المتاجرة بالقدس في سوق السياسة العربية

يتهم السلفيون النظم العلمانية في العالم العربي باضاعة فلسطين والتفريط في القدس ويطالبون باستعادة الخلافة الاسلامية، وأذكر ان حماس قالت ان النصر في فلسطين لا يكون الا اسلاميا، لكن الشعوب العربية ان صحت التسمية باطلاق اسم البعض علي الكل ومنذ مقتل الخليفة الثالث والي يومنا هذا كانت فريسة يتصارع عليها المفترسون، وكان الادعاء والادعاء المضاد بالحرص علي الفضيلة والغيرة علي الدين موضوع الصراع علي السلطة واحتكارها واستعباد الناس سياسيا باسم أهل الحل والعقد والراعي والرعية، وكان مصعب بن الزبير وخصمه المختار بن عبيد الثقفي يدعي كل منهما أنه يمثل المستضعفين الذين يرثون الأرض، وكذلك كان أبو جعفر المنصور حفيد العباس بن عبد المطلب وابن عمه ابراهيم حفيد علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء يدعي كل منهما أنه أحق بالسلطة ميراثا يحكمه قانون السماء وليس قانون الأرض، والاعلاميون العرب في عصرنا هذا امتداد للشعراء العرب الذين كانوا أبواقا في خدمة السلطة والمال والجاه والنفوذ، وكذلك فقهاء السلطة الذين يبررون لها ما لايمكن تبريره، وليس في العالم العربي في الحقيقة نظما اسلامية أو علمانية وكانت ولا تزال الفوضي الدينية التي عانت منها أوربا في العصور الوسطي قائمة في العالم العربي، وكانت ولا زالت السلطة غلبة واغتصابا وصراعات دامية ليس لها علاقة بخير العباد، فلا توجد في العالم العربي نظم علمانية أو اسلامية وكلها ادعاءات وادعاءات مضادة، والسياسة كانت ولا تزال نشاطا مافيويا و اجراميا يقوم علي توسيع دائرة الفساد والتورط والمصالح الخاصة واستغلال جهل الناس بالتاريخ وحقيقة الاسلام وجوهره، وقال الترابي لحسن الحظ ان المسلمين يجهلون الكثير عن الاسلام، وتحتمي النظم الوراثية بأميركا ضد ايران والطامعين مثل صدام وتحتمي اسرائل بأميركا ضد العرب، وضحي النظام في السودان بثلث السودان وثلثي موارده الطبيعية لتحرير القدس، فكيف يمكن تحرير القدس بتفكيك السودان والفتنة الدينية في مصر؟ ولو أن البنوك في أوربا وأميركا فتحت دفاترها لوسائل الاعلام لتساقطت كل الأنظمة العربية، والقانون في سويسرا يبيح للمحاكم كشف الحسابات السرية بالبنوك لكن المتهمين في بالفساد في السودان لهم مؤسسات مالية وأسهم في شركات وبنوك في ماليزيا وكوريا وسنغافورا والصين لا يمكن الوصول اليها

لم تكن الأمبراطوريات العربية تختلف عن الأمبراطوريات الي سبقتها في استعباد الأمم والشعوب فقد كان الاسلام اسما بلا مسمي وشعارات يكذبها الواقع الحي، وقد انتهي عصر الأمبراطوريات بفعل حركة التاريخ وجاء عصر الشعوب، وسقطت الأمبراطورية التركية التي كانت تعرف بالخلافة الاسلامية، وتلتها في السقوط الأمبراطورية البريطانية التي لم كن تغيب عنها الشمس، وكانت الأمبراطورية السوفيتية التي كانت في حقيقتها أمبراطورية روسية عاصمتها موسكو كالخلافة الاسلامية التي كانت في حقيقتها أمبراطورية تركية عاصمتها أنفرا آخر الأمبراطوريات، ولا مكان للخلافة الاسلامية في الحاضر أو المستقبل لأنه لا وجود لدول اسلامية الا بالاستيلاء غلي السلطة باسم الأغلبية كما حدث في السودان، وانتفض العرب ضد الخلافة العثمانية التي كانت اسنعمارا تركيا، واستعانوا عليها بأعدائها لكنهم كانوا كالمسنجر من الرمضاء بالنار فقد استبدلو استعمارا باستعمار، ورفض العرب اتفاقية تقسيم فلسطين التي أقرها مجلس الأمن التي كانت تشمل حيفا وبرتقال حيفاورفضوا اتفاقية كامب ديفد وهم يتباكزن الآن علي حدود 1976 التي تساوى 40% من نصيبهم في اتفاقية التقسيم، ولولا ان الفلسطنيين هربوا من ديارهم وتركوها نهبا لليهود لما كانوا الآن لاجئين غير مرغوب فيهم في سورياوالأردن ولبنان، ويتهم العرب اسرائيل بالعنصرية والتمييز ضد مواطنيها من العرب لكن وضع غير العرب وغير المسلمين غي الدول العربية أسوأ حالا، ويجبر المسيجيون في العراق ومصر علي الهجرة من بلادهم ولا يعترف بهم كمواطنين في السودان.

من مصلحة اسرائيل أن يكون الصراع دينيا ليتساوى الطرفان أمام الرأى العام الدولي، ودعا الطيب مصطفي في السودان الي اعلان الجهاد لتحرير القدس، وليس في فلسطين جبال أفغانستان وغابات جنوب السودان، وتعاطف العالم كله مع أطفال الحجارة، وميشيل كورى فتاة أمريكية جاءت للتظاهر مع أطفال الحجارة فدهستها دبابة أسرائلية وكثرون غيرها شيبا وشبابا جاءوا من أوربا وأميركا، ومهما كان البطش في فلسطين لا يساوى شيئا الي جانب سياسات الأرض المحروقة في جنوب السودان ودار فور وجبال النوبة والنيل الأزرق فكم عدد الضحايا في فلسطين مقارنة بعدد الضحايا في السودان؟ وتعاطفت الشعوب الأوربية مع غاندى بما في ذلك الشارع والصحافة البريطانية، وتعاطف العالم كله مع السود في جنوب أفريقيا كما تعاطف البيض مع السود في قضية الحقوق المدنية، ويزعم اليهود ان فلسطين أرض الميعاد الموعودة في التورات ويريدونها من البحرالي النهر وكذلك العرب، لكن العرب كانوا هم الخاسرون في الحرب والسلم، ولم تكن فلسطين أرض بلا شعب عندما هاجر اليها اليهود ثم احتلها العرب، فقد كانت بلاد الكنعانيين والفينقيين الههم بعل ومن شواهد النحو بعل بكة، وبعل في العبرية الزوج ورب العائلة، فاليهود شعب من شعوب الشرق الأوسط بشهادة التوراة والانجيل والعهد العمرى في كنيسة القدس، واللغة العبرية لغة سامية، ويقول ابن حزم الأندلسي ان اللغة العبرية لغة عربية نأت بها الديار، وينطبق ذلك علي اللغة السواحلية في شرق أفريقيا واللغة المالطية، وفي العصور الوسطي لجأ رجال الدين المسيجي الي تعلم العربية لكي يتمكنوا من فهم التوراة في لغته الأصلية، وكان ولا يزال العرب يعتمدون في مواقفهم علي رد فقد طردوا مليون من اليهود العرب الذين كانوا يعانون من الكراهية الدينية فتوجهوا الي اسرائيلودقة بدقة وان كان البادىء أظلم، وذلك لغياب الديموقراطية ودولة المواطنة، وفي تل أبيب منتدى لليهود العرب للاستماع الي أغاني أم كلثوم وفريد الأطرش وفيروز وسائروالافلام والأغاني العربية، وقال محمود محمد طه ان الانتصار في فلسطين يبدأ بالاعتراف بها كجيزيرة صغيرة في محيط عربي، والاحتلال أرهاب لكن انكار حق اسرائيل في الوجود ارهاب أيضا، لكن الحديث عن التطبيع في أوساط النظام سمسرة لا تختلف عن سمسرة نميرى في ترحيل الفلاشا وهو متهم أبضا بالضلوع في عمولاات البترول مع بهاء الدين وشريف التهامي ولاليت الهندى،

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..