مقالات سياسية

الصحفية سهير عبد الرحيم .. أُكلت حين أُكل الثور الأبيض

ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻗﺮﻳﺔ ﻭﺍﻏﺘﺼﺒﻮﺍ ﻛﻞ ﻧﺴﺎﺋﻬﺎ إلا ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻗﺎﻭﻣﺖ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﻭﻗﺘﻠﺘﻪ ﻭﻗﻄﻌﺖ ﺭﺃﺳﻪ
ﻭﺑﻌﺪ أﻥ أنهى ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻣﻬﻤﺘﻬﻢ ﻭﺭﺟﻌﻮﺍ ﻟﺜﻜﻨﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺗﻬﻢ ، ﺧﺮﺟﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻬﻦ ﻳﻠﻤﻠﻤﻦ ﻣﻼﺑﺴﻬﻦ ﺍﻟﻤﻤﺰﻗﻪ ﻭﻳﺒﻜﻴﻦ ﺑﺤﺮقة
إﻻ ﻫﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺣﺎملة ﺭٲﺱ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﻋﺰة ﻧﻔﺲ ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭ للأﺧﺮﻳﺎﺕ.
ﻓﻨﻈﺮﺕ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻟﺒﻌﻀﻬﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻗﺮﺭﻥ ﺍﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻗﺘﻠﻬﺎ حتى لا تكشف سرهن وتفضحهن وﻻ ﺗﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺑﺸﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺗﺴﻤﺢ بتدنيسه
ﻭأﺧﺬﻥ ﻳﻨﺎﺩﻳﻦ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻟﻲ :
” ﺍﻗﺘﻠﻮﺍ الزانية ﺍﻟﻤﺎﺭقة إﻧﻬﺎ إﺭﻫﺎﺑﻴﻪ ﺫﺑﺤﺖ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﺍلمسكين ”
ﻭﻫﺬﻩ ﺣﺎﻝ أﻣﺘﻨﺎ ﻗﺪ أُﻧﺘﻬِﻚ ﻋﺮﺿﻬم ﻭﻗُﺘﻞ ﺷﺒﺎﺑﻬم ﻭﺳُﻠﺒﺖ ﺛﺮﻭﺍﺗﻬم وإنهارت دولتهم… ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ يأتي ﻣﻦ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻬم ويحاول أن ﻳﺮﺟﻊ ﻟﻬم ﻋﺰﻫم ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻬم ويكشف لهم المستور يتهموه في شرفه ، ﻭيتآمروا ﻭيحرضوا عليه ويحاولوا قتله… نفسياً ومعنوياً … ﻫﺬﺍ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ وهذا ما جرى للصحفية سهير عبد الرحيم وإتهموها في نفسها وفي كفاءتها وتكاثرت وتكالبت عليها السكاكين من كل حدب وصوب وفي كثير من المواقع من بعض الحاقدين الجهلاء

لم يفاجأ الرأي العام .. وخاصة أنصار الحرية والديمقراطية وحرية الفكر بوقف زميلتهم الكاتبة الصحفية سهير عبد الرحيم … كما لم يفاجأ من قبل بوقف الصحفيين الوطنيين الشريفين الأستاذ شبونة والدكتور زهير السراج لقد تم إيقاف الصحفية سهير عن الكتابة بقرار وذلك بعد بيانها الشجاع الذي أوضحت فيه القضية للرأي العام وكانت فيه غاضبة على اتحاد الصحفيين الذي لم يدافع عنها … ولا ندري من الجهة التي أصدرت أمر إيقافها ولا حتى تكرمت هذه الجهة بتوضيح المسألة والأسباب ولذلك فتحت الأبواب مشرعة لكل التأويلات …
وإنني لا أدافع عن سهير في شخصها لأنني لا أعرفها وقد نختلف أو نتفق معها ولكن الدفاع عن المبدأ وهو حرية التعبير ورفض التكبيل لحرية الراي والكتابة …
سهير عبد الرحيم المأخذ عليها وعلى غيرها من بعض الصحفيين إنها لم تكتب يوما واحدا في الدفاع عن حق الصحفيين الدكتور السراج والأستاذ شبونة ولا سطرا واحدا تطالب فيه بالدفاع عن حقهم في الكتابة وبالتالي لم تدافع عن حرية الصحافة والتعبير لأنها لم تتوقع إنها يوما من الأيام سيتم إيقافها من الكتابة وإنها ستشرب من نفس الكأس الذي شرب منه الآخرين … وتناست أو تناسوا جميعا بأنهم ( أكلوا حين أكل الثور الأبيض )… ماذا لو قالوا كل الصحفيين (صحافة حرة أو لا صحافة) من ظن أنه بعيد عن إيقافه من الكتابة فهو واهم … كما توهمت سهير

وعلى العموم لقد أخطأ من أصدر هذا القرار الغير مسؤول لأن حرية الرأي كفلها الدستور السوداني وكفلتها كل الديانات السماوية ومارسها الأنبياء مع الخالق عز وجلّ حينما قال سيدنا إبراهيم لرب العزة والجلالة ( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي الآية …. ( 260 )البقرة … فكان سيدنا إبراهيم نبيا ويخاطب رب العزة والجلالة في أمر لم يقتنع به بعد … وتم توضيح هذا الأمر له
ومن اشهر القصص عن سليمان عليه السلام هي قصته مع بلقيس ملكة سبأ. وكيف خاطبه الطائر الهدهد :
جاء يوم.. وأصدر سليمان أمره لجيشه أن يستعد.. بعدها خرج سليمان يتفقد الجيش ، ويستعرضه ويفتش عليه.. فاكتشف غياب الهدهد وتخلفه عن الوقوف مع الجيش ، فغضب وقرر تعذيبه أو قتله ، إلا إن كان لديه عذر قوي منعه من القدوم.
سورة النمل
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20 ) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21)
فجاء الهدهد ووقف على مسافة غير بعيدة عن سليمان عليه السلام
(فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ) (22 )ا
وانظروا كيف يخاطب هذا الهدهد الطائر أعظم ملك في الأرض ، بلا إحساس بالذل أو المهانة، ليس كما يفعل ملوك اليوم أو حتى وزراء أو مدراء اليوم لا يتكلم معهم أحد إلا ويجب أن تكون علامات الذل ظاهرة عليه.
فقال الهدهد أن أعلم منك بقضية معينة، فجئت بأخبار أكيدة من مدينة سبأ باليمن.
تخيل عزيزي القارئ إنك قلت لوالي أو معتمد وسط جيوش أنني أعلم منك في شيء أو قضية ما !!! ؟

وكان من المتوقع أن يشكر الصحفي الذي يكشف تصورات وأفكار الفاسدين والمفسدين خاصة وإن الحكومة رفعت شعار محاربة الفساد وتطمح في تقديم خدمات أفضل للمواطن .. ودور الصحافة الكشف عن هذا القصور والحكومة تحقق فيه .. هذا إن كانت الحكومة جادة في محاربة الفساد وضرب المفسدين وتقديم خدمات أفضل

وقف الصحفيين من الكتابة وإغلاق الصحف فهي خطوات غير مدروسة لسببين السبب الأول الأخبار أصبحت متاحة ومتوفرة بكثرة وبالمجان وبأدق التفاصيل … السبب الثاني ليس في صالح الحكومة بحيث يتم تفسير ذلك من قبل الرأي العام هو إغماض عيوننا عما يجري في بلادنا وسيدفع الكثيرين للعمل بالتأثير على الرأي العام بأخبار غير صحيحة أو كاذبة … وسينتشر العمل السري الغير معلن وذلك بسبب كبت الحريات والإبتعاد عن الديمقراطية …

إن ما يحدث في السودان اليوم من صراع فكري بين قوى التحجر والظلام والتخلف والفساد والقوى الديمقراطية الحرة التي تؤمن بالتعددية السياسية إنه أمر طبيعي ومطلوب ما دام يدور في مجال الفكر وإحترام الرأي المخالف مهما كان هذا الرأي شاذا ومختلفاً
على الرغم من مرور ثمانية وعشرون عاما على حكومة الإنقاذ لا يزال بعض أقطاب الحكومة غير مرتاحين لكل ما ينشر في الصحف ولديهم تحفظات حتى على ما ينشر في مواقع التواصل الإجتماعي وعلى كل ما يكتب فيها

وإن مشكلة الصحافة عموما مع حكومة الإنقاذ تكمن في حقيقة إن الحكومة تريد أن تخفي كل شيء عن الفساد ( لشئ في نفس يعقوب ) بينما الصحافة كمسؤولة عن توعية الرأي العام ترى ضرورة نشر كل شيء حتى يقرر القارئ ما هو الصالح وغير الصالح …
وعلى الحكومة المقبلة الجديدة كما وعد رئيسها بكري حسن صالح إنها ستفتح صدرها للحريات وإن غدا للناظرين قريب
وهذا من مصلحة الجكومة لكي تحارب الفساد والمفسدين وتقدم خدمات افضل للمواطنين …

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مع احترامى لرأيك وقناعتى التامة بكل ما ذكرته عن واجب الصحافة والصحفيين لكن الحقيقه من قال لك ان الحكومة تريد ان تحارب الفساد والمفسدين؟؟ وتريد ان تقدم خدمات افضل للمواطنين؟؟ هذا عشم ابليس فى الجنة..

  2. أزيدك من الشعر بيت….. الصحفية المحترمة سهير لم تشارك طوال عمرها في أي وقفة تضامنية بخصوص حرية الصحافة…… أو ايقاف الصحف……….

  3. مع احترامى لرأيك وقناعتى التامة بكل ما ذكرته عن واجب الصحافة والصحفيين لكن الحقيقه من قال لك ان الحكومة تريد ان تحارب الفساد والمفسدين؟؟ وتريد ان تقدم خدمات افضل للمواطنين؟؟ هذا عشم ابليس فى الجنة..

  4. أزيدك من الشعر بيت….. الصحفية المحترمة سهير لم تشارك طوال عمرها في أي وقفة تضامنية بخصوص حرية الصحافة…… أو ايقاف الصحف……….

  5. أوافقك الرأي .. سهير عبد الرحيم لم نقرأ لها ولا كلمة واحدة دفاعاً عن الصحافة الحرة والصحفيين الأحرار ، ولم تشارك مطلقاً في أية وقفة تضامنية مع صحفي معتقل أو صحيفة تم إغلاقها .. فقط أسمح لي أنتقدك أستاذي الكريم في كونك وضعت سهير في سلة واحدة مع الصحفيين الأشراف المناضلين شبونة والسراج يعني بالدراجي كدة ( شن جاب لجاب ؟؟ ) .. لك إخترامي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..