قلة الشغلة وتعليم المشاط

يحبون الظهور ولكن لا يعملون حسابا لتبعات ذلك الظهور هل هي ستكون تبعات ذات منفعة أم ذات مشأمة تجر على صاحبها ما لم يكن يفكر فيه. المعروف منذ زمن بعيد الاختلاف بين سلوك أهل المدن وأهل الريف وذلك لطبيعة الحياة في كل منهما. ولكن لا يمكن أن نصف أن سلوك المدينة هو الحسن وسلوك الريف هو غير ذلك ولا العكس. كل يرى محمدة في سلوكه ونقصاً في سلوك الآخر. سأضرب مثلاً بأسرة أعرفها وأعتبر نفسي جزءاً منها من أُسر أم درمان العريقة.
جاء والدي عليه الرحمة للعلاج بالخرطوم. وكانت لدي ظروف تركته مع أصدقائي هؤلاء حتى رجوعي من خارج البلاد. عندما رجعت سألني والدي: أنت نحن فاهمين ناس أم درمان غلط ولا الجماعة دول حالة خاصة. لقد أغرقوه بكرم فياض ومعاملة لم يكن يتصوّر أن هنالك من هم في المدينة ويعرفون الواجب كما فعل معه أفراد تلك الأسرة. ولكن هنالك أُسر غير.
صغت كل هذه الرمية على قول استاذي البوني محاولاً توضيح نقطة فاتت على الاستاذة سهير عبد الرحيم التي كتبت عن سلوك مواطن الجزيرة… أحي انا عليكم يا ناس الجزيرة.. دا بهنا يقول ربوكم الشيوعيون .. ودي بهنا تقول أنتم لا تعرفون الأتوكيت وهلم جرا .. يا ربي ناس الجزيرة دول غلطوا على الناس بشنو؟ دي غلطتكم يا ناس الجزيرة ونحن ناس الكنابي معاكم. كنا بنأكِّل السودانيين الشهد من القطن ولكن عندما دارت الدوائر على القطن بقيتوا كعبين… الله يجازي الكان السبب.
يبدو أن الاستاذة سهير عبد الرحيم عاصمية حتى النخاع وحدّها في الشمال الجيلي والجنوب جبل أولياء والكاملين وغرباً المويلح سوق المواشي.. وشرقا الحاج يوسف وكمان عديمة شغلة ولا تريد أن تزيد معرفتها بالسودان خارج الخرطوم. ولهذا فهي لا تعرف شيئاً على سلوكيات مواطن الريف الأصلي. يبدو لي كذلك أنّها لم تغادر الخرطوم في رمضان مروراً بشارع مدني .. كانت سترى ما هو أعجب مما كتبت.. ولا أعلم ماذا ستكتب؟ أدعوها لمغادرة الخرطوم في الخامسة مساءً باتجاه ود مدني لترى وتتأكد فعلاً هل حاتم الطائي هو أكرم العرب أم أن إنسان الجزيرة هو أكرم من مشى على قدمين من قبل حاتم وحتى بعد هيثم وهيفاء ونانسي كمان؟
وبهذه المناسبة أدعوها لزيارة مضارب قبيلتي في كردفان بعد شهر يوليو من كل عام لترى العجب العجاب وتتأكد بنفسها أن السودان سودانين أحدهما بتاع خرطوم أحمد والتاني بتاعنا نحن ناس أم طرقاً عراض. فيا أستاذة خلي بالك من كتاباتك وما تجرحي مشاعر الناس الطيبين والبسيطين وتحاولين فرض أُتوكيت الخرتوم والمدن على إنسان الريف البسيط وإلا طبّقنا عليك القول عنوان المقال. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اولا احب تأكيد والدك الكريم بكرم امدرمان وكل اهل امدرمان – القديمة – على نفس حال تلك الاسرة بل قد يفوقوها كرما ، ثانيا الكاتبة تكلمت بصيغة الجميع ولكنها اعطت الجزيرة كنموذج فقط وليس للحصر ، ولا ادري لماذا ربط الكاتب صفة الكرم مع صفة العفوية الزائدة التي تحدث من اهل الجزيرة ؟ فكلنا يعلم ان الكرم موجود بكل اتجاه في السودان وليس حصرا على اهل الجزيرة ، ومقال الكاتبة للفت اتجاه الناس لعادات ضارة تمس جميع اهلنا بالأرياف وهذا ليس تنقيصا من اهلنا الطيبين في الجزيرة .
    سؤال : ابناء الاقاليم جالسين ليهم 25 سنة بحكموا فينا من عمر البشير لاصغر كوز فيهم والنتيجة شنو؟؟؟
    واخيرا نرجو اخذ مقال الكاتبة سهير من كل الجهات بدلا من حصرها في هذه الزاوية الضيقة . ولي امدرمان تحية ,,,

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..