القضاء في الصومال ..!!

· تحت العنوان اعلاه نقلت قناة بي بي سي عربي خبر محاكمة الاستاذ فاروق ابوعيسى و المحامي مكي مدني. قطعا كان هناك خطأ تحريري، ولكن هناك مثل سوداني يقول ( اللسان ما بكضب ) وهنا يقصد أهلنا ان الذي يتحدث القلب وليس اللسان والقلب هو البشوف ، ونحن بدورنا نقول للصحافي الذي صاغ الخبر على شاشة البي بي سي عربي انك لم تخطئ ايها الزميل، ولم تذهب بعيدا، فالصوملة السودانية مسالة زمن لاغير، ويحق لقناة البي بي سي عربي تسجيل سبق صحفي عن الصوملة السودانية، فالحس الصحفي للقناة هو الذي نقل الخبر، ولا أستبعد ان يكون الخبر قد وضع مع سبق التخطيط والتدبر.

· انا على يقين ان معظم شعوب العالم اليوم لا تفرق فعليا بين الحالة السودانية والحالة الصومالية، ونقل خبر محاكمة المعتقلين تحت عنوان (الصومال) لايضع القناة في حرج منطقي فالخلط بين الحالتين وارد ليس فقط للقناة وانما حتى لشعوب العالم، فالسودان والصومال اليوم هي من اكثر الدول تفريخا للإرهاب وتصديرا له عبر ايواء ودعم التطرف الديني، وهناك اعتراف رسمي وواضح يتحدث عن عدم قدرة جهاز الدولة في السودان على حماية حدودها لظروف طبيعية تتمثل في طول الخط الحدودي ومشاركته عدة دول مع التكلفة العالية والتي لا تستطيع الدولة تحملها، ومن هنا يصبح السودان مرتعا خصبا لجماعات الإرهاب العالمي، ومن السهل جدا ان تعيش هذه الجماعات وتنمو وتنقسم وتتزايد في وضع سياسي مماثل كالوضع الحالي للدولة السودانية التي ترفع شعار المشروع الحضاري الديني والتي تطمح ليس فقط للإكتفاء به داخليا وانما ايضا لتصديره .

· في اللحظة التي كان يبث فيه الخبر(السودصومالي) لم افكر لحظتها في الخطأ التحريري بقدر ملاحظتي لوجه الشبه الكبير والواضح بين الدولتين هذا ان استطعنا ان نطلق اسم (دولة) على الحالة السودصومالية، فالمواطن السودصومالي اعلى طموحه وغاية اهدافه في الحياة هي الهروب لدول العالم المتقدم باي وسيلة متاحة ( لجوء سياسي، لوتري، اسقاط جنسية، هجرة، اغتراب..الخ) المهم هو ان تشعر بانسانيتك خارج وطنك، ولسان حاله يقول ( ليس لنا وطن نعيش فيه وانما لنا وطن يعيش فينا) وصدق لسان الحال.

مع الود

صحيفة الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..