الدعم المرفوع ( بالكسرة ) ..!!

. جاء في الأثر ان السودان هو سلة غذاء العالم ، وهذه الحكاية الاسطورية جاءت نسبة للأراضي الزراعية الشاسعة التي يتميز بها السودان من دون خلق الله من بلاد الدنيا ، وهنا تساءل صديقي ، اين موقع الصين من هذه السلة الغذائية ، فهناك في ارض الصين ملايين الافدنة تزرع سنوياً بملايين الأيدي العاملة ، وشكك في نسب الموقولة للسودان ، وفي تقديري ان احد السياسيين الشطار قام بترجمة هذه المقولة ونسبها للسودان ، في غفلة من الناس ، فالسودان وبشهادة نظام الإنقاذ ليست سلة لغذاء العالم ، ولن تكون في يوم من الأيام ، والدليل ، هو عندما كانت الحكومة تسبح في خيرات البترول لم تفكر لحظة في إنشاء وتطوير المشاريع الزراعية ، ولم تهتم بالأمر ، وبعد ان ذهب البترول جنوباً ، اتجهت الحكومة للذهب وتجاهلت ايضاً موضوع الزراعة ، والحكومة حتى اليوم لها قناعة راسخة بعدم جدوى الزراعة في هذا البلد ولا فائدة ترجى منها ، فرجاء أغلقوا موضوع سلة الغذاء هذا ، وأنسوا شعار نأكل ممانزرع ، فخير لنا ان نعرف من اين تؤكل الكتف وليس كيف تورد الإبل ..!!

. الحكومة اليوم تتجه لرفع الدعم عن المحروقات والقمح ، يعني بالواضح كدا ، الحكومة ، تراجعت عن قصصها المكررة والمملة ، والتي حفظناها عن ظهر قلب ، والتي تتحدث كل يوم ، عن نجاحاتها وإنجازاتها ، وكل يوم تتحرك الوفود الرئاسية ومعها افواج الجراد الإعلامية التي ( تكتب ما تؤمر به ) ، لإفتتاح بئر ماء ، او إفتتاح عمود كهرباء ، او إفتتاح مستوصف خالي طبيب وصيدلية ، والصحافة الحكومية تكتب وتتحرى الكتابة في ما ينفع الحكومة ، ويضر الشعب ، نعم تراجعت اليوم الحكومة وإعترفت بفشلها وفشل نظامها الإقتصادي ، وقررت رفع الدعم عن الجاز والبنزين والغاز ، ورفع الدعم عن الدقيق والرغيف والمخبوزات ، يعني في إتجاه لإعلان السودان كدولة تعاني من ( فجوة غذائية ) إسم الدلع الرسمي ( للمجاعة ) ، ولا تستعجلوا الأمر ، فكل السودان اليوم ، هو الخرطوم ، وكل هم البرلمان اليوم هو شارع النيل ، وكل هم الشرطة ودستور الدولة هو ( طرحة البنات ) ..!!

. ولا غرابة ولا إستغراب ، فبعد ان ترفع الحكومة يدها عن الجاز والبنزين والغاز ، وترفع قدمها عن القمح والدقيق والرغيف ، كل الإسعار ستطير للسماء ، وكل الشعب سيصبح في حالة يرثى لها ، فجميعهم سيصاب بداء السَعر القاتل ، هذا الداء الذي يجعل الإنسان يأكل لحم أخيه الإنسان ( فكرهتموه ) ، ولكن رغم هذا الكره ، سنظل ، نتحدث عن من هو البديل ، وسيتحدث البعض ، عن إسلامية الدولة خير من علمانيتها ، ومن نشهد لهم بالصلاة خير لنا ممن لا نشهد لهم بالصوم ، وهلم جرا ، والبلد في حالة ضياع ، وسيظل نظام الإنقاذ ، يكبر ويهلل ، ويرفع الدعم عن كل شئ ، حتى ولو لم يكن هناك دعم ، أيضاً سيرفعه ، ولا فرق عندهم ان يرفع بالضمة أو يرفع ( بالكسرة ) ، فكل همهم هو رفع هذا الشعب رفعاً ..!!

ولكم ودي ..

الجريدة

( تعرض هذا المقال للقص والحذف من قبل الرقابة الداخلية للجريدة في النسخة الورقية ، وإصبحنا نعاني من الرقابة القبلية والبعدية والآن الداخلية )

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وكل هم البرلمان اليوم هو شارع النيل ، وكل هم الشرطة ودستور الدولة هو ( طرحة البنات ) ..!!
    كلام صاح؟؟؟؟؟
    البرلمان ما شغال بالمعيشة بتاعة المواطنين
    ديل همهم اوضاعهم ومرتباتهم والشعب يشرب من البحر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  2. سئل احد المساطيل لماذا يهتم الانقاذيون بالشوارع اكثر من اهتمامهم بهم الوطن والمواطن قال لانهم اصلا اولاد شوارع

  3. (( ولا غرابة ولا إستغراب ، فبعد ان ترفع الحكومة يدها عن الجاز والبنزين والغاز ، وترفع قدمها عن القمح والدقيق والرغيف ، كل الإسعار ستطير للسماء ))

    يا أستاذ نورالدين ، يد الحكومة مرفوعة منذ أكثر من عقدين من أية سلعة أو أية خدمة . أفلم تقرأ موضوع 42 % لزميلك الطاهر ساتى ؟ .. الحكومة بتأخذ ضرائب بمسميات مختلفة من حليب الأطفال ، فما بالك عن المحروقات والقمح !! ..
    لا ندرى ما الذى يمنعها من أن تسمى زيادات الأسعار باسمها الحقيقى ! .. أعتقد لأنها تفتقد الأخلاق والوازع الدينى لقول الصدق .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..