سيرة مدينة : نيمة ناس مك الدار

دوحة وارفة الظلال في الحي الداخلة حيث يقطن جل عمال المرحومة السكة الحديد في ذلك الزمن الجميل كانت تجود بظلها الظليل لنا نحن الصغار لنتفيا منها الظلال..ونمارس هواية الخلق والابداع(اعمال الطين)…كنا نجمع التراب اولا في كومة معتبرة وعلى احدنا ان يجلب الماء من بيت ناس مك الدار بالتناوب…وكان ابناء مك الدار التيمان خضر والياس من اعز اصدقائي ان ذاك
…..
عندما اذهب لاحضار الماء من الدار…كنت اجد امراة مسنة…ذات شعر ابيض جليل…تجلس في استغراق عميق في البرندة…حيث عن كتب جرة ماْء على الارض…تحط حولها العصافير…وتلقي لهم المراة كسر الخبز وفي فمها ابتسامة غامضة…وملابسها النظيفة الناصعة البياض تسبغ عليها سحن بهية ملائكية..والعطر النفاذ والبخور الذى يعبق في الجو…كل هذه السحر والغموض الذى يشع من هذه المراة كانت تنغصه سلسلة طويلة تقييد كاحلها…مربوطة على رجل العنقريب…حتى لا تخرج وتتوه…
…….
كنت في صغري ارى الوالدة مك الدار وبناتها يولين عناية فائقة المستوى بهذه المراة ويحرصن على نظافتها والعناية بها وجعلها في ابهى صورة…هذه الطقوس اليومية كانت تسعدني وتثير فضولي…
…..
اليوم وبعد كل هذه السنين…سمعت في الاذاعة ان هناك شيء يسمى ماؤى العجزة اطل بوجهه القبيح في غابة الاسمنت التي تسمى الخرطوم …وتداعي بي الخبر لتلك الايام الخوالي…عندما كان الناس يعتنون بكبارهم في البيوت ولا يقولون لهم اف ويقولون لهم قولا جميلا…وعليكم فقط ان تقدرو ان هذه المراة المسنة الرائعة الجمال التي تعتني بها مك الدار…كانت ام زوجها…عم حسن
هل توجد امراة اليوم ذى مك الدار؟؟!!

[email][email protected][/email] ****
اللوحة للتشكيلي من عطبرة سليمان ابراهيم سعيد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..