وجوه سودانية: الفنانة عابدة الشيخ.. اختفاء الأصوات النادرة

الخرطوم ? عبد الجليل سليمان
والصوت الذي ذاع بين الناس مطلع ثمانينيات القرن الماضي، كان يبدو لكثيرين وكأنه قادم من بعيد، بينما هم يصيخون له عن قرب. كان صوتاً يحليك إلى الصحراء والرمال الممتدة، فيها، وهكذا ظل عتاة (السميعة) يراهنون عليه، بأنه سيحمل الأغنية السودانية إلى مفازات جديدة.
كانت (عابدة الشيخ) بـ (طلتها) المديدة، ونظرتها (الساهمة)، حين تغني تبدو وكأنها تسافر في تضاعيف الأغنية، كانت الأغنيات تحكم قبضتها على المُغنية الشابة، وتفرض سيطرتها عليها، حتى حدود التلاشي فيها، فلا يكاد أحدنا يفرق بين (عابدة) والأغنية التي تترنم بها.
(1)
ورد في صحيفة الرأي العام تحت عنوان (عابدة الشيخ حرب الخفاء)، إن صوت عابدة من فصيل (التو) بحسب التقسيم الموسيقي العلمي للصوت، وهو من الأصوات النادرة بالنسبة للنساء. ويرى خبير الموسيقى (د.الماحي سليمان) أن مثل هذا الصوت يحتاج لتأليف من النوت الموسيقية الطويلة لإمكانياته التطريبية العالية. وإنه لاينسجم بحكم طبيعته الخاصة والنادرة مع الإيقاع السريع والأغاني الخفيفة، لأنه أقرب إلى الباص الذي يتفرد به أبو داؤود .
(2)
غنت عابدة الشيخ، (يا حنوني) فأمتعت، و(أوليني اهتمامك) فأطربت، و(أرجوك يا نسيم) فأثملت، وشاركت أبو داؤود ومبارك حسن بركات فأحسنت وأجادت، ولم تكتف بذلك بل توغلت أكثر، فكانت كما الحفيف في (أرجوك يا نسيم)، وكما الشجن في (عيونك كانوا في عيوني)، وكما الجمال في (معنى الجمال).
(3)
صاحبة الصوت النادر والحضور الكثيف حينئذ، اختفت الآن تماماً، ولم يعد أحد يذكرها، وكأنما لم تك شيئاً، لا أحد يحتفي حتى ولو بإشارة عابرة كالتي (نفعلها الآن)، بعابدة، وكأنما ابتلينا بذاكرة مثقوبة، ذاكرة، إذا ما حاولنا رتقها فلن نجد أفضل من الرجوع إلى الزميلة الرأي العام، حيث أفصحت لها (عابدة) في يوم ما، عن أنها تتعرض لمؤامرات لم تكشف عن طبيعتها ولم تسم جهاتها؟ لكنها قالت إن بعضهم يضعون أمامها العراقيل بهدف إقصائها، واكتفت بـ (الشكيِّة إلى لله
اليوم التالي
اعذب صوت نساءي في الجيل الحالي و قدرات غير مسبوقة لإجادة أغاني الحقيبة وحسن عطية و ابو داوود. لا تستطيع ان تقارن بينها وبين رصيفاتها لنغمتها الكوكبية و وتغريدها المكنون يجب ان نهتم بها ونطّورها و ندعمها ولكن في السودان كل شيءٍ يحتل غير مكانة المالُ عند بخيلةِ والسيف عند جبانهِ.
أرى بأنها آخر صوت نسائي ظهر على الساحة السودانية وعندما كانت مع الفنان المبدع مبارك حسن بركات هي الأخرى كانت مبدعة وإلى هنا لم أرى لها عملا جديدا ولا أجمل من تلك السهرة التي قدمتها مع الفنان مبارك حسن بركات …..
انا لااستمع الا لهذا الصوت فياخذنى الى اعماق لاتوصف… مشاقين الى الجديد منها..
عابدة الشيخ-عافية حسن – اسرار بابكر- والباقي كرووووووووووور
( والصوت الذي ذاع ) !!! والله ما عارف حكاية الواو الإستفتاحية البقت موضة دي شنو ؟؟؟ الله ينتقم منك يا إسحق فضل الله يا مسخ .
هذه الفنانة هي ثروة غنائية ولكن كعادة حظنا في التمتع بخيرات وثروات السودان لم يستفاد منها . علينا أيجاد حالة التوازن بين عزوبة وأنسياب نهر النيل وبين جفاف ضفافه وبواديه او ما يعرف بالتنمية فهذا النهر العتيق يستطيع أن يضع بصمته في الصحراء وجفافها
ما قصة هذا الصوت الرائع الذي لم يجد التنمية اهي ظروف خاصة بالفنانة ام اشكالية في الوسط الفني؟ لعل عابدة هي من يستطيع الاجابة علي هذا السؤال؟
نسي كاتب المقال ان يضيف ان الفنانة من أسرة فنية عريقة وتحياتي لاسامة الشيخ الذي رفض ان يكون أحد الفرافير أو فنان عداد وقدم مجهوده الشخصي ورفض النجاح السهل اسوة بتاريخ عمالقة الفن السوداني. (الفنان اولاً قبل العداد) وليس العكس كما نشهده اليوم.
الفن دائماً مرتبط بالمستوي المادي والحضاري فمعذرة لمن يريد غرس زهرة في قلب الصحراء. فجمهوركم من هول الفجيعة يلجاء دائماً لسماع تلك النغمات الخالدة التي أنطلقت من اذاعة هنا امدرمان
أنا أم درمان مضى أمسي بنحسي
أنا أم درمان ….. لعبدالمنعم عبدالحي …..غناء أحمد المصطفى
أنا أم درمان
أنا أم درمان تأمل في ربوعي
أنا السودان تمثل في نجوعي
أنا ابن الشمال سكنته قلبي
على ابن الجنوب ضميت ضلوعي
أنا أم درمان سلوا النيلين عني
وعن عزمات فتاي عند التجني
فخير بنيك يا سودان مني
سلوا الحادي سلوا الشادي المغني
أنا أم درمان إذا ما قلت أعني
فما نيل المطالب بالتمني
تجيش النفس بالآمال لكن
ولكن.. هذه لما لا تدعني
أنا أم درمان مضى أمسي بنحسي
غداً وفتاي يحطم قيد حبسي
وأخرج للملأ في ثوب عرسي
وابسم بعدما قد طال عبسي
وأعلن والفضاء يعلن همسي
وأهتف والورى يعرف حسي
فيا سودان إذا ما النفس هانت
أقدم للفداء روحي ونفسي
من أجمل الأصوات النسائية في السودان