حلب النملة والقيلولة تحت ظلها

د هاشم حسين بابكر
*طلبت مني زوجتي أن أذهب الي الطاحونه لأدقق الذرة وكانت حوالي الكيلتين,ومع جوال الذرة كيس صغير,سألتها ما بداخل هذا الكيس فأجابت انه بوتاب,والبوتاب لمن لا يعرفه هو ذلك الغلاف الذي يلتف حول بذرة الذره,وقالت سأضيف عليه ملوة ذرة واطحن الاثنين معا,ومن ثم أغربل الطحين وبذا يصبح لدي المزيد من الدقيق…!!!
*قلت لها مازحآ لقد صرنا نحلب النملة,وحين نتعب نستظل بظلها…!!!
*وتذكرت خامس الراشدين عمر بن عبد العزير عليه رضوان الله حين أمر ببدر الحبوب علي الجبال والشواطئ حتي يجد الطير المهاجر طعامآ في بلاد المسلمين,وحتي اليوم يجري تنفيذ هذا الأمر في تركيا,حيث يخرج المواطنون الي الجبال ينثرون الحبوب للطيور المهاجرة لتأكل وتواصل رحلتها,ونحن نطحن حتي البوتاب لنأكله,أما الطيور فلها رب يطعمها…!!!
*وليرحم الله أمي التي كانت تهتم بالبوتاب ومعه بعض حبيبات الذرة,لاطعام الطيور وكنا نري القمري والحمام والدجاج يأكلها وهو يسبح بحمد الله,ولعله كان يدعو بقلبه لتلك الام الرؤم التي تطعمه…!!!
*أكلنا البوتاب فماذا تأكل أنت يا عمر!؟ولولا مخافة الله لجزمت بأنك لم تعد تعرف ما هو البوتاب.!وماذا يأكل رهطك الذي به استعنت منذ ثلاثة عقود,وأرجو أن تسأل أطفال انبوب المؤتمر الوطني ما هو البوتاب ومن يجيب اجابة صحيحه,استوزره ضمن مدرج الوزراء الجديد الذي قد يفوق عدد وزراءه أضخم مدرج دراسي في جامعة الخرطوم,ليأكلوا ويثروا من المال الحرام,أما بقية الملايين من الشعب المسحوق,فالمحظوظ منه سيستمتع باكل البوتاب ويحمد الله علي نعمه التي لا تنقطع…!!!
*لسنا معنيين بقفة ملاح المواطن…!!!؟ قالها من كان نائبآ اول لك,وقد وافقت علي ما بصمتك,والسكوت عنوان الرضي,ولم تتحلل مما قال وتنسبه رأيآ يخص من صرح به,بل وبعد هذا التصريح بالذات قمتم باجراءات اقتصادية لئيمة اذاقت آكلي البوتاب الأمرين,فكيف حال من لا بوتاب له…!!!؟
*اذا رضيت عنا أمريكا فسأدرك تمامآ أني مخطئ,هذه كلماتك أنت وأشهد الله أني لم أبهتك,والآن كما يقول أهلنا البسطاء (شن جده علي المخده)أري انك تستجدي أمريكا الرحمة,وتنسي الله الذي أعلنت ورفاقك بانها(هي لله)كبرت كلمة تخرج من أفواهكم,والمولي عز وجل يقول في حديثه القدسي(من يعرفني ولا يخافني سلطت عليه من لا يعرفني)والعذاب هنا ليس قصرآ عليكم انما يصيبنا جميعآ,لصمتنا علي العبث الذي تقومون به وتحسبون انكم انما تحسنون صنعا…!!!
*حين أتيتم أول مرة بليل رحب الكثيرون بقدومكم,المزارعون في مشروع الجزيرة فكوا اضرابهم المزمع,ونجح الموسم ونال كل مواطن يعمل في الدولة جوال قمح وذره,وعمل عمال السكة الحديد قصاري جهدهم لتسيير القطارات الهالكة,وبذل كل الشعب الغالي والنفيس,والان أين هذه المؤسسات المنتجة,وقد تعمدتم دمارها,أما مزارعوا الزراعة المطرية التي يعتمد عليها كل أهل السودان,هؤلاء اليوم يطالبون بتوسيع وزيادة السجون حتي تستطيع استيعابهم…!!!؟
*أين ذهب هذا الوفاء الذي قدمه هؤلاء…!؟أم أن مفهومكم للوفاء ذات مفهموم ستالين الذي سأله من كان سببآ في توليه السلطة,وحكم عليه ستالين بالاعدام,أجابه ستالين …الوفاء…هه…انه مرض يصيب الكلاب..!!!
*والكلب ينال من صاحبه كل عناية,يوفر له الطعام,واذا مرض يذهب به الي الطبيب البيطري ويعالجه,أما المواطن المسحوق فلديه خيارات كثيرة ليموت,مرضآ أو جوعآ أو فقرأ أو حتي جهلآ,فالخيارات مفتوحة أمامه,وحتي ان اسعفه الحظ,وذهب للمستشفي فان ذلك يضيف خيارآ جديدآ,وهو الموت اهمالآ,فخيارات الموت مفتوحة الا من أبي…!!!؟
*تطلقون الأكاذيب عن انتعاش الاقتصاد وانتم أول من يصدق الكذبه,ويدعمها البنك الدولي بتقاريره المزورة تزوير انتخاباتكم,ثم يأتي الجنيه ليكذب الاثنين معا وتقل قوته الشرائية يومآ بعد يوم,وقوة أي اقتصاد تظهر أول ما تظهر في قوة عملته…!!!
*أكاذيب تطلقونها وتصدقونها,ويعززها البنك الدولي,ويكذبها الواقع المعاش,وحال المواطن الذي حين يصبح فان مساؤه مفقود,وحين يمسي فان صباحه موؤد…!!!
*وما وصل اليه المواطن من املاق وفقر هو بسبب صراعكم علي السلطة وهذا الصراع أخذ ينحو منحآ خطيرآ,وخطورته أنه متعدد الأطراف,فالصراع بين الأخوة الأعداء في ما يسمي بالمؤتمر الوطني,بين ما يسمي بالاسلاميين وغيرهم وكلا الطرفين منتفع بما كسب ولا يريد فقدانه,بعد أن سطو علي ثروات الشعب,بدأوا في السطو علي بعضهم البعض,وصراع آخر في ذات المعسكر بين العسكر والطرفين المتنازعين,ويبدو ان الجولة الأولي قد حسمها العسكر,ويبقي رغم ذلك باب الصراع مفتوحآ علي مصراعيه في التشكيل الوزاري,والذي تدخل فيه المعارضة طرفآ رابعآ للصراع,والغريب أن أطراف الصراع جميعآ مرجعيتها واحده وهي أمريكا,حيث اتخذ الجميع واشنطن قبلة يحجون اليها وأمريكا تدير الجميع,وتدرك مآل ذلك الصراع بل وتقود اليه ولذلك حذرت رعاياها من الشر الذي سيحيق بالسودان,فالقصر استعد سياسيآ,بتعيين رئيس للوزراء من أهله وعسكريآ بحميدتي,والأحزاب السياسية والتي فقدت بوصلتها قد تنفض الغبار عن مليشياتها,هذا الي جانب الفصائل المسلحة التي لا تعرف شيئآ سوي البندقية…!!!
*صراع سيكون فيه الكل ضد الكل,فوضي عارمة الخاسر الوحيد فيها هو الشعب السوداني,الذي سيفقد حتي البوتاب والنملة التي يحلب ويستظل بظلها حين يدركه التعب…ولك الله ياسودان….!!!!
[email][email protected][/email]
نعم هذه هو الحصاد المر بعد ربع قرن لنظام الإنقاذ
مسلسل الموت الجماعي..!
تتعرض بلادنا الحبيبة للتفتيت و التقسيم التي بدأت بفصل الجنوب و محاولات تمزيق ما تبقى منه مستمرة و يتعرض شعبنا الأبي لإبادة جماعية صامتة جراء النزاعات القبلية و الحروب الأهلية في دارفور و جبال النوبة و النيل الأزرق… و مسلسل لا ينتهي من حالات الموت الجماعي جراء الجوع و الفقر و المرض وإنتشار الأدوية المزورة القاتلة والأغذية الفاسدة يتصدر ابرز أسباب هذه الإبادة الجماعية. ففساد الدولة مكن سماسرة الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة (عصابات شركات الأدوية) التابعة لجماعات من أركان النظام الذين لا هم لهم إلا جني و كنز الأموال و التربح على حساب صحة و حياة المواطنين دون ضمير أو واعز إنساني أو ديني وذلك بحصولهم على تراخيص توريد الأدوية بتسهيلات ترضي جشعهم لجني المزيد من الأموال! فأغرقوا السوق بالأدوية الفاسدة المزورة والمنتهية الصلاحية كليا أو جزئيا أو مغشوشة في درجة الفاعلية العلاجية كليا أو جزئيا. أو توريد أدوية في ظروف تعبئة سيئة حيث تمكث مكدسة تحت أشحة الشمس الحارقة أو الرطوبة الشديدة لأيام عديدة. فهذه الأدوية تأتي في علب وأكياس مهترئة في السيارات من مسافات بعيدة عبر التهريب داخل دول الجوار بالتواطئ مع جهات دولية مافيوية في إطار الفوضى العالمية التي طالت كل شيء. وبموازاة سماسرة الأدوية المزورة الفاسدة هناك آخرون مثلهم متخصصون يعملون على مرأى ومسمع و تسهيلات من السلطات في توريد الأغذية الفاسدة منتهية الصلاحية أو سبق أن تعرضت لعوامل أثرت على قيمتها الغذائية وحولتها إلى أغذية مضرة بالصحة خاصة (القمح و الدقيق) وهكذا تعج الأسواق اليوم بمختلف أنواع هذه السموم القاتلة من أدوية وأغذية مزورة ومغشوشة وعديمة الفاعلية ومنتهية الصلاحية (اللحوم والفراخ المغشوشة و الخضروات والزيوت المسرطنة) فكانت النتيجة المروعة حيث إنتشرت و زادت أعداد المصابين بعدد من أنواع (السرطان و الفشل الكلوي و الإيدز…ألخ) على هذا النحو الرهيب و المتزايد مع ترافق ذلك بعجز حكومة النظام الفاسد بالتصدي الفعلي و العلمي أقله تنظيم بحوث علمية لمعرفة الأسباب الفعلية لإنتشار السرطان في ربوع بلادنا حتى أصبح وباء يهدد المجتمع كما هو حال الأوبئة الموسمية التي تفتك بالمواطنين بين الحين و الحين!.. فحتى الآن لم تكترث السلطات ولم تتحدث عن أسباب إنتشارها و كيفية التصدى لها رسميا بل تتجاهلها و تعمل على تدمير المرافق و المؤسسات الصحية و الخدمية العريقية التي ورثتها من الأنظمة السابقة و إخراجها من الخدمة و تتعنت أكثر و تصرف بسخاء على تنظيماتها السياسية ومليشياتها العسكرية الخاصة وعلى مهرجانات التسوق و الترفيه مع غلاء و زيادة الأسعار اليومية لجميع السلع الضرورية و إنعدام إمدادات الكهرباء و المياه و الخبز و الغاز! ومع ذلك يعقد النظام إجتماعات ومؤتمرات للحوار مع طاقم من أحزاب و أفراد تابعين للنظام نفسه و تسميته (حوار وطني) و يعتبره إنجازا ويحتفل بذلك صباحا و مساء…. الخرطوم 04/04/2017م