أخبار السودان

الأمراض والأوبئة تحاصر تجمعات النازحين في مدن سودانية

يعيش السودان أوضاعًا إنسانية متردية من جراء استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع للشهر الخامس على التوالي، مع انعدام أفق الحل السياسي في البلاد.

وقال مراسل الغد من الخرطوم، الجمعة، إن هناك تفش للأمراض في مناطق نزوح المواطنين بين المدن والولايات بسبب نقص المستلزمات الطبية في البلاد.

وأوضح المراسل أن تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يسرع من عمليات النزوح ويؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني في البلاد.

وتفاقمت حركة النزوح بسبب تردي الحالة الأمنية وسط الاشتباكات الدائرة بين طرفي النزاع.

وتتباين حدة الضعف الأمني بين المدن السودانية، إذ تتصاعد في نيالا بولاية جنوب دارفور التي تحتدم بها المعارك، في مقابل استقرار نسبي في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، التي تتواجد بها القوة المشتركة لحركة الكفاح المسلح.

وأشار مراسلنا إلى ازدياد أعداد المرضى بين النازحين في أم درمان، وتسجيل حالات ووفاة.

الوضع الميداني
أكد مراسلنا في السودان، في إفادة صباحية الجمعة، تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان، مشيرا إلى سماع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف شرقي أم درمان.

وأضاف مراسلنا أن الجيش نفذ عدة غارات متباعدة وقوية تجاه تمركزات لقوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن هذا التحرك العسكري للجيش السوداني بدأ منذ فجر الجمعة، بتحليق مكثف للطيران اتبعه قصف عنيف لمواقع وارتكازات الدعم السريع، وذلك في مناطق متفرقة من الخرطوم وبالأخص في الخرطوم شرق. وردت المضادات الأرضية للدعم السريع على هذا القصف.

وقال إن هذه التطورات أتت بعد ليلة شهدت العديد من الاشتباكات في شرق أم درمان حول محيط جسر الشمبات، والذي يعد أحد أهم خطوط الإمداد بالنسبة لقوات الدعم السريع ودارت حوله عدة معارك وسمع دوي انفجارات متتالية، وهناك أيضا اشتباكات في مناطق متعددة من بحري.

المجتمع الدولي

ويرى مراقبون أن المجتمع الدولي أدار ظهره للأزمة السودانية، ما يدفع البلاد نحو كارثة. بحسب ما نقل مراسلنا.

وبينما يقاتل الجيش قوات الدعم السريع في الخرطوم ومنطقتي كردفان ودارفور إلى الغرب، لا تزال مناطق وسط وشمال وشرق البلاد هادئة وتحت سيطرة الجيش وفقا لرويترز.

وبحسب المصدر ذاته، لم تفلح محاولات للوساطة بينهما، إذ يقول دبلوماسيون إن كل جانب يعتقد أن بوسعه حسم الحرب لصالحه.

وفر أكثر من 4 ملايين شخص من منازلهم، وانهارت الخدمات الأساسية، وأفسح القتال المجال أمام هجمات عرقية تشنها قوات الدعم السريع والفصائل المسلحة المتحالفة معها في دارفور.

الأمم المتحدة

قال مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الجمعة، إن الصرع في السودان يستشري كالنار في الهشيم وما خلفه من جوع ومرض ونزوح الآن بأن يأتي على البلد بأكمله.

وعبر في بيان عن قلقه إزاء انتشار أعمال العنف في ولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم مباشرة حيث توغلت قوات الدعم السريع. وتعتبر الولاية سلة الغذاء للبلاد.

وأردف قائلا :«مئات الآلاف من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد ويواجهون خطر الموت إذا تركوا بدون علاج». وحذر من أن أمراضا مثل الحصبة والملاريا وحمى الضنك والإسهال المائي الحاد تنتشر.

وقال متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة إنه يتوقع أن يؤدي نقص الإمدادات إلى زيادة كبيرة في أعداد وفيات الأطفال. وقالت سوزانا بورجيس من منظمة أطباء بلا حدود بعد أن عادت إلى جنيف من الحدود التشادية هذا الأسبوع للصحفيين إن اللاجئين لم يتلقوا حصصا غذائية في أغسطس/ آب، وإن عدم كفاية إمدادات المياه دفع البعض إلى البحث عن المياه الجوفية.

وذكر متحدث باسم الأمم المتحدة في بيان صحفي في جنيف أن نداء من أجل السودان لجمع 2.6 مليار دولار لم يتلق سوى 26 بالمئة فقط من المبلغ المطلوب، ودعا الجهات المانحة إلى الإسراع في تقديم المبالغ التي تعهدوا بها.

كانت لجنة الأطباء المركزية في السودان قد ناشدت الجهات الداعمة من كيانات طبــية ومنظمات إنسانية وأفراد المساعدة في توفير المعينات الطبية والإنسانية للشعب السوداني والإسراع بإنقاذ حياة مرضى الفشل الكلوي الذين ما زال يتهددهم الموت.

قناة الغد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..