مقالات سياسية

المؤتمر الشعبي مفاصلة الحرب

إسماعيل فرج الله

بسم الله الرحمن الرحيم

المؤتمر الشعبي مفاصلة الحرب

منذ انتخاب الدكتور علي الحاج امينا عاما للمؤتمر الشعبي انقسم الناس حوله الى فريقين وذلك لنهجه الانفرادي الذي اتبعه . فقد غير نهج الحزب من المناداة بالحريات الى أولوية السلام رغم نصح الناصحين ان الحريات هي ايقونة السلام ، ثم عطل انفاذ المنظومة الخالفة وهي قرار المؤتمر العام وهنا اختلف مع نائبه الدكتور احمد إبراهيم الترابي الذي قدم استقالته ثم غير الامانة العامة لاكثر من مرة مما اورد الحزب حالة من عدم الاستقرار واختلف ايضا مع نائبه التالي للدكتور الترابي الدكتور بشير ادم رحمة وبعض أمناء الأمانات متهما اياهم بالمشاركة في اعتصام القصر ومساندة قرارات ٢٥اكتوبر٢٠٢٢.

الدكتور منذ فجر ثورة ديسمبر٢٠١٩م ظهر في وسائط الاعلام يقول انه شارك مع آخرين في اسقاط البشير رغما عن مشاركته النظام السلطة ورفضه فضها آخر ايام البشير في مسلك نفاقي مما أغضب قواعد الحزب .

كل المناسبات الخاصة والدينية استقلها الدكتور علي الحاج وأركان حزبه في تصفية حسابات المفاصلة مع قيادات البشير المتنحي . وكان يذكر قيادات بالإسم ويحملها ما ناله من أذى خصوصا كرتي والجاز وأسامة عبدالله. بل تبنى خطاب الهامش والشريط النيلي مما قزم الحزب المؤصل، القومي إلى قضايا اقليمية محصورة . وظل يؤكد على خطاب عنصري تجاه القوات المسلحة ويقول إن ضباطها من جهة واحدة وأن ذات الجهة تسيطر على مقاليد السلطة منذ الاستقلال .

هذا الخطاب إذا أغمضت عينيك وسمعت مقطع لأحد منسوبي الجنجويد المتمردين لن يأتيك الشك من أنه قيادي في الشعبي . وذلك لأن الحزب شارك في ندوة المحامين ووقع على الإتفاق الإطاري فتم توافق كامل بين الحزب وخطاب مظلومية المليشيا المتمردة .

بعد ثمانية أشهر من حرب الكرامة الوطنية وبدت بوادر هزيمة الجنجويد وانتهاء المعركة وحسمها ، حتى سارع الدكتور علي الحاج محمد إلى تغيير أمانته من جديد وأهم مكون فيها حواضن الجنجويد الإجتماعية بأغلبية ميكانيكية في الأمانة لضمان الغلبة وعزل كل صوت مخالف ومناصر للقوات المسلحة وتاكيدا لمسلكه المستبد رفض ٣من أعضاء امانته الجدد التكليف وقال آخر إنه لا علم له بهذا التغيير وإنما وجد إسمه وسمعه من الوسائط.

ولكن لماذا هذا الاجراء الذي تبعه بفصل قيادات مركزية وامناء أوائل ولايات منتخبين وهم من ركائز الحزب المعروفين وذلك حتى يكسر مجاديف هيئة الشورى المؤسسة الأعلى التي يمكن أن ترفض تغيير أمانته والتي رفضت نوابه والأمين السياسي من قبل كما رفضت التوقيع على الإتفاق الإطاري العلماني المصادم لتوجه الحزب الإسلامي.

ولكن لماذا هذه التغييرات والفصل في هذا الوقت بالذات فالمعلوم أن قحت لن تقبل الشعبي في تحالفاتها بأصالة وهذا واضح من غيابه عن كل تجمعاتها في أديس أبابا ،وجوبا ،والقاهرة ونيروبي . ولن يتقارب مع الحركات المسلحة والكتلة الديموقراطية المتحالفة مع العسكر في المجلس السيادي . ولن يتقارب مع دوائر خارجية تحارب التوجه الإسلامي لذلك نجد الدعم السريع المتمرد وهو في حالة انهزام يعيش ذات الاضطراب الفكري والتخبط السياسي كما المؤتمر الشعبي ففي الوقت الذي يدعي فيه القومية والقتال من اجل استعادة الديموقراطية يظهر من اصواته من يحدثنا عن إزالة دولة٥٦ والتصفية العرقية في دارفور فالدعم السريع سياسيا تبرأت منه قحت وأدانت ممارساته ، والدعم السريع اقليميا تخلت عنه كل دول الجوار ، وداخليا لن يجد حزب او جماعة تقاربه او تتحالف معه وهو الباحث عن موضع قدم سياسي .

لذلك الخيار الوحيد هو اختطاف حزب قديم ووجدوا ضالتهم في حزب المؤتمر الشعبي في تحالف مع ثلاث فئات انقسمت  بين شماليين ووسط نيلي واقعون تحت تاثير غبن المفاصلة ولا زالوا يعتقدون معركتهم مستمرة مع كرتي وعلي عثمان ونافع والجاز في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني لذلك هم يلبسون هذه الحرب لباس المفاصلة شعبي ووطني .

دارفوريين تلبسوا الحزب وهم حركات مسلحة وعندما عادت الحركات واستلمت نصيبها من السلطة طلعوا من المولد بدون حمص بل تنكرت لهم . ولا زالوا يعتقدون ان معركتهم مع القوات المسلحة مستمرة  وأركان نظام الإنقاذ وهؤلاء دكتور علي الحاج منهم .

أما الفئة الثالثة فهم شعبيون جنجويد سقطوا في درك العصبية القبلية وانضموا للمليشيا المتمردة فلن يسمحوا للحزب برد عافيته القومية والاصالة الدينية .

ومن هنا إن تغييرات المؤتمر الشعبي وفصل بعض من قياداته في اطار حزب الجنجويد القديم الجديد والشعبي وقع تحت وعود الدعم المالي الكبير الذي سيتوفره له مليشيا الجنجويد من مال العمالة الخارجية ومنهوبات الشعب السوداني ولكن سينفقونها وتكون عليهم حسرات فالشعب السوداني ذكي ولماح وعضوية الشعبي التي مهرت هذا الحزب بتضحيات جسام ومهرته بالدم والأرواح لن تنخدع لمؤامرات خونة ولئام .

إسماعيل فرج الله

٣ديسمبر٢٠٢٣م

‫5 تعليقات

  1. من اول قلنا كل الأحزاب السودانية عبارة عن عصابات وقراصنة من أجل السلطة والمال وعشان كده ربنا مسلط عليهم العسكر ولا يجدوا طريقة للأكل الا من فتات موائد العسكر.

    1. هذا هو اسلوب الكيزان (القحاته عملاء سفارات) (الشيوعيين والكيزان وجهان لعملة واحدة) (كل الاحزاب السودانية عبارة عن عصابات) (المنظمات المدنية حاملي جوازات اجنبية) وهكذا يقصدون حتى لا يتبقى في الساحة غير الكيزان وجيش الكيزان هههه بس ربنا طلع لهم الجنجويد شوكة حوت و من يعمل في العمل العام احزاب ومنظمات حقوقية ومدنية ويخطي افضل مائة مرة من من لا يعمل وافضل مليون مرة من الكوز ابن الحرام

  2. قال “الشعبي السوداني سيظل يذكر لمؤتمر الشعبي وقوفه مع الدين!!!!!!!!!!!؟ الموتمر الشعبي ظل يناصر البشير ؛الي أن جات الأنتفاضة المجيدة التي اسقطتهم بكل فروعهم ..ولما كتب أخوهم في الله بروف تيجاني عبد القادر عن نفاق الشعبي وانهم “كراع بره الأنقاذ وكراع جوه” هاجمه المدعو ابوبكر عبد الرازق أشد هجوم (كييف تنتقدنا”مع أن حديث التجاني كان في محله ..الموتمرين الشعبي واللاوطني كلاهما أشد سؤا” من الجنجويد

  3. قال “الشعبي السوداني سيظل يذكر لمؤتمر الشعبي وقوفه مع الدين!!!!!!!!!!!؟ الموتمر الشعبي ظل يناصر البشير ؛الي أن جات الأنتفاضة المجيدة التي اسقطتهم بكل فروعهم ..ولما كتب أخوهم في الله بروف تيجاني عبد القادر عن نفاق الشعبي وانهم “كراع بره الأنقاذ وكراع جوه” هاجمه المدعو ابوبكر عبد الرازق أشد هجوم (كييف تنتقدنا”مع أن حديث التجاني كان في محله ..الموتمرين الشعبي واللاوطني كلاهما أشد سؤا” من الجنجويد

  4. يا اخوان
    المؤتمر الوطني والشعبي حاجة واحدة يعني بالبلدي كدا
    لا فرق بين طعم البيبسي كولا والكوكاكولا الفرق في التعبئة والعلامة التجارية
    الناس دي ما عندها دين فالقبيلة عندهم اقوى من العقيدة
    يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون
    انهم حركة والاسلام منهج حياة الحركات دي حركات التحرر والكفاح اما دين هذا كيان الأمة الله يقص اجنحتكما

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..