مبادرة المرصد الوطني للمصالحة ورأب الصدع بين الأشقاء في جنوب السودان

محمد الزاهد
بأسمنا في المرصد الوطني للثقافة والتنمية السياسية لشعب البقارة، ونيابة عن عموم قبائل البقارة، كقبائل مشتركة بين شطري جمهوريتي السودان وجنوب السودان، وإنطلافاً من واجب وطني نابع عن إيمان بمواطنة راسخة وإنتماء أصيل لجزء عزيز من منسوبي قبائلنا لجمهورية جنوب السودان. مواطنة تمتعوا خلالها وعبر سنوات الأستقلال القليلة بكامل حقوقها وتكاليف واجباتها وثقة متبادلة بحق الأنتماء. وعطفاً على أواصر جيرة ممتدة وتداخل وتصاهر تشكل على أمتداد مئات السنين والقرون بين معظم قبائل البقارة ومعظم قبائل جنوب السودان، وخاصة القبائل الكبرى (دينكا، نوير، شلك وفرتيت). وأحساساً بالمسئولية لجهة كوننا مكون أصيل ومعني بالأستقرار السياسي والإجتماعي وفي المنطقة، لكوننا متأثرين مباشرة ونتأثر بالوضع السياسي سالباً وإيجاباً في كل ربوع جنوب السودان. حيث سقط عدد مقدر من الضحايا منسوبي قبائل البقارة من منسوبي الجيش الوطني لجنوب السودان في الساعات الأولى من تفجر الصراع في العاصمة جوبا مساء الأحد صبيحة الأثنين الموافق 1516 ديسمبر 2013 م.
إضافة للمصالح المشتركة والتبادل التجاري والمنافع الأفتصادية بيننا وشعب جمهورية جنوب السودان، حيث تتواجد أكثر من 50% من الثروة الحيوانية المملوكة لقبائل البقارة في الوفت الراهن داخل تراب جنوب السودان. ومن باب الحرص والمحبة والعشم على وحدة تراب وشعب جنوب السودان ونزعاً لفتيل الأزمة العابرة بأذن الله، وإعادة لإلتام لوحدة ولحمة عملاق أمتنا ” الحركة الشعبية لتحرير السودان”، التي طالما بنت عليها أمتنا السودانية قاطبة الآمال العراض لتوحيد تراب الوطن السوداني من جديد وتحقيق الحلم بالسودان الجديد، فأننا:
أولاً: نعبر عن بالغ أسفانا لأحداث الأمنية والتوترات السياسية المتسارعة التي أندلعت مؤخراً بين رفاق مسيرة النضال الطويل وابناء الوطن الواحد، ونعبر عن كامل تضامننا مع شعبنا في جنوب السودان، ونتقدم بأسما ايات التعازي وصادق المواساة لكل من ففد حياة عزيز لديه جراء الأحداث الأخيرة. ونتضرع للمولى عزا وجلا أن يكشف هذه المحنة العابرة بأذن الله، ويخرج شعبنا في جنوب السودان أكثر فوة وتماسكاً ووحدة.
ثانياً: نتقدم أصالة عن أنفسنا في المرصد الوطني للثقافة والتنمية السياسية لشعب البقارة ، ونيابة عن قبائل البفارة عامة بالمبادرة التالية:
1- التوافق على الإبقاء على الرئيس سلفاكير ميارديت، رئيساً لجمهورية جنوب السودان وقائداً عاماً لجيشها الوطني، حتى نهاية فترة تكليفه الرئاسي في 2015 م. وذلك تقديراً لمسيرة النضال الطويلة وبأعتباره قائداً لأستقلال شعب جنوب السودان، وأول رئيس لدولته الوليدة.
2- تنازل الرئيس سلفاكير والتخلي عن جميع مناصبه في حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان ومجلس التحرير الوطني. بأعتبار أستنفازه لفرصته الأخيرة في رئاسة حزب الحركة حسب نظامها الأساسي ” عشرة سنوات”بحداً أقصى، وتكليف شخصية توافقية لرئاسة حزب الحركة والمجلس التحرير الوطني لفترة أنتقالية متفق عليها، يتم خلالها أنتخاب رئيس جديد لحزب الحركة الشعبية ومرشحها الرئاسي لأنتخابات 2015 م.، والمكاتب السياسية. يا حبزا لو تكون هذه الشخصية من أسرة الراحل جون قرن مؤسس الحركة الشعبية، لما تتمتع به من شعبية وأحترام وسط فئات الشعب المختلفة: ماما ربيكا أو أحد أبناء الراحل جون قرن.
3- حل الحرس الرئاسي وأي قوة عسكرية موازية للجيش الوطني لجنوب السودان وأدماج أفرادها في الجيش الشعبي لتحرير السودان، وتحت أمرة هيئة أركانه الموحدة.
4- إلتزم الدولة وحكومة جنوب السودان بدفع تعويضدية لأسر الضحايا، لا يقل عن “275,000 دولار” ومئتان وخمسة وسبعون ألف دولار، عن كل نفس مواطن فرد قتل في الأحداث الأخيرة. مع إلتزام الدولة بعلاج ورعاية الجرجى وتعويضهم المناسب عن الإعاقة أو العجز. مع تقديم مبدأ الحقيقة والمصالحة والعفو عن الأشخاص الذين أرتكبوا تجاوزات بحكم مناصبهم ومواقعهم في الجيش الوطني والأجهزة النظامية. وذلك تطيباً للخواطر ووئداً لأي مشاعر غبن ورغبة في الثائر، وصولاً لمجتمع متخاوي، متألف ومتمسك بوحدته الوطنية.
5- أإلتزام الرئيس سلفاكير بأصدار عفو عام عن جميع السياسيين والقادة العسكريين والضباط والأفراد الذين أنشقوا عن إدارته أثناء تفجر الأحداث الأخيرة. مع الألتزام بعدم الترصد أو الإقصاء عن مواقعهم في المستقبل، وكذلك إلتزام الرئيس سلفاكير، القائد العام للجيش الوطني بعدم أحداث أي إخلال بتوازنات الجيش الشعبي أو اي من الأجهزة الأمنية النظامية خلال ما تبقى من فترته الرئاسية.
6- إلتزام الرئيس سلفاكير بالأحتفاظ بعضويته في حزب الحركة الشعبية وعدم تشكيل بنفسه أو بواسطة أحد من أفراد أسرته المقربين أو الأنتماء لأي حزب منافس طوال ما تبفى من فترته الرئاسية ولمدة “5” خمسة سنوات تالية لرئاسة خلفه في جمهورية جنوب السودان. مع التأكيد على ألتزام الرئيس سلفاكير ما أمكن بأبعاد وتقليص أدوار كافة الساسيين الجنوبيين المنتمين سابقاً لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم عن أي أدوار تتعلق بمفاصل القرار السياسي أو المراكز الحساسة بأمن الدولة الوليدة طوال ما تبقى من فترته الرئاسية.
نأمل صادقين أن تجد مبادرتنا هذه أذن صاغية من أهلنا وأخوتنا وأشقاءنا في جنوب السودان وخاصة الرئيس سلفاكير وحزب الحركة الشعبية. وذلك تعلية لروح التسامح والصفح الجميل وحفاظاً على وحدة الدولة الوليدة، وإبرازاً لدور الحركة الشعبية الفتية قائدة للمجتمع وركب التنمية والسلام، وترسيخاً لأحترام المجتمع الدولي الذي خص به شعب جنوب السودان طوال سنوات النضال والكفاح المسلح.
والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل ،،،
محمد الزاهد
المرصد الوطني للثقافة والتنمية السياسية لشعب البقارة
[email][email protected][/email]
كلام عقل