المعلمون ولجنتهم: معركة وطنية شريفة لصد جهالة الانقلاب..!!

مسألة
د. مرتضى الغالي
نحن مع المعلمين ولجنتهم..!! فهم الذين نأتمنهم على أبنائنا وبناتنا وعلى تهيئة جيل الغد للحياة الجديدة ودنيا المعارف والنهوض بهذا الوطن الجريح..!! فهل نسمع بالله عليك في شأن العلم والتعليم والتربية للمعلمين..؟ أم لجلاوزة الانقلاب و(شراشيح الفلول)..؟!
من المخجل ان يصبح تحديد أمر الامتحانات رهناً بجبايات جبريل إبراهيم..! وقد وصل الأمر بالانقلاب وتابعيه أن ينظروا إلى توقيت اجراء الامتحانات عبر جباية الرسوم العائدة منها..! فهم لا يهتمون قيد شعرة باكتمال تدريس المناهج أو إن لم يتم تدريسها مطلقاً..فقد ضاقت أموال الدولة عن التعليم ويريدون تحميلها على رءوس التلاميذ.. ولكن خزينة الدولة تفتح أبوابها على الواسع عندمل يتعلق الأمر بمخصصات (الدستوريين..!!) ووزراء الوكالة والأسفار واعفاءات (سيارات الأقارب) من الجمارك واعتلاء الطائرات (في الهينة والقاسية) ومعهم الحشم والسكرتارية وحاملي الأختام..! هل يمكن اغفال مشهد موكب جبريل ابراهيم عندما قال انه يريد زيارة دارفور.. وبدلاً عن ركوب سيارة واحدة مع من يرافقه سار في موكب البرادو الذي عجز الناس عن حصر عدد سياراته فوصفوها بالعشرات.. عدا (البكاسي) التي لا حصر لها وهي تحمل مدافع الدوشكا وعليها عشرات الجنود.. يحملون الكلاشنكوفات ويصيحون بجلالات الحرب.. وكأنها ليست زيارة (مسؤول) يريد أن يحمل لمواطنيه بعض زكائب الدقيق والدواء بل جاء في حملة عسكرية لفتح القسطنطينية ..!
اتسعت خزينة الدولة لشراء المرتشين ولقوافل سيارات رؤساء المحليات ومخصصات الرئاسة ولاصطناع مواكب الموز.. ولاستيراد القنابل المسيلة للدموع ولنقل (الكونتينرات) من جسر الى جسر.. ولكنها ضاقت عن مرتبات المعلمين وعن رسوم الطلبة في جامعة الخرطوم وغيرها.. حيث لم يجد الانقلاب من كل موارد الدنيا إلا أن يستزف الطلاب والتلاميذ وأهليهم.. في (مغالاة انتقامية) عبر رسوم الدراسة.. مع كل ما يعانيه الطلاب من التضييق العام في المعايش والطرد من الداخليات..!

شؤون التعليم هي آخر ما يهم الانقلاب.. علاوة على أن الانقلابيين يضمرون حقداً وبغضاً لا يخفى للشباب على اطلاقهم.. ولا يطيقون رؤيتهم وهم يسيرون إلى مدارسهم وجامعاتهم.. ولو كان لهم من الأمر شيئاً لاستأصلوهم جملة من السودان..! فهؤلاء البشر من مخلفات العصور البائدة.. شبوا وشابوا على الجهالة العريضة وهم في معيّة الانقاذ.. العدو الأول للعلم والتعليم والتربية ..!!
لقد حسب الانقلاب وما فيه من (كورجة) الامتحانات (حسبة تجارية) يترفّع عنها المرابون و(سماسرة الكرين)..! هل تدري كم فرضوا من المليونات على رسوم امتحانات تلميذ الابتدائي..؟ وبكم سعرّوا ورقة الامتحانات التي يبلغ سعرها في السوق (واحد جنيه)..؟ وكيف قاموا بـ(تضريب المبلغ) على رأس التلميذ في ثمانية مواد (X18).. وفي هذا المثال وحده بلغ الفرق بين السعر السائد وسعر جماعة الانقلاب (التربويون) مليون ومائة وثمانين جنيهاً (1180) هو فرق التضريب بين سعر السوق و(مال السحت والنهبوت)..! ولك أن تلاحظ إن هذا هو المطلوب من التلميذ الواحد في صف واحد وفي مدرسة واحدة.. في محلية واحدة يبلغ عدد مدارسها 185 مدرسة ..!
مرتب المعلم يغطي 13% فقط من تكاليف المعيشة الأساسية بلا سيارات واعفاءات أو علاج وملابس..!! إن هذه الجماعة الطيبة التي أوكلنا اليها أمر تنشئة جيل الغد يحرقون أنفسهم كل يوم شموعاً من اجل هذه الرسالة السامية.. ويحرصون على غرس التربية الصالحة وهم على حال من التقشف ونكران الذات وكل ما توجبه الوطنية والكرامة الانسانية من إلتزام وتضحية.. يخرجون كل صباح وعليهم ملابس كادت أن تبلى من تكرار (الغسيل والمكوة).. حرصاً على سمت المعلم القدوة..! يعملون كل يوم 24 ساعة حتى وهم في بيوتهم.. فماذا بالله استفدنا من العطالة (مدفوعة الأجر) في مجلس الانقلاب الحالي والسابق..وفي مجلس وزراء الوكالة..؟!
اقسم لك بالله لولا مجانية التعليم لكان فكي جبرين في المحطة الوسطى يعمل في غسيل السيارات او بياع لعماري الفاشر وعلي عثمان في المجلة ونافع راعي ضان في الحلال وعبدالرحيم حسين سفرجي في قصور الامراء في الخليج
هؤلاء لو لا المعلم صاحب المهنة النبيلة لكانوا في خبر كان
قم للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا
فيما يتعلق بالتعليم و الخدمة العامة عموما فان كل الحكومات في العقود الماضيةالى يومنا هذا و بلا استثناء لم يكن همها الموظف المسكين و انما يهمها اعضاء مجلس السيادة و الدستوريين و الوزراء و اعضاء اللجان كلجنة التمكين و لجنة أديب , قل لي بربك ماذا فعلت قحت للمعلمين و للطلبة ؟ حتى الكتاب المدرسي عجزوا عن طباعته!!
من المعيب ان يكتب كاتب المقال عن المشاكل المحزنة فقط عندما يريد النيل من خصومه و يتجاهل ان احباءه فعلوا مثل ذلك ان لم يكن أكثر!
اما لجنةالمعلمين فقد كتب احد المعلمين اليوم مقالا نشر هنا في الراكوبة الغراء ,مفاده ان اللجنة لم تقدم شيئا و اقل ما يمكن فهمه ان لجنة المعلمين الحالية وجودها مثل عدمها!
الامنجي البليد لله در المرتضى الذي يخرجكً من طورك فكلماتة الصادقة راجمات وشواظ ترمي بشرر كالقصر تدك معاقل المؤتمرجية وجنودهم الفاسدين بوظيفة مغتصب اما انت فلولا المعلم لكنت تعمل قوادا لسيادتك وسعادتى وتصلح ليهم القعدات والمزات
ولو كان التعليم تحت يد الذين عجزوا عن طبع الكتاب المدرسي و شوهوا القيم , لكنت انت في خبر كان من المرض و الجهل و حياة القطعان
والله وفيت يا استاذ مرتضى.. هؤلاء حثالة جهلة يسندهم عسكر نواياهم خبيثة تجاه الثورة والشباب.. وجبريل كوم ومناوي كوم آخر.. آخر ماطلع علينا به بعد مصفوفة جوبا المقدودة عودة النازحين من تشاد.. ونسي وقف الحرب والترتيبات الامنية لانها تجرده من مصدر قوته والهامه الوحيد وهى البندقية ولا يملك غيرها..
مقال ممتاز 100%
انجيلا ميركل المستشارة الالمانية السابقة عندما خرج الاطباء والمهندسين والمحامين مطالبين بزيادة الرواتب والمعاشات اسوة بالمعلمين ردت بكل قوة لولا المعلمين لما تخرجتم انتم ولم تكونوا ولن تصيروا شيئًا مذكورا
اما في بلد العجائب راتب مجند الدعم السريع والفاقد التربوي بتاع الجيش والعساكر اصحاب الارقام الخرافية والمخصصات الجهنمية بلد كل شيءٍ فيها معكوس
المال عند بخيلة والسيف عند جبانة الله عالب