين هي العدالة في المؤتمر الوطني وهل مقتنع بان هؤلاء الناس ممكن يحكموا قضية واحدة مؤثرة؟؟ لا والف لا هدا للاستهلاك فقط

  2. يا استاذ تاج السر ،، ات ما بتمل التكرار؟؟
    والله العظيم بقت خاتمة اي مقال ليك. ماركة مسجلة عديل ليك،،،
    ياخي معقول ما عندك اي تجديد غير :-
    سوف يبقى النظام متهافتا ومنبطحا وذليلا وخاسرا وفاشلا، فكما قيل “الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافره ولا ينصر الدولة الظالمه وإن كانت مسلمة”.
    ختاما .. ” فى الدولة – الدينية والطائفية – يصنف الناس الى مسلمين وكفار، والى إسلاميين وعلمانيين والى سنة وشيعة، بينما فى دولة ? المواطنة- مثل الهند يعيش الهندوسى الذى يعبد البقر فى أمن وسلام وعدل ومحبة الى جانب أخيه المسلم الذى يأكل لحمه”.

    يظهر عليك هندوسي ونحن ما جايبين خبر ،،،، والدليل كرهك لما كل هو مسلم

    ياخي جدد جدد،،، لي الأقل اسمع كلام شيخك المجدد المثل الاعلي لك وشهيد الزمان،،،،
    الا تؤمن بالتجديد،؟
    أبدا بنفسك لكي يتبعك المريدين

  3. الامور في الهند ليست كما يصورها تاج السر , فحتى في سودان البشير يعيش المسيحيون الاقباط وضعا افضل من اغلب المسلمين و اليكم هنا اقتباسا من موقع ساسة بوست http://www.sasapost.com/the-relationship-between-hindus-and-muslims-in-india/

    ( واخر الشهر الماضي ( نوفمبر 2015)، نقلت وسائل الإعلام العربية والدولية، على رأسها وكالة رويترز الإخبارية، خبر ارتفاع نسبة المسلمين في الهند، وانخفاض نسبة الهندوس من تعداد السكان للمرة الأولى منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1947 إلى أقل من نسبة 80% (79.8%(، ما زاد القلق لدى أعضاء الحزب الهندوسي من وراء ذلك.

    فما طبيعة العلاقة بين المسلمين والهندوس؟ وكيف تبدو نظرة الهندوس إليهم؟ وكم يشكل المسلمون المتواجدون داخل البلاد؟ فضلا عن الوقوف على أبرز التحديات التي تواجهها ?الأقلية المسلمة?؟

    (1)  جذور العلاقة بين المسلمين والهندوس في الهند

    في معظم دول العالم التي تضم أقليات داخل أراضيها تبرز العديد من المشكلات، في محاولات لتحقيق معادلة? الصراع من أجل البقاء?، فتنتج عنها عواقب دينية وسياسية وحتى اقتصادية، كما جرى خلال القرون الماضية بين المسلمين والهندوس.

    وترجع الصدامات بين المسلمين والهندوس إلى جذور تاريخية قديمة ارتبطت بدخول الإسلام إلى شبه القارة الهندية، حيث سيطر حينها المسلمون على معظم أجزاء المنطقة ودخل الهندوس في الإسلام حتى شكلوا أقلية مسلمة كبيرة ضمت حوالي ثلث سكان شبه القارة الهندية قبيل استقلال المنطقة عن بريطانيا.

    وشكل الدخول في الإسلام بداية خيبة أمل وتحد من قبل الهندوس؛ حيث بقي في تلك الفترة المسيحيون في الهند أقلية صغيرة جدًّا مقارنة بالمسلمين، وكذلك الأمر بالنسبة للطائفة ?السيخية? التي انشقت عن الهندوسية وشكلت ديانة خاصة جمعت بها بين بعض الأسس الهندوسية والتعاليم الجديدة التي أخذت بعضها من الإسلام.

    وبالتالي، حكم المسلمون الهند ستة قرون وتشكلت صورة الهند عالميًّا عبر حكامها المسلمين من ?الغوريين والخلجيين وآل تغلق والمغول?، الذين لم يتركوا الساحة للاحتلال البريطاني إلا في منتصف القرن التاسع عشر.

    والجدير ذكره أنه عند تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947 هاجر عدد كبير من المثقفين المسلمين وموظفي الحكومة والأطباء ورجال القانون إلى باكستان، ما أدى إلى حدوث تغيير في البنية الاجتماعية للمسلمين، وتردي أوضاعهم بشتى مضامينها.

    ذلك العام  شب صراع دموي على?الجغرافية المقدسة? للبلاد، بعد أن أفضى الاستقلال إلى تكوين دولة إسلامية في فضاء جغرافي يسميه القوميون في الهند بـ?التراب الهندوسي المقدس?، حيث قامت باكستان (الغربية آنذاك) في ذات الأرض التي جاءت منها واستقرت فيها قبائل هندوسية.

    ولكن، لم تلعب? الأقلية المسلمة? منذ تقسيم الهند عام 1947 أي دور من أدوار جماعات الضغط والمصلحة، وليست لها تنظيمات حزبية أو سياسية فاعلة، فهي منشغلة بأزمة الهوية والمواطنة والدفاع عن نفسها ضد الاتهامات الهندوسية، حتى يومنا هذا. )

  4. اخي تاج اذا لم يعرف القاتل فلماذا تدفع الدولة الدية ؟؟؟اجابة هذا السؤال تعني ان الدولة تعرف والا ان الذين دخلوا البلاد من الخارج ولم تقاومهم الدولة وهذا حساب اخر اقسي من الحساب الاول عوض النور في ورطه حقيقية جعلته في متاهه!!!

  5. ياهو حالك يا تاج السر وكلام بعض المعلقين فيك صااح ،،الجمل مابشوف عوجة رقبتو
    لا تقبل اي نقد او جدال او تعليق حر،،، ومعتبر نفسك من الصحفيين الإفراز وتضرب الأمثال كمان وتتهم غيرك بعدم المعرفة والجهل فقط لاختلاف الراي او حرية التعبير،،،
    وكعادتك تعتبر من يخالفك من جماعة تغييظك وتورق عليك منامك،،،وانت لا تفقه غير هذا التعبير،،،
    من قال لك انني من الجماعة التي تمثل لك بعبعا وتقض مضجك،،،وهذا افلاس في حد ذاته تتصف به دوما وباين في ردودك علي الكثيرين ،،،،
    انا يا اخي لاغيظك اكثر انا صحفي واحترفها مهنة واحمل بطاقة وعضوية وليس مثلك صحافي كيبورد وفي الراكوبة فقط،،
    وانا أعيش في دولة مواطنة بالدرجة الأولي ومؤسسة للعدالة والعدل الدولي،،،،،
    فدعك يا اخي من الأمثلة الفضفاضة دي تركز علي بعض الأشياء ،،ولا تمل بل بالعكس لا تركز الا علي إظهار نفسك وتهاجم غيرك ولا تعترف باي كفاءة غيرك،،،
    اما حكاية التحاور دي اطلع منها لانك ليس معني به وليس من المؤهلين أصلا لان تجلس يوما في حوار حتي لا تملك غير مهاتراتك علي معلقيك الممجوجة دي،،،
    فالحوار له ناسه وهم سائرون في طريقه ،، ولا اظنك متابع لنا يحدث في جنوب افريقيا والصادق مقنطر هناك،،،
    سيبك من الفزلكة دي وحاول كون ديمقراطي مع نفسك اولا

  6. ما شاء الله يا أستاذ تبارك الله … ألاحظ أنك ترد على المعلقين باسمك مش زي زمان ترد بأسماء وهمية مثل (كاره المؤتمر ، وكاره الكيزان …. الخ) كما ألاحظ أنك تخليت عن عبارتك الراتبة في الردود (من أنت أيها النكرة حتى ترد على الاستاذ الجهبذ تاج السر ) وكذلك عبارة (الاستاذ تاج السر معروف في الأوساط الدولية وله حضور دائم في منصات الفكر وال…..) … هل هذا التطور بعد أن كشفك الشباب المتابعين … الله يشفيك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..