إلغاء محاضرة غازي.. لماذا

لا أفهم سبباً مقنعاً لقيام سلطات الحرس الجامعي بجامعة الخرطوم بإلغاء محاضرة أكاديمية للدكتور غازي صلاح الدين حول موضوع (المجتمع المدني)..

دكتور غازي في بيان له أبدى استغرابه من مثل هذا الإجراء الذي حدث بعد حصول الطلاب المنظمين لهذه المحاضرة على التصديق لإقامتها ضمن نشاطاتهم.. والرجل يقول إنه وافق على المحاضرة شريطة أن لا تكون مساهمته فيها ذات صبغة سياسية.

محاضرة توعوية مثل هذه كان من المفترض دعمها وليس منعها في بلد يحتاج فيه مصطلح المجتمع المدني أن يُفْهم بمعناه الصحيح ويفهم الناس دور المجتمع المدني كمكمل للدور الحكومي وللعمل الحكومي.

يحتاج الطلاب ونحتاج جميعاً إلى مثل هذه المحاضرات المفيدة التي تعبر عن رؤية متكاملة لدور النخب والمؤسسات السياسية والاجتماعية التي تساهم بها.

فليست كل حياتنا محصورة في أحاجي السياسة المملة.. جلسوا للحوار وقاطعوا الانتخابات.. اتفقوا اليوم واختلفوا غداً.. حكموا وعارضوا وحاربوا.

محاضرات أكاديمية أو محاضرات تثقيفية اجتماعية وسياسية للتنوير بقضايا مهمة مثل موضوع المجتمع المدني ودوره المطلوب في السودان.. هذه من نوع النشاطات التي يجب أن يكون مرحّباً بها في كل وقت ومن أي مثقف مبادر حولها.

ما لكم كيف تحكمون وكيف تقدرون الأمور.. منظمات المجتمع المدني هي التي تتولى أمر المساعدات الإنمائية على مستوى العالم الحديث الآن.. هي التي تقوم بحماية البيئة والمستهلك ومكافحة الألغام، وأجزم أن هناك ضعفاً كبيراً في استيعاب دور مؤسسات المجتمع المدني والدليل على ذلك أنني طالعت مداخلة لصحفي كبير جداً قبل أيام في أحد مواقع التواصل يحتج في مداخلته تلك على دور جمعية حماية المستهلك في السودان ويتساءل بجهل واضح بطبيعة عمل هذه المؤسسات وهو يقول (من الذي فوض جمعية حماية المستهلك للحديث نيابة عن المستهلك)..!!

حتى المثقفون والصحفيون الكثير منهم يحتاج لمحاضرة دكتور غازي تلك.. في بلد أحوج ما يكون إلى تنشيط دور مؤسسات المجتمع المدني.

منع محاضرة دكتور غازي صلاح الدين من نوع الأخطاء التي تؤكد أن هناك قصر نظر من جانب السلطات في التعاطي مع الحراك العام في المجتمع وحساسية غير مبررة تجاه منابر الوعي العام.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين
اليوم التالي

تعليق واحد

  1. غازي لا يشكل أي خطورة علي النظام فهو “ملجم” بمكوثه 25 عاما” فيه ولا يستطيع التحدث في الأمور “الحساسة” مذ فساد الإسلاميين ..فلا داعي لخلق بطولات وهمية له بواسطة الأقلام “الصديقة”

  2. غازي لا يشكل أي خطورة علي النظام فهو “ملجم” بمكوثه 25 عاما” فيه ولا يستطيع التحدث في الأمور “الحساسة” مذ فساد الإسلاميين ..فلا داعي لخلق بطولات وهمية له بواسطة الأقلام “الصديقة”

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..