د.حيدر ابراهيم يعتذر ويبعث بورقة لندوة الدوحة تفتح النار علي الاستهبال السياسي ومحاورة النظام

رسالة حوار –

الزميلات والزملاء الكرام
أطيب التحيات والمني

أولا؛ إن استهل رسالتي بجزيل الشكر للإخوة المنظمين علي دعوتهم الكريمة.

ثانيا؛ ترددت قليلا في كتابة هذه الرسالة خشية أن يطالها الإهمال والصمت الذي جعلنا دائما نبدأ من بداية البداية ولا نراكم خبراتنا وحواراتنا وكأننا علي عداء مع التاريخ والحكمة. فهذا اعتذار في مستوي المشاركة. باعتبار أنني قريب ومتحمس للحوار الجاد، والصادق، والمجدي. وهذه مقدمات ـو شروط لا أجدها في العناق العاطفي، الكذوب كبعض الشعر.

ثالثا؛ مغرض وخبيث من يدعي وجود موقف ضد الحوار والوفاق الوطني الجاد بلا استهبال سياسي. فقد كنت أول من تبني مفهوم “المساومة التاريخية” داخل العمل المعارض. ويومها انتاشني رماة الحدق، لأن بعضهم كانوا يضللون الناس بشعارات وهتافات مثل: “سلّم تسلم”، أو “سلّم مفاتيح البلد”. ولكن في الحقيقة كانت عيونهم علي مفاتيح وزارة التجارة والتي يجلسون الآن داخلها رغم شح الرخص. وتم وأد الفكرة رغم أن نظام الإنقاذ- كان آنذاك- في أسوأ حالاته – في عام1996، عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك. وأخشي أننا بعد هذه السنوات، نطرح الحل الصحيح في الوقت الخطأ.

رابعا؛ تجربة اللقاء الأول في مايو الماضي تجعلني متيقنا أن الانتلجنسيا السودانية مازالت تتجنب النقد والنقد الذاتي الصادق والجذري. تقول الورقة: “وعدت كل الأطراف بنقل هذا الخط الايجابي في التفكير لحل الأزمة الوطنية لدوائرها الحزبية ولقواعده من أجل خلق مناخ عام داعم لخط الحل السلمي الشامل. ” ولكن
المواقف المعلنة داخل اللقاء لم تسافر مع المشاركين إلي الخرطوم. لذلك، لم تنعكس في خطاب جديد للمعارضة، وبالتالي تغيير أسلوب العمل. أما بالنسبة للنظام، فقد جلس حول المائدة صحافي (فيصل محمد صالح) جاء من أسر الاستدعاءات الأمنية والتوقيف، وأمامه مسؤول كبير (مطرف صديق) الذي لم يبتعد عن الجو العام الداعي لحرية الصحافة والتعبير. وشهدت الفترة بين اللقاءين هجمة شرسة ضد الصحافة، ولم نسمع للمسؤول صوتا. قد يكون انشغل بالجنوب، ولكن أليست هذه أولوية حسب الكلام الذي شنّف به آذاننا في اللقاء السابق؟

أخيرا، يجيء اعتذاري بسبب تشككي في دور المثقف أو الإنتلجسي السوداني، وقدرته علي القيام بدور تغييري في وطنه. يقال أن الفلاسفة انشغلوا بتفسير العالم والآن حان الوقت للعمل علي تغييره. حاولت هذه المجموعة في اللقاء الأول تفسير الواقع أو تشخيص الأمة ? كما يحلو لهم القول. وبالتالي هي مطالبة في اللقاء الثاني بالبحث عن وسائل التغيير خاصة مع التدهور السياسي والاقتصادي والأمني الذي عاشته البلاد خلال الشهور الأربع الماضية، مما ينذر بقرب الكارثة .

دور الإنتلجسيا السودانية

عوّل اللقاء التفاكري الأول كثيرا علي دور المثقف السوداني. وتقول الورقة التي بين أيدينا: “اتفق المنتدون علي قيمة تفاكر المثقفين، كافة، كمثقفين، كتبعة ثقيلة. فقد أدي غياب هذا الحوار إلي تفريط كبير في تأسيس سلطة للمثقفين لم تقع لنا منذ تلاشي مؤتمر الخريجين في الأحزاب السياسية في1944. وهي سلطة قوامها منابر وأدوات وخلق مهنية (؟) ضيقت عليها النظم المستبدة حتي أزهدت أهلها فيها. وما تأخر المثقفون حتي تذايلت سلطتهم وضعفت بالنتيجة قدرتهم علي صناعة الرأي العام، غياب المثقف المعزز بأدواته واستقلاله حال بين السياسيين وخبراء فض النزاعات وبين الإحاطة بالنزاع السوداني من وجوهه جميعا كحالة ثقافية ناشبة من انساق تاريخية مشتركة “. ومن هنا يسعي اللقاء- حسب الورقة- إلي الحلول الجذرية، وإلي اختراق حالة عجز القادة والساسة الراهنة، والنفاذ الي التفاكر حول سيناريوهات المساومة التاريخية كفعل ايجابي.

هذا حديث ملئ بالتفاؤل والطموح، ولكنه في نفس الوقت مثقل بالتعميمات التي درجنا علي قبولها وصارت ثقوبا تاريخية تتسرب منها الأخطاء وسوء التقدير. وهذه بعض الملاحظات والتحفظات:

1. رغم أن مؤتمر الخريجين كان أول محاولة لتكوين جبهة موحدة للمتعلمين، إلا أنه كان معملا لتفريخ الأمراض السياسية المزمنة التي عاشت حتي اليوم لتصبح مكونا أصيلا من”عاداتنا وتقاليدنا”السياسية. وأعني بذلك القدرة العالية علي الاختلاف ثم الإنقسام والتشرذم. فقد كانت إنتخابات اللجنة الستينية كل عام مناسبة لمعارك مع طواحين الهواء لعدم وجود قضايا حقيقية وموضوعية. فالشوقيون والفيليون، فريقان بلا قضية، وخلافهم جاء إلينا لأقرب إلي الهزل: “ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل”، ليرد عليه: “شوقي مهما ازداد برضه شايفو قليل”. ثم كان الانقسام اللاحق بين الاستقلالين ودعاة الوحدة مع مصر بتياراتهم. ولكن الشاهد هو غياب الاتفاق علي مشروع سوداني قومي مجمع عليه. وحتي الأحزاب المسماة عقائدية كانت دعواتها عالمية (أو كوزموبوليتنية) وليست وطنية محلية: إقامة الدولة الإسلامية أو الإشتراكية أو أمة عربية واحدة.

2. لم يكن المؤتمر مثل المؤتمر الهندي ساحة للتلاقح الفكري، فقد انحصر الاهتمام بالثقافة والفكر في جماعات القراءة وقد شارك بعض أعضائها في المؤتمر بصورة فردية. وهنا ينسحب وصف (أحمد خير) للأشقاء علي مجمل الخريجين-: ” …النزعة الديماجوجية وتتمثل في قدرتهم علي كسب قوة جماهيرية. والثانية نزعة دكتاتورية وتتمثل في انفراد القيادة برسم الخط السياسي وتنفيذه”. (كفاح جيل، 1991: 141) . ومن هنا كانت البداية الخاطئة للحياة الحزبية السودانية والتي لم تفارقها أمراض النشأة والتكوين الأولي هذه حتي اليوم.

3. كان للخريجين في البداية طموح بلا حدود، وأيمان بدور رسالي في تغيير وطنهم، وظنوا في أنفسهم قدرات السوبرمان في رفعة مجتمعاتهم الممعنة في التخلف والرجعية . ولكن الخواتيم في حيواتهم كانت أقرب إلي التراجيديات الكلاسيكية في شدة تناقصاتها ودراميتها. فقد تحدثوا جميعا- أحمد خير، وعرفات محمد عبدالله، ومعاوية نور، ومحمد احمد المحجوب وغيرهم، كثيرا عن المثل العليا. وكتب (المحجوب) في عام 1941 في مقدمة (الحركة الفكرية في السودان الي اين تتجه؟): ” في كل الاماكن والعصور منذ بدء الخليقة الي يومنا هذا والي الابد، فكر وسيفكر الممتازون واصحاب الثقافة الحقة من ابناء البشر في ايجاد مثل اعلي تسخر في سبيل الوصول اليه جهود بني الانسان ويرفع في سبيل تحقيقه مستوى الحياة ويعظم في نظر الناس غرض الوجود. وفي كل فرع من فروع الحياة ولكل مذهب من المذاهب الثقافية انصاره المخلصون المتفانون الذين يبذلون ما في وسعهم للوصول الي نتائج تري الدهماء من اتباعهم تحقيقها غير ميسور ان لم يكن من المستحيلات”. (ص1) وعليك أن تتصور أن صاحب هذا القول الرائع انتهي في عضوية جناح الإمام الهادي المهدي ضد تجديدات جناح الصادق المحدودة داخل حزب الأمة. أما أحمد خير فقد انتهي منظّرا لأول دكتاتورية عسكرية في تاريخ السودان.

لا أريد الاستغراق في التاريخ ولكن اوحت الورقة بأنها تبحث في الماضي عن مرجعية ما، يمكن الاستناد عليها في تحقيق وحدة وطنية تساعد في الخروج من الأزمة الراهنة. وقد نصل من هنا إلي غاية الملتقي: بعث لمؤتمر خريجين في ظروف جديدة يحقق الاستقلال الثاني؟ تكتب الورقة : ” أن تكون هذه المجموعة منبرا للمثقفين ليمثل مرجعية سياسية وفكرية ليقود مبادرة للتسوية الوطنية والحل الشامل عبر مساومة تاريخية ليس فيها رابح سوي الوطن وإنسانه”. ولابد من التساؤل: هل تملك هذه المجموعة التي أنجبها اؤلئك الآباء القدرات والمقدرات التي تؤهلها لإنجاز هذا المصير؟

عناق المحال

قد يكون من أسباب حسمي أمر المشاركة في هذا الملتقي، تذكر
ما كتبه (سارتر) إلي (البير كامو) : ” إذا كنا أحسسنا بالتعب ياالبير، فلنذهب للاستراحة لأن لدينا إمكانيات ذلك، ولكن لا نحاول أن نخلق في العالم رعشة بإسقاطنا لعيائنا عليه”. فنحن لم نستطع أن نملك التاريخ ونوجهه، فقد تركنا الوطن للصدفة والفوضى. ورغم أننا تحدثنا كثيرا عن دور المثقفين كضمير شقي لأمتهم، خاصة في مجتمع متخلف ومتعصب نسبيا. وكان من المتوقع أن يكونوا البوصلة والأفق. ولكنهم تخلوا عن الريادة، وسقط المثقفون السودانيون إما في طائفية الطائفية، أوطائفية الإيديولوجيا. وفي الحالتين وقعوا في فخ الإرادوية. وهي تعني، أن المثقف ? حسب موريس بار ? هو ذلك الفرد الذي يقنع نفسه بأن المجتمع يجب أن يقوم وفقا لمنطقه وارادته هو، والذي يجهل أن المجتمع هو قائم فعلا واقعا علي ضرورات داخلية قد تكون لا علاقة لها مطلقا بارادة العقل الفردي. فالمثقف بهذا المعني هو ضحية وهم منطقه (محمد الشيخ، المثقف والسلطة، ص20)

تحتل الأفكار والكلمات والآراء في المجتمعات الديمقراطية والمتحضرة، قيمة عليا واحتراما يجعلها قادرة علي التأثير في الرأي العام، وفي اتخاذ القرار السياسي. فهل هذا هو الحال في سودان اليوم بحيث يستمع الحاكم الي صوت مثقفين وطنيين شرفاء يرون بعيون زرقاء اليمامة الاشجار التي تتحرك؟ أم يري النظام في حوارهم، داخل فندق رطب بالدوحة مجرد تسلية وعبث “مثقافتية”-حسب مصطلحهم السائد؟ هل يري النظام في هذه المجموعة بالفعل ضميرا شقيا يوخزه مستقبل وطنه أم مجرد زمرة صناعتها الكلام ومضغ الطعام؟ يدعي السودانيون ? عموما-ضمن سلسلة تفاخرهم، أنهم متسامحون ومسالمون، وديمقراطيون ايضا وبالفطرة. وهم بذلك يتجاهلون عمدا، أنهم أصحاب فضل إعدام أول مواطن سوداني-الاستاذ محمود محمد طه-بسبب أفكاره، منذ الحلاج وغاليليو. للأفكار مصير مخيف في بلد مثل السودان. أمّا حين يتربع علي السلطة نظام شمولي مثل الذي يحكم الآن ، فعلي كل من يفكر أن يتحسس رأسه جيدا قبل أن يسمح للأفكار أن تخرج منه. فقد بدأ هذا الإنقلاب-كما هي العادة-بحل الاحزاب والنقابات وايقاف الصحف. وكان هذا النظام صاحب أطول فترة حظر تجول، وفترة طوارئ في كل تاريخ البلاد. وكان صاحب براءة اختراع بيوت الاشباح. نكون واهمين لو ظننا أن هذا النظام يسمع نداءات مثقفين سلاحهم الكلمة. هل نسينا أنه في ظل هذا النظام قام استاذ جامعي-وليس دركيا-بالاشراف علي تعذيب زميله الاستاذ الجامعي؟ هذا ليس نبشا لتاريخ قديم، فالقضية الآن في المحكمة ولكن القضاء “المستقل” يقوم بمهمة المماطلة والتحايل. من جهة اخري، قدم المثقفون مئات الاحتجاجات علي انتهاكات حقوق الإنسان ويتم إتهامهم بالعمالة والإضرار بمصلحة الوطن. ولكن، ما أن تأتي نفس الإتهامات من لجنة حقوق الإنسان بجنيف أو من منظمة العفو الدولية، حتي يهرول النظام مبررا ومعتذرا!

يقود ما تقدم الي السؤال المركزي: هل هذه المجموعة مؤهلة لكي تمثل جماعة ضغط علي نظام هذه طبيعته وهذه نظرته للمثقفين غير الموالين؟ في البداية، ألاحظ أن هذه المجموعة – في مجملها- مكونة من هامشي السلطة والمعارضة، وغالبية المشاركين أقرب الي الخلعاء في تنظيماتهم. وقد يكون السبب في هذه الوضعية، إمساكهم بجمر الحقيقة أو تأكيدا للقول: لم يبق لي قول الحق صديقا. هم بهذا نبلاء وأنقياء ولكن غير مؤثرين في بلاد-كما اسلفت-في عداء قديم مع الفكر والعقل. سيظل الصوت العاقل، مثل صوتكم، غريبا في معركة الحق والقوة. ولا أدري لماذا تذكرت قول فتوات ام درمان في الاربعينيات اثناء اعتدائهم علي الحفلات: الافندية والنسوان يقعدوا بي جاي!في صراع العضلات، علي العقول أن تقعد في الجهة الاخري.

من الخطأ الحديث عن هذه المجموعة باعتبارها متفقة علي الحد الأدني في الحلول، قد يتفقون حول الاحساس بالخطر أو عمق الأزمة. ولكن الخلاف كبير وعميق حول الأسباب والمخرج. إذ من الصعب الاتفاق حول سبب للأزمة يتمثل في عدم شرعية هذا النظام رغم كل الدساتير التي صاغها، والانتخابات التي اجراها. فقد كانت الدساتير المتعددة مجرد عملية”غسيل” لعدم شرعية الاستيلاء علي السلطة بالقوة والتآمر علي نظام منتخب. وبالمناسبة، هذه هي التهمة التي أعدم بسببها28 ضابطا في مارس1990. وهذه الدساتير غير شرعية لأنها اقصائية وغير ديمقراطية ابعدت أغلب السودانيين من المشاركة في وضعها ونقاشها والموافقة عليها. وهذه الأيام ، النقاش الدائر في مصر في تأسيسية الدستور يقول بأن يكون: دستور كل المصريين. ولم يكن أي دستور وضعته الانقاذ هو دستور كل السودانيين. لذلك، فهو باطل وما بني علي باطل (الانتخابات) فهو باطل. من ناحية اخري، يرفض النظام الدعوة لحكومة قومية إنتقالية بحجة أن الحكومة الحالية منتخبة ولابد أن تكمل دورتها. وبعيدا عن كون الانتخابات جاء بها دستور غير شرعي، فهي في حد ذاتها غير نزيهة ولا حرة. فقد كانت نية التزوير مبيتة بسبق الاصرار. إذ جرت العادة ان تشرف علي الانتخابات حكومة غير حزبية لتجنب وضع قانون منحاز، بالاضافة لضمان عدم استغلالها امكانيات الدولة والبعد عن الاساليب الفاسدة، وارهاب المواطنين بالسلطة.

يحاجج النظام واعضاء البرلمان- ومنهم مشاركون في هذا اللقاء-بأن المراقبين الدوليين مثل مركز كارتر والاتحاد الاوربي؛ باركوا علي نتائج هذه الانتخابات. وهذا تدليس، فقد قال المراقبون أن هذه الانتخابات شابها تزوير كثير وتجاوزات كبيرة، كما أنها لم ترق الي مستوي المعايير الدولية المتعارف عليها. ولكنهم بعنصرية فجّة، قالوا أنها انتخابات قدر”تطورهم”وتشبههم، ولذا يجب عدم التدقيق والحكم عليها حسب الاعراف السائدة. والحقيقة لم يكن الغربيون مهمتمين بالتحول الديمقراطي في السودان، ولكنهم استعجلوا الانتخابات وعينهم علي سرعة اجراء الاستفتاء في الجنوب. وقد اعترف بعضهم بهذه الحقيقة (راجع كتاب John Young الاخير، ص134 ومابعدها). ولكنني في هذه الحالة لا ألوم النظام الذي مرر الانتخابات المزورة، فهذا صراع سياسي وليس حبا رومانسيا، بل أدين المعارضة الكسيحة والعاجزة عن إدارة الصراع. فقد أصدرت ما تسمي باللجنة العليا للانتخابات- حزب الأمة القومي، كتابا تحت عنوان (انتخابات السودان أبريل2010 في الميزان) في 1064 صفحة، نعم ألف وأربعة وستين صفحة، تحتوي علي تفاصيل التزوير أو ما سماها رئيس الحزب”الغشة الثالثة”رغم أن المؤمن فطن. وأصدر المرشح الرئاسي حاتم السر، كتابا تحت عنوان: ( رئيس مع إيقاف التنفيذ تجربتي مع انتخابات السودان) في 528 صفحة لكشف التزوير في انتخابات الرئاسة. والسؤال: ثم ماذا بعد الكشف؟ لقد برأ الحزبان ذمتهما دون السعي وراء محاسبة النظام علي ذلك والملاحقة القضائية: فابشر بطول سلامة يامربع! والآن يستند النظام جميعا-بما فيهم بعض الذين يشاركون في هذا الحوار ?علي انتخابات يعلمون هم قبل معارضيهم حقيقة شرعيتها. وهذا واحد من اسباب اعتذاري عن المشاركة في هذا اللقاء: غياب الصدق والجدية عند كل أطراف النظام :حمائم وصقور وضباع.

مما يجعل الحوار صعبا إجادة المغالطات (fallacies) خاصة بين منظّري النظام وإعلاميه أي صفوة ورأس النظام. لذلك، يكون الحوار مهزلة، لأن المحاورين يريدون من اللقاء حقائق وليس اوهام وتبريرات. وبالمناسبة، هناك فرق شاسع بين التسبيب (ذكر الاسباب التي أحدثت الأمر) وبين التبرير (ايجاد مبررات ومخارج وحيل لتفسير الأمر) . وما ذكرناه عن الانتخابات والشرعية والدستور، فيه بعض نماذج للتبرير والمغالطة. ولكن في هذا الحوار، لابد من التوقف عندما مغالطة الحريات كمبرر لرفض التحول الديمقراطي. إذ يكرر مبررو النظام القول بأن الحرية التي ثار من أجلها الجيران، قد كفلها الربيع السوداني منذ 30 يونيو 1989 أي مع الإنقلاب الحالي! فمن المغالطات الكبرى، الحديث عن الحرية مع وجود قوانين استثنائية لأنها تجب كل ما يكفله الدستور، خاصة مع وجود جهاز أمن مطلق السلطات. وهنا يظهر الخداع، حين يقول النظام أن الصحافة حرة وهناك أكثر من40 صحيفة، والحرية لا تقاس بالعدد بل بمساحة حرية التعبير. وفي السودان يملك جهاز الأمن الوطني حق إغلاق الصحف وممارسة الرقابة القبلية، ووجود مندوب للأمن في مكاتب الصحف، هذا غير وجود رجال أمن في ثياب صحفيين. ونجد صحيفة “التيار” منذ شهور لاسباب لا يعلمها حتي المجلس القومي للصحافة الذي يفترض أن يملك حق الايقاف. وظهرت بدخة المنع من الكتابة لصحفيين بعينهم وهذا ابتكار أمنوقراطي يحسد عليه السودانيون. ولا تصل إذاعة (لندن) للمستمعين الذين تعودوا عليها. وكم يعاني المراسلون وقد يتعرضون للاعتقال كما حدث قبل اسابيع. ومع ذلك، يزعق (ربيع عبدالعاطي) سابقا، في كل المحطات بأن الحرية الموجودة في السودان غير موجودة حتي في أوربا وأمريكا. ومؤشر حرية الصحافة يضع السودان في المرتبة ال170 من 179 في العالم، وكذلك تقييم المعهد الدولي للصحافة. الحرية حقوق وقوانين واضحة،وليست هبة أو مزاج سلطة.

مغالطة الفساد وهو العلامة التجارية للنظام الحالي، وقد تم تطبيعه ولم يعد يمثل خرقا للقوانين ولا هو عيب ولا حرام (رزق ساقه الله لك!) . ويتحدي الرئيس الهمام: من لديه دليل فليتقدم به للمحكمة!كنت أظنه يقرأ كل عام تقرير المراجع العام. ومن الغريب ألا يستهل نظام يدعي الإسلام عهده بإقرارات وألا يطلب من الوزير أو المسؤول تقديم إقرار الذمة. ولا أدري قد يكون التجاهل بسبب عدم وجود واحد من الإثنين أو غياب الإثنين معا الإقرار/ والذمة. من العجيب، أن الدول في بلاد النصاري تصر علي الاقرار. ولابد أن أسأل لماذا لم يقم المنادون بالتغيير من عناصر النظام بمساندة هذه القضية الأخلاقية والسياسية الأساسية، فهم يسكتون عن فساد رفاقهم ،هل بقصد احتكار صفة النظافة وسط هذا المستنقع والماخور؟

منطق وآليات التسوية الشاملة

حين نقترب من الحديث عن التسوية الوطنية، أو المساومة التاريخية، أو الإجماع الوطني، أو الاجندة الوطنية، أو كوديسا؛ لابد أن يبرز سؤال: من الذي يحكم السودان؟ لكي نعرف مع من سيكون الحوار ومن الذي يتنازل أو يساوم، مع الخصم؟ حتي وقت قريب كنت أقول أن الحاكم هو جهاز الأمن أو ما أسميتها (الأمنوقراطية) وليس المؤتمر الوطني وحكومته. ولكن، الآن مع تبلور ملامح مرحلة الإنتقال من الدولة الفاشلة للدولة المنهارة؛ لم تعد هناك قوة مركزية مسيطرة مطلقا. فالنظام يحكم لأنه موجود علي قمة السلطة فقط وهذا وضع يد علي سلطة لا يوجد من ينافس عليها!علي قاعدة: يحكم لأنه يحكم. وهنا قد نطالب بقلب السؤال: من الذي يعارض؟ لابد من تأكيد أن أي معارضة تتعامل مع ردود الفعل فهي لا تعارض وتظل دون أن تدري كورس للنظام دون أن تشعر. وهنا معضلة الحوار ألا يعترف النظام بوجود معارضة،أو لا يحترمها. وبالأمس تسائل (نافع) بجلافته المعهودة: المعارضة وينا؟ وكأنه يقول: إني لأفتح عيني حين افتحها على كثير ولكن لا ارى احدا.
هذه هي عقدة الحوار؛ النظام يعلن أنه لا يشعر بخطر محدد يجبره علي المساومة والتنازل. ولو كان شعوره هذا حقيقي، فعنده حق. لأن أي نظام يتراجع حين يكون مهددا بفقدان سلطته فقط. وتخطئ الورقة المقدمة لمبادرة هذا الحوار خطأ شنيعا حين تقول: ” أن المعارضة المسلحة وغير المسلحة يجب أن تغير طريقة تفكيرها”. (ص3) هذا النداء أو المطلب جدير بأن يوجه للسلطة وليس للمعارضة التي لا تملك شيئا. وعلي الملتقي أن ينصح المعارضة أن تعمل علي تغيير ميزان القوى لصالحها لكي يقتنع النظام بضرورة التنازل والمساومة والوصول لوفاق وطني لا يقصي الآخرين كما يصر النظام الآن.لابد من الدعوة لوحدة المعارضة: مدنية، وعسكرية،وشبابية،وأن تتحول الي مقاومة يومية تجبر النظام علي التواضع والعقلانية والبعد عن سوء التقدير.
وكأن النظام لا يدري أن للموت جنودا من عسل السلطة نفسها. فهذا المسار الذي ينتهجه النظام الآن سيقود بالضرورة الي الإنهيار ذاتيا أو الإنتحار السياسي. وهذا نظام صاربلا سلطة أوهيبة أو نفوذ؛ وهذه هي الأدلة:
1. المشير البشير،هو رئيس النظام الوحيد في العالم الذي لايستطيع إلقاء خطاب دولته في الجمعية العامة للأمم المتحدة. هذا حاكم ناقص الصلاحيات ولا يؤدي كل المهام التي أقسم -دستوريا ? علي القيام بها. ويستطيع أحمدي نجاد أن يفعل ذلك رغم موقف أمريكا من إيران: “من يهن يسهل الهوان عليه”.فقد هان سودان امريكا قد دنا عذابها.

2. هذا نظام لايحل مشاكله بنفسه وتعود علي الوساطات وزيارات الحكماء، وصارت تناقش سياساته في الدوحة، وأديس أبابا ، وأبوجا أكثر من مناقشتها في الخرطوم. وهناك وزراء ومسؤولون يمضون وقتا أطول علي موائد المفاوضات الخارجية مما يقضونه في مكاتبهم.فهو لا يرغب في مشاركة مواطنيه،ويفضل الاجنبي علي مواطن معارض.

3. لم تعد قرارات الرئيس بل عمل وزراء علي تنفيذ عكس ما يطلب الرئيس. وفي هذه الحالة لايغضب الرئيس فيقيل الوزير ولا يثور الوزير لكرامته فيستقيل بنفسه!
مما يزهدني في أرض اندلس * ألقاب معتمد فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها * كالهر يحكي انتفاخا صولة الاسد
4. الأزمة الإقتصادية قاتلة ولن يجدي إعادة ضخ النفط ولا ذهب بني شنقول. هناك الدين الخارجي والداخلي، تدني الإنتاجية وضعف الصادر وبالتالي شح العملات الأجنبية، البطالة.

5. الخلافات الداخلية والتململ والمذكرات، كما أن النظام سيفقد مع الأزمة الإقتصادية كثيرا من الإنتهازيين الذين سوف يغادرون سفيتة الإنقاذ الغارقة حين تتوقف الامتيازات وتخف الظروف.

6. لم يكسب النظام حروبه الكثيرة ولم يتمكن الرئيس حتي اليوم من الصلاة في (كاودا) . وصارت اتفاقية الدوحة حول دارفور مهددة بالإنهيار ، فقد عجز النظام عن تدبير أبسط المطالب200 مليون دولار. كما انفلت الأمن بصورة لا تخفي في دارفور.

7. يظن السودانيون أنهم مختلفون ومميزون عن الآخرين، وما يحدث للعالم ممكن ألا يحدث لديهم ?فقط لأنهم سودانيون. فقد احتج البعض علي تصريحات الترابي والمهدي بأن السودان عرضة أو مرشح لمصير يوغسلافيا. ولم يقولوا لنا ما الذي يمنع حدوث ذلك؟ ذهب الجنوب وكنا نقول: يستحيل أن ينفصل الجنوب!هكذا مجانا دون ذكر أسباب. دارفور الآن ? كما قال خالد التيجاني-صارت منسية والنسيان بشارة الفقدان. والشرق هل سوف يصمت أكثر من هذا بعد أن تواطأت بعض نخبته مع السلطة؟

8. ضرورة البعد عن اوهام المؤامرة وأن السودان مستهدف.فهذا نظام يتآمر علي نفسه، كما يستهدف نفسه بسبب المكابرة والأصرار علي الخطأ بالتشبث في سلطة صارت أقرب لعظمة منخورة.كذلك عدم الخلط بلؤم بيّن بين معارضة النظام ومعارضة الوطن.فهذه محاولة بائسة لتماهي النظام مع الوطن.وينسي أنه هو صاحب فكرة الوطن-الحزب،حين فصل السودانيين من وظائفهم لأنهم غير موالين للإسلاميين.وهكذا نزع منهم حقهم في العمل كمواطنين مغلّبا الحزبية.لذلك،لا يحق للنظام الذي قسم الوطن إلي وطنين:وطن الإسلامويين بكل الحقوق والامتيازات حتي غير الشرعية،مقابل وطن لبقية الرعية:أبارتايد-الفصل الايديولوجي؛الحديث عن الوطنية.ثم أتم وطنيته بتقسيم الوطن الواحد الي دولتين:شمال وجنوب.وهنا المطالبة ليست باعادة المفصولين التي تجنبها النظام،ولكن بتفكيك دولة الحزب الواحد الذي يريد التحول الي”الوطن”.هذا خطأ لابد من أن يكون بداية لأي إصلاح أو حل شامل.

خاتمة مفتوحة

لابد من تأسيس الحوار كعملية نقد ونقد ذاتي لكي نزيل من
الطريق عقبات الحوار الجاد (وليس المستهبل) والموضوعي والصادق والوطني غير الحزبي. ولهذا المطلب شروط صعبة يتحملها اولو العزم فقط،وهي:-

أولا: ضرورة الإعتراف بفشل تجربة الإسلامويين في حكم البلاد، وهم فشلوا لأنهم بشر وليسوا ظل الله علي الأرض ? كما يتوهمون. وكما يرددون بأن تجارب الاشتراكيين والقوميين، والناصريين، والعلمانيين فشلت في العالم العربي؛عليهم وعلينا أن نضيف لذلك: . . وتجارب الإسلاميين/ويين أيضا فشلت، علي الأقل في السودان. وهذه هي المراجعة الصادقة وبداية إصلاح الخطأ. ولكن هذا لم يحدث، قبل ايام كان (الترابي) في قناة الجزيرة-برنامج: في العمق (17/9/2012) وقد استفزتني المكابرة، في قوله :التجربة لم تفشل ولكنها جاءت بعد14 قرنا غاب خلالها النموذج الإسلامي.

ثانيا: من الصعب اعتبار هذا النظام شرعيا استنادا علي نتائج انتخابات2010، لذلك لابد من الإسراع في تشكيل حكومة قومية انتقالية-ولتكن من التكنوقراط الشباب من سن 45 عاما وما دون.

ثالثا: المحاكمة علي جرائم الحرب أمام قضاء سوداني مستقل، لو تعذرت المحاكمة أمام المحكمة الدولية الجنائية. ولكن هذه جرائم ليس فيها عفو،ولا تسقط أبدا، حتي لو قبلنا بالنموذج الجنوب أفريقي.

رابعا: استرداد المال العام المسروق من داخل وخارج البلاد.

خامسا: تشكيل لجنة لوضع الدستور خلال عام، مع استمرار الحكومة الانتقالية لمدة ثلاث سنوات.
ثم اتوقف مرددا:- ” إن أصغر علم متحقق لهو أكبر قيمة من أجمل فكرة لم تستطع تجاوز دائرة الإمكان فبقيت مجرد مشروع “- هيجل. أرجوكم المواصلة،رغم تشاؤم الفكر وتفاؤل الإرادة.

******
هذا ما كنت سأقوله في حالة حضوري،وهو يتوق لمحاورته ومناقشته ومناوشته. وللجميع الاحترام والتقدير المستحقين.

حيدر إبراهيم علي
[email][email protected][/email] 20/9/2012

* الرسالة في الأصل أرسلت كإعتذار عن المشاركة في اللقاء التفاكري الثاني22-24 سبتمبر2012.

تعليق واحد

  1. ألقمتهم صخرة يادكتور . ورقة تعادل وفد بكامله وحسنا فعلت بعدم الذهاب لتأكيد موقفك فانت مبعوث شرفاء السودان .نعلم ان مثل هذه الندوة في مركز عزمي بشارة الهدف منها اساسا “خلق عمل له في دوحة الاسلامويين ” الي جانب تتشتيت جهود المعارضة وشراء وقت لنظام فاسد وسارق وظالم ينتظر مصيره علي أيدينا قريبا جدا ان شاء الله .
    نهنئكم علي البرنامج الاذاعي القادم .سننتظرك والكاتبين الوطنيين فتحي الضو وعبدالرحمن الأمين في اذاعة راكوبتنا نرجو ان تكون طلتكم علينا قريبا جدا جدا .لاتتأخروا بالله عليكم .

    وتستمر الثورة …

  2. اردت تصفح الراكوبة سريعا قبل ذهابي للنوم قبل منتصف الليل بقليل والنعاس يقالبني شدتني مقالة دكتور حيدر اطال اللة في عمرة وافادنا بة. واصلت قراءت الخطاب وصحصحت معة بتركيز واعجاب حقيقي خطاب يستحق ان يدرس وان يكون مرجعية لكل المهتمين يالشان السوداني من حكومة ومعارضة واهل الراي والفكر وحتي للمتابع من العامة ويستحق ان ينشر في كل صحفنا ومواقع النت فالرجل شخص ولخص الداء انا علي يقين لو كل السودانيين قراءوا هذا الخطاب لتحركوا لتغيير هذا الوضع الذي ينذر بالكارثة قريبا واذا لم يؤثر فيهم هذا التشخيص والتحليل والعلاج للوضع الماساؤي الذي جرت الية البلاد جرا فعلي السودان السلام. ونحمد اللة الذي اعطانا بصيرة ثاقبة قبل عشرة سنوات عندما اخذنا الجواز البريطاني ليست حبا فية ولا لبلاد الخواجات وحاولنا ندفع اهلنا واصحابنا يعملوا كما عملنا خير لكم ان تختاروا ترتيب اوضاعكم من بدري قبل ان تجبروا علي ذلك ويصل خيارركم ان تختاروا بلاد كليبيا واليمن ضياع زمن ولاتجدوها وتصل الحالة ان يموت الناس في صف التاشيرات والي اين ليبيا سبحان اللة.. غضب منا الاهل والاصدقاء في قرارنا وقالوا قراءتنا لما سوف تؤول لة الاوضاع مبالغ فية

  3. معارضه كسوله 23سنه لم تغير الحكم السبب لانها اعتمدت علي الخارج وهذه تسمي عمالة وليس معارضه سوف يطول الانتظار مثل ما قال النظام

  4. شكرا د. حيدر. و لقد أوصلت صوت ضمير الشعب الممكون لمن أراد أن يذكر و يتدبر أمر الوطن و مصيره و مستقبله. سيعقد اللقاء و سيظل حبرا على ورق كما العادة في شأن السودان الممكون. و لكن تهذيبك الجم منعك من التصريح بذلك في إعتذارك المهذب لمنظمي الملتقى. دمت ذخرا للوطن يا د. حيدر و أتمنى ألا تغيب بكتاباتك المتبصرة للأمور عن المواطن و الوطن.

  5. بسم الله الرحمن الرحيم

    الاخ الكريم حيدر ابراهيم على … السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    * بادئ ذى بدء.. فإننى أتشرف كثيراً بمبدئية أخونا الناشط السياسى الكبير (حيدر) الوطنية فهاهو
    يُجدد دعوته لبعث دور (المثقف) السودانى وذلك بعد حالة الانقسام والتشرذم التى عصفت وما زالت بالنسيج الاجتماعى السودانى الذى لم نشهد له مثيلاً الامر الذى يُحتم علينا جميعاً ايجاد آلية تُساهم فى ترميم الصف الوطنى كى يُعيد تماسكه الذى تجلت أبهى صوره ابان حُكم (البشير) البغيض ..

    * فعندما كتب منصور خالد (النُخبة السودانية وإدمان الفشل) كان يُناقش دور(المثقف) باعتباره الركن الاساسى والجوهرى فى عملية احداث التغيير المنشود بالسودان .. ففاعلية(المثقف) فى مقدرته على تحمل هموم الحياة وهموم الآخرين والعمل على مساعدتهم في تغيير حياتهم الى الافضل على الدوام..

    * فالمثقف الحقيق يُؤسس للثورة وللتغيير .. ولكن المثقف السودانى مازال فى حال(ارتباك) شديد ولم يستعد(رأسه) بعد ليعرف أين سيضع (قدميه)..
    فالموقف أخ (حيدر) من تعريف المثقف بحاجة الى اعاد نظر فى ظل تكالب (الكتبة الكذبة)الذين يتسلقون على (المقولة)وينحازون لمصالحهم دائماً فبالتالى هؤلاء يكونون ابعد ما يكونون عن(المثقف) باعتقادى أن المثقف هو المنحاز للجماهير الملتحم بقضاياها الجماهير ..

    والذين يسقطون في هذه المواقف يسقطون أخلاقياً فالمثقف الحقيقى الذى يكون رأس حربة دائما فى الخروج على (النظام) فالمثقف الذى لا يُدافع عن مقولته حتى النهاية وغير النقدى وغير الخروجى يحتاج لاعادة النظر فى مقولته وفى ذاته ومشروعه.. فالمثقف غير المستقبلى (رجعى) بامتياز والمثقف الذى يستحق ذكره هو المحمول على كل قيم الحرية والجمال..

    * يظل دوره هام لمناقشة حالة الاحتقان التي تمر بها العلاقة بين فئات الشعب ومكوناته التى ادت لتفكك المجتمع.. فما لم يتم تدارك ذلك وبالسرعة الممكنة فان الاخطار ستعصف بباقٍ الديار الآمنة بدارفور والشرق ..
    ومن غير البدء بإصلاح (النفوس) فان العلاج بتغيير (النصوص) لن يُؤت ثماره فما لا تتفق عليه (النفوس) لا تصلح معه (النصوص)..
    وأُردف بالقول هنا أخى (حيدر) بضرورة اعادة صياغة الحياة السياسية بالسودان من خلال تكوين (حكومة) تكنوقراط هدفها تطوير العمل السياسى لتحسين مخرجاته وتهذيب قواعد التعامل على قاعدة من القيم والمبادئ التي جبل عليها الشعب السوداني مهما اشتد الخلاف بالرأى واحتدم..

    لقد أزكمت (الخلافات)أنوفناوترسخ الإحباط فى دواخلنا بعدما طال الحديث وتشعب عن الانقسام فى المشهد السودانى.. ذاك الانقسام الذى لا يختلف اثنان من أصحاب الضمائر الحية على أنه قد حصل بالفعل يوم أطل علينا ألنظام برأسه الخبيثة يوم 30 يونيو ليقّلب كل الموازين رأساً على عقب ..

    وكان من المنطقى والبديهى أن يخرج فى المشهد السودانى صوت رافض لذاك النهج معارضاً له ومتصدياً لتداعياته فتطور الأمر إلى تناحر مأساوى وتقاتل دموى وتشرذم مؤسف للصف الوطنى استمر حتى يومنا هذا!!.
    فسادة النظام يجعلون البلد فى كل يوم على كف (عفريت) عندما لا يحلو لهم ولمزاجهم أمرٍ ما .. فالتغييرات السيكولوجية الكامنة فى النفوس والغرور الذى أصاب البعض دفعتهم مع الاسف الشديد للاستعراض اليومى بفرد العضلات بمناسبة وبدون مناسبة وربما تدفعهم (البلطجه) للمزايد على (الآخر) بقوة الطرح المعارض والتى تنتهي نتائجه دائماً الى ازمات سياسية تلد اخرى..

    * ان مانراه اليوم من تطور لهذه (الازمات) بامتداداتها أدت لخرق جدار النسيج الاجتماعى باثارة النعرات والقبلية والشُللية التى كُلها تصب الزيت على نار البلد لتحرقه وهو ما نخشاه على بلادنا الحبيبة التى تنعم بالخيرات وترفل لحد الآن بالأمن والأمان ..

    * وأردد أخيراً ومن (منبر)الراكوبه لصاحب القضية والمأساة الكبرى (المواطن)السودانى البسيط الصابر المحتسب المرابط بالداخل والخارج الذى ذاق ما ذاق جراء نظام بغيض بسوء تدبر وقِصر نظر قادته.. ونردد معاً ( ليكم يوم) وغداً لناظره جدُ .. قريب ..

    * وللمكّرم (حيدر) وافر وكثير وكبير الاجلال والتكريم .. ولسادة الراكوبه وافر الاحترام ..

    *ألجعلى البعدى يومو خنق … ودمدنى السُــنى ألطيب أهلها … الاثنين 24

  6. برافود/ حيدر هذا هو دور المثقف وأنت أصبت الحقيقة فالمعالجة هى أعتراف النظام بفشله الذريع لكن عؤلاء المتكبرين والمتعجرفين أمثال المعفن الا نافع والخبير الوطنى ربيع عبدالعاطى والمنحط أمين حسن عمر وهبلهم البشير سوف يعترفوا بذلك. أما المعارضه فهى ثالثة الأثافى فقبل أن تتضعفها هذه الحكومة فهى ضعيفة بحق ومالم يتغير أسلوبها من طائفية الى ديمقراطية فى داخلها فهى لن تجدى أبدا أذن ماتبقى ألا المعارضة المسلحة وهى قادرة كل ماأشتد عودها على النظام كل ماقدم تنازلات والنظام لا يخاف ويحترم الا من يحمل له السلاح.أنت عملت مايمليه عليك ضميرك كوطنى غيور لكن لا بد من الثورة وأقتلاع هذه الشرزمة.

  7. مشكلة المثقف السوداني أو كما أسماه الدكتور حيدر الإنتلجسي السوداني أنه يعيش إنفصام إطلاعاته الأكاديمية أو الثقافية ، وأنه بعيد عن واقعه ويحكم عليه بتنزيل أفكار (جان بول سارتر) أو (ألبير كامو) أو (موريس بار) في أحيان وفي أحيان أخرى أفكار(الحلاج) أو (إبن عربي) وإجتهادات (إبن تيمية) عند البعض ، وعند الآخرين (ماركس) ونحوهم ، لذلك كانت محصلتنا منذ الإستقلال هي الصفر الكبير…
    ليست الثقافة شهادات جامعية عليا، ولا تكون القيادة بأفكار مستوردة إطلع عليها (إنتليجيسياً) فقام بتنزيلها على من حوله وحكم عليهم بالتخلف!!! أو الرجعية أحياناً !!! أو الجهل أحياناً أخرى؟؟؟
    والنتاج ..أن آفتنا مع مثقفينا ..جميعاً.. من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار… أنهم غرباء
    غرباء فكر .. وغرباء طموح .. والآن غرباء وجود!!!
    أليس منكم غاندي
    أليس منكم حتى (هتلر) أو (ماو) بنهض بالأمة..
    نحن ياسادة نعيش الإحباط في أبشع صوره ..فقد جربناكم .. في السياسة ..والنتيجة ..تشظي البلد ..وإحياء العصبيات المقيتة..
    وقد جربناكم في الإقتصاد .. ونحن الآن نتسول من دول بحجم الخاتم في أصبع النيل العظيم..
    وقد جربناكم في الإدارة .. ونحن الآن أقل الدول إنتاجاً وأقل الأفراد وعياً بقيمة العمل..
    وقد جربناكم في التعليم .. فأصبحنا نزداد جهلاً كل جيل..
    وقد طلبناكم عند المرض فلم نجدكم .. وإن وجدناكم فأنتم تجار قيحنا وصديدنا..
    أنتم حتى لا تستطيعون أن تروا بعضكم ..أن تسمعوا بعضكم..أن تجلسوا مع بعضكم.. أن تتفقوا على توفير لقمة لطفل..أو حقنة لمريض..أو كراسة لطالب؟؟؟
    فلم نعلم من أين أتيتم؟؟؟؟..كلكم أجمعون؟؟؟شمالاً وجنوباً؟؟ شرقاً وغرباً؟؟ يميناً ويساراً؟؟
    عووووووووووووووووووووووووووووك
    أليس منكم رجل رشيد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  8. والله هذه رسالة قيمة أقترح على وزارة المعادن أن توافق على كتابتها بماء الذهب السوداني وتعلق في كعبة الساحة الخضراء بعد إذن وزير الأوقاف ليقرأها حجاج ومعتمري الساحة وروادها من عملاء وزبائن أسواق سيدنا الخضر

  9. ان التعامل مع الوطن بالاهمال والسبهلليه والفرجة من بعيد على مصيره وعدم التفاعل حبا وكرامة معه . يفقدنا الوطن نفسه . وقد فقدنا الجنوب وسنفقد دارفور .. وكذلك الشرق . وجنوب كردفان والنيل الازرق .. ثم لننظر مستقبلا قريبا .. ما الذى يجعل امارة امدرمان تابعة لامارة الخرطوم وقد كانت عاصمةللسودان من قبل ؟.. من يهن يسهل الهوان عليه ..

  10. والله لخصت الحال كلوا والواقع بالعبارة دي ” الافندية والنسوان يقعدوا بي جاي” كهكهككاااا أهو ده شغل النظام مع المعارضة ..
    وصلتنا الانقاذ لمراحل رهيبة والاندياح والكتابة الجادة والنقد الحاد للذات .. رائع ماكتبته كما كل كتابتك .. نتمنى أن لا نحرم من حصص التنوير الرائعة هذه والتي نتمنى أن يقرأها اكبر عدد من الشباب حتى نتمكن من عبور هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الامة السودانية ..

  11. رائع يا أستاذ مادة دسمة اتمنى ان يقرأها الكثير من الناس .. لكن مشروع الاخونة وتقسيم السودان فات عليك ولا ده خيال مثقفين .. وكلام اعلام وجرايد ساكت..

  12. خالص التقدير والاحترام لدكتور حيدر فقد اثبت مازال هناك مثقفين محترمين يحترموا ثقافتهم وشعبهم وليست مثل كثير من اهل النظام والمعارضة الذين يهرولون لاي دعوات للاستمتاع بالتذاكر وبالفنادق والتسوق والمظاريف المقفولة اخر المطاف بغض النظر عن اهمية الموضوع ليهم او للسودان

  13. لا اتفق كثيرا مع مبدا ادانة افكار الخريجين كما صيغت فى الاربعينييات ولا حتى سلوكهم الذى مارسوا ذاك الزمن .
    كل صاحب فكرة او فكر سياسي وحدوي مع مصر او انجلترا او شيوعي او اسلامي وغيرهم.جميعهم لهم الحق فى خيارهم.
    لقد طرح كل هذا على واقع البلاد.
    واقع البلاد هو المختبر. هو الذى يصوب الفكر وصحبه ويردهم الى الجادة.او هكذا يجب ان يكون.
    اذن, فالتحليل الذى نستخلص منه التقييم سالب-موجب هو الذى يتناول هذا الجدال الذى تم بين
    الشعب والنخب.الواقع تحرك ويحتاج نهج تحليل متحرك او يقبل الحركة.
    مثلا بخس الكثيرون دور ثورة1924 بحجة العنصر الزنجى للثوار.
    لاشك ان هذا الموقف قد تبدل كثيرا الان وليس على حاله.
    ان ادانتي الاساسية لنظام شمولي هو تعطيله لجدل الافكار مع الحياة وجدل المثقف مع الجمهور.
    لانه ما من سبيل لتطور الفكرة ولا الواقع ولا المثقف الا بهذا الحوار.وهذا هو الجانب الاعطم من نكسة البلاد-وقف هذا الحوار بين اطرافه.
    التناول الصبور الجاد لتطور الفكر السياسي فى السودان ضرورى ليس فقط لادانة او استحسان مواقف التنظيمات السياسية.ولكن لمعرفة موقف البلاد الذى يمكن الانظلاق منه الى الامام.
    وهو يتطلب رصد التحولات الفكرية فى كل حزب على حدة.
    ولكن نحن لانشهد دائما خطل فكرة مقابل فكرة وانما مصالح ضد مصالح.وقد يفضل البعض تحليل الموقف من جهة المصالح.
    فاروق بشير والفاضل البشير

  14. راكوبتنا الايام دى دسمة لها طعم ومزاق خاص باقلام مولانا سيف الدولة والاساتذة الرائعين فتحى الضو ود حيدر ابراهيم اقلام لها ايقاع وعقول مستنيرة حفظهم الله قمت بحفظ ما كتبوه للقراءة برواقة ولكن تابعت التعليقات ووجدتها بنفس المستوى العالى وهكذا يا قبيلة الراكوبة احيانا وانا منكم اشطح وانطح لكن هؤلاء الدرر يفرضوا علينا الاسلوب المميز ونسال الله ان لاتغيب عننا هذه الاقلام الرائعة الواعية ووسع الراكوبة مكانا وصدرا رحبا

  15. ان مواقفك وانحيازك للمبادئ وحدها تكفي.؟!.. ولو كان في (الانقاذ) من يسمع او يعقل ما كنا في اصحاب السعير .؟؟!!

  16. شكرا كريما د/حيدر
    لقد اثبت لنا وللمعارضة وللعصابة وللدوحة انك شامخ وعالي كشموخ نخيل بلادي
    الشي المحيرني لماذا هذة الدوحة؟ لو اصلا النفوس متطايبة ما اجؤ اقعدوا في داخل هذا الوطن بدل هذة الزلة والاهانة والارتماء في احضان الاجانب والجيران
    هولاء الانقاذيون لايعقلون والمثقفون يجب ان لا يضيعوا زمنهم مع هولاء الظلامين وان يتجهوا الي الشعب وتنويرة بكل اساليب التنوير لكي تتواصل الثورة

  17. أري فى هذه الورقة الكثير من التشخيص و القليل جدا من وصف العلاج و أجد نفسى متفق مع صحابها تماما فى الشق التشخيصى و الذى هو الأهم فى هذه المرحلة مهما كان قاسيا خاصة على جيل الآباء الذين أخفت قدسية الكفاح عوارتهم.
    أرى أن الاعتراف بالفشل يجب أن يشمل التجربة السياسية السودانية برمتها و ان كانت تجربة من يعرفون بالاسلاميين لا تستحق شرف الاعتراف بالفشل . فهذا لعمرى شرف لا يستحقة الا من اجتهد و أخلص النية ولكنه أخطأ التصويب أو هزمته أحداث أكبر منه. و ما هؤلاء سوى عصابة سلطة باعت دينها للشيطان و اشترت دنياها بدماء و دموع و شرف و كرامة شعبنا . هؤلاء عضو فاسد فى جسد الامة السودانية يستوجب التدخل الجراحى العاجل. أما كيفية البتر وحجمه و تفاصيل العملية الجراحية فهذا ما يمكن التداول حوله خاصة و ان هذه العصابة زرعت خلفها حقول الغام فى منعرجات الخدمة المدنية و بقية مؤسسات الدولة.
    نحن الآن فى حاجة ماسة لأعادة النظام (system restore) الى ماكان عليه الوضع فى 1/1/56 ليس لأنه الأفضل و لكن لأنه يمثل نقطة الصفر لأنطلاقة الحركة السياسية فى سودان مكتمل السيادة. و لكن كيف يتم هذا ، ؟؟ لعل هذا جزء من الحوار و لكن ليس قبل استئصال العضو الفاسد حتى نضمن سلامة التجربة الجديدة

  18. من يكون بهذا العمي امام ما يحدث لبلاده من جراء أفعاله ولا يتراجع …هو عديم خلق او مريض نفسيا!
    ككل الأشياء ….الإكثار في أي منها يؤدي الي المرض حتي لو كان هذا الاكثار في الدين…
    انك يا استاذي تتحدث الي مرضي نفسياً لا يجدي معهم المنطق ولا الحوار ..
    ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة …. القوة التي حملتهم الي اديس ابابا ستحملهم الي امزبلة التاريخ ….مهما طال السفر
    حفظك الله ودمت لهذا الوطن الذي هو في اشد الحوجة لكم

  19. كلام رائع – الا انه لا يعلو على الدعاء على هؤلاء المنافقين الذين استحلوا الربا واكلو السحت واموال الناس بالباطل – اسالكم بالله ان تسالوا الله ان يجعل كيدهم في نحرهم ويعجل برحيلهم ويكفينا شرهم فقد تلاعبوا باركان الاسلام حتى اخذوا الزكاة ممن لا يملك واعطوها لمن لا يستحق – وللذين يدافعون عن هذا النظام الفاسد نحيلهم الى فساد شيوخ الحركة في الارشاد والاوقاف وفي ديوان الزكاة – وكل من يدافع عن الباطل لا ينتسب لهذه الامة التي تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر – لن يكون لمسلم في السودان او خارجه ان يرى هذه المناكر ولا ينكرها واعراس الشهيد او رقيص الرئيس مثالا..

  20. رسالة ممتازة وشخصت فيها معظم امراض السياسة السودانية لكن الا تتفق معى ان لو استمرت الديمقراطية بى سجم رمادها مش كان وصلنا لممارسة احسن وانضج وكانت ظهرت احزاب جديدة وقيادات جديدة وافكار جديدة!!! الحل الوحيد هو فى مؤتمر قومى دستورى تعد له وتشرف عليه حكومة قومية وعمل دستور من سبعة او تسعة مبادىء عامة وليس دستور بتفصيل ممل من مئات الصفحات واى شىء يخالف تلك المبادىء يكون غير دستورى وغير قانونى بالطبع وممكن نعمل فيه تعديلات حسب القانون المنظم لذلك حسب الحاجة فى مسيرة الامة!!!!
    كسرة: عبود ونميرى كانا نظامان ديكتاتوريان لكنهما لم يدمرا الدولة السودانية بهذه الطريقة بتاعة الانقاذ وخاصة عبود لان النميرى كان اكثر اخطاء منه وطبعا هم لهما اخطائهما ولكنهما مقارنة بالانقاذ كانوا اكثر وطنية منها!!!لماذا اختاروا اسم الانقاذ وانقاذ السودان من ماذا؟؟؟؟؟؟ انقاذه من الديمقراطية والمؤتمر القومى الدستورى وحل مشكلة الحكم فى السودان بالنقاش بين كل مكونات الدولة السودانية؟؟؟انها انقلاب الخراب اللاوطنى لاشك ولا غلاط ولا راى آخر فى ذلك!!معقول الاجانب يحلوا مشاكلنا وفى خارج السودان؟؟؟الانقاذ الخيانة الوطنية تمشى على قدمين!!!!

  21. مقالك ممتاز يادكتور وإنشاء الله كل المثقفين يقرأوه ويرجعوا من محاكاة الآخرين و نبدأ نحن ومثقفينا بأننا سودانيون جميعاًومن الريف البسيط ونعيش واقعنا لا نميز بين هذا أعجمي وهذا عربي وهذا أبيض وهذا أسود لأن المثقف السوداني يتعالى على الذي لم يحالفه حظ التعليم ويحاول يفرض رأيه عليه. أما اللذين يعاتبون المعارضة ماذا تفعل المعارضة دون الشعب ؟الشعب عالم بالبؤس والشقاء الذي يعيشه ولايستطيع أن يعبر عن إحتجاجه حتى مع صاحب بقالة ويرجوا من المعارضة أن تفعل شيئاً؟ هل المعارضة مسئولة أمام الله عن الشياطين الخرس؟ (الصامت عن الحق شيطان أخرس) بذا كلنا شياطين خرس أناس منتميين لأحزاب معارضة وناس غير ذلك زعامة الشعب لأن الأحزاب تتكون من هذا الشعب المهان وبعد ده كله وعلى الأقل بيقولوا ويعتقلوا ويعذبوا وأسرهم تصبر على ضنك الحياة لعدم وجود رب الأسرة.وبرضو نعلق شماعتنا على المعارضة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  22. جلس اديبنا الطيب صالح في قطر ، دون ان يبرحها ، متمسكاً بوظيفته المرموقه وراتبه (الشحمان) ، عند انتفاضة الشعب في ابريل 85 وعوده الديمقراطيه والحريات ،
    تاركاً الساحه و (الجمل) بما حمل ، لانصاف الكتبه و للصحف الصفراء و للعرضحالجية (حسين خوجلي و محمد طه) وغيرهم (يبرطعون) و يخرّبون الذوق العام و يبّشرون بجماعتهم
    الفاسده و ينعتون الديمقراطية بالفوضى و العهر و قادتها بالعمالة و السفه والجهل ، ممهّدين لعرابهم إنقلابه على الديمقراطية التي دفع الشعب من اجل استردادها
    الغالي (دمه) والنفيس (ارواح ابناءه) في صراعه مع الديكتاتورية 16 عاماً .
    وعندما جاء الترابي وعسكره بإنقلابهم المشؤم ، خرج علينا الطيب صالح من (هناك) ليقول لنا قولته الشهيرة (من أين اتى هؤلاء) ؟؟؟
    .. من غيابنا .. من غفلتنا .. من هروبنا .. فضل المغتربين من المثقفين والسياسيين (الترطيب) بدول اغترابهم كما فعل اديبنا الكبير ، عن العودة ومشاركة الوطن ديمقراطيته
    وعدم تركه للـ (الدهماء) و( اللصوص) و(الكاذبون) ..
    عندما انتصرت ثورة 25 يناير بسقوط فرعون مصر ، سارع علماء ومثقفو مصر بالعوده اليها للمشاركة في تعضيد وترسيخ الديمقراطية (البرادعي وزويل وعمرو حمزاوي وغيرهم)
    في الوقت الذي تقاعس فيه مثقفونا وقتها عن العوده للوطن ، وحدث ما حدث .
    نحيي الدكتور حيدر ابراهيم وهو يناضل و (ينوّر) ويمارس دور المثقف والباحث من داخل السودان وغيره كثيرون ، وندعو علماءنا ومثقفينا في بلاد المهجر ، عدم الغياب هذه المّره.

  23. كلام الترابي أكل منه المهيضة من الرجال منذ فجر أكتوبر ١٩٦٤ وشبوا عليه مع من تبعهم من الغوغاء وأصحاب العقد النفسية والخـ ٠٠٠٠ عندما انزوى الشرفاء قسرآ لإفساح المجال للفاسدين والشواذ لتسنم جبهة الميثاق الإسلامي التي شارك شرفاؤها ~ ومنهم أحياء الآن فليدلوا بدلوهم إن أرادوا بعد عمر مديد ~ لتسمى كما هي الآن بالإسلاميين – ظز في إدعائكم يا أشباه الرجال – شئ مقرف ما وصل إليه حال السياسيين الجبناء الوسخين وكفى…

  24. اشكرك على رساله الممتازة بس من يفهم موضوع
    الحكومه ذكية بس الشعب غبي كم من خريج قاعد يتفرج والحكومه تشيل من جيبك وانت مابتحس ضريبة الموبايل وضريبة البرنجي ورسوم النفايات وانت عندك مال في الدوله يعني انت شريك من جد شعب غبي ومتخلف

  25. لم أقرأ مقالا واضحا ومؤثرا يشبه النعي المشوب بالحسرة على دور المثقفين والمعارضة مثل هذا المقال الخالي من التراكيب العويصة او المماحكات اللفظية على كثرة ما اقرا واراجع .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..