التعليم والسنة التاسعة

عادل إبراهيم حمد
يأخذ التعليم حيزاً مقدراً من وقت السودانيين فيتناولونه في كثير من أحاديثهم، يشارك في ذلك المواطن العادي الذي يبدي قلقاً من ضعف مستوى ابنه في اللغة الإنجليزية، أو المعلم الذي يعبر عن حيرة في صعوبة استيعاب تلاميذ هذا الزمن، أو الخبير الذي يشارك في مؤتمر عن التعليم يصدر (مخرجات) قد لا تجد طريقاً للتطبيق.. وقد ازدادت وتيرة الحديث عن التعليم خلال الأيام الفائتة إثر صدور قرار بإضافة سنة تاسعة لمرحلة الأساس التي كانت سنواتها ثمانية وفق السلم التعليمي الجديد الذي وضعه نظام الإنقاذ، وقضى القرار بإعادة المرحلة المتوسطة بسنواتها الثلاث على أن تعود مرحلة الأساس إلى السنوات الست، وبذا يعاد السلم التعليمي السابق كما كان، الشيء الذي عزّز المزاعم القائلة: إن سلم الإنقاذ قد وضع على عجل، وكأن غايته التغيير لذاته حتى يكون للنظام السياسي الجديد سلمه الجديد.
كل تجربة عرضة للتعديل متى ما برزت أخطاء لا تظهر في مرحلة التنظير، وعادة ما تكون التعديلات طفيفة على هيكل أو منهج وضع بعد دراسة لا ينتظر بعدها هدم القديم من أساسه، كما أن الدراسة تمنح التجربة استقراراً ضرورياً فلا تهتز بتعديلات كبيرة وجوهرية.. وقد كان السلم التعليمي من ثلاث مراحل مقسمة بالتساوي أي أربع سنوات لكل.. وشهدت تلك المرحلة تعديلاً في لغة التدريس من الإنجليزية إلى العربية، ثم عدّل السلم في العهد المايوي لتكون المرحلة الأولى من ست سنوات وتقسم بقية السنوات الست إلى مرحلتين: متوسطة وثانوية. لكن تلاحظ الظل السياسي في التعديل بعد مجيء نظام جاء بعلم جديد للسودان وبشعار جديد وأسمى السودان جمهورية السودان الديمقراطية إثر انقلاب أطاح بالنظام الديمقراطي. لكن الديمقراطية المدعاة كانت تعني تلك التي تلحقها ألمانيا الشرقية باسمها. فقد كان نظام مايو في أول عهده يساري الهوى لدرجة وضع معها ضمن منهج التربية الإسلامية درساً عن الصحابي أبي ذر الغفاري أسماه فيه (الاشتراكي الأول). وجاء ضمن مقرر الأناشيد المدرسية نشيد يمجد الثورة
لأول مرة.. أحس بأني حر
وبأن بلادي حرة
وأن الوجود جمال
وأن الحياة مسرة
لأني أعانق مايو الأغرّا
كان لذاك السلّم مزايا أهمها كما قال أهل النظام: إنه يتيح سنتين إضافيتين لمن لا يستطيع مواصلة تعليمه بالانتقال إلى المرحلة المتوسطة، ولم يربك السلم الجديد فكرة التدرج والانتقال التعليمي السلس، كما راعى في التعليم العالي تأسيس جامعة على أسس قويمة فكانت وما زالت جامعة الجزيرة ذات أساس راسخ.
وجاءت الإنقاذ بأفكارها وخططها، فازداد عدد المدارس وانتشرت المدارس الثانوية في كل مدن بل وبعض قرى السودان، وظهرت ملامح التغيير السياسي والفكري في مناهج التعليم بزيادة منهج القرآن والتربية الإسلامية، وراج شعار التأصيل وذم المناهج السابقة لدرجة الشطط أحياناً، حتى زعم وزير سابق للتربية والتعليم أن درس المطالعة (طه القرشي مريض) قصد به الإساءة لنبي الإسلام عليه أفضل الصلاة والتسليم.. ويشفق الآباء على أبنائهم الصغار وقد شق عليهم حفظ طوال السور مع مطالبتهم بالتحصيل في دروس الرياضيات والتاريخ والجغرافيا والعلوم واللغتين العربية والإنجليزية. ولوحظ ازدياد ملحوظ في (الكم) حتى أصبحت حقيبة المدرسة الثقيلة الهم الأكبر للتلاميذ ولأولياء أمورهم.. لكن الخلل الأكبر تمثل في السلم التعليمي بتمديد مرحلة الأساس إلى ثماني سنوات بدون مراعاة لفوارق الأعمار بين التلاميذ وبدون مراعاة لأهمية التدرج والانتقال إلى المراحل وفق أسس تربوية وأكاديمية. ولو كان الأمر بتلك البساطة التي فكر بها واضعو السلم الملغى لكان هيناً أن يدخل التلميذ مرحلة الأساس، وتمدد الفترة لينتقل التلميذ من سنة إلى سنة مع إبداء الملاحظات من معلميه على مستواه حتى يتخرج طبيباً من ذات المدرسة.. ومن العجيب أن تربويين كثيرين -بعضهم ينتمي سياسياً للنظام- أبدوا هذه الملاحظات فور طرح التصور الجديد. لكن يبدو أن الأمر قد صدر من سياسيين لا من أهل الشأن في التربية والتعليم. وليس أدل على ذلك من إعادة الأمر إلى مربعه الأول، أي إلى ذات الوضع الذي نادى أهل التربية بالإبقاء عليه قبل أكثر من عشرين عاماً.
هذه خواطر تناسب المقال الصحافي، ولا ترقى لمستوى الدراسة حول موضوع بأهمية التعليم.. أما الدراسة فلها أهلها إن كان يسمع لأهل الخبرة رأي.
العرب
[email][email protected][/email]
فعلا أهل السياسة هم من عملوا علي هدم التعليم بتخبطهم وعدم درايتهم، ولكن سكوت أهل الخبرة عار عليهم.
كنا بنتمني ان ترجعنا الانقاذ لما قبل الانقاذ بالله عليكم ما تكترو المقالات خلوها يمكن تستطيع
انتو قايلين في السودان حاليا في تعليم !
البقرو الطلبة في المدارس والجامعات ده كله غلط في غلط
هل هناك تجربة تستمر لمدة 20 سنة ؟؟؟؟
يعني كم عدد ضحايا تلك التجربة
بالمناسبة موضوع مرحلة الأساس أثر على طلاب الدراسات العليا في الخارج لان لطالب عن سنة ناقصة في جياته التعليمية
و لا بد من تعويض تلك السنة بأي طريقة
بعض طلاب جامعة الخرطوم اعتبرت الشهادة الجامعية دبلوم عالي
بسبب مرحلة الاساس
و الله المستعان
السلام عليكم الان التفتم الى التعليم بعد ماوقعت الفاس في الرأس لاننا قولنا ما ممكن تزوب مرحلة كاملة (المتوسطة) بدون سبب وجيه وحسب علمي انذاك الاخوة في المرحلتين الثانوية والابتدائية هم السبب لشئ في نفسهم والله اعلم حال التعليم الان لايصلح باضافة سنة وانما اضافة سلوكيات للمجتمع السوداني ليواكب الشئ الطاري الذي حدث له
الحديث طويل لكن اقول لك هذا الكلام من معلم بالمرحلة المتوسطة منذ 1983 ثم ثمى ترك التعليم الاساسي منذ الدمج ليلتحق بجامعة سودانية ليكمل تعليمة والان خارج السودان منذ 2001 وحتى الان
ملحوظة الطلاب الذين يتقدمون للدراسة بالخارج يعانون الامريين من الضعف في اللغة الانجليزية ضعف لدرجة السذاجة والسخرية منا
سلامي
مغترب وبس
هذا النظام اللعين توسع فى الجامعات وهذه محمدة وعلينا الاكتفاء بهذا العدد والعمل على تطويره وتنمية مقدرات الخريجين لتصديرهم ان عجزنا عن توظيفهم
اما تطوير اللغة الانجليزية فعلينا الاستعانة بخبرة البريطانيين في المناهج وتطوير العلاقات بال British council الذي كان يدفع مرتبات الأساتذة البريطانيين فى الثانويات
واتفق معك بان نترك شان التعليم التربويين وان يتم ازالة سرطان ساس يسوس من التعليم وان يترك الخبز لخبازه
حدث بالفعل واحدة مع اسرتها ضاق بهم الحال استقروا في برطانيا تقدمت البنت الي الجامعة قالهل لها لازم تنتظري عام كامل لانها لم تكمل ال18 عام وللعجب في بلادنا تلقي معظمهم اطفال دون سن الرشد داخل اسوار الجامعات
دراسه اللغه الانجليزيه في المراحل الاوليه والتعريب في الجامعات والمعاهد العليا عملنا شنو!؟!؟!؟بالصدفه اطلعت علي مقررات احدي الدول العربيه في المراحل الاوليه فوجدت تحديث يواكب العصر منقطع النظيرفي مجال التغنيه الحديثه حتي البرامج التي ظهرت حديثاً مثل الواتساب والفايبر وغيرها فرجعت وقرنت بما يدرسه أبنائنا من مقدمه التشغيل واساسيات علم الحاسوب حينها ايغنت اننا تخلفنا عن الركب بسبب السياسات الغير ممنهجه وان ليس لدينا مركز لتطوير المناهج
التغييرات المعلنة اخيرا ايجابية في مجملها لاسيما إذا نظرنا اليها من زاوية صدورها عن النظام الذي بذل غاية مافي وسعه لتفصيل نظام تعليمي يخدم ايديولوجية اقصائية مما ادي الي تدمير اثمن مافي الانسان وهو عقله.
المؤسف ان العمل السياسي المعارض تجاهل ان هذا الدمار هو سر قوة النظام ولم يول الاصلاح التعليمي اهمية استثنائية في نشاطه وكانت النتيجة ان النظام لم يقبل بالتعديلات المطلوبة إلا بعد ان ضجت السماوات والارض بفظائع نظامه ووصلت حتي الي قواعده.
االمسئولية الان تقع علي المجتمع المدني اللاسياسي لضمان عدم التراجع عن هذه الاصلاحات او التلكؤ في تنفيذها. هذه مهمة يمكن ان تجتذب اقساما واسعة من المواطنين غض النظر حتي عن الموقف من النظام لذلك فأن هذا النوع من الهيئات هو الاقدر عليها.
هذه مهمة مصيرية بحق وحقيق لايجب ا نتقاغس تجاهها