جدل البرلمان.. ضعف التقدير

جدل البرلمان.. ضعف التقدير
الأزمة الخليجية تبلغ درجات غير مسبوقة من التصعيد والتأزيم بين قطر وجوارها الخليجي.. وفي ظل هذا التصعيد الذي يحدث، يثار جدل داخل البرلمان السوداني أول أمس حول موقف السودان من الأزمة.. وهو نوع من النقاش المتوقع ليس بسبب وجود تركيبة برلمانية (لحم راس) لأن ثراء لحم الرأس في تنوعه، لكن بسبب ضعف تأهيل الكثير من نواب البرلمان الحالي للحد الذي يجعل مداخلات بعضهم مثيرة للسخرية والإشفاق عليهم.
المشكلة دائماً تكون كبيرة في البرلمانات التي يوجد فيها نسبة من النواب المستقلين و(المستغلين) أيضاً.. لأن النائب المستقل إن لم يكن يمتلك قدرات عالية ويتمتع بتأهيل كبير فإنه بالتأكيد سيطرح أفكاراً ومقترحات ويقدم مداخلات غير مدروسة وغير مبنية على أية رؤى أو أفكار معتبرة، وهذا هو الفرق بين النائب الذي يمثل مؤسسة حزبية لها طرحها الواضح ومواقفها المعروفة وحين تقدم أفكاراً أو مقترحات تكون تلك الأفكار علمية وبها وجاهة ومنطق..
وبين النائب الآخر المستقل الذي يعتمد على الخواطر والتهويمات ومن النادر أن تكون لديه تصورات متكاملة حول القضايا المختلفة حتى يقدم أفكاراً مفيدة ومقترحات تشكل إضافة وتخدم مصالح البلد.
مثل ذلك النقاش الذي دار في المجلس الوطني حول مقاطعة قطر جاء في وقت ارتفعت فيه حساسية أطراف الأزمة الخليجية تجاه حلفائهم وهذا أمر طبيعي بأن يرغب كل طرف من أطراف الصراع الخليجي في مساندة ودعم من حلفائه وأصدقائه، خاصة وأن هذه الأطراف الخليجية كما يقولون (ما بتقصر) مع السودان ولديها مواقف كبيرة معنا اقتصادية وسياسية وبالتالي من حقها أن تحسن الظن بنا وترجو تعاطف السودان معها..
السعودية والإمارات وقطر والبحرين.. وبالفعل موقف السودان المعلن هو موقف متعاطف بشكل كامل مع مصلحة هذه الدول مجتمعة، كما أن جميع هذه الدول تتفهم موقف السودان وتقدره فلماذا يخرج نائب برلماني برغم هذه الوضعية المفهومة والمعقولة بل الممتازة لموقف السودان ليطالب بانحياز السودان إلى قطر مثلاً والتحول من خانة محترمة من جانب الطرفين ويمكن أن يلعب منها السودان دوراً لمصلحة الوحدة الخليجية بشكل عام إلى خانة أيدلوجية عدائية مدانة تماماً ومرتبطة في أذهان العالم بالإرهاب؟.
ماذا يستفيد البلد من مثل هذه المداخلات والمقترحات والمطالب النيابية؟
وكيف يفكر مثل هذا النائب أو ذاك الذي يطرح فكرة ضحلة جداً في وقت حساس وتفتقر هذه الفكرة لأبسط التقديرات لخلفية تصنيف الموقف السوداني والشكوك القديمة والأثمان الباهظة التي تحملتها بلادنا والجهود السياسية والدبلوماسية المبذولة للخروج من دائرة الاشتباه..
لماذا يهمل أمثال هؤلاء كل تلك المعطيات الواضحة والمفهومة للجميع ثم ينبرون لتقديم فواصل استعراضية لا تخدم مصلحة السودان في شيء إن لم نقل إنها تلحق ضرراً فادحاً بمصالح البلد ..
ما الذي يجعل السودان مضطراً لان ينحاز الى قطر ضد السعودية أو الإمارات أو العكس طالما أن الجميع يتفهمون خصوصية حالته ويثقون في سلامة نواياه تجاههم .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
جمال علي حسن
التيار
انا رايئ عمر البشير اعمل فيها عيان لحدي ما الازمة دى تعدى ..
انا رايئ عمر البشير اعمل فيها عيان لحدي ما الازمة دى تعدى ..