آن الأوان لوقف الحرب

محور اللقيا
د. عمر بادي
ورد في الأنباء خبر مفاده أن الثوار في شمال مالي قد زاولوا هجماتهم ضد جيش مالي . الخبر يتحدث عن ثوار الحركة الوطنية لتحرير منطقة أزواد في شمال مالي والتي تأسست منذ أواخر الثمانينات بواسطة قائدها أحمد ولد سيدي محمد الذي كان يشكو من التهميش المفروض من الحكومة المالية علي القبائل العربية والمتمثل في الإستلاب الثقافي وشظف العيش. في عام 2012م إنتصر الثوار في حربهم ضد الجيش الماليي وكوّنوا دولة شمال مالي (دولة أزواد) من الأعراب والطوارق والأمازي (البربر) والإسلاميين من تنظيم القاعدة وأنصار الدين . تدخلت فرنسا بواسطة قواعدها في دول غرب أفريقيا في نفس العام وضربت الثوار بقوة مما أدي إلي تشتتهم ودخول مجموعات منهم إلي تشاد ومنها إلي غرب السودان . يقال أنه قد تم إستيعابهم في قوات حرس الحدود آنذاك والتي تكونت من القبائل العربية وكانت تحارب المتمردين في إقليم دارفور وعُرفوا بالجنجويد ، وفي عام 2017م أجاز المجلس الوطني قانون خاص بهم فحول إسمهم إلي قوات الدعم السريع وأتبعهم بالقوات المسلحة . أما عن بقية ثوار شمال مالي فظلوا يواصلون هجماتهم علي الجيش الماليي في أعوام 2013م و 2015م وحديثا.
لا أحد ينكر أن لعرب الشتات الأفريقي دور كبير في تكوين قوات الدعم السريع فمعظمهم يتحدثون الفرنسية بجانب اللغة العربية الدارجة وثقافتهم عن الحرب هي ثقافة الغنائم كالنهب والسلب والسبي وإرسال ما ينهبونه إلي بلادهم.
حاليا وبعد مرور قرابة الثمانية عشر شهرا منذ إندلاع الحرب في 15 أبريل 2023م يتضح جليا أن الوهن قد أصاب الجانبين المتحاربين ، فالجيش كما ورد في تصريحات الفريق أول ياسر العطا الأخيرة عما دار بينه والفريق أول البرهان من أنهم قد وصلوا الحد في أمر الحرب ، كذلك الدعم السريع فقد إنتشرت قواته علي مساحات يصعب الدفاع عنها مع تناقص إمداداته البشرية نسبة لتضعضعهم في بلادهم خاصة بعد إطاحة الإنقلاب العسكري في النيجر بسندهم الرئيس محمد بازوم قبل أشهر مضت ، ولذلك يصر الدعم السريع علي وقف الحرب التي يقول أنها قد فُرضت عليه.
يتبقى الأمل الذي طالما رجوناه وأطلت بوادره وهو أن يعلن الجيش رسميا موافقته بالجلوس مع الدعم السريع في محادثات جنيف في منتصف الشهر الجاري ، من أجل وقف الحرب وفتح مسارات للمساعدات الإنسانية والتوصل للحلول السياسية وإعادة الحياة الطبيعية في البلاد.