أخبار السودان

ترحيب الاسلاميين الخجول… بثورة تونس ..لماذا..؟؟؟

ترحيب الاسلاميين الخجول… بثورة تونس ..لماذا..؟؟؟
محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

اربع اشارات متقاربة أو ربما اكثر.. يمكن الربط بينها للخروج باجابة حول سؤالنا ..عن اسباب الترحيب الخجول ومن قبيل اداء واجب الحضور في سرادق الفرح و دون المشاركة في دفتر النقطة. أو الغياب التام لبعضها عن المناسبة كلها..من قبل الجماعات الآسلامية في وطننا العربي بدءا من حزب الله ومرورا بحركة حماس..وانتهاءً بصمت الانقاذ في سودان الثورة القادمة..والتي لم تصدر بعد الفتوي الشرعية ايضا حولها .. مثلما افتي الشيخ يوسف القرضاوي بترحيبه الحذر بها مشترطا التخلص من اذناب النظام السابق ..
جميل جدا… وهو موقف في عمومياته ..فاتر طبعا رغم كل الزخم الآعلامي الذي صور ذهول حتي الدول الغربية التي تفاجأت بهذا الشعب الذي كان مصنفا في قائمة الشعوب الوردية التي انتهي عهد ثوراتها مع القائد العمالي فرحات حشاد الذي اغتالته المخابرات الفرنسية ابان فترة الانتداب…
كل شعوب ومنظمات العالم الحر .. صفقت لهذا الانتصار الذي سجل لهذا الشعب القليل العدد الصامت دهرا ولم ينطق كفرا .. الا أخوتنا الاسلامين ….لماذا..؟
ولماذا انتصرت ثورة تونس فيما خمدت الحركة التي لازمتها في الجزائر من حيث التوقيت والأسباب ؟ مع ان طريقة المعالجة التي انتهجتها القيادتان في كلا البلدين ان لم تكن متطابقة تماما .. فهي متقاربة أو متشابهة…
الاشارة الاولي هي عقلانية الحركة الآسلامية نفسها في تونس والمتمثلة في حركة النهضة الاسلامية التونسية.. والتي ظهر زعيمها الشيخ / راشد الغنوشي في تلفزيون الجزيرة في لقاء اجراه معه غسان بن جدو وكان مشاركا معه عبد الباري عطوان.. فقال الغنوشي الذي قضي عقدين من الشتات والمنفي بهدؤ ودون ان ينسب فضل الثورة الا للشعب التونسي .. قال انه سيعود للمشاركة مع كافة التنظييمات والأحزاب ..وهو مقتنع بالنظام التعددي..الذي سيكون افضل المناهج السياسية للخروج بالبلاد من أزمتها وتعافيها من جراج سنوات الديكتاتورية.. لم يقل .. هي لله ..لا للسلطة و لاالجاه ..ولم يقل من لم يرضي بنهجنا لتطبيق الشريعة بعد نجاح الثورة فليلحس كوعه .. ولم يبشر امريكا بدنو أجلها بعد انتصار شعبه علي ديكتاتورية بن علي..ولم يقل لفرنسا انت و ساركوزي تحت حذائي..
فقد تعلم الرجل من تجاربه وأعاد النظر في الكثير من رؤاه التي خرج بها من تونس .. وأكتشف ان العالم الحر لم يستمد وعيه واحترامه لحقوق الانسان ومساواة البشر الا لان حكامه قد جاءوا بارادة الآنسان نفسه مكلفين وفق اقتناعه ببرامجهم السياسية القابلة للتداول..وان ما وجده في الغرب من حرية التعبير.. لم يجد ه في بلاد المسلمين التي ضاق به صدرها في أكثر من بلد يحسب فيه الحكم لصالح الحركات الاسلامية .. فستأذنه خلفاؤها الراشدون بالخروج مطرودا لانه اسدي النصح بوجوب اصلاح التجربة من واقع الأخطاءء المحسوبة علي الاسلام قبل المسلمين..
قال الرجل سيعود قريبا الي تونس ليكون ترسا في ماكينة التحول الديمقراطي.. الي بلد ليس فيها مشكلة دارفور . سببها الأساسي هو تصفيات حسابات الاسلاميين فيما بينهم. ولا عقليات تسعي لتجييش الشباب في كتائب الموت لانه ببساطة ليس فيها جنوب.. يمكن فتحه بجهاد فاشل ادي الي فصله.. وذوبان البقية الباقية من مسلميه في كيانه الجديد وتحت حكم الكفار برضاهم التام ..
ولم يقل انه سيغلق المجتمع شاء أم ابي في منطقة ماقبل الف واربعمائة عام لان تونس ليس فيها حزب تحرير ينادي باختزال حل مشكلة البلاد الاسلامية في اعادة الخلافة الاسلامية بضربة لازب .. دون برنامج و شرح كيفية تنصيب الخليفة الراشد القادم عليه…
يعود الرجل الي تونس الثورة لانه يعلم ان عقلية شعبه متقدمة وفق معطيات الزمن وتتفهم ارتباطها بالعالم الخارجي من حيث المصالح الآقتصادية والثقافية والسياحية .. وان تونس ستظل تحتضن مهرجان قرطاج.. كل عام ..وبدون توقف.. لانه ليس فيها عالم سلطان أهوج ومتنطع سيفتي بوجوب الغائه لانه بدعة..

نجحت ثورة تونس لانها لم تحبس نفسها في مربع علي بالحاج الجزائري الجنسية والطالباني الهوية.. او عباس مدني وكيل القاعدة هناك.. ولانها منعتقة من عقلية حصار حماس لغزة الذي بذ.. حصار اسرائيل .. ومحمود عباس لها..
و لم يتحمس اسلاميو عالمنا العربي لثورة تونس لانها تجاوزت نفاق الترابي للركوب علي ذريعة الشرع وصولا الي سرج السلطة الذي سقط منه حين اختلف كزعيم عصابة مع عسكره الذين سرقوا معه ارادة الشعب في ليل بهيم وطويل..
لكل تلك الأسباب وغيرها فان ثورة تونس كانت صفعة باب قوية في وجه احلام الاسلاميين بالتمدد شمالا في افريقيا من خلال سرقة دماء الشعب التونسي.. الذي تمثل وعيه في تقدم عقلية قادة حركة النهضةالاسلامية نفسها الذين يعرفون .. ويتفهمون ضرورة ان يحسبوا خطواتهم علي الأرض و واقع وزنهم في الشارع التونسي .. وحجم دورهم المحدود في ثورته التاريخية.. بعيدا عن السباحة مع سحابات الوهم .. التي اضاع بها اصحابهم في بلاد كثيرة منها السودان أوطانهم ومقدرات شعوبهم حينما لم يستمعوا لنصائحهم .. فصاروا يتصدرون قا ئمة المبشرين بثورة تونس .. للمرة الثالثة في الخرطوم وضواحيها مع مراعاة فروق الوقت .. فيما يعود راشد الغنوشي .. معززا مكرما الي بلاده .. وهو يردد نصيحة كثيرا ما قالها لهم ..وهي.. ( خليكم مع الزمن ) .. وهاهي تداعيات الأمور وحسابات الشعب الصابر تقول لهم ايضا هي مسألة زمن…
والله المستعان ..وهو.. من وراء القصد..

تعليق واحد

  1. كتير من مصائبنا سببها البشير يمسك المكرفون ويبدأ يتكلم وهو ما عارف بقول فى شنو ويبدا يرمى فى القنابل , ولم يصبح الصباح الشباب يفتشو فى المخارج , ا ه نشيت يونس محمود كمان كان كارثه .

  2. بعد ما رايناه و عشناه من حكم الاسلاميين في السودان ، سؤال واحد محيرني: الاسلاميين ديل مسلمين؟

  3. الأخ برقاوي ,, لا تغرنك عودة الغنوشي و تصريحة بقبوله التعددية في حوار مع قناة الجزيرة فالتعددية ضد مبادىء الأخوان , أليس هو نفسه الذي ناصر الترابي لتثبيت نظام الانقاذ (غير التعددي) , هل نسيت المؤتمر الذي جمعه الترابي في الخرطوم ,, أرجع لقرارات و توصيات ذلك المؤتمر . ثم حلل لنا كيف و لماذا و لمن حررت جوازات سفر دبلوماسية و جنسيات سودانية ؟ هل الغنوشي واحد منهم ؟ الكيزان كيزان لم و لن يتغيروا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..