عيديتي

عيديتي..

جاء العيد بعد انتظار ولكنه أيضاً قد توشح بالدم فكان لونه احمرا غاتما، وتقدم الركب ذبيحان اقرنان املحان من زينتا شباب أهل البلاد لفداء هذا الشعب الساكن سكون الليل.. قالوا لنا في الأثر أن الله قد فدي إسماعيل بكبش أنزله ملكه جبريل إلي عبده إبراهيم وقال له يا إبراهيم إنك قد صدقت الرؤيا واليوم نفدي إبنك بهذا الكبش العظيم فلا تذبحه وأنت من الصادقين.. وقد جاء من بعده نبينا نبي الرحمة المنزل إلي عباده فاحي سيرتهم فصارت سنة في كل صباح يوم العيد أن يتقدم كبشا غير ادمي لفدائنا ونحن مرحي بهذا الفداء..
و لكن ليلة الخميس ارجعانا جعفر وأخوه أشرف الي ذكري يوم الذبح العظيم فتقدما الركب مقدمان روحيهما كبشا فداء لهذه الأمة فاختلطت دمائهم مع دماء بقية الكباش وسالت شوارع ام درمان جداولا بالدماء .. لماذا هذا العناد يا جعفر ولماذا هذا العناد يا أشرف؟ أو لم يصدق اباكما الرؤيا؟ ثاني ذبيح وكبشيي فداء وضحية! وما بال اماكم فقد تقطعت قلبيهما في هذا اليوم واختلطا مع أكوام اللحم الموزع في العيد الي الأهل والجيران والأحبة أن هاكم فال العيد.. اليوم فقد أحييا فينا ذكري اسماعيل يا أختاه وأصر النظام أن يصطاد من مرحاتنا كما ظل يفعل كل عيد فاختار اليوم جعفر وأشرف والعيد القادم قد نأتي لنأخذ فالكم! .. العيد يا أختاه فال جعفر وأشرف فلا تنتظري اضرمي النيران ودعي الناس في الشوارع يستنشقون روائح الشواء فهم هناك فرحين غير مبالين يرتدون أزياءهم البيضاء والمزركشة محتفلين بالعيد السعيد وما انشغلوا عنه.. دعيهم يستنشقوا رائحة شواء جعفر وأشرف لعلهم يأتون الي بيوتنا فلكباشنا مذاق لا يقاوم أولم يذبح فيهم النظام كل عيد؟ أنه فعلاً نظام ذكي يعرف أن يختار لحوم كباشه فهو لا يقاوم هذا الطعم اللذيذ! فغدا سيعود يا أختاه وسانخذ فالكم!..
تفضلوا أيها الملتحون والمتلفحون بالعمم والثياب تفضلوا إلي المائدة ولن تحتاجوا أن تبداوا بالبسملة فقد بدأها النظام قبلكم وهل هناك أفظع من قلب ليأخذ سكينا ويغمدها في قلب أخيه؟.. الم يقول اسماعيل يا ابتي غطي عيناك والتفت عني حتي لا تراني فيلين قلبك فتعصي أمر ربك التفت عني ثم اذبحني .. نعم كانت هي الوصية حتي لا يلين قلبه ولكن هل لجزارنا قلبا؟ لا يهتم بذلك فهو متخصص في نزع قلوب البشرية فقد اخمد سكينه بدل مرة فكانت ثاني مرة وثاني مرة وثاني مرة فصعدت روحيهما في سكون ..

عيد سعيد!

الصادق الزين
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..