خطأ شائع خير من صواب مندثر !!

عنوان هذا المقال من أشنع المقولات التي يرددها كثيرا من أعداء اللغة العربية ، بل ذهبوا لابعد من ذلك عندما زعموا أن وظيفة اللغة العربية وغايتها هي مجرد أداة لنقل المعلومة بغض النظر عن صحة المفردات والتراكيب .
فاللغة عنصر مهم في الحياة ، فهي فوق كونها أداة للتواصل فقد ميزها المولى عز وجل بأن جعلها لغة كتابه الكريم وخصها بأن تكون لغة عبادته ، ومن هنا كان لا بد من ضرورة الحفاظ على سلامتها .
فالملاحظ لحال اللغة العربية اليوم يجد الاخطار التي تحدق بها ولعل من اخطرها كثرة شيوع االأخطاء اللغوية التي ذاعت وتفشت بين الكتاب والادباء والطلاب ، حتى اضحت ظاهرة جديرة بالاهتمام والدراسة .
فظاهرة الاخطاء اللغوية الشائعة لم تكن ظاهرة حديثة بدليل وجود بعض المؤلفات القديمة التي افردت جزءا كبيرا منها لحصر تلك الأخطاء مثل كتاب “أدب الكاتب” لابن قتيبة وغيرها من المؤلفات القديمة . أما في هذا العصر استشرى أمر الأخطاء اللغوية ،لذا انتبه كثير من علماء اللغة وأساتذتها لبذل جهود مقدرة لرصدها وتبويبها ولفت الانتابه اليها وتصويبها وفقا للعربية الفصيحة .
ومن ابرز أسباب ظهور الأخطاء اللغوية وشيوعها :
– نظرة العرب الدونية للغة العربية
– ضعف اعداد مناهج اللغة العربية وضعف معلميها في المراحل التعليمية المختلفة
– أجهزة الاعلام بمختلف أنواعها مرئية ومسموعة ومقروءة
– البعد عن كتب التراث العربي
– تأثير العامية على الفصحي
– عدم تمكن المترجمين من اللغة العربية وضعف ذخيرتهم اللغوية .
فالأخطاء اللغوية الشائعة متعددة ومتنوعة فمنها :
– أخطاء الضبط بالشكل والتي يقل ظهورها في الكتابة (حرص- يحرص) تنطق بكسر الراء في الماضي وفتحها في المضارع والصواب فتح الراء في الماضي وكسرها في المضارع .
– أخطاء في دلالات الألفاظ ، وتكون باستعمال الكلمة في غير معناها الصحيح مما يؤدي الى ذهاب المفردة الى معنى آخر ( أدانت الجامعة العربية العدوان الاسرائلي ) فكلمة أدانت لم يستعملها العرب الا في معنى الدين ومثلها (أبدى الشاعر مشاعره) والصواب شعوره لأن المشاعر جمع “مشعر” …
– أخطاء نحوية وصرفية ، وهذه تكون بمخالفة قواعد النحو العربي والصرف ( ملفت للنظر ) والصواب “لافت ”
– أخطاء إملائية ، وهي أخطاء كثيرة مرتبطة جميعها بعدم معرفة قواعد الإملاء العربي ومنها همزة الوصل والقطع وكتابة الهمزات في وسط الكلمة وفي آخرها . فظاهرة الأخطاء اللغوية الشائعة ظاهرة عامة يجب أن تحظى بعناية كل الدول العربية والاسلامية ، لأنها لا يمكن أن يتم علاجها في إطار فردي أو اقليمي ، فلابد من اهتمام واسع بها تقوده جامعة الدول العربية ورابطة العالم الاسلامي ، كما يتحتم على تلك الدول مراجعة مناهج تعليم اللغة العربية في مراحل التعليم المختلفة والاعداد الجيد لمعلمي اللغة العربية ، والزام أجهزة الاعلام بتأهيل المذيعين والصحفيين .
ولكن رغم كثرة تلك الاسباب وقلة الاهنمام بها ستظل اللغة العربية خالدة محفوظة سليمة الى يوم الدين بحفظ كتاب الله تعالى :”إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” وقوله تعالى : ” لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ”
صدق الله العظيم
صلاح التوم كسلا
[email][email protected][/email]
“زعموا أن وظيفة اللغة العربية وغايتها هي مجرد أداة لنقل المعلومة بغض النظر عن صحة المفردات والتراكيب…”
لا تحزن يا أخي؛ إن زعموا ذلك فهو سيبقى زعم! كيف سننقل معلومة عبر اللغة إذا كانت هنالك مشكلة في المفردات والتراكيب؟ سؤال بدهي سيقفز لكل من يقرأ هذا الكلام المقتبس أعلاه.
لم تكن اللغة يوما مجرد أداة لنقل المعلومة فقط!
شكرا أخي على هذا الموضوع القيَِم…
هذا بخصوص اللغة المكتوبة أما عن المسموعة قحدث ولا حرج وأبرز ذلك الألف الموصولة ولام الشمسية والقمرية فاسمعوا لجميع المذيعين الصعار والكبار عمراً وليس علماً كالجزلي مثلاً ودا موضوعو تاني خالص يتكرر كل ليوم في قراءة دعاء ما بعد الأذان وليس (الآذان) حيث يضيف ياءً لكلمة (آتِ) ولا يكتفي بالكسرة – استمعوا لكافة المذيعين كيف ينطقون المضاف والمضاف إليه وهمزة الوصل واللام بنوعيها فيدخلون واواً بين المضاف والمضاف إليه مثل (وزير المالية) فينطقونها (وزير وا المالية) بدلاً من (وزيرُلمالية) ووزير الزراعة فيقولون (وزير وا الزراعة) بدلاً من (وزيرُزِراعة)اقيخيل للسامع أن المذيع يتكلم عن شيئين وليس شيئاً واحداً ولا أدري ما السبب فهذه الأشياء لا يقبلها اللسان والأذن على السليقة ولا يحتاج الأمر لمعرفة القاعدة التي تضبط اللسان على ذلك فكثير من الكلمات والربط بينها يأتي على السليقة إذا تعود اللسان والأذن لسماع اللغة القاءً وإنشاءً وإملاءً منذ نشأته على أساتذته ووسائل الإعلام كالمذياع والتلفاز إلى عهد قريب – حاجة عجيبة والله.