خصخصة الحج.. وحل البرلمان

خصص دستور السودان الانتقالي.. الذي ما يزال يحكمنا رغم انتهاء الفترة الانتقالية منذ خمس سنوات.. الفصل الرابع منه لتحديد مهام الهيئة التشريعية القومية والتي من بينها على فكرة.. تنحية رئيس الجمهورية أو النائب الأول.. كما جاء في البند 2- ح.. ولسنا هنا بصدد هذا البند أو الطلب إلى البرلمان تطبيقه والعياذ بالله.. فهذا أمر عجز عنه المجتمع الدولي والتحالف الغربي والحلف الصليبي الصهيوني والحركات المسلحة والأحزاب السياسية.. فهل سيقدر عليه البرلمان..؟ كلا بالطبع.. فنحن هنا بصدد دور آخر للبرلمان.. متواضع وبسيط.. حتى إنك لتجده في ذيل مهام المجلس الوطني التي حددها الفصل الرابع في 3 ? (هـ) (و) (ز) (ح) والتي تقرأ.. (هـ) مراقبة أداء السلطة التنفيذية القومية (و) إصدار القرارات بشأن المسائل العامة (ز) استدعاء الوزراء القوميين لتقديم تقارير عن الأداء التنفيذي للحكومة بصورة عامة أو لوزارات بعينها أو لنشاط معين (ح) جواز استجواب الوزراء القوميين عن أدائهم أو أداء وزاراتهم ويجوز له أن يوصي لرئيس الجمهورية، في جلسة لاحقة، بعزل الوزير القومي إذا اعتُبر فاقداً لثقة المجلس الوطني..!
ولعله ولحكمة ذات صلة بقدرة البرلمان على القيام بهذه الأدوار فقد درجت الدساتير المستمدة من تجارب الأمم أن يكون البرلمان أكثر مؤسسات الدولة عددا.. وهذا اعتراف من المشرع بتوسع نشاط البرلمان وتعدد أدواره وأهميتها في ذات الوقت.. وغني عن القول أن البرلمان إنما ينوب عن الشعب في مراقبة أداء الحكومة.. ورعاية مصالحه.. فما بالكم.. دام فضلكم إذا تنازل البرلمان عن هذا الدور.. أو تنحى عنه.. أو تنصل منه..؟ هل من مشروعية لبقائه..؟
إذن.. اقرأ هذا يا هداك الله ثم أفتنا في أمر البرلمان.. تورد صحيفة (الصيحة) في عددها لأمس الأول: “اعتبرت لجنة الشؤون الاجتماعية بالبرلمان خصخصة الحج المخرج الوحيد لإبعاد الشبهات حول الدولة، وأكدت ضرورة أن تخضع الخدمة للمراقبة التشريعية لفترة محدودة لتطمئن الدولة على تقديمها على الوجه الأمثل..”.
وتنسب الصحيفة لرئيس لجنة الشؤون الاجتماعية محمود الشائب، قوله إن “خصخصة ﺍﻟﺤﺞ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ وﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ لا ﻳﻤﻨﻊ ﺍلإﺷﺮﺍﻑ عليه لسنتين أﻭﺛﻼﺛ ﻟﺤﻴﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻧﺠﺎﻋﺔ الإجراءات ﻭﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤؤﺳﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺬه ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ”.. وتضيف الصحيفة أيضا.. “ﻭﻗﻄﻊ الشائب في تصريحات صحفية أمس، بأن خصخصة 75% ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﺞ يمكن أن تخرج ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ من ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻡ ﺣﻮﻝ إﺩاﺭﺗﻬﺎ للحج التي توسم بالفساد وسوء ﺍلإﺩارﺓ”.. وتختم الصحيفة: “ﻭﻟﻔﺖ ﺍﻟﺸﺎﺋﺐ إلى أﻥ ﻟﺠﻨﺘﻪ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺭأﻱ ﻭﺍﺿﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑأﻣﻮﺍﻝ ﺍلإطﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻬﺪي ﺍﻟﺘﻲ ﺗؤﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻣﻘﺪﻣﺎً، واعتبرها ﻜﺒﻴﺮﺓ وﺗﻀﻴﻒ أﻋﺒﺎﺀ على ﺍﻟﺤﺎﺝ، ﻣﻄﺎﻟﺒﺎً ﺑإﻳﻘﺎﻓﻬﺎ ﻭﻋﺪﻡ أﺧﺬﻫا”..!
بم نخلص من هذا..؟ نخلص إلى اعتراف البرلمان بوجود شبهة فساد في إدارة شأن عام وهو الحج.. ونحن وكثيرون غيرنا قد سبقنا البرلمان في ذلك.. وأن البرلمان ووفقا لرئيس اللجنة المختصة عاجز عن القيام بدوره في مراقبة الجهاز التنفيذي وضبط أدائه ومحاسبة مسؤوليه وفق ما ينص الدستور.. وأن اللجنة هذه تتوج اعترافها بعجزها هذا بمطالبة بخصخصة الحج.. ثم ننتبه إلى أن رئيس اللجنة يقول قولا مضحكا.. حين يتحدث عن مراقبة الجهاز التشريعي لإجراءات الحج لمدة سنتين أو ثلاث.. بعد الخصخصة طبعا.. لضمان حسن الأداء.. ليقفز سؤال.. جهازك التشريعي هذا فشل.. وباعترافك.. في مراقبة ومحاسبة الأداء الحكومي.. فكيف ينجح في مراقبة القطاع الخاص؟.. وأخيرا.. هل كلما عجز البرلمان عن حماية مصالح الشعب في أمر ما سيطالب بخصخصة ذلك الأمر..؟

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. اقتباس ( والتي من بينها على فكرة.. تنحية رئيس الجمهورية أو النائب الأول.. كما جاء في البند 2- ح.. ولسنا هنا بصدد هذا البند أو الطلب إلى البرلمان تطبيقه والعياذ بالله.)يا راااجل زي ما قال محمد سليمان.

  2. الاستاذ محمد لطيف – صراحة في السودان بعض المرات الانسان اكون في حيرة كاملة وامكن تتعدي الدرجات المعروفة للعالم بـ 360 درجة.
    كثير من التصريحات لما يقولون الحكومة التوليفة تجدها اولا متضاربة فيما بينهم أو في شخصية المتحدث هو نفسه .. او ان تجد مسئول يقول لك شيئا ويوضح اسباب فشل الجهة الفلانية وتكون لجنة وتذهب الي الخصخصة او هناك من يملل لهم بأن يكون الحل في كذا وكذا .. وكما اشرت طالما النواب ما قادرين امارسوا حق الرقابة علي اجهزة الدولة ، كيف يمكنهم ان يراقبوا القطاع الخاص .. ويمكن هذا الشيء في الا عيبهم وطرقهم ومهما تكن حصيفا تأتيك الغمة والطامة الكبري من نفس الجهة وتفقع مرارتك وتجعلك مشدوها كيف وباي طريقة تدار دفة الحكم في السودان طيلة هذه السنوات .. اصبحت المحاصصة وشراء الذمم وحق وحقك وخالتي وخالتك واتفرقن الخالات… والناظر لموضوع الخصخصات هذا يري اعاجيب واشياء لا يصدقها عقل .. كما يقول الحكاية المعروفة (اذا كان رب البيت ضاربا ). والشاهد والغريب الصحافة اثرت الساحة السياسية بكل انواع الفساد والاختلاسان للمال العام وفي تقديري اذا اصلا السلطة عازمة لمحاربة الفساد ، يجب عليها ان تترك يد الصحافة وتكتب ما تراه حتى يستقيم حال البلاد والعباد.. وما نراه العكس والخوف احيانا من حدوث انفلات في الشارع ولكن رؤيتهم ضعيفة ونظرتهم للاشياء ضيقة .. الشارع العام يعرف ويقدر كل شي بقدره ، ولا يمكن ان يصبر ويكون طول الوقت والزمن كذلك .. اذا كان ذلك تفكيرهم فتفكير النظام ضيق لا محاله. والفساد اصبح ممارساً في كل اتجاه ، وسياسة المحاصصة والقبلية وارضاء الاشخاص هو ايضا فساد .. استغلال السلطة وتوجيها لمصلحة شرذمة هو ايضا فساد..
    سوف اورد علي سبيل المثال لا الحصر بعض الجهات التي شملها الفساد وباتت في نظر النظام هي مؤسسات خاسرة لذلك السبب يريدون ان يخصصوها لشركات تخصهم وان كانت بمسميات مختلفة ولاشخاص مختلفين ولكن الارباح والاموال الطائلة تدخل جيبوبهم مباشرة او بصورة غير مباشرة :
    – الخطوط السودانية – سودانير – بيعت ايضا ويعزون عدم توفر قطع الغيار من الحظر المفروض عليهم ، ولكن حل مكانها الطيران الخاص الذي يدخل اموالا لهم ، طيب كيف لهم بقطع الغيار
    – الخطوط البحرية – شلحت وباعت – حاليا لديهم باخرة خردة مشتراة من مصر بالتقسيط – الشاهد البسيط يلعب كيف تكون الاعيبهم واسلوبهم في خصخصة المنشآت.
    – مشروع الجزيرة – المشروع العملاق شلع فلنكة فلنكة وفي الطريق لمحوه من الخارطة السودانية والفاعلون هنا متعددون من جهات تنفيذية في الدولة وخصصت بعض اجزائة لشركات مملوكة لهم ولمساعديهم ، الذين في الواجهة ليس صورة لقادة في النظام
    – شركات السكر – ومحاصصات النظام في مشروع كنانة وكذلك مشروع النيل الابيض
    – الكهرباء والمياه وحدث ولا حرج .. اذا كان المواطن السوداني البسيط يعلم او لا يعلم بأن ارباح الكهرباء والمياه الذي تدرها عليهم والله العظيم لما شكت هذه الادارات وتخجل اشد الخجل من الكلام في زيادة التعرفة – مجرد خجل – ويكتفوا بما يسرقوه من المواطن المغلوب علي امره وياريت لو كانت تلك المليارات تدخل خزينة الدولة او تعرف عنها شيء كما ذكرت تقارير المراجع – معقولة ادارة الكهرباء والمياه في ميزانيتهم تحدد مئات المليارات هي عبارة اهتلاكات هل يعقل هذا ي ناس …
    وكما اشرت في مقالة بخصخصك الحج والمجلس الوطني وصراحة اخطر مافي المجلس الوطني لو الناس تعلم وتعي الدرس جيدا .. اخطر مافيه هو اللجان لانها توهم حتى من هم داخل المجلس الوطني بحياديتها ولكنهم في حقيقة الامر يرتكبون اكبر واشنع شي في الوجود بلعمهم او بدون علمهم … وصراحة ما اعتقد بان النظام جادي لمحاربة الفساد .. اذا فعلا جادي ويسعي لمحاربة الفساد عليه ان يستعين بيوت خبرات خارجية
    والله المستعان

  3. انت بتحلم يامحمد لطيف؟
    وا ضربت ليك حاجة مع بكوري(اهل الكهف) الصحا امس دا؟
    ياخ البرلمان حقهم والحكومه حقتهم والقضاء حقهم والبلد ملكهم!!
    بالله ماتشوشر ساي!

    يحلنا الحلا بله!

  4. اقتباس ( والتي من بينها على فكرة.. تنحية رئيس الجمهورية أو النائب الأول.. كما جاء في البند 2- ح.. ولسنا هنا بصدد هذا البند أو الطلب إلى البرلمان تطبيقه والعياذ بالله.)يا راااجل زي ما قال محمد سليمان.

  5. الاستاذ محمد لطيف – صراحة في السودان بعض المرات الانسان اكون في حيرة كاملة وامكن تتعدي الدرجات المعروفة للعالم بـ 360 درجة.
    كثير من التصريحات لما يقولون الحكومة التوليفة تجدها اولا متضاربة فيما بينهم أو في شخصية المتحدث هو نفسه .. او ان تجد مسئول يقول لك شيئا ويوضح اسباب فشل الجهة الفلانية وتكون لجنة وتذهب الي الخصخصة او هناك من يملل لهم بأن يكون الحل في كذا وكذا .. وكما اشرت طالما النواب ما قادرين امارسوا حق الرقابة علي اجهزة الدولة ، كيف يمكنهم ان يراقبوا القطاع الخاص .. ويمكن هذا الشيء في الا عيبهم وطرقهم ومهما تكن حصيفا تأتيك الغمة والطامة الكبري من نفس الجهة وتفقع مرارتك وتجعلك مشدوها كيف وباي طريقة تدار دفة الحكم في السودان طيلة هذه السنوات .. اصبحت المحاصصة وشراء الذمم وحق وحقك وخالتي وخالتك واتفرقن الخالات… والناظر لموضوع الخصخصات هذا يري اعاجيب واشياء لا يصدقها عقل .. كما يقول الحكاية المعروفة (اذا كان رب البيت ضاربا ). والشاهد والغريب الصحافة اثرت الساحة السياسية بكل انواع الفساد والاختلاسان للمال العام وفي تقديري اذا اصلا السلطة عازمة لمحاربة الفساد ، يجب عليها ان تترك يد الصحافة وتكتب ما تراه حتى يستقيم حال البلاد والعباد.. وما نراه العكس والخوف احيانا من حدوث انفلات في الشارع ولكن رؤيتهم ضعيفة ونظرتهم للاشياء ضيقة .. الشارع العام يعرف ويقدر كل شي بقدره ، ولا يمكن ان يصبر ويكون طول الوقت والزمن كذلك .. اذا كان ذلك تفكيرهم فتفكير النظام ضيق لا محاله. والفساد اصبح ممارساً في كل اتجاه ، وسياسة المحاصصة والقبلية وارضاء الاشخاص هو ايضا فساد .. استغلال السلطة وتوجيها لمصلحة شرذمة هو ايضا فساد..
    سوف اورد علي سبيل المثال لا الحصر بعض الجهات التي شملها الفساد وباتت في نظر النظام هي مؤسسات خاسرة لذلك السبب يريدون ان يخصصوها لشركات تخصهم وان كانت بمسميات مختلفة ولاشخاص مختلفين ولكن الارباح والاموال الطائلة تدخل جيبوبهم مباشرة او بصورة غير مباشرة :
    – الخطوط السودانية – سودانير – بيعت ايضا ويعزون عدم توفر قطع الغيار من الحظر المفروض عليهم ، ولكن حل مكانها الطيران الخاص الذي يدخل اموالا لهم ، طيب كيف لهم بقطع الغيار
    – الخطوط البحرية – شلحت وباعت – حاليا لديهم باخرة خردة مشتراة من مصر بالتقسيط – الشاهد البسيط يلعب كيف تكون الاعيبهم واسلوبهم في خصخصة المنشآت.
    – مشروع الجزيرة – المشروع العملاق شلع فلنكة فلنكة وفي الطريق لمحوه من الخارطة السودانية والفاعلون هنا متعددون من جهات تنفيذية في الدولة وخصصت بعض اجزائة لشركات مملوكة لهم ولمساعديهم ، الذين في الواجهة ليس صورة لقادة في النظام
    – شركات السكر – ومحاصصات النظام في مشروع كنانة وكذلك مشروع النيل الابيض
    – الكهرباء والمياه وحدث ولا حرج .. اذا كان المواطن السوداني البسيط يعلم او لا يعلم بأن ارباح الكهرباء والمياه الذي تدرها عليهم والله العظيم لما شكت هذه الادارات وتخجل اشد الخجل من الكلام في زيادة التعرفة – مجرد خجل – ويكتفوا بما يسرقوه من المواطن المغلوب علي امره وياريت لو كانت تلك المليارات تدخل خزينة الدولة او تعرف عنها شيء كما ذكرت تقارير المراجع – معقولة ادارة الكهرباء والمياه في ميزانيتهم تحدد مئات المليارات هي عبارة اهتلاكات هل يعقل هذا ي ناس …
    وكما اشرت في مقالة بخصخصك الحج والمجلس الوطني وصراحة اخطر مافي المجلس الوطني لو الناس تعلم وتعي الدرس جيدا .. اخطر مافيه هو اللجان لانها توهم حتى من هم داخل المجلس الوطني بحياديتها ولكنهم في حقيقة الامر يرتكبون اكبر واشنع شي في الوجود بلعمهم او بدون علمهم … وصراحة ما اعتقد بان النظام جادي لمحاربة الفساد .. اذا فعلا جادي ويسعي لمحاربة الفساد عليه ان يستعين بيوت خبرات خارجية
    والله المستعان

  6. انت بتحلم يامحمد لطيف؟
    وا ضربت ليك حاجة مع بكوري(اهل الكهف) الصحا امس دا؟
    ياخ البرلمان حقهم والحكومه حقتهم والقضاء حقهم والبلد ملكهم!!
    بالله ماتشوشر ساي!

    يحلنا الحلا بله!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..