جنوب كردفان … لا يزال الجرح ينزف

جنوب كردفان … لا يزال الجرح ينزف
محمد التجاني عمر قش- الرياض
[email protected]
جراحات السودان كثيرة و قد ظل بعضها ينزف رغم كل ما بذل من جهود لتضميده؛ومثال على ذلك الحرب التي تدور رحاها في منطقة جنوب كردفان الآن. فمن المعلوم أن هذه المنطقة تمثل نقطة التقاء لكثير من سكان السودان وتختلط فيها الأعراق و الثقافات والأديان أيضاً وقد ظلت حتى وقت قريب مضرب المثل في التعايش السلمي بين مكوناتها الاجتماعية من النوبة و العرب وغيرهم من القبائل ذات الأصول المختلفة. و كانت كل تلك المجموعات تتبادل المصالح بكل تسامح وإخاء بغض النظر عن الاختلافات الإثنية والثقافية حتى تدخلت بعض الجهات الآثمة و أفسدت عليهم حياتهم وأحالتها إلى حرب لا تبقي ولا تذر. ذلك لأن منطقة واحدة كانت هدفاً لبناء بؤرة ظهرت خطورتها في وقتنا الحاضر هي كاودة التي لم تعد مجرد جيب استعماري و كنسي تنطلق منه الحركات المعادية لضرب نسيج جنوب كردفان بل صارت قاعدة متقدمة لعناصر الحركة الشعبية والتمرد بكل أشكاله و معتقداته و مذاهبه وأهدافه وباتت تهدد أمن السودان بأكمله.
ولم يفلح الحل العسكري حتى الآن في نزع فتيل الأزمة و وقف الصراع ذلك لأن هدف مجموعات كاودة المتمردة ،التي تستخدم أسلوب حرب العصابات، ليس هو السيطرة على جنوب كردفان فحسب بل استخدامها كمخلب قط من أجل فرض واقع جديد عجزت الحركة الشعبية عن تنفيذه و هو تحقيق فكرة السودان الجديد و القضاء على بعض العناصر بمساندة من التيارات الحزبية اليسارية و التقليدية وهي لذلك تستخدم بعض أبناء جبال النوبة كما استخدمت الجنوب قبل ذلك لتصل لسدة الحكم بمسميات معسولة ومضللة وشعارات زائفة و أفكار عنصرية تقف وراءها جهات عديدة لها أطماع واسعة في منطقة حوض النيل تستخدم وسائل متنوعة لتحقيقها؛ وقد ازداد الوضع خطورة و زخماً بعدما وجدت إسرائيل موضع قدم لها في جوبا .
من ناحية أخرى يبدو أن حيل الحركة الشعبية ودعايتها السياسية باعتبارها الراعي الرسمي لمن يسمون أنفسهم العناصر المهمشة لا تزال تنطلي على بعض إخوتنا من جبال النوبة رغم الخذلان والتجاهل الذي وجودوه منها عند توقيع اتفاقية السلام الشامل ولكنهم مع ذلك ظلوا يتشبثون بها مع أن كبيرهم اللواء تلفون كوكو لا يزال يقبع في سجون جوبا دون ذنب سوى أنه طالب بحقوق أهل الجبال. ويفهم من الطريقة التي تدار بها التحركات العسكرية الآن أن الهدف هو إطالة أمد الحرب وجر المنطقة والدولة نحو التدخل الدولي على غرار ما حدث في دارفور بهدف خنق السودان وتركيعه حتى يقبل أجندة باتت معلومة و مكشوفة لكل من يتابع تطورات الأحداث في هذا البلد المستهدف الذي تريد الدوائر الامبريالية العالمية والصهيونية تمزيقه إلى دويلات متنافرة على أساس عنصري و إثني أو ربما قبلي حتى يمكنها السيطرة على موارده المتنوعة و الحد من دوره الفاعل خاصة في محيط المنطقة الأفريقية جنوب الصحراء.
ومهما كانت المخططات و المبررات فإنّ الوضع لا يمكن أن يترك ليستمر كما هو الآن ولابد من بذل جهد مكثف تقوم به منظمات المجتمع المدني والجهات ذات الصلة من الكيانات المحلية من أجل وضع نهاية لهذا النزيف الذي سيقضي على الأخضر واليابس ويجر هذه المنطقة العزيزة علينا جميعاً إلى التناحر وسفك الدماء دونما سبب مقنع. ولذلك لا يمكن ترك الوضع بدون تدخل مخلص وقاصد، يهدف بالدرجة الأولي لإعادة المجتمع في جنوب كردفان لسالف عهده من التوازن والاستقرار، مستفيدين مما كان قائماً بين كل المجموعات السكانية من تعاون وإخاء و نصرة في عهد السلطان عجبنا و الشيخ علي الميراوي وزعماء القبائل العربية التي تقيم هناك، و وغيرهم من الذين لم يعرف عنهم انحيازاً لطرف دون الآخر أو عنصرية بغيضة تفرق الناس على أساس عرقي أو قبلي لا مبرر له خاصة إذا عرفنا التداخل الكبير بين الناس و التعايش لفترات طويلة دون حدوث نزاعات أو فتن كتلك التي تحدث هذه الأيام. و الجدير بالذكر أن علاقات الناس هناك كانت تحكمها مواثيق و عهود وأحلاف لابد من الرجوع إليها لتذكير الذين يتولون كبر الفتنة الآن بما كان بين الأسلاف من تقارب مثمر وبناء حفظ لجنوب كردفان أمنها واستقراها حتى تدخلت الأيادي التي لا تريد الخير للناس و ظلت تعزف على وتر العنصرية لتحقيق أهدافها الخاصة تغذيها طموحات بعض الحاقدين من الأفراد.وهذا السلوك المنحرف قد أوقف عجلة التنمية و زاد من حدة الفقر وانتشار الجهل وزعزع أمن المواطن وكل ذلك سعياً وراء أجندة خفية تحاول تلك التيارات المتمردة الوصول إليها مهما كان الثمن مستغلة بعض القبائل النوبية لتضرب بها إخوانهم وجيرانهم من الذين يشاركونهم لقمة العيش والسكنى وتوجد بينهم صلة الأرحام ضرباً للنسيج الاجتماعي و تفريقاً لأهل المنطقة.
و في جلسة نظمها أبناء حمر ضمت نفراً كريماً من أبناء شمال كردفان و جنوبها احتفاءً بشيخ العرب عبد الحفيظ أدم حسن نمر وكيل أمارة الهواوير الذي زار الرياض العاصمة السعودية مؤخراً تقدم أحد الإخوة الحضور باقتراح يتمثل في تحرك تقوم به قيادات الإدارة الأهلية لما تتمتع به من قبول لجمع الناس على رؤية توافقية تقوم على مبدأ التعايش السلمي و تبادل المصالح من شأنها أن تكون أساساً لصلح شامل يجنب أهلنا مغبة هذا الصراع الدامي و تداعياته التي لن تكون في صالح أحد. وللسعي قدماً بهذه الفكرة كلّف الإخوة الحضور الشيخ عبد الحفيظ بمخاطبة الجهات المعنية وطرح هذا المقترح عليها و محاولة إقناع كل أصحاب المصلحة بهذا التوجه الذي ربما يحدث اختراقاً لما تعانيه هذه المسألة الشائكة من تعنت مقصود من بعض الجهات المشبوهة لتحقيق أهداف معلومة. و ذلك تفادياً لتدويل المشكلة الذي لن يؤدي إلا لجعل السودان لقمة سائغة يسهل التهامها في وقت يتصارع فيه العالم على المصادر الطبيعية والمائية التي تذخر بها المنطقة و نسأل الله أن يكلل هذا المسعى بالنجاح.
الاخ محمد التيجاني يبدو انك لا تعرف شيء عن جنوب كردفان او انك من المطبلين للنظام القائم . فقد بدات حديثك بنظرية المؤامره الممجوجة ولكن واقع الحال غير ذلك ان جنوب كردفان تنعدم الخدمات الاساسية في معظم مناطقها . نعم هنالك تمرد او احتجاج ولكن لم يجد من يتعامل معه بالحكمة وراب الصدع , حيث ان النظام الذي براته من كل جريمة لاعب اساسي في تاجيج نيران الحرب . لان معظم القادة النظام لا تهمهم المنطقة الملتهبة لانهم لا ينتمون اليها فسياسة فرد تسد الاستعماري هي ديدنهم . ولكن نحن املنا في اهلنا في جنوب كردفان كبير في ان يسعوا للضغض علي النظام من اجل حل سياسي لا عسكري . وانت ايها الكاتب الذي تدعي النصائح كف عن النقاق والتطبيل وسوف تسئل عن كل حقيقة اخفيتها ونسال اللع العلي القدير ان بتقم من كل حاقد او مطبل وان ياخذه اخذ عزيز مقتدر.
الى المدعو قش : لقد سئمنا المأجورين والمرتزرقة والخونة المأفونين ..لن يثيرن عوؤكم
ونباحكم .. قادمون نحن اهل الهامش ..
يا اخي انت خارج الموضوع كما تعتقد فاجب اولا لمن فكر في نزع اهل السودان وتبدليهم قبل ان تتطرق لكاودا وغيرها فالاقدار ان شاءت فليس هنالك من مبرر لحدوثها باي شكل كان وباي طريقة كان فاغلب الذي تعتقدهم حركة شعبية اليوم كانوا يمثلون مختلف الاحزاب السودانية فلكن يا ليت فليس للحسرة بعد الندم فتبكي الناس على ناس سوريا وليبيا ويضحكون على موتاهم في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق فليس من الاولى ان تعتذر لشعوب المنطقة قبل ان تقول كاودا مهددة لامن السودان وغيرها من ماهترات مقالك المدغمس برائحة الكوزنة
هذا كلام جيد و نتمنى ان يسعى ابناء النوبة الذين لهم وطنية للتفكير فى هكذا امور .و لكن بعض ابناء النوبة الذين فقدوا شخصيتهم لا يفهمون هذا .و يسوف ياتى يوم يجد النوبة نفسهم فقراء, اميون, لا يساوون شىئ .قد فقدوا شخصيتهم عاداتهم و تقاليدهم بسبب التشرد و العيش بالمعسكرات, وذلك بسبب وهم من يدعون بانهم ثوار يسعون لسودان جديد. وعلى ابناء النوبة ان يعلموا انهم بالنسبة للسودان اقلية عليهم الحفاظ على كيانهم لان من حقهم الحفاظ عليه. و على الحكومة واجب الحفا ظ على هذا الكيان .و عليهم ان يعلموا ان المؤتمر الوطنى ليس حريص عليهم و من مصلحته استمرار هذه الحرب لانها سوف تقضى على هذا الكيان . وعليهم ان يعلموا ان المؤتمر الوطنى حزب عقائدى يؤمن افراده بايدلوجية التنظيم .
اتق الله فيماتقول
الأستاذ/ محمد التجاني قش
شكراً على هذا الطرح الموضوعي لقضية مزقت أوصال جنوب كردفان وأنت تدعو إلى السلام والتعايش السلمي مستلهماً رأيك من مصلحة الوطن الكبير وتخشى عليه من التفكك. الحركة الشعبية لا تريد السلام بل وتسعى إلى تحقيق أهداف دولة جنوب السودان وانعكس ذلك سلباً عليها بانشقاق العقول المستنيرة منها أمثال اللواء دانيال كودي والدكتور تابيتا بطرس وقبلهم الأستاذ مكي على بلايل ومحمد هارون كافي وغيرهم من القيادات المثقفة. وبالأمس القريب انسلخ منها في ولاية النيل الأزرق حزب السراج شمل في عضويته آلافاً من المناصرين.. نحن أبناء كردفان الذين اكتوينا بنيران الحركة الشعبية ندعو أهلنا من أبناء النوبة إلى تحكيم العقل والجلوس إلى طاولة المفاوضات والحوار بدلاً من تنفيذ أجندة أجنبية وإلا سوف يأتي يوم لن يتبقى في الحركة الشعبية إلا اسمها.