بين النهضة التونسية ..والجلطة السودانية !!!

حزب النهضة التونسية يحمل فكر حقيقيا بصبغة اسلامية بسعة وطنه وسعة الاسلام التي ضيقها اخرون دون اي حيثيات الا حيثيات الانانية الذاتية وعلي طريقة (ما اوريكم الا ما اري ) رغم التشابه بين الحزبين في السودان وتونس من حيث المعاناة السياسية من الشمولية لكن المفارقه الكبري وقعت في الاستفادة من نتائج التجربه بين الحزبين ، حيث اختلف الحزبان في الفكر رغم وحدانية الفكرة واختلفا في الوسائل واختلفا في التطبيق والسبب في تقديري وقع نتيجة انطوائية الفكرة برمتها في شخصية واحدة هي الشيخ الترابي واصبح الاخرون حواريون بل وغالي الترابي في ابعاد كل اصحاب الفكر والتنوير والتحديث فاصبح البناء طائفي شكلا ومضمونا في حين ان راشد الغنوشي جعل من اندياح الفكرة علي الاخرين وفتح نوافذ الحزب لرياح العصر منهجا اكسبه كثيرا من التامل والمرونه دون احتكار وهذا واضح من شكل الوسائل المؤدية للحكم ففي حين في السودان استولي التيار الاسلامي علي السلطه بالقوة الجبرية دون مراعاة لظروف العصر وطبيعة البلد مما جعل السودان كانه بلد يمشي بالمقلوب عكس كل الدنيا في حين حزب النهضة ارتضي الديمقراطية كوسيلة للحكم بل وتماهي مع الاخرين في ابتهال الفرصة وترسيخها عبر تنازله من مكاسبه الانية رغم القوة الميكانيكية مراعيا بذلك الظروف المحيطة بالوطن والتجربه مضحيا بمكتسباته لاستدامة التجربة ببصيرة مستقبلية نافيا ومحيدا الانا الذاتية وذلك عكس ما جري في السودان مما هو معروف ونتائجه الكارثية ماثله للعيان مما حولنا من بلد يسد ثقوب وثغور الاخرين الي بلد تحج اليه الوفود من كل فج عميق لتستر عورته وترتق فتقه في معاناه لا يعرف اكثر المتفائلين الي اين تتجه مركبه ورغم هذا ما زال الحزب الحاكم في السودان علي غيه وغلوائه وتمسكه بالسلطه ومهددا بالانتخابات في سيولة ما عهدها البلد من قبل في حين في تونس يذهب حزب النهضة اشواطا اخري بعيده في التماهي مع الاخرين من اجل نجاح الوطن بنجاح تجربته وها هو عطفا علي الانتخابات القادمة في نوفمبر2014 يعطي بعدا اخر في التوافق اذ يمتنع عن تسمية مرشح باسمه لرئاسة الجمهورية مفضلا التوافق علي شخصية وطنية يتماهي فيها مع الاخرين ورغم سهام النقد الموجه من الاحزاب الاخري باتهامات كثيرة الا ان الامين العام للنهضة الاستاذ علي العريض ذكر من اساب عدم ترشح اي اسلامي هو اولا حرصا لنجاح التجربة في مسارها الطويل عطفا علي التجاح السابق وثانيا ان الوضع الاقتصادي والاجتماعي من هشاشته لا يحتاج لهزات جديده وثالثها تقليل عدد المرشحين حتي لا تتشتت الاصوات مما يؤثر سلبا علي المجتمع بل الامين العام يذهب بعيدا في الاماني ناهلا من ان ( الحكمة ضالة المؤمن اني وجدها هو اولي الناس بها ) قائلا ان كل عملهم منصب لاعمال وانزال تجربة الاحزاب المسيحية في الدول الاسكندنافيا بتصرف علي ارض تونس وذلك في ثلاثة محاور هي :ـ
1/ الحرية السياسية ورعاية الديمقراطية
2/ التنمية الاقتصادية
3/ العدالة الاجتماعية
وهذا يؤكد ان حزب النهضة درس كل التجارب حول العالم بعناية ومثاقفه كبيرة وبمرونه فاعله حيث قال الامين في رده علي سؤال الجزيرة لماذا التجربة الاسكندنافيه قال ( ان التجربة الامريكية والغربية عموما نجحت في محورين من محاور حياة المجتمع هما الحرية السياسية والديمقراطية وكذلك في محور التنمية الاقتصادية لكنها فشلت في محور العدالة الاجتماعية فيما نجحت التجربة الاسكندنافية في كل المحاور خاصة محور العدالة الاجتماعية حيث لا توجد فوارق بينة في تلك المجتمعات وهكذا تضرب النهضة المثل تلو المثل لواقع الممارسة في حياة الناس لا تهويمات واماني من خلال خطب رنانه تستحلب عواطف الناس الي خواء فكري وواقع يتمطي في الانكسار وذل الحاجة في عصر وزمان تتسارع فيه الاكتشافات وتتوفر فيه المعلومات كواقع معاش يثري الحياة بما هو جديد في كسر من الثانية ليسقط كل من يتقوقع ويتحجر ويتصلب ويتخندق فكريا وواقعيا وهذا هو واقعنا الماثل في السودان في حين تؤكد النهضة علي حيوية المشروع الاسلامي بسعة افق الدنيا والاخرة كحضارة ومنارة كما وسعهم في مبتدأ الدعوة في مجتمع المدينة المتنوع اثنيا ودينيا وقبليا وجهويا علي قاعدته الذهبية التي نتجاوزها باغفال عمي القلوب والبصائر (يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) وهكذا تنهض نهضة تونس بالفكر والواقع وينجلط حال السودان فكرا وواقعا !!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شكرا أستاذ خواجة على المقال الرائع والتحليل العميق. طبعا يا استاذ مافيش مقارنة بين الحرامية بتاعننا وبين حزب تونس المستنير. وبالمناسبة بروفسور علي عبد القادر استاذ الاقتصاد المعروف ذكر في محاضرته التي ألقاها بكاردف أن السودان محتاج 50 سنة عشان يصل إلى ماحققته تونس من تنمية بشرية وهذا يوضح الفارق.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..