واو الثمانية..!

بالامس ، كتبت بضع أسطر عن بيع الباخرة ( النيل الابيض ) ، كخردة لرجل اعمال هندي ، تحت عنوان ( الباخرة (النيل الابيض) .. تغادرنا مرغمة بفعل التتار ) ، وذلك بعد أن زفوها كعروسة مكرهة رغما عنها ، لعريسها العجوز !! وقامت ( الراكوبة ) ? منبر الشرفاء ? بنشره ، مشكورة ومأجور ، بحول الله ، القائمين على امرها ..
ضمن الاسطر المذكورة ذكرت عبارة غادرتنا ( النيل الابيض ) لتلحق بصويحباتها دارفور ، النيل الازرق ، الجودي ، القضارف ، الابيض ، ام درمان ، الخرطوم و دنقلا وكردفان ، دون ان ننسي ( واو ) الثمانية ودون أن ننسي أخر المنضمين لسودان لاين ، الباخرة ( دهب ). ) ،
بعض من الاصدقاء والمعارف ، طلب مني وهو يعرف ، تعريف بماذا ، أقصد ( بواو ) الثمانية ، التي وردت في سياق الموضوع ، ولان التعليم والتعلم ، عملية متكاملة ، ونحن لا نزال نتعلم ، ونرجو أن نكون ممن يفيد ويستفيد ، وكما ذكرت سابقا .. اننا في ( الراكوبة ) ، كلنا اجتمعنا من أجل التعلم ونشر المعرفة ، مستغلين هذا المنبر الحر والهام .. ( الراكوبة ) ، والذي هو في اعتقادي الخاص .. أهم منصة الكترونية ، موجهة للسواد الاعظم من الشعب السوداني الكريم ، ومن يتكرم بزيارتها من الاخرين ..
عليه رأيت أن أكتب بضعة أسطر لتوضيح موضوع ( واو الثمانية ) ، دونما استئذان من القراء أو الراكوبة ، باعتبار انه من باب نقل المعرفة ، وذلك بعد أن عرفت بأمرها ، اثناء بحثي عن كل شئ واطلاعي ، عن طريق بعض الوسائط ، عبر مجموعة تسمى ( جمعية شواطئ التائبين الخيرية )..
وليس لدى ادنى شك في حصافة القراء ومبلغ علمهم ، انما فقط .. ما اردت الا المشاركة بما عرفت ما استطعت الى ذلك سبيلا .. مع ضرورة الاشارة الى اننى لست من المختصين في علوم القرأن والتفسير .. تقول صفحة الجمعية المذكورة :
ما هي واو الثمانية في القرآن الكريم ؟
بسم الله الرحمن الرحيم …
أيها الأحباب : عجيب أمر هذا القرآن لأنه كلام الحكيم الحميد الخبير …، وإن المتدبر لآيات القرآن وكلماته وحروفه وحركاته ليستمتع بلفتاته ولطائفه وتلك نعمة غامرة من الله المنعم الكريم نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها …
وأعرض هنا لطيفة ولفتة أمام محبي القرآن ومتدبريه …
وهي : ( واو الثمانية ) فما المراد بها ؟
هي : واو عطف تدخل على المعدود الثامن لتعطفه على ما سبق ويكون مغايرا لبعض المذكورين قبله في بعض الصفات .
وإليكم ثلاث آيات ليتضح هذا الأمر : الآية الأولى: قول الله تعالى في سورة التوبة :
{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}
فقد ورد سبع صفات قبل دخول الواو على الصفة الثامنة ، والملاحظ أن الصفة الثامنة مغايرة للصفة السابعة فالنهي عن المنكر غير الأمر بالمعروف .
الآية الثانية : قول الله تعالى في سورة الكهف :
{سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاء ظَاهِرًا ولا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} فالآية قد ذكرت ثلاثة أقوال في عدد أصحاب الكهف
والملاحظ : أن القول الأول والثاني ذكر فيهما الكلب بدون عطف.،
بينما القول الثالث عطف كلبهم عليهم بالواو (…وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ…)
وهي واو الثمانية التي دخلت على الرقم الثامن ،وبالتدبر يتضح ما يلي :
1-أن القرآن ذم القولين السابقين لأنهما رجما بالغيب ، بينما سكت عن القول الثالث بل أشار إلى إمكانية اعتماده والقول به حيث أثبت العلم بهم للقليل{ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ}.
ولذلك كان ابن عباس ? رضي الله عنهما- يقول : أنا من القليل الذين استثناهم الله
كانوا: [ سبعة وثامنهم كلبهم ].
2- دخول الواو على كلبهم في القول الثالث الذي قاله العلماء له معنى أدبي وأخلاقي ذوقي … فبهذه الواو فصل مابين أصحاب الكهف الأبرار الأطهار وبين كلبهم . والعطف يقتضي التغاير ، بينما نجد ذكر الكلب في القولين السابقين معهم بدون الواو كأنه واحد منهم !!!.
الآية الثالثة : ما ورد في الآية الخامسة من سورة التحريم : {عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا}
فالواو دخلت على الصفة الثامنة وهي : ( أبكارا ) والمرأة إما أن تكون بكرا أو ثيبا ولا يمكن أن تجمع بين الصفتين .
هذا وبالله التوفيق …
بعض المتداخلين في الموضوع زاد فقال :
اضف ايضا بعد اذنك…..فى سورة الزمر….وبدلالة ان ابواب جهنم سبعة قال تعالي…..حتى اذا جاؤوها (فتحت) ابوابها…….ولكن اهل الجنة المتقين قال فيهم….ولدلالة ابوابها ثمانيه اى اشارة الى ابواب الجنة الثمانية….. سبق الذين اتقوا الى الجنة زمرا حتى اذا جاؤها(وفتحت) ابوابها…….هنا جاءت واو الثمانية ايضا..
عارضه اخر فقال :
ذكر الأبواب وهي جمع لا يدل على عدد خاص ثم الواو ليست داخلة عليه بل هي جملة هو فيها وقد مر أن الواو في وفتحت مقحمة عند قوم وعاطفة عند آخرين وقيل هي واو الحال أي جاؤوها مفتحة أبوابها كما صرح بمفتحة حالا في جنات عدن مفتحة لهم الأبواب وهذا قول المبرد والفارسي وجماعة قيل وإنما فتحت لهم قبل مجيئهم إكراما لهم عن أن يقفوا حتى تفتح لهم
دمتم بود …
[email][email protected][/email]
جزاك الله خيرا يا شيخنا.
جزاك الله خيرا يا شيخنا.