أزمة المغتربين العائدين من السعودية …؟

الكل متابع مشكلة السودانيين المغتربين فى المملكة العربية السعودية الذين لم يعدلوا أوضاعهم عند وزارة العمل السعودية بعد إنتهاء المدة التى منحتها لهم السلطات السعودية … ويبلغ عددهم حوالى 300 ألف على حسب الحديث المتدوال فى وسائل الاعلام والصحف السيارة المختلفة .. ويوجد هنالك اعداد هائلة رجعت الى السودان ذهاب وعودة حتى ينجلى الوضع الآن .. ومن المفارقات حديث السيد الامين العام لجهاز شئون العاملين بالخارج والسيد سفير جمهورية السودان بالمملكة العربية السعودية عن هذه القضية على شاشة النيل الازرق فى برنامج حتى تكتمل الصورة الذى يقدمه الاستاذ الطاهر حيث ذكر السيد السفير ان عدد المخالفين والذين لم يوفقوا اوضاعهم فى المملكة لا يتجاوز 7 الف سودانى وذكر ان السفارة تعمل جاهدة لإنجاز المعاملات فى اسرع صورة ممكنة وذكر سيادته ان القنصلية العامة فى جدة تعمل جاهدة لخدمة هؤلاء العائدين الغريبة ان مقدم البرنامج ذكر لسعادة السفير لن هنلك توجد شكاوى من بعض العائدين تتمثل فى سوء الخدمات من طرف السفارة من تاخير فى المعاملات وعدم تجهيز الصالات من اجهزة تكييف وغيره وذكر مقدم البرنامج ان هنالك شكاوى من احد العائدين تتثمل فى ان السفارة السودانية بالمملكة عملها الوحيد والتى لم تتاخر فيه هو تحصيل الرسوم والدمغات والضرائب فقط لا غير من المغتربين لا عمل لها يزكر غير ذلك .. ومن ناحية تقديم خدمات ومعاملات للغتربين ذكر احد العائدين انه لا توجد خدمات على الوجه الاكمل وذلك من تاخير فى انجاز الخدمات والمعاملات هذا على ذمة مقدم البرنامج .. وعندما سئل السيد السفير عن هذه الشكاوى اجاب ان هذا كلام غير صحيح وذكر ان السفارة تفتح ابوابها يوميآ للمغتربين السودانيين من الصباح وذلك لانجاز معاملاتهم وذكر انه تم تهيئة كل صالات الانتظار وغيره باجهزة التكييف وعلى رده لسؤال مقدم البرنامج عن العدد الكلى للعائدين لم يعطى اجابة صحيحة كل أصبح يتهرب من الاجابة لصورة تجعل المشاهد يعرف ان سلوك الكيزان واحد مهما ادعى الامر فهم عجينة واحدة .. يعنى سعادة السفير لم يستطع الادلال بالرقم الصحيح ودى شيمة فى هؤلاء الكيزان عرفت عنهم منذ توليهم السلطة .. مقدم البرنامج حاول ان يسأله بان هنالك ارقام تقدر ب300 الف حسب الاحصائية الشائعة وهو يريد العدد الصحيح لكن سعادة السفير اصبح يرواغ فى الاجابة الا ان تمت المكالمة .. وعندما سل مقدم البرنامج السيد الامين العام لجهاز المغتربين الذى كان مستضاف فى البرنامج قال سيادته انه تم تكوين لجنة لحصر هؤلاء العائدين وانجاز معاملاتهم وتقديم كل المساعدات لهم ….هذا ملخص او جزء ما شاهدته بالامس على شاشة النيل الازرق فى برنامج حتى تكتمل الصورة .. ..
عليه سوف تتفجر أزمة جديدة تضاف الى مجموعات الازمات التى تمر بها الدولة السودانية وهى ازمة المغتربيين العائدين من المملكة العربية السعوديةالتى تتمثل فى الآتى :-
1-انقطاع الدعم المالى الذى كان يرسلوه هؤلاء المغتربين لاهاليهم وذويهم متمثلة فى الرواتب التى يرسلونها فى نهايو كل شهر عبر الصرافات والبنوك وبالتالى تؤثر فى تدهور الاقتصاد لأن التحويل عليه عمولات تدخل فى ايرادات الدولة ..
2- تدهور الحالة النفسية والمعنوية لهؤلاء العائدين.. لان هذا بنعكس عليهم بمردود سلبى وبساهم فى احداث تدهور فى حياتهم المستقبلية ..
3- زيادة المصروفات والإلتزامات لهؤلاء العائدين من مدارس وجامعات وايجارات وغيره ..
4- العطالة المقننة وعدم العمل بعد سنين عديدة قضوها فى بلاد الغربة ..
5- عدم قدرة الدولة توفير فرص عمل لهؤلاء العائدين ..
كل ذكر أعلاه من مجموعة ازمات سوف تتفجر من جديد ومن المسؤل عن هذه الازمات .. انا بفتكر ان المسؤول الاول والآخير النظام الذى شرد هذه الكوادر وذلك من خلال سياساته الهوجاء التى قضت على الاخضر واليابس .. اذا كان النظام عمل على توفير فرص عمل سنويآ لكل الخريجين الجامعيين بمختلف تخصصاتهم ما كان وصلنا الى هذا الحد من هذه الازمات التى نمر بها الآن .. عمل النظام بسياسة التمكين وقام بتوظيف كوادره التى تنتمى لمشروعه الحضارى فقط وقام بتمليكم افخر السيارات والمنازل وافضل الوظائف والرواتب …لذا كان من الطبيعى هجرة هذه الكوادر للبحث عن مصدر رزق بعد ان ضاقت بهم سبل الحياة فى واقع حكومة الانقاذ…
اريد ان اشير الى ان على الجميع من كافة فئات هذاالمجتمع الطيب الوقوف والتعاطف مع هذه القضية التى يمكن بسبب هذه القضية تتشرد كمية من الأسر السودانية وذلك بسبب فقدان هذه الوظائف التى كانوا يعولون عليهم بها العاملين بالسعودية .. هنالك من له أبناء فى الجامعات ومن له ابناء فى المراحل التعليمية المختلفة ومن كان يعول اسرته الصغيرة والكبيرة كل هذه الاحتياجات سوف تشكل أزمة جديدة من نوع فريد وبتساهم بصورة كبيرة فى تدهور الاقتصاد السوادنى كما ذكرنا اعلاه ..
يبقى علينا الوقوف مع مطالب هؤلاء العائدين صفآ واحدآ وهذه ازمة جديدة تضاف الى مجوعة الازمات التى تمر بها الدولة السودانية كما ذكرنا اعلاه .. النظام الآن يمر بأسواء حالاته من مجموعة ازمات سياسية تتمثل فى انشقاق كوادر من عضويته وغيره والحروب الدائرة فى جنوب النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور وغيره .. وشكل الحراك الثورى الذى احدثته الجماهير فى شتى المدن السودانية منذ سبتمبر الفائت يبقى ازمة هؤلاء العائدين دفعة قوية لتحريك الشارع السودانى نحو تحقيق التغيير واسقاط هذا الظام الفاشل .. يبقى مطلوب من القوى السياسية المستنيرة ومنظمات المجتمع المدنى وكافة شباب التنظيمات السياسية والحركات الشبابية متمثلة فى قرفنا وبلا حدود وغيره ان يلتفوا حول هذه القضية ويعلنوا تضامنهم مع هؤلاء العائدين ودى فرصة جديدة لإعادة الحث الثورى لجماهير الشعب السودانى ..