مقالات سياسية

إذا عطست الخرطوم أصيبت انجمينا بالزكام..!!

إسماعيل عبدالله

تجليات أزمة ما بعد الخامس عشر من أبريل الماضي ألقت بظلالٍ قاتمة على الحراك الاجتماعي والسياسي بين السودان وجارته الغربية تشاد، إذ ثار الناشطون التشاديون ورفضوا استمراء حكومات السودان المتعاقبة جعلهم وحكوماتهم شماعة لفشل السودانيين وحكوماتهم، فقد طفح الكيل وتحدث التشادي الذي عُرف عنه الصبر والجلد والتؤدة والحذر والنطق بكلمة الحق التي نصح فيها السودانيين بأن يديروا خلافاتهم بعيداً عن القاء اللوم على المجتمع والدولة التشادية، هذا مع علمنا وتأكيدنا على أن زكام الخرطوم لا محالة مصيب العاصمة انجمينا، بنزلات البرد الحادة طال الزمان أم قصر، لقد زار رأسا الدولة والحكومة الانتقالية السابقة – البرهان وحميدتي – الجارة الغربية مرتان، حينما أدارا ظهريهما لبعضهما البعض، وتلكما الزيارتان لم تأتيا بمحض الحرص على علاقات حسن الجوار، وإنّما فرضهما الواقع والموقع الجيوسياسي للجمهورية التشادية، الأمر الذي أجبر الرجلين لأن يهرولا غرباً بحثاً عن السبق السياسي والكسب العسكري، وكانت الزيارة الثانية للرجل الثاني قد وضعت نقاط كثيرة فوق الحروف، فجاء دور الجار الغربي محايداً عندما اندلعت حرب منتصف ابريل، وشهدنا الحكمة والصبر والبصيرة النافذة لهذا الجار الذي يعلم بواطن أمور جاره، فقام بإغلاق الحدود، وأحسن وأكرم وفادة الهاربين من جحيم حرب السودان، عسكريين ومدنيين، ونال رضا طرفي الصراع.

لكن، بعدما دعا الحاكم المزعوم لإقليم دارفور المواطنين لحمل السلاح والدفاع عن أنفسهم، أدار المراقبون للشأن الدارفوري بوصلة اهتمامهم، وعكفوا على دراسة ارهاصات هذا المشهد الجديد، وهذه الحالة الغريبة والفريدة، التي تزامنت مع تعيين أحد أبطال مهزلة جوبا بديلاً لقائد السريع (المتمرد)، بقرار باطل دستورياً أصدره الجنرال المختبيء تحت أنفاق القيادة العامة، وحينها لم تفت على الفاحص الدقيق للشئون الدارفورية مآلات هذين الحدثين، الذين يبدوان وللوهلة الأولى أنهما نتاج صيرورة تلقائية للأحداث المأساوية التي نشهد أحزانها الآن، لكنها ليست كذلك، وكما يقول فلاسفة العصر لا شيء يحدث بلا مبرر أو بغير سبب أو بدون دافع، وكما هو مفهوم للسودانيين والتشاديين على حد سواء، أن الحراك المجتمعي في الدولتين لا ينفصل عن تعاطي الفعل السياسي في البلدين، لذلك انفعلت المجتمعات المتداخلة مع سكان الدولة السودانية، وأبدت اهتماماً منقطع النظير للمعركة الدائرة بين الرجلين الذين يمثلان رأس الحكم في السودان، وحينها فقدت القيادة القبلية للحكم في انجمينا أعصابها وأصابها الذعر، وبين ليلة وضحاها تحلى الحاكم الدارفوري المزعوم بشجاعة جديدة افتقدها منذ ملحمة وادي البعاشيم، وهذا الأمر لم يأت مصادفة، بل أن المتحالفين مع الرجل السيادي الأول قد حسموا أمرهم وأخذوا يبحثون عن كبش فداء آخر غير (عقار)، حتى يستمر هذا الكبش الجديد في أداء المهمة التاريخية القذرة، التي يقوم بها من يخدمون منازل السيد، فوجدوا ضالتهم في هذا الرجل الضعيف (المُدجّن)، الذي صمت صمت القبور حينما هد الأعور الدجال البيت الذي أوى مرضاه ونزلائه بحي المهندسين الأمدرماني.

لقد تنبأ الكثيرون بأن المعركة الفاصلة سوف تكون في شرق وشمال البلاد، دون أن يعلموا بأن الحراك العسكري ومنذ قديم زمان السودان، يأتي مدفوعاً بعجلة الغرب الغنية بالمورد البشري والمعنوي، لقد انتقلت الملحمة المصيرية التي أشعل ثقابها البرهان في الخرطوم إلى الجنينة وكتم والفاشر ونيالا، بمعاونة أيد ولغت في فتات المال المستجلب، عساها ولعلها أن تحفظ النسق القديم الذي لطالما تشدقت بحرصها على إزالته (تقيةً)، لقد تشابه بقر الثورة والثوار، واحتار المواطن في ذلك المقاتل الذي يقف في صفه موقفاً نبيلاً ليحفظ له حقه في الحياة، بعدما تهافتت الجماعات المرتزقة نحو مائدة الموز، لقد جن جنون هذا المواطن المسكين أكثر فأكثر حينما وقف المسلحون – أردول ومناوي وعقار وجبريل – موقف الداعم لمن ظل يسومهم سوء العذاب ثلاثون عاماً ويزيد، لكل هذا لا نستغرب موقف المواطن السوداني المنصف وقتما قال: هذه المعركة لا ناقة لي فيها ولاجمل، نعم، إنّه الإنسان السوداني الذي لم يهادن أي منظومة من منظومات الحكم الباطشة منذ غابر الأيام والسنين، لقد هزمت الخبرات التراكمية لهذا المواطن السوداني الجميل بطش الحكومات التي عبرت بجسر السلطة والثروة منذ العام 1956، وهو الآن في انتظار المنتصر في هذه المعركة المصيرية، حتى يملي عليه شروطه المتوافقة مع حقه في الحياة الكريمة التي يستحقها، وإلّا فإنه سيقول للطرفين (الفورة مليون)، إنّ محمد أحمد هذا هو الفيصل في ماراثون صراع السلطة وشئون الحكم في البلاد، وهو يرى بعين البصيرة والبصر، ولقد ضل سعي من راهن على خداعه.

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. ناس الهامش (ابناء دارفور وجبال النوبة) هم من يصنعوا الطاغية في الشمال وهم من يحموه ويحموا الانظمة الفاشلة المجرمة زى نظام الكيزان الارهابي بل هم عماد وقاعدة تنظيمات ومليشيات الكيزان المجرمة المختلفة العديدة وهم ايضا من ينتموا للاحزاب الطائفية بفكرها القديم الذي اورد البلاد موارد التهلكة. نخبة دارفور القاتلة ونخبة جبال النوبة هم من صنعوا الدكتاتور المجرم الارهابي المخلوع عمر البشير وهم كانو من يشجعوه ويدعموه وكانو يده الباطشة واعضاء جميع اجهزة الكيزان المجرمة الان نفس ابناء هذا الهامش العنصري يحاولوا ان يصنعوا طاغية جديد هو الجلابي البرهان وحماية تنظيم الكيزان الارهابي من المحاسبة والعقاب علي جرائمة البشعة في حق الشعوب السودانية وعندما يقوم المجرم البرهان وباوامر من تنظيم الكيزان الارهابي ويمشي يقتل اهلهم في دولة دارفور ويغتصب نسائهم ويسكنهم الملاجي ويحرق ارضهم ويجلب الاجانب من دول غرب افريقيا يوطنهم في ارضهم يجوك ناس دارفور وجبال النوبة ويقعدوا يكوركو ويجقلبو ويشتكوا ليل نهار ويتهموا الشماليين او الجلابة ناس الشريط النيلي بانهم قتلوا اهلهم وحرقوا ارضهم وشردوهم منها. تبا لهم من مجرمين رخيصين نخبة دارفور القاتلة ونخبة جبال النوبة الفاشلة وفي سبيل تحقيق مكاسب شخصية او اسرية او قبلية ضيقة ومن اجل السلطة والاستوزار والاستيطان في اراضي الشماليين في الخرطوم والجزيرة وبقية الشريط النيلي (عشقهم الكبير) والزواج من شمالية وتملك الرتب العسكرية بالاونطة مستعدين يتحالفوا مع الشيطان ويعملوا كل موبقات الدنيا في اهلهم وبعدين يجوا يشيلوها للشماليين او الجلابة الاونصريين كما ينعتوننا بهامما يدلل علي عمق التباعد بيننا وبينهم. فمثلا نخبة دارفور القاتلة استغلت مشاكل قبائلهم في دارفور وعدم تقبلهم لبعضهم البعض بجانب كراهيتهم لبعضهم البعض وتقسيم انفسهم عرقيا لعرب وزرقة وممارستهم للنهب والسلب وايضا الاغارة علي بعضهم البعض طمعا في اراضي الاخر هذه النخبة استغلت كل هذه المشاكل وتمردت وقتلت ونهبت وسرقت واغتصبت وشردت اهلها وفي النهاية عاوزين يشيلوها للشماليين (جلابة الاونصريين كما ينعتوننا بها) اذن لاحل الا تقرير المصير وفك الارتباط المصنوع بين وادى النيل (سنار / كوش) وبين دولة دارفور واقليم جبال النوبة. لا بديل من فك الارتباط المصنوع بين دولة وادى النيل (سنار حديثا/ كوش قديما) ودولة دارفور التى ضماها المستعمر الانجليزى لسنار في يوم الاثنين الاسود الموافق ١يناير ١٩١٧م بعد مقتل زعيمهم علي دينار فى ٦ نوفمبر ١٩١٦م يجب ان نقرر مصيرنا وننفصل عشان كل الناس ترتاح. الدارفوريين اتفقوا علي احتلال ارضنا وقتلنا كما فعل جدهم السفاح التعايشي في اجدادنا زمان وما ارتكبه من مجازر بشعة ومذابح رهيبة في الشماليين يؤكد ذلك دارفور او داركوز كما يسميها اهلها هى المفرح والداعم الأول لتنظيمات الكيزان المختلفة وهى ضمت لنا في يوم الاثنين الاسود ١يناير ١٩١٧م ان مايعرف بالسودان الحالي هو عبارة عن تجميع ٣ دول ل ٣ شعوب مختلفين هم كالتالي: ١. دولة سنار (كوش قديما) واهلها الشماليين او الجلابة كما ينعتوننا بها او اولاد البحر كما نعتنا بها العنصري السفاح التعايشي وهي دولة وحضارة عمرها اكثر من ٧٠٠٠سنة وهي الرافعة الحضارية التي يفتقدها دارفور وجبال النوبة. ٢. دولة دارفور (سلطنة دارفور) وهى كانت دولة قائمة بذاتها وكان لها ممثليها وسفرائها في العديد من دول العالم وضمت لسنار في يناير ١٩١٧م بواسطة المستعمر الانجليزى. ٣. جبال النوبة ضمه المستعمر الانجليزى لسنار في ١٩٠٠م بعد ان رسم الحدود بين سنار ودولة الجنوب الان الحل الوحيد والناجع هو ان تعود كل بلد لحدودها الجغرافية الطبيعية وان يحكم ابناء كل بلد منطقتهم. حميدتى والكوز ابراهيم جابر والكوز جبريل ومناوى والكوز صندل وحجر وبنقو وعشر وبقال ومسار وحاج ساطور ونورالدائم وعجب الدور وابونمو والكوز كاشا وماشا وادومة واساخا وحسبو ديل يكونوا حكومة دارفور وعاصمتها الفاشر برئيس وزراء ويحكموا دارفور وعبدالعزيز الحلو والكوز كضباشي والكوز امير حاكم ومبارك اردول وغبوش والمتكوزنة تابيتا والكوزة عفاف تاور واخوها الكوز جلال تاور والمليشاوى كافي طيارة والكوز كبشور وتلفون وكوكو والكوز مركزو ديل يكونوا حكومة جبال النوبة وعاصمتها كادوقلي وتكون برئيس وزراء. طبعا الجلابة معروفين منو وحدود ارضهم معروفة لانهم اصحاب حضارة كوش العظيمة. هذا او استمرار هذه الحروب العبثية القبلية اللانهائية والتى دفع وسيدفع تمنها الجلابة الاونصريين كما يصفنا بها ابناء دولة دارفور. الحل في الفصل والعودة الى الحدود الجغرافية الطبيعية لكل شعب لان بقاء هذه الوحدة الكذوب هو كمن يحاول ان يخلط الماء بالزيت. معروف الشعوب التى تكون ذات خلفية اجتماعية وحضارية وثقافية واحدة هى من يصنع الدول وليست الحدود المرسومة من يصنع الدول خاصة اذا كانت حدود رسمها المستعمر الاجنبي، ومايسمي السودان (وياله من اسم عنصري قبيح اطلقه علينا الاستعمار التركي في يونيو 1821م عندما احتل دولة سنار التى كانت قائمة علي ارض كوش) الان هى دولة مصنوعة من ٣ شعوب متنافرة مختلفة بخلفيات ثقافية مختلفة تماما وكانت عبارة عن ٣ دول/اقاليم مختلفة لايوجد بين شعوبها اى رابط او حتى مزاج او تواصل ثقافي لذلك لم ولن تستقر ابدا ابدا لانهم مختلفين في كل شئ ولايوجد مايربط بينهم. لذا نقولها بالصوت العالي الانفصال هو الحل انهاء هذه الوحدة المصنوعة وحدة الدماء والدموع هو الحل. هذا او الطوفان الكبير

  2. ورجق ورجق مصيبتا نحن محيطنا متخلف عدا مصر الدوله الوحيده التي اهتمت بالرقم الوطني والبطاقه لمواطنيها فما نعاني منه نتيجة تخلفنا والبقبه في الرقمنه وحصر المواطنين في دوله تعاني من مشكلة التداخل القبلي في كل حدودها
    قبائل مشتركه وحدود مفتوحه وحارسها فاسد

    مما جعل حميدتي وأمثاله سودانين وزاد طموحهم
    فحلمو يحكمنا وسرقو خيراتنا وإشترو زمم قوادي الصحافه والاعلام

    لابد من حكومه وطنيه اهتمامها الاول بمسألة الحدود ووضع حد لهذا التفلت القبلي
    ولماذا تحتج تشاد ألذين يقاتلون في الخرطوم مواطنيها ومثبت هذا الحديث فلتمسك عليها أبنائها حتي لاتصاب بالاسهال دعك عن الذكام
    تشاد طول عمرها كانت تحكم من السودان
    الان تصدر الينا أمراضها التي تريد أن تتخلص منها
    مدعي عروبة غرب افريقيا واصوصها الذين كانو يحلمو أن الخرطوم شحادين والان يحلمو بحكمها
    هذلت والله
    طنين

  3. ان انتهت الحرب على على سلام ودحر التشاديين فلن نسمح مرة أخرى لهم بالعودة .. السبب الذى يجعل الدارفوريين ابدا يطرحوا موضوع انفصال دارفور استفادتهم الكاملة من باقى اقاليم السودان والذى يصل الخرطوم ويتذوق الموية البارد والمانجو ( بالخلاتة ) تانى مابرجع … الزول ده قال دارفور غنية لكنه لم يسمع بان الدارفوريين يقتلون بعضهم البعض فى لالوبة !

  4. صحيح العنوان يا استاذ اسماعيل عبدالله هو:

    ..اذا عطست الفاشر أصيبت انجمينا بالزكام.

    .. دولة دارفور وتشاد شعب واحد وقبائل مشتركة، (ريزيقات ،زغاوة،تعايشه ،مساليت ،قرعان،برقو، تاما، فلاته، الترجم،داجو،امبررو وغيرهم) فرق بينهم المستعمر البريطاني بضمه دارفور الي السودان القديم قسرا دون مشهورة اي من البلدين في عام 1917 في أكبر حدث كارثي في تاريخ السودان الحديث.

    … ينطبق المثل القائل ان تشاد ودارفور،( دبرين في لباس واحد)..

    .. انفصال دارفور قادم لا محال،ولابد منه خاصة بعد معركة طي الخرطوم في 5 دقائق ،،وعلى الدارفوريين الاختيار بين الوحدة مع تشاد او بقاء دارفور دولة مستقلة..

    .. واذا تمت الوحده بين تشاد ودارفور فلن يسمع احد بعطسة الفاشر ولن يكون الزكام حصرا على انجمينا..
    .

    1. طيب يالقاح متعب نفسك في الفارغه اشاوس الدعم السريع من دارفور الانت تساندها كيف تساندها وفي نفس الوقت تدعو للانفصال قمه التناقض والتخبط والسير علي غير هدي المشكله التي ستتبقي بعد انفصال جبال النوبه ودارفور هي الكيزان ماهو حلك هل نصنع لهم دوله ونفصلها نسميها كوزستان انه التعليم التلقيني سبب الكارثه يجعلنا ليس لنا القدره علي التحليل وليس لنا قدره حتي نعرف اين مصلحتنا سبحان الله

  5. اسماعيل الجنجويدي يسكت عن جرائم القتل والنهب التي ظل يمارسها مليشيات اهله الجنجويد في الخرطوم ومدن دارفور ويتغاضي عن كل ذلك بدافع الحمية القبلية ويتحدث عن عقار وغيره ، هل ناس الحركات هم من اطلقوا النار علي المدنيين في الخرطوم واستباحوا الحرمات وحرقوا المتاجر ودخلوا في غرف نوم النساء وسرقوا الذهب واغتصبوا وهل هم من قتلوا وهجروا المدنيين وحرقوا وهجروا الناس في مدن دارفور؟ داير الناس يكونوا عزل علي طول عشان تنتهكوا اعراضهم يا هذا؟ زعلت من مناوي عشان قال الناس يشيلوا السلاح ويدافعوا عن انفسهم واهلك الجنجويد من دارفور والنيجر وتشاد ومالي مسلحيين باحدث انواع الاسلحة من زمن الكيزان لعنة الله عليهم مرورا بزمن اولاد زايد . الجنجويد عندكم قوة عين والله مجرمين وغلطانيين السمحوا ليكم تتبرطعوا في البلد. انا ادعوا شباب السودان وخاصة في الشرق للتسليح والاستعداد للجنوجويد وعدم الهروب ومغادرة البلد ومواجهة الجنجويد لأنهم قوم غدارون ويقتلون النساء والاطفال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..