الشريف الأمين صديق الهندي : رؤيتنا غابت وأصبحنا فقط “كومبارس”

اجتراح القضايا التاريخية التي أثرت على الوقائع الكبيرة في الوطن وتقديمها للمحاكمات العلنية شيء أشبه بالعملية الجراحية بلا (بنج)، من ضمن تلك القضايا الجدلية التي ظلت تتري على تاريخ السودان هي المصالحات والتحالفات السياسية التي دائما ما تتمخض عن اتفاقات في معناها السامي تمثل رؤى للحلول لكنها سرعان ما تذهب بها الأيام إلى طرق ومسارات أخرى، أحزاب التوالي كان لها نصيب من ذلك ومن ضمنها الحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل الذي ربما يكون من أوائل الأحزاب التي شاركت النظام، جلسنا مع الشريف الأمين الشريف الصديق الهندي القيادي البارز وأحد المقربين لزعيم الحزب الراحل الشريف زين العابدين الهندي، وزير الشباب والرياضة بولاية الجزيرة.. تنقلنا معه في هذا الحوار وقلبنا الدفاتر التي تمت فوقها كتابة المبادرة التي حملها الشريف زين العابدين وعاد بها لوطنه بعد معارضة خارجية، حول هذه القضية وقضايا أخرى كانت لنا هذه الافادات.
* هل تؤمن بنظرية أو مقولة أن الحوارات الصحفية فيها ما ليس للنشر؟
– لا أؤمن بهذه النظرية.. هذا محض خوف من تحمل مسؤولية التاريخ.
* ما هو الذي لا تريد أن ننشره لك في هذا الحوار؟
– انتوا عندكم مقص.. لكن انشروا أي شيء.
* المقص ليس في الصحافة إنّما في ضمائر المسؤولين؟
– أنا مسؤول، وسأقول لكم كل شيء في هذا الحوار حتّى ما لم تسألني عنه.
* إذن دعنا نشرع؛ نسأل عن السيد الشريف.. النشأة و..؟
– أنا ولدت في الشرفة شرق الجزيرة، درست الثانوي هنا والدراسة الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية.. تنقلت في كل الوزارات التي تمنح للآخرين من غير المؤتمر الوطني، وبعد ده يا إما أبقى مؤتمر وطني، ويدوني وزارة المالية أو أمشي الشارع لأنّو كمّلتهن كلّهن.
* في وزارات خاصة للآخرين وأخرى للمؤتمر الوطني؟
– نعم أنا حايم فترتي دي كلها بين الشباب والرياضة والثقافة والإعلام والشؤون الاجتماعية لكن غيرهن ما اتقلدت ولا وزارة..!!
* أين تقف مبادرة الحوار الشعبي الشامل التي قادها الشريف زين العابدين الهندي؟
– تقف في محطتها الأولى في العام (96).. أولا أنا أعتبر أن المشاركة في الحكومة قد أجهضت المبادرة لأنها أصبحت حكرا على الحزب وفي الحزب على أشخاص يعدون على أصابع اليد الواحدة، والمبادرة في الحقيقة عبارة عن رؤية لحل القضية السودانية ينفذها أي من كان، وحتى المشاركة لم يكن الشريف زين العابدين حريصا عليها ولا راضيا عنها والدليل أنه لم يشارك، لذلك فإنها أجهضت المبادرة لأنها لم تعبر عن السياسات والبرامج التي طالبت بها المبادرة.
* هل حقّقت أي إنجاز أو اختراق؟
– لا.. لم تحقق أي اختراق. كان مقصودا بها حل قضايا البلد ووحدة السودان وحدث العكس تماماً بل تفاقم الوضع بعد الانفصال لتحدث الحروب في جبهات عديدة بالسودان ولم يتحقق أيضا الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي كانت المبادرة موجهة إليه.
* ألم تكن مشاركتكم وفق برامج وسياسات وقعتم عليها أنتم والمؤتمر الوطني..؟
– نحن كحزب مشارك غابت رؤيتنا تماماً وغير موجودة في سياسة الدولة ليست لدينا مشاركة على مستوى البرامج، البرنامج الذي تنفذه الحكومة الآن هو برنامج المؤتمر الوطني نحن فقط (نصفق ليهو) وأعتقد أن المشاركة بهذا المستوى أضرت كثيرا بالحكومة والدولة لأننا لم نساهم بالرأي الآخر وبشكل إيجابي ونتحمل كل السلبيات التي حدثت، بل أصبحنا فقط (كومبارس) لم نناصحهم ولم نقل رأينا في انفصال الجنوب وعندما تدهور الاقتصاد (سقنا) الذرائع، ليست لدينا رؤية في قضية دارفور أيضا، في العلاقات الخارجية كان ممكن يكون عندنا دور لأننا نمتلك إرثا في ذلك ولكننا لم نساهم أيضا، مساهمتنا الوحيدة كانت التهليل والتكبير ورفع الأصابع.
* والبرنامج الوطني الموقع عليه بينكم والمؤتمر الوطني؟
– كان حبرا على ورق، ولم تنفذ منه ولا كلمة واحدة، حزبنا الآن غير موجود في السلطة نحن الآن فقط انعكاسات وصدى للمؤتمر الوطني، لذلك نحن بهذه الطريقة ظلمنا المؤتمر الوطني نفسه وهو مرتاح من المناكفات.
* هل صوتكم مكتوم داخل الحكومة وما هي الأسباب..؟
– نحن صامتون لأجل مصالحنا الذاتية وخوفنا من ضياع الكراسي والامتيازات وأصبحنا مثل “المتورك” الأسوأ من التركي، نحن العلة الحقيقية في هذا البلد وليس المؤتمر الوطني لأنه حزب…
– هل منحكم المؤتمر الوطني الفرصة للحديث وصمتم ..؟
– نعم المؤتمر الوطني أتاح لنا الفرصة الكافية ولكننا صمتنا في داخل المجالس التشريعية والتنفيذية.
* وما الذي يجبرك على هذا الواقع لماذا لا تقدم استقالتك؟
– أنا لست مجبوراً.. أنا شريك في هذه البلد.. هذا وطني، وفي النهاية أنا أقول هذا الحديث للحقيقة والتاريخ، ليس هناك ما يميز حزبا على الآخر في هذا البلد وأنا أعتقد أن صحيفتي أفضل من المؤتمر الوطني حتّى لو امتلكوا (99%) من الحكومة.
* لماذا بخلت بترجمة هذه الرؤى داخل الحكومة؟
– أنا في حدود ما هو متاح لي من صلاحيات أعمل برؤيتي وليس برؤية المؤتمر الوطني وحقيقة لم يحدث. أنا عملت مع عبد الرحمن سر الختم والي الجزيرة السابق، والآن مع الزبير بشير طه.. أقول رأيي دائما بصراحة ولم أحس من يحجر على رأيي، وفي قرارات أنا عملتها وهي من صلاحيات الوالي ولم يلغها الوالي.
* يبدو أن هنالك مساحة حرية كاملة في إطار العمل,, وأين الخلل ..؟
-لا أعتقد أن هنالك من يمنع، لأن المشاركة في الأصل تحمل الرأي الاخر، أنا لم أمض على إقرار بعدم الحديث أو الحركة في اتجاه محدد، ولكن دائما كان الخطأ في المشاركين، نحن ساعدنا في اجترار الأخطاء والسكوت عليها.
* ألم تدخل في إشكالية عندما تقول رأيك هذا؟
– رغم أن البعض يرى في الزبير بشير طه متطرفا إلا أنه من أكثر الذين يسمعون للرأي الآخر، ولعلمك أنا وصلت في بعض قضايا التجاوزات حتى المحكمة واسترددنا أموالا وكنت أعمل بمقولة (استرداد الحق العام وحفظ الحق الخاص).
* هل كان الشريف زين العابدين الهندي راضيا عن هذا التجاهل الكبير للمبادرة؟
– أنا آخر من كنت مع الشريف في ألمانيا وهو لم يكن راضيا ووزراء الحزب في الحكومة كانوا يعلمون تماما عدم رضا الشريف عن أدائهم في الحزب والحكومة وكثير من الناس يشهدون بذلك، لذلك أنا أعتقد جازما أن أسعد الناس بعد وفاة الشريف زين العابدين الهندي المشاركون في حصة الحزب في الحكومة بل كانوا يعتقدون أن وجوده وحياته كانت مهددا لهم، من بعض الذين يهللون الآن باسمه، ولدي ما يثبت صحة حديثي بالمستندات.
* السيد الشريف دعنا ندلف إلى أوضاع حزبكم التنظيمية؟
– جداً.
* تتباين الآراء حول قيام المؤتمر العام برأيك متى سينعقد..؟
– أولا أنا ضد قيام المؤتمر العام للحزب، لأن هنالك مشاكل متشابهة ليس على مستوى حزبنا فقط بل في كل الأحزاب اليسارية والوسط واليمين فهنالك ظاهرة أضعفت البلد بسبب ضعف هذه الأحزاب وهشاشتها، ولا توجد أحزاب بالمعني العلمي، الدعوة لانعقاد المؤتمرات العامة في ظل تشرذم الأحزاب القائمة الآن هو ترسيخ للفرقة والضعف والشتات لأن هنالك أكثر من (80) حزبا لا توجد دولة بهذا الكم إلا العراق بعد الاحتلال وهي أصبحت آلية لعدم الاستقرار.
* وماذا تطرح الآن من صيغة؟
– وحدة الأحزاب كلها، الاتحاديون وأحزاب الامة وكتلة اليسار وتشارك في إطار حكومة انتقالية برئاسة البشير مكونة من التكنوقراط، حتى تكون لنا أحزاب حقيقية تمارس الديمقراطية لأننا بهذا الشكل لن نستطيع ممارسة الديمقراطية التي تفضي إلى حلحلة كل مشاكل البلد، ولعلمك فإن الأحزاب المبنية على الديمقراطية هي من وأدتها وليس المؤتمر الوطني فهو حزب سلطة مثل الاتحاد الاشتراكي.
* وكيف تتم الوحدة الاتحادية في ظل الخلافات بينهم؟
– الاختلافات الموجودة الآن لا تمثل جوهر التشرذم بل إن الوحدة هي الاولوية قضية الاختلاف حول المشاركة بإمكاننا أن نحلها بعد تحقيق الوحدة عبر الطرق الديمقراطية وكذلك المؤسسية ومن يتقدم للحزب، والوحدة يجب أن تشمل جميع الأحزاب السياسية حتي لا ينفرد حزب بآخر، لكن في ظل هذه الأوضاع لن تتم الوحدة.
* وما ذنب القواعد الاتحادية.. وكيف تعمل؟
– قواعد الحزب أتمنى توقفنا على حيطة وتصلبنا وتقول هذه رموز الفشل، القواعد الاتحادية موجودة متوحدة وواعية ولا تشبه قياداتها ومتحسرة ونحن لا نمثلها وقياداتنا لا تشاركهم في أفراحهم وأتراحهم (مقفلين بيوتنا ومكاتبنا).
* في رصيدك رسائل لهؤلاء:
* المشير عمر البشير رئيس الجمهورية..؟
– (أدعو فخامة الرئيس لحل هذه الحكومة وتكوين حكومة انتقالية من التكنوقراط وليس فيها سياسيون.. يديروا الاقتصاد ويعملوا الدستور ويهيئوا البلد للديمقراطية وهذه مسؤولية)
* السيد الصادق المهدي؟
– أطالب السيد الصادق المهدي بتوحيد حزب الامة.
* مولانا محمد عثمان الميرغني :
– وحدة الاتحاديين أهم يا مولانا
اليوم التالي
******** لعن الله كل ارزقي افاك ****** قال حكومة انتقالية برئاسة البشير !!! ******* والله انتو اسوء من الموتمر العفني ******* اااااااخ ***** لو ضربتوا الفتة و انتو ساكتين يكون ارحم ليكم و للشعب **************
لا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم. ياخى سيبك من البلد و الشعب المسكين ده، ما خفت من ربك الخلقك انت و جلال الدقير؟
فعلا (شح النفس) إبتلاء كبير. من 1996 يعنى 18 سنة فى الحكومة و جايى تتكلم أسه عن مشاكل السياسة فى السودان. أقول لك شيئا: هل تعرف أن من يدفع درداقة فى سوق أمدرمان هو أكثر حرية و سعادة منك لأنه ليس عبدا للمال و الجاه و عندما يضع رأسه ينام قرير العين.
ستطاردكم اللعنات أينما ذهبتم و حتما إنكم تدفعون ثمن فسادكم و خطلكم السياسى و إنحرافكم الأخلاقى فى مناح كثيرة من حياتكم.
إذهبوا جميعا إلى الجحيم