قطر وخيار البحث عن ماء الوجه ..!

قطر وخيار البحث عن ماء الوجه ..!

ليس من السهل على دولة في حجم قطر بغض النظرعن إمكاناتها المالية و علو صوتها الإعلامي أن تصمد الى مالا نهاية وتحتمل علاج الكي التي لجأت إليه شقيقاتها الثلاث في مجلس التعاون الخليجي مضطرة وربما هي تشعر قبل غيرها بمرارة الأسف على ذلك ولم تكن لتسعى الى الذهاب فيه الى آخر المدى إلا بعدأن طفح كيلها وأحترقت كل لفافات صبرها الطويل وعجزت كل مساعيها الأخوية وباءت محاولاتها الدبلوماسية بالفشل في إقناع الدوحة باعتدال سيرها معهم داخل صف المواقف الخليجية الموحدة التي ترتبط بأمن ومستقبل المنطقة وسلامة تماسكها دون أن تمنع كل دولة على حده من ممارسة سيادتها مالم يكن ذلك مضراً بما هومتفق عليه في مواثيق المجلس ومقرراته أو يعد خروجاً عن الإجماع في مثل هذه الظروف التي تخوض فيها دول المنطقة حرباً لحماية بواباتها من تسرب المطامع الصفوية الإيرانية وهي تتخذ من جماعة الحوثيين مخليا لمناوشة تلك الدول في الظهر .. بينما تشكل جماعةالإخوان المسلمين مدية قريبة من وجهها وتتخذ من قطر منصة لإطلاق صواريخ أجندتها المعروفة الأهداف والمرصودة المرامي تجاه بلدان الخليج المسالمة والاوية لملايين الناس وهم يتعايشون كسبا للرزق ويهنأوون بأمن واستقرار ربما فقدوه في كثير من البلدان التي لفظتهم أنظمتها المدمرة لأوطانها .. بينما حققت منظومة دول الخليج على تفاوت الدرجات في وقت وجيزوقياسي نهضة بنيوية شهد بها العالم الذي جعل منها وجهة لتبادل المنافع و السياحة و الإستثمار .. هذا الى جانب تنمية موارها البشرية الوطنية تعليما وصحة ورعاية لايمكن التهاون حيالها دون العض عليها بالنواجز حتى لا تصبح في مهب ريح طيش الجماعات التي أثبتت التجارب في أكثر من بلاد أنها تعلى مقام تنظيماتها فوق هامات الأوطان وتتجاوز في طموحاتها الحالمة كل الحدود الجغرافية لها !
قطر الآن في مأزق لا تحسد عليه وهي مهما كابرت وأظهرت تقطيبة الصدمة مما إتخذته شقيقاتها إضطراراً لا ترفا أواستعراضاَ ..فهي ستكون الخاسر الأكبر ما لم تلملم أطراف عباءتها الفضفاضة وتجلس الى ذاتها في تعقل يوازن بين مصالحها السيادية وبين وجودها كعضو في الجسم الذي سيسهر لامحالة لها بالحمى في حالة ما أصابها مكروه ..هذا إذا ما هي عادت الى سرب الإجماع الخليجي .
فليس من المتوقع أن تتراجع بصورة قجائية بين ليلة وضحاها بالطبع لتلحس كل أسطر سياساتها التي جلبت لها العزلة وستتسع دائرة إندياحها بالمزيد من المقاطعات الدبلوماسية أوتخفيض حجم التمثيل معها في حالة تعنتها وعنادها في السباحة عكس التيار!
ولكنها رغم ذلك كله في نهاية المطاف قدتجدنفسها تبحث عن ماء الوجه الذي يمكنها من التراجع التدريجي الذي يتوافق مع بث الرضاء في نفوس جيرانها وحلفائها من أشقاء مجلس التعاون الخليجي الذي هودون شك يعتبر بلامنازع المظلة التي تحمى المنطقة ومواطنيها من حرقة الجلوس في شموس الشتات و التفكك في زمان البقاء فيه للأقوىاء .. أما الضعيف فمصيره الذهاب ركلاً بأرجل المتربصين ويالهم من كثر وعيونهم ترصد بالحسدوالطمع نعم الخليج المسداة من المولى الكريم اللطيف الذي نساله أن يحيط حياضه بالرعاية وأن يحفظه من كل شر وأن يزيح هذه الغمة التي نحسبها سحابة سوداء عابرة في سمائة لابد أن تزول متى ما أعمل الحادبون ألة العقول الرصينة و جلسوا على صعيد الإخاء الرحب دوماً بحسن النوايا وصفاء السرائر .

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]