على مؤسسات الدولة المحورية، وعلى رأسها الجيش، أن تتحرك لفرض حل يجنب البلاد الفوضى

د. عبدالوهاب الأفندي

لم يعد السؤال في السودان هل سيستطيع النظام القائم في السودان البقاء إذا استمر البشير رئيساً، بل هل ستبقى الدولة السودانية وتتجنب الانهيار تحت قيادة البشير؟ فالنظام الحالي لن يسقط في غياب تحرك شعبي سلمي موحد (لم تتوفر شروطه حالياً) إلا إذا انهار الجيش السوداني وهزم. وعندها ستحل محله ميليشيات قبلية وعقائدية (بما فيها ميليشيات إسلامية على نحو ما نشهده في سوريا وليبيا هذه الأيام). وهذا بدوره سيعني انهيار وتفكك الدولة، وعندها لن يكون هناك معنى لشعارات تقاسم السلطة والثروة، وإنما سيكون التنافس حول تقاسم الشقاء والعذاب تحت حكم الميليشيات.

مؤشر فشل الدول الذي تنشره سنوياً مجلة “فورين بوليسي” يحكم سلفاً بأن الدولة السودانية فاشلة ومنهارة. فقد ظل المؤشر منذ إطلاقه في عام 2005 يضع السودان بين ثلاث أفشل دول في العالم، حيث يتبادل الأدوار في الصدارة مع دول مثل الصومال وتشاد وافريقيا الوسطى ونحوها. ولا شك أن هذا يشير إلى خلل كبير في منهجية هذا المؤشر، لأن السودان لا يمكن أن يقارن بحال بالصومال والدول المنهارة الأخرى. فحين كان المؤشر يصنف السودان باعتباره أفشل من الصومال كان اقتصاد البلاد الأسرع نمواً في افريقيا، وكانت معظم أنحاء البلاد، بما فيها غالب مناطق دارفور، تتمتع بأمن واستقرار ملحوظين.

ولا شك أنها علامة قوة في الدولة السودانية قدرتها على استيعاب وامتصاص عمليات تمرد متعددة المواقع ومصادر الدعم، كما حدث خلال العقدين الماضيين، والحفاظ مع ذلك على اقتصاد سليم، وأمن وسلام في معظم نواحي القطر، بما في ذلك المدن الرئيسة في قلب مناطق الصراع، مثل واوا وملكال وجوبا والفاشر وكادوقلي والدمازين وغيرها. ويمكن هنا مقارنة الدولة السودانية مع جاراتها مثل اثيوبيا وتشاد، حيث كان السودان يدعم عمليات التمرد ضد الأولى وهي تقابله بالمثل. ولكن النظام الاثيوبي هو الذي انهار رغم أنه كان يتلقى الدعم من أمريكا والاتحاد السوفيتي معاً. أما دولة تشاد فقد انهار نظامها الذي كان يتلقى دعماً غربياً قوياً لمجرد أن السودان أمر معارضيه بمغادرة البلاد. أما النظام السوداني فقد صمد رغم أن المعارضة له كانت مدعومة من كل دول الجوار تقريباً، بما فيها مصر وليبيا، إضافة إلى الدول الغربية الكبرى وعدد من دول الخليج بعد حرب الكويت.

لم يكن في السودان حينها نفط، وكان يواجه الحصار الاقتصادي، بينما نجحت حكومته عندها في توحيد المعارضة ومعظم دول العالم ضدها. ولكن في السنوات الأخيرة، تغيرت أشياء كثيرة. تدفق النفط، وأصلح السودان علاقاته مع كل دول الجوار، بحيث أن المعارضة المسلحة ضده لا تتلقى اليوم الدعم إلا من دولة جنوب السودان، ولكن بدون المساندة التي كانت “دول المواجهة” (بحسب تعبير أمريكي مشهور) تتلقاها من الخارج. أما فيما يتعلق بالمعارضة السلمية، فقد انخرطت كثير من القوى السياسية في النظام، بينما دخل الحزبان الكبيران عملياً في تحالف معه. وحتى المعارضة الراديكالية والرافضة، فهي عملياً تعمل في إطار النظام وتلتزم القوانين التي سنها، وبالتالي هي أصبحت بدورها جزءاً من النظام القائم.
وقد كانت هذه فرصة نادرة لتحقيق انتقال سلس نحو الديمقراطية في السودان، خاصة وأن الاستحقاق الرئاسي والحاجة إلى إعداد دستور جديد تشكلان معاً سانحة لبناء وفاق وطني شامل حول الانتقال السياسي. وقد نصح كثير من الحادبين على البلاد الرئيس السوداني بأن يختار النهج الذي سلكه رجال عظام مثل أولوشون أوباسنجو وعبدالسلام أبوبكر في نيجريا، وبول بويويا في بوروندي، ونيلسون مانديلا في جنوب افريقيا، أشرفوا جميعاً على انتقال سياسي مشرف نحو الديمقراطية، فكسبوا الحمد والثناء، وكسبت بلدانهم الاستقرار والتقدم. ولكن الرئيس السوداني اختار على ما يبدو الطريق الآخر الذي سلكه من قبله منغستو هايلي مريام وسياد بري وحسين هبري وعيدي أمين وموبوتو وغيرهم، وهو الطريق المؤدي إلى انهيار النظام والدولة معاً.

ذلك أن العوامل التي ساعدت على تماسك الدولة في السابق رغم الشدائد والتحديات لم تعد كلها متوفرة اليوم. ذلك أن النخبة الحاكمة تشهد انقسامات حادة، والصف الإسلامي لم يعد كله متماسكاً وراء السلطة، كما أن الجيش لم يعد مقتنعاً بالدور المفروض عليه والأعباء الناتجة عن فشل السياسيين. وقد فقد النظام الكثير من رصيده السياسي الذي لم يكن كبيراً في الأصل، خاصة بعد شيوع الاتهامات له بالفساد، ولعدم اقتناع الغالبية بما يروجه من أنه صمام أمان ضد مخططات تستهدف هوية البلاد. ولعل استمرار النظام بصيغته الحالية يشكل التهديد الاكبر لاستقرار الدولة وتماسكها. صحيح أن الدعم الخارجي للتنظيمات المسلحة يقتصر اليوم على دولة جنوب السودان، وهي ليست في الوضع التي كانت فيه اثيوبيا واريتريا ويوغندا في السابق، لأن السودان لم يكن يمسك بخناق تلك الدول، كما أن الجنوب لا يتمتع بالدعم الخارجي الذي كانت تلك الدول تلقاه في حملاتها ضد السودان. ولكن هذا لا يمنع أن تنهار الدولتان معاً إذا استمر الاستنزاف على ما هو عليه.

في هذه الحالة، قد تصبح قدرة النظام على الصمود عاملاً سالباً، لأن استمرار نظام مرفوض من قبل قطاعات واسعة من الشعب، حتى لو لم تكن الغالبية، كما حدث لأنظمة مثل نظام صدام والأسد وموبوتو وعيدي أمين وغيرهم، يعمق التصدعات في أوساط المجتمع ويجعل من الصعب استعادة الوحدة الوطنية. ويعتبر أكبر خطر على البلاد اليوم هو فشل النظام في الاستفادة من الفرص التي أتيحت منذ اتفاقية السلام الشامل عام 2005 لتحقيق الاستقرار في البلاد عبر جمع الصف وتوحيد الكلمة وبناء المؤسسات الوفاقية. ولا يبدو النظام بقيادته الحالية راغباً في تحقيق مثل هذا الاختراق أو قادراً عليه. وبنفس القدر نجد المعارضة بدورها عاجزة عن بناء إجماع بديل، مما خلق حالة من الاستقطاب لم يسبق لها مثيل في تاريخ البلاد.

وفي ظل هذا الغياب لوسط متماسك يجتمع حوله الناس، فإن استمرار الوضع على ما هو عليه ينذر بانفراط عقد البلاد و “تداعي الاشياء” وانهيار الدولة، حيث ستقاسم البلاد ميليشيات متشاكسة، ويسودها لوردات الحرب. ولا شك أن حكم الميليشيات أسوأ من الدكتاتوريات كما خبر الناس في العراق والصومال (وكما خبر السودانيون في قريضة وأبو كرشولا وغيرها)، ولكن حكم الميليشيات هو كذلك نتيجة حتمية للدكتاتوريات الفاشلة. ومما قد ينذر بتدهور الأوضاع ما نشهده من استقطاب وتدابر في أوساط النخبة السياسية عامة وأوساط الإسلاميين خاصة، وهو ما يزيد الأمور صعوبة وعسراً. فزيادة نطاق الصراعات وامتدادها شرقاً وغرباً، إضافة إلى امتداد الخلافات إلى داخل مؤسسات الدولة والجيش، قد يسرع وتيرة التصدع في بنيان الدولة.

لكل هذا وجب التحرك ممن لديهم القدرة على تلافي الأوضاع قبل الوصول إلى نقطة اللاعودة، إذا لم تكن هذه النقطة قد تم تجاوزها بالفعل. وكما كررنا مراراً فإن الطريق الأمثل هو أن تتبنى الحكومة مبادرة صادقة وحاسمة لجمع الكلمة وتوحيد الصف الوطني على أساس دستور جديد توافقي وانتخابات حرة نزيهة تؤسس لبناء دولة متماسكة وقوية. وما لم يتم هذا، فإن على قواعد المؤتمر الوطني وقياداته الوسيطة أن تتحرك لتغيير القيادة القائمة وفرض قيادة جديدة قادرة على الاضطلاع بمهام المرحلة المتمثلة في إدارة المرحلة الانتقالية بنجاح. وقبل ذلك وبعده لا بد على كل القوى المدنية من اتحادات ونقابات ومنظمات طلابية وشبابية ونسوية أن تتحرك للضغط على كل القوى السياسية للتوحد حول برنامج إنقاذ وطني، والتحرك شعبياً من أجل التغيير الذي لم يعد يحتمل الانتظار.

وفي نهاية المطاف فإن على مؤسسات الدولة المحورية، وعلى رأسها الجيش، أن تتحرك لفرض حل يجنب البلاد الفوضى ويلزم الأطراف السياسية بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على صياغة دستور توافقي وعلى إجراء انتخابات على أساس مقبول لمختلف القوى السياسية. ذلك أنه بحسب المعطيات المتاحة، لم يعد في مصلحة البلاد ?ولا النظام- استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه من انسداد وتضعضع. وإذا كان النظام عاجزاً عن إصلاح نفسه، فضلاً عن إصلاح البلاد، فلا مفر إذن من أن يفرض الإصلاح والتغيير من تضافر ضغوط الشارع والمؤسسات الفاعلة معاً. فمن العجز القعود وانتظار الكارثة حتى تقع.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لا بالله
    الجيش يأتو ال بقلبها ؟!!!!
    افندينا بتغالط في شنو ؟ في فشل الدوله السودانيه ؟ وهو ده داير شرح ؟!! شوف الصحه ,شوف التعليم , شوف المويه ,شوف الكهرباء ,شوف صينية الغداء , شوف دوواوين الحكومه , شوف السكن وما ح اتكلم عن الاخلاق لو لقيت شئ من ده موجود خبرنا .
    مما جيتونا يا الكيزان كل شئ سمح طلع من السودان عشان كده انتو ما ممكن تكونو الحل ولا جزء من الحل , انتو مجرمين والكلام معاكم ضياع وقت

  2. الدكتور عبد الوهاب الإفندي التحية لك قبل كل شيئ صمود النظام لعقدين ونيف رغم التحديات الكبيرة التي واجهها والموبقات العظيمة التي إقترفها بحق الشعب والوطن إبتداءا بمأساة دارفور التي راح ضحيتها ربع مليون نفس بريئة ومرورا بإنفصال جنوب السودان عن شماله وإنتهاءا بدخول الدكتور خليل ام درمان عينك يا تاجر صمود النظام بعد كل هذا سببه شيئ واحد هو ان النظام يحكم شعب فريد يسمى الشعب السوداني ما يميز هذا الشعب هو انه مستعد ان يصبر حتى الموت ومستعد ان يسامح جلاده بكلمة اعتذار واحدة من هذا الجلاد وما يميز هذا الشعب هو انه غير مستعد ان يضحي بقطرة دماء واحدة في سبيل حريته واسوء خصلة في هذا الشعب هو انه شعب عاطفي ينخدع بسهولة بالشعارات الدينية التي تدغدغ مشاعره فينجر وراءها كالقطعان تماما .والإنقاذ باقية شاء من شاء وأبى من أبى ما دامت تحكم شعبا يسمى الشعب السوداني.

  3. الدكتور عبد الوهاب الأفندي
    تحية طيبه…,
    خلاصة افتتاحية مقالك.., ان الوضع الآن مقبل على تفتت الدولة السودانية نفسها لا مجرد زوال النظام , وقفزت من تلك المقدمة إلى ما أسميته قوة الدولة السودانية وقدرتها على امتصاص عمليات التمرد المتعددة وسط عداءات معظم دول الجوار بل العالم ( لهذا النظام ) , ولم تمهل نفسك لتتساءل : لماذا فشل هذا النظام في خلق علاقات طيبة وطبيعية مع دول الجوار , وكسب معارضة العالم له ؟! وإذا كان هذا الوضع البائس شأن النظام في علاقته الخارجية مع العالم ـ وأنت تعلم بغض الداخل وغليانه تجاهه ـ فأي مرتبة في الفشل ترغب ان ينالها من منظمة الشفافية العالمية أو أي مصحح اختبارات مدرسي !
    تتحدث عن صمود المدن الكبيرة وتتناسى انفصال الجنوب , وتقسيم البلاد ـ وتقزيمها إلى اثنيات متناحرة ـ وهذا ما لم يحدث في أي من الدول المنافسة للسودان في سرعة السقوط والفشل كالصومال وتشاد ..الخ.
    إذا لم يتخلص صناع القرار وكتّاب الرأي من أمثالك من الرؤى الإلتوائية والعقل المزيف للأحداث.. ومن ثم الاعتراف بأن عقلية المركز قد فشلت تماما في إدارة بلد عظيم غني بثرواته وأعراقه وتاريخه الحضاري العتيد . كادره البشري مميز ومكبل ( في آن ) بواسطة تلك العقلية الإقصائية الإستعلاية التي يتمتع بها حكام المركز . الذين ارتدوا بالبلاد لحقب الظلام التي سبقت قيام الدولة الحديثة , دولة القانون وفصل السلطات, بإحياء الجهويات , وسلطة القبيلة , وبدعة الجنجويد المتأسية بجاهلية الصحراء العربية, القائمة على الصراع العنصري وخلق العدائيات والحروب بنتائجها المأساوية . فبدلا من المسارعة إلى إطفاء ما أشعلوه من حريق نرى تلك العقلية تفكر في بناء متاريس حول عاصمة ملكهم للمحافظة على المكتسبات السلطوية الغير مشروعة والقصور المنهوبة من حقوق الغلابة . فما أعظمها من ملهاة !!
    الخلاصة أن المقال ممتلئ بالتناقضات ويبين حالة الشرخ التي تصدر من إسلامي متنازع الولاءات , فقول الكاتب : (لأن استمرار نظام مرفوض من قبل قطاعات واسعة من الشعب، حتى لو لم تكن الغالبية، ) انتهى . هو قول لا معنى له , ما دام الكاتب يعلم بأن النظام هو نظام أقلية جاء بالبندقية . ورغم فشل هذه البندقية لمدة ربع قرن وما سببته من آلام ومصائب لهذا الوطن الجريح يرى الكاتب وبكل أسف أن الخلاص في الانقلابات العسكرية يعني: ( وداويني بالتي كانت هي الداء) ! وهذا يدلل على أن العقلية المأزومة لا يمكن أن ينتج عنها حل لمشاكل البلاد الفكرية والسياسية والاجتماعية …الخ.

  4. أرفض ما قاله هذا الأفندي — لا وجودكم بيننا بإذن الله تعالي حتي في المآتم والأفراح يا ضلاليين

  5. ( وفي نهاية المطاف فإن على مؤسسات الدولة المحورية، وعلى رأسها الجيش، أن تتحرك لفرض حل يجنب البلاد الفوضى ويلزم الأطراف السياسية بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على صياغة دستور توافقي وعلى إجراء انتخابات على أساس مقبول لمختلف القوى السياسية. ذلك أنه بحسب المعطيات المتاحة، لم يعد في مصلحة البلاد ?ولا النظام- استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه من انسداد وتضعضع. وإذا كان النظام عاجزاً عن إصلاح نفسه، فضلاً عن إصلاح البلاد، فلا مفر إذن من أن يفرض الإصلاح والتغيير من تضافر ضغوط الشارع والمؤسسات الفاعلة معاً. فمن العجز القعود وانتظار الكارثة حتى تقع. )

    هل تريد ان تمهد لانقلاب قادم ؟ الم يكف ما جرته هذه الانقلابات علي السودان ؟
    لقد تبدل الوضع الان خبر الشعب السوداني جماعة الاخوان المسلمين بمسمياتهم المختلفة : جبهة الميثاق ,الجبهة القومية الاسلامية ,المؤتمر الوطني ,المؤتمر الشعبي ,السائحون …الخ
    عرف الشعب من مشي حبيسا ومن مشي رئيسا هل يا تري في جراب الحاوي شيء جديد يريد ان يخدعنا به د/الافندي بالدعوة لانقلاب جديد .

  6. الانقاذ فاشلة و فاسدة و مستبدة و هذا واضح للاعمي قبل البصير — مليشيات النظام الاسلامية تلاشت و اندثرت و بحث عنها النظام و لم يجدها في حملات التعبئة الاخيرة و كانت نتائجها ضعيفة جدا — سقوط الخرطوم للمرة الثانية خلال قرن و نيف امر مفروغ منه — اعادة هيكلة الجيش و القوات النظامية الاخري و بناء مؤسسات بمهنية و احترافية عالية امر متفق عليه — لن تحدث صوملة و لا بلقنة لكراهية الناس للانقاذ و لن تجد من يقف معها و يدافع عنها — تسقط الخرطوم و يتلاشي المؤتمر الوظني و يختفي كما اختفي الاتحاد الاشتراكي السوداني صبيحة 6 ابريل 1985 .

  7. للأسف الشديد تم تذويب الدوله فى الحزب والحزب يتبع لمايسمى بالحركه الإسلاميه والتى شهدت إنتخاباتها (تزويرا) وهذا الكلام مكتوب بخط يد السيد الأفندى كاتب المقال .حزب تم تأسيسه على يد تلك الحركه والتى تدعى زورا وبهتانا مرجعيتها الدينيه يجلعنى أحس بالنموذج الصومالى (المحاكم) بل وأسوأ من ذلك بكثير فقد قامت تلك الحركه وحزبها بزراعة السم فى كل مفاصل المؤسسات فى الدوله ولايمكن أن يكون هنالك ضغط من منظمات مجتمع مدنى كالنقابات وغيرها مما ذكر كاتب المقال لأنها صنيعة النظام .أنا كسودانى لم أمتهن أى مهنه سوى العسكريه !! وشخصيا أرى إن سيطرة الجيش مؤقتا على الأمور تجوز للحفاظ على الدوله من التفكك ولكن ليس على طريقة (سوار الدهب) فقد كان حصان طرواده للقوم الذين أوصلونا لهذا الدرك اليوم ومازال!!!وحتى هذه الخطوه تحيط بها مهددات كعدم إلتزام الجبهه الثوريه بالسلطه العسكريه الإنتقاليه على نهج الحركه الشعبيه فى فترة مجلس سوار الدهب !!وتولى قيادة الجيش المعينه اليوم هو ذات السيناريو الذى أشرنا إليه(سور الدهب)أما عملية الإنقلاب العسكرى فسيفتح الباب واسعا للصراع وبداية التفكك فالبلد مليئه بالمجاهدين والدبابين والسائحين والمندسين وكتائب الأمن المدججه وحتى الشرطه أصبحت مقاتله !!!ويظل هاجس الجنائيه الدوليه عاملا محركا لمخاوف أهل النظام !!تفكيك النظام لنفسه بنفسه وبشجاعه ولم شمل كل قوى المعارضه مسلحه ومدنيه والتوافق على كيفية حكم السودان قد يجنب النظام هذه المعضله ويجد لها حلا !!ولكن تبقى المساءله عما تم إقترافه من إنتهاكات وفساد يؤرق مضاجع رجالات الصف الثانى فى النظام ,وهذا يجعلهم يضغطون على الكبار بضرورة عدم الرضوخ لمطالب المعارضه والشعب !!اللوحه تبدو قاتمة السواد !!لست متشائما ولكن أى حل سيكون خصما على طرف والكل يريد الخروج سالما !!وهذا مستحيل …وعليه يبقى الحل مستحيلا حتى يأذن الله ,,وماوضعنا فى قائمة الدول الفاشله بعد الصومال إلا بعد دراسة لحالنا الميؤس منه …وعلى العنايه الإلهيه فقط يكون ترتيب أمر مصير ومستقبل السودان !!

  8. لقد اسمعت لوناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

    لو ان نارا نفخت لاضاءت ولكن تنفخ في رماد

  9. الاستاذ عبد الوهاب
    ان التشكيك في المؤسسات الدولية التي دوما تتخذ المعايير العلمية وادوات القياس المتاحة اي التي توصل اليه المعرفة البشرية وقدراتها المحدودةهي سمة من سمات الانظمة الشمولية والعقول الدكتاتورية والمشبعة بفكر الاسلام السياسي الذين لم يعرفوا يوما من الايام سطرا واحد في علم النقد وانا من اولائك الناس الذين ضد خروج الدين من روحانياته والغوص في متاهات السياسية ولكن اقول لرواد الاسلام السياسي من امثال كاتب المقال اعلاه طالما اختاروا درب السياسة فليبداوا بالنقد البناء من حروب الردة ومقتل سيدنا عثمان وعمر وعلي وابناءه وكبار ائمة المسلمين والدولة العباسية وبني امية ولا ننسي الاندلس ومارا بالعثمانيين والثورة الاسلامية بايران وحسن الترابي وانتهاءا بمحمد مرسي.
    فنجد ان الحديث في المواضيع اعلاه يعتبر من المحرمات ولا يعرف العامة عنه شيئا وغائب تماما عن مؤسساتنا التربوية فتاريخ الاسلام السياسي في مؤسساتنا التربوية تدرس علي انها وردية مائة بالمائة ويغضون الطرف تماما عن احداث بشعة مثل نبش مقابر بني امية من قبل العباسين واخراج العظام الادمية وحرقها وآلاف الاحداث والمآسي الذي نشاهدها حتي لحظة كتابة هذه السطور.
    يا استاذ حديثك عن تماسك الجيش السوداني او عدم انجراف السودان الي حروب كالذي في الصومال راجع بالدرجة الاولي الي طبيعة الشعب السوداني الذي لا يتسامح علي الاطلاق مع الفوضي والذي يسعي دائما الي تجنب الفوضي حتي لو كان علي حساب حريته الشخصية ولقمة عيشه ويتضح ذلك لنفور الشعب السوداني من الديمقراطية الثالثة وقد خلقتم انت ومن معك وساهمتم بشكل رئيسي في الفوضي التي كانت في الفترة مابين 1985 و 1989 لتهيئة الجو امام الانقلاب العسكري مستغلا بذلك ضعف الصادق المهدي والاحزاب الطائفية.وانا اؤكد لك يا استاذ ان بقاء هذا النظام يرجع فقط الي تخوف الكثيريين من الفراغ السياسي وان اعتبر نفسي من النخب ان هذ الخوف مبرر بكل المقاييس وبالفعل لا يوجد معارضة متماسكة لها روؤية واضحة يعرفها علي الاقل 50% من السودانيين فنجد الانشطة السياسية علي قلتها والتي دوما تتخذ الجامعات منابرا لها تعج باحزاب اصبحت في مزبلة التاريخ كالبعث والشيوعي والناصري والسلفي والجهادي واخيرا وليس اخرا تنظيم القاعدة فإذا تمعنت النظر في هذه الاحزاب الغائب الوحيد هو السودان فهذه الاحزاب التي تعج ساحة المعارضة الضعيفة الهزيلة اصلا اقول بالحرف الواحد ان البيئة السودانية ليست لكم واشك ان لكم مكانا في عالمنا المعاصر اما حزبي الاتحادي والامة فهما مريضان بمرض عضال اشك لهم اي شفاء في القريب العاجل بل الموت و الاندثار هو الاقرب والمتوقع.
    يا استاذ عبد الوهاب في ظل هذه الاجواء يمكن اي 500 شخص متحد او متفق علي كلمة سواء حكم البلاد كما تدير مافيا الجريمة المنظمة اجزاء من ايطاليا.

  10. كلام كتير وناتج قليل . وبالبلدي حداثين لكن ما سواويين . وهذه هي المشكلة في السودان .حتى انت يا الافندي كلامك كتير والله ضيعتو السودان حرام عليكم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..