مقالات سياسية

لا مكان للشوارد … في غابة الإنقاذ

في عالم الطيور تأكل النسور البلابل الشاردة …. وفي عالم الحيوان تأكل النمور الغزلان الشاردة … وفي عالم النباتات تأكل الأشجار النباتات الشاردة … وفي عالم الأوطان والبشر تأكل الأسود الحملان الشاردة … فالأوطان القادرة الآن تأكل الأوطان غير القادرة
ومن أجل هذا يجب أن نطلق على الشباب الذين أعلنوا مبادرة العصيان الفريدة في العالم وسطروا ملحمة شهد لهم بها العالم وسيسطر التاريخ بأحرف من ذهب هذا اليوم .. فكانت الخطوة الأولى لإقتلاع نظام فاسد دموي … يجب أن نطلق على هؤلاء الأبطال مجموعة النمور الصاعدة لأنها لم تجعل لنفسها صيدا سهلا ..
بينما هناك شعوبا بأكملها تقع في مناطق الحملان وأخرى تقع في مناطق القطط وهناك الأسود الكبرى التي لا تترك شيئا لهذا أو ذاك وفي ظل هذه التركيبة يصبح من الخطأ أن تترك الحملان نفسها تسير وحيدة حتى لا تلتقطها الذئاب من هنا أو من هناك .. كما يصبح من الواجب على البلابل والعصافير أن تطير في أسراب حتى لا تأكلها الصقور ويصبح من الواجب على ان تمشي الغزلان في مواكب ومسيرات حتى لا تسقط في افواه النمور
وحتى في عالم المال والأعمال لم يعد للشركات الصناعية الصغرى مكان والكثير منها أعلنت إفلاسها بعد أن تكالبت عليها الشركات الضخمة والتي بأيدي النمور التي أفقرت العباد ودمرت الإقتصاد وقتلت المساكين ..فلم يعد لهذه الشركات مكان في موائد الإنقاذ
فيجب على كل الكيانات الصغيرة أن تتحد وتحاول أن تلتئيم مع بعضها لتصنع كيانا كبيرا في ظل متغيرات دولة ساحقة تغير فيها كل شئ
أصبح من الصعب جدا الان ان تفعل شئيا وانت وحيد .. ان اليد الواحدة الان تجد حولها الاف السيوف التي يمكن ان تعصف بها في اي لحظة . والعربي القديم الذي جمع أبناءه يوما واعطى كل واحد منهم عصا وأمرهم بكسرها فكسرها ثم جمع العصي مع بعضها وأمر كل واحد منهم بكسرها فلم يستطع .. هذا الرجل البسيط كانه يقرأ ويرى مستقبل السودان والسودانيين في ظل الأسود والنمور والجوارح من سماسرة الإنقاذ وتجارها وفاسديها ومطبليها وأرزقيتها … كان هذا الرجل يرى مستقبل المواطنيين الضعفاء والفئات المعدمة المحرومة التي من الممكن أن تسقط بين أنياب الفئات الجارحة المتوحشة ..
لهذا لم يعد هناك مكان للضعفاء والصغار والمحتاجين في سودان الانقاذ إن لم يسيروا في جماعات … فالبلد أصبحت في أيدي المستأسدين بالسلطة وصقور الثروة والمال يسرقوا .. ويزنوا … ويفسدوا … ويدمروا .. ويقتلوا الضعفاء ويفترسوهم بالأمراض بإستجلاب شتى أنواع السموم والمخدرات .. ويحرمونهم من الدواء بسبب فسادهم … ولا يستطيع أحد مقاضاتهم .. ولا يستطيع حتى وزير العدل أو وزير المالية أن يتجرأ ويذكر لنا أسماء هؤلاء الأشباح الذين لم يستطع أحد رؤيتهم أو الحديث معهم وهم سبب كل هذا البلاء … وكل الذي يستطع أن يقوله أي مسؤول أراد الحديث عن الفساد ( جهات متنفذة ) لقد كرهنا هذه الجملة … فإذا كان الهدف منها هو تبرئة الذمه فأنا أعتقد إن للزمن وللتاريخ أحكامه التي لن تترك صغيرة ولا كبيره … وإذا كان الهدف تأكيد المواقف فالواقع أصبح عاريا تماما ولم يعد هناك شئ غائب في الحقيقه ولقد تكشفت الأدوار وإتضح كل شئ وبدأ الجميع عرايا كما ولدتهم أمهاتهم .. وإنتظروا الحساب
فيمكن للحملان أن تتجمع وتصنع قطيعا .. ويمكن للعصافير أن تتجمع وتصنع سربا .. ويمكن للغزلان أن توحد هدفها ولا تسقط في دنيا الشوارد
مايحدث من قصص للحيوانات في الغابة أصبح صورة كاملة للذي يحدث في سودان الإنقاذ ..
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..