ترجيحات بـ«خيانة» من داخل وزارة الداخلية المصرية تسببت في مذبحة «الواحات»

24 ساعة كانت الفترة الفاصلة بين وقوع حادث منطقة الواحات في الجيزة، وبين بيان وزارة الداخلية المصرية التي تحدثت فيه عن عدد الضحايا وطبيعة الهجوم الذي تعرضت له قوات الشرطة.
الفترة الطويلة التي استغرقتها لتصدر بيانها أشارت إلى وقوع كارثة تخشى الوزارة الإعلان عنها، وفتحت الباب واسعا لقراءات متعددة للحدث، كان أبرزها تعرض القوة الأمنية لخيانة من داخل الوزارة دفعت لوقوع الهجوم في الصحراء الغربية، خاصة أن الأنباء الأولى عن الحادث ذكرت أن القوة خرجت بناء على معلومات وردت للأجهزة الأمنية بوجود مسلحين في منطقة الواحات، وبالتالي فإن القوة متوجهة للاشتباك ولم تتعرض لمفاجأة.

شفيق: ليس كمينا منعزلا

أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق ورئيس وزراء مصر الأسبق، تبنى وجهة نظر تعرض القوة الأمنية لخيانة من داخل وزارة الداخلية نفسها، ووصف ما حدث في هجوم منطقة الواحات بأنه «لم يكن مجرد اغتيال كمين منعزل»، على حد تعبيره، «بل كارثة مروعة راح ضحيتها 16 شرطيا وجرح 13 آخرين حسب بيان وزارة الداخلية المصرية».
وأضاف، في بيان على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «ما هذا الذي يحدث لأبنائنا، هم على أعلى مستويات الكفاءة والتدريب، هل ظلمتهم الخيانة، أو ضعف التخطيط لهم، أو كل الأسباب مجتمعة؟».
وتابع قائلا: «أرجوكم.. لا تتعجلوا في الانتقام قبل أن تستوعبوا وتفهموا حقيقة ما دار أمس على أرض بلدنا الجريح، وفي عمقه. أرجوكم.. أدركوا أن ما حدث لم يكن مجرد اغتيال كمين منعزل، ولا هو مهاجمة بنك في مدينة حدودية، أبدا، لمن لا يفهم ولمن لا يريد أن يفهم ـ ما دار كان عملية عسكرية كاملة الأركان، أديرت ظلما ضد أكثر أبنائنا كفاءة ومقدرة واخلاصا».
واختتم بيانه قائلا: «عفوا، لا أستطيع أن أنطق أو أكتب عزاء لأسر أبنائنا، أحبائنا الشهداء، فالكارثة مروعة، والعزاء لمصر، ولكل محب لمصر».
وجهة النظر تلك، تبناها الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة السابق. فقد طالب في بيان رسمي له بأن «ينحي الجميع العواطف جانبا».
وقال: «نَحّوا العواطف جانباً الآن، لغه العقل والرشد، هي ما نحتاجها حالياً، ابحثوا عن الأسباب والدوافع وضعوهما في سياقهما الصحيح، شخَّصوا المرض بواقعية وبعقلانية، أدركوا حجم الكارثة التي نمر بها ونعيشها».
وتساءل رئيس أركان القوات المسلحة السابق، قائلا: «هل أبناؤنا أعز وأكفأ ما نملك يكونون ضحية الخيانة وضعف وسوء التخطيط وعدم دقة المعلومات؟».
وتابع: «احترموا عقولنا تمتلكوا قلوبنا، إن مصر تتشح بالسواد حزناً وغماً ونكداً على هذه الكارثة المروعة، رحم الله الشهداء وعجل بشفاء المصابين، والعزاء لمصر، ولشعب مصر العظيم».

تكذيب الرواية الرسمية

المذيع أحمد موسى المحسوب على نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، خرج هو الآخر من خلال برنامجه الذي يحمل اسم «على مسؤوليتي» على قناة صدى البلد، ليكذب رواية وزارة الداخلية من حيث عدد القتلى والمصابين ومن حيث الأحداث التي شهدتها منطقة الواحات.
وبث تسجيلا صوتيا لأحد أطباء مستشفى العجوزة ـ وهو أحد المستشفيات التي نقل إليها المصابون ـ وهو يروي الشهادات التي سمعها من المصابين الذين استقبلوهم من الهجوم.
وجاءت شهادة الطبيب لتؤكد أنه بمجرد وصول القوة الأمنية، استهدف المسلحون المدرعة الأولى والأخيرة في الرتل الأمني بقذائف الهاون، ما شل حركته، وأن المدرعة الأولى كانت تحمل 8 عساكر، وضابطا في جهاز الأمن الوطني قتلوا جميعاً، إضافة إلى نقيب يدعى إسلام تعرض لبتر قدمه بسبب الانفجار، ثم هاجم المسلحون القوة وطالبوهم بالركوع وترك أسلحتهم، ثم بدأوا يسألون عن الضباط في القوة وأطلقوا عليهم النيران، وقتلوهم، بينما أطلقوا طلقات تعجيزية على الجنود في الأيدي والأرجل».
وتابع الطبيب: «قتلوا كل الضباط، عدا النقيب محمد الحيز الذي قرر المسلحون أخذه كرهينة، وسألوه هل تريد الموت، فرد أنا لدي أولاد وليس لي علاقة بشيء، فأخذوه معهم».
وأضاف: «المسلحون لم يستطيعوا قيادة المدرعات، فجمعوا أجهزة الجي بي أس، وأفرغوا السيارات من البنزين وفروا هاربين».
لم تمر سوى دقائق معدودة، حتى أصدرت وزارة الداخلية بياناً نفت فيه صحة ما جاء في التسريب الصوتي.
وقالت: «ما تم تداوله من تسجيلات صوتية على مواقع التواصل الاجتماعي وتناولته بعض البرامج على القنوات الفضائية غير معلوم مصدرها وتحمل في طياتها تفاصيل غير واقعية لا تمت لحقيقة الأحداث التي شهدتها المواجهات الأمنية بطريق الواحات بصلة، إن تلك التسجيلات وتداولها على هذا النحو يهدف لإحداث حالة من البلبلة والإحباط في أوساط وقطاعات الرأي العام ويعكس عدم مسؤولية مهنية».

النقابة تقرر وقف برنامج موسى

وقررت نقابة الإعلاميين برئاسة الإعلامي حمدي الكنيسي، وقف الإعلامي أحمد موسى خلال اجتماع طارئ، مؤكدة أن «القرار جاء بعد المتابعة لبرنامج «على مسؤوليتي» على قناة «صدى البلد» الفضائية، الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى في حلقته المذاعة يوم السبت، وما قُدم فيها من محتوى يتنافى مع قانون نقابة الإعلاميين التي تحظر وبالأخص في مادتها «69» أي تناول إعلامي يؤدي إلى الإخلال بالمصالح العليا للبلاد ومقتضيات الأمن القومي المصري، وأيضا ميثاق الشرف الإعلامي، مما يمثل مخالفة صارخة، وعليه كان لزاماً على النقابة التصدي لهذه المخالفة.
محمد أبوالعينين، رجل الأعمال ومالك قناة صدى البلد، حسم الجدل حول إمكانية إيقاف برنامج موسى، قائلا: «لن أوقف البرنامج وأحمد موسى سيظهر على الشاشة في موعده». واعتبر خبراء في المجال الأمني، الحادث الذي استهدف قوات الشرطة في منطقة الواحات بـ«الكارثة التاريخية»، التي لم تحدث في تاريخ الشرطة المصرية.
واستنكر اللواء محمود قطري، الخبير الأمني في تصريحات صحافية، وجود عدد كبير من القيادات والعمداء في العملية، مشيراً إلى أن «العدد الكبير الذي كان في العملية يدل على سوء تنظيم في العملية».
وبين أن «قوات العمليات الخاصة يعد أفضل عناصر في الشرطة ولم يكن يجدي تسوية عمل العميد الذي يتمثل في إعطاء التعليمات مثل الضابط في مثل هذه العمليات»، مستشهدًا بذلك بقوله «كان كفاية عميد وقائد في هذه العملية»، لافتًا إلى «ضرورة وجود طيران لتصوير المكان قبل خوضه».

القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..