ازمة الهوية السودانية ..؟؟

من ضمن العوامل التي تسبب أزمة الهوية في أية جماعة، يمكن وضع اليد علي ثلاثة عوامل، تنطبق على السوداني الشمالي. أولاً هناك تناقض بين تصور الشماليين لذواتهم، وتصورا ت الآخرين لهم. فالشماليون يفكرون في أنفسهم كعرب، ولكن العرب الآخرين لهم رأي أخر، فتجربة الشماليين في العالم العربي، وخاصة في الخليج، أثبتت لهم بما لا يدع مجالاً للشك، أن العرب لا يعتبرونهم عرباً حقاً، بل يعتبرونهم عبيداً. وقد تعرض كل شمالي تقريباً للتجربة المريرة بمخاطبته كعبد. يمثل عرب الشرق الأوسط، وخاصة عرب الجزيرة العربية، والهلال الخصيب، لباب الهوية العربية التي تهفو أفئدة الشماليين إليها، وتطمح للانتماء إليها. فهؤلاء “العرب الأصلاء الأقحاح” يحتلون مركز هذه الهوية، ويتمتعون بصلاحيات إضفاء الشرعية أو سحبها من ادعاءات الهامش. ويمثل الشماليون، من الجانب الأخر، الدائرة الخارجية من الهوية العربية، ويحتلون الهامش ويتطلعون إلى إدنائهم للمركز، كعلامة من علامات الاعتراف. سحب الاعتراف عن أية مجموعة من قبل الأخريات، وخاصة إذا كانت هذه الأخريات يمثلن مركز الهوية، يمكن أن يلحق أثراً مؤذياً بهذه المجموعة . وكما قال شارلس تيلور: “يمكن أن يلحق بالشخص أو المجموعة من الناس، أذى حقيقي، وتشويه حقيقي، إذا عكس لهم المجتمع الذي حولهم، صورة عن أنفسهم، تنطوي على الحصر والحط من الكرامة والاحتقار . وقد كان المركز أبعد ما يكون عن الاعتراف بالشماليين عندما سماهم “عبيداً” ، وأبقاهم بالتالي،إذا استخدمنا مصطلح تيلور، “على مستوى أدنى من الوجود “.
العامل الثاني في أزمة الهوية بشمال السودان، يتعلق “بالغموض” حول الهوية. وقد وقف الشماليون وجهاً لوجه أمام هذه الظاهرة، خاصة في أوروبا وأمريكا ، حيث يصنف الناس حسب انتماءاتهم الإثنية والاجتماعية. ففي عام 1990 ، عقدت مجموعة من الشماليين اجتماعاً بمدينة بيرمنجهام لمناقشة كيفية تعبئة استمارة المجلس، وخاصة السؤال حول الانتماء الإثني. فقد شعروا أن أياً من التصنيفات الموجودة ومن بينها “ابيض ، أفروكاريبي ، أسيوي، أفريقي أسود، وآخرون ” لا تلائمهم.الذي كان واضحاً بالنسبة لهم إنهم ينتمون إلى “آخرون” ولكن الذي لم يكن واضحاً هو هل يحددون أصلهم “كسودانيين، أو كسودانيين عرباً ، أو فقط كعرب؟ “.و عندما أثار أحدهم السؤال : لماذا لا نؤشر على فئة “أفريقي-أسود” ؟ كانت الإجابة المباشرة هي: “ولكننا لسنا سوداً” وعندما ثار سؤال أخر لماذا لا نضيف “سوداني وكفى؟ كان الجواب هو:” “سوداني” تشمل الشماليين والجنوبيين، ولذلك لا تعطي تصنيفاً دقيقاً لوصفنا” ولوحظت ظاهرة الغموض حول الهوية كذلك في الشعور بالإحباط والخيبة الذي يشعر به الشماليون، عندما يكتشفون لأول مرة، أنهم يعتبرون سوداً في أوروبا وأمريكا. وتلاحظ كذلك في مسلكهم تجاه المجموعات السوداء هناك. إطلاق كلمة اسود على الفرد الشمالي، المتوسط ، كانت تجربة تنطوي على الصدمة. ولكن الجنوبيين يرونها مناسبة للمزاح، فيقولون لأصدقائهم الشماليين : “الحمد لله، هنا أصبحنا كلنا سوداً ” أو “الحمد لله، هنا أصبحنا كلنا عبيداً” . مسلك الشماليين تجاه المجموعات السوداء بهذه البلدان، شبيه لمسلكهم إزاء الجنوبيين. وغالباً يطلقون عليهم كلمة “عبد” وقد أشار واحد ممن استطلعت أراءهم، إلى الافروكاريبيين كجنوبيين.
العامل الثالث من عوامل الأزمة يتعلق،” بخلعاء” الهوية، أو أولئك الذين لا يجدون موضعاً ملائماً داخلها. فالشماليون يعيشون في عالم منشطر، فمع إنهم يؤمنون انهم ينحدرون من ” أ ب عربي” و” أم أفريقية” فإنهم يحسون بالانتماء إلى الأب الذي لا يظهر كثيراً في ملامحهم، ويحتقرون الأم، الظاهرة ظهوراً واضحاً في تلك الملامح. هناك انشطار داخلي في الذات الشمالية بين الصورة والتصور؛ بين الجسد والعقل، بين لون البشرة والثقافة، و بكلمة واحدة بين ” الأم والأب”. فالثقافة العربية تجعل اللون الأبيض هو الأساس والمقياس، وتحتقر اللون الأسود. وعندما يستخدم الشماليون النظام الدلالي للغة العربية والنظام القيمي والرمزي للثقافة العربية، فأنهم لا يجدون أنفسهم، بل يجدون دلالات وقيماً تشير إلى المركز. فالذات الشمالية كذات غائبة عن هذا النظام، ولا تُرى إلا كموضوع، من خلال عيون المركز، ومن هنا جاء ” الخلعاء”.

ترجمة الخاتم عدلان :- له الرحمة والمغفرة جد الخاتم عدلان عقلية نادرة لن تتكرر فى تاريخ الدولة السودانية ما ذكر اعلاه هو ما كتبه الخاتم عدلان عن الهوية السودانية .. فلنا تعقيب على كلام الخاتم عدلان ادناه :-

باعتبارنا خليط من اجناس مختلفة…اعتقد ان محاولة حشر الهوية في اطار عرقي وثقافي واحدعربي او افريقي يصبح مدعاة للفرقة لا اكثر لانو فيهو نوع من القضاء علي احد الانماط العرقية الثقافية بين الاتنين ديل عرب وللا افارقة فنعيد انتاج نفس ازمة الجنوب معانا من الاستقلال وفي النهاية نتفرق الازمة دي خشت المسرح السياسي السوداني في الستينات في الديموقراطية التانية وتجلت في الحوار الشهير في البرلمان بين د. الترابي والراحل الاب فيليب غبوش والسؤال الشهير منه للترابي حول مفهوم الجمهورية الاسلاميةهل تقبل ان يكون رئيسها مسيحياً..؟ بعد مراوغات كتيرةاقر الترابي حينها باستحالة ذلك فوضح للجميع معني سؤال غبوش ومن هنا بدأ صراع الهوية بقوة في السياسة السودانية الفكرة في الاساس هو انه لا مانع من ان تقول ان لديك انتماء عرقي معين لكن لا يميزك علي غيرك من المنتمين انتماءات اخري ولا يميزهم ذلك عليك انت في التراث السوداني وبالتحديد جزيرة توتي كل سنة في الفيضان الناس بتمشي تترس البحر عشان ما يغرقوا .. كل الناس بتلم الاكل البجيبوهو من بيوتم وياكلوا مع بعض لاحظوا اتخيلوا شكل التعاون ده ما بفرق جنسك ولونك شنو البنغرق كلنا كسكان منطقة واحدة فلازم نتعاون كلنا مع بعض نحنا لو ما وصلنا لي مسلمات معينة مسلم مسيحي لا ديني عربي افريقي نحن في وطن واحداسمو السودان يا نعيش مع بعض كسودانيين يا نتدافن ونتفرتق ونقضي علي بعض لذلك قيل من قبل عزم ترهاقا وايمان العروبة عرباً حملناها ونوبة…!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أخي اسماعيل لقد اصبت بمقالك هذا عين الحقيقة التي يهرب منها
    كل سوداني متوهم بالعروبة متلصق بها ومتعالي بها على اخيه في
    الوطن والدين . لقد عشت في مصر وفي السعودية وعايشت كل الذي
    ذكرته في مقالك وهو حقيقي !!!فماذا تقول لجماعة من اخواننا السودانيين
    من الشمال الذين احضروا وفدا من السعوديين لمدينة في شمال السودان ليزوروا
    آثار اجدادهم العباسيين بزعمهم وماذا تقول في الذي ألف كتابا بعنوان (
    الاشراف العباسيون الهاشميون في السودان ( الشوايقة) وقد احتفل معه نفر كثير
    من اهل الدين والعلم ليس فحسب بل وايدوه .
    هل بهذا الكتاب يريد المؤلف أن يتعالى علينا نحن الذين لسنابعرب ولسنا من
    السلالة الهاشمية؟ وماذا سيزيده هذا النسب الهاشمي هل سيدخله الجنة ؟!!!
    هذا مركب نقص وحب تميز وتعالي بالنسب العربي ولن ينطلي علينا ونحن سودانيون
    سودانيون سودانيون ومن ارادنا فمرحبا ومن ابى فليذهب .

  2. ات ازول ما سمعت بالحمض النووي
    اها بعد ده ما في حاجة اسمها جدل هوية والا غيره
    اكان ات عربي, والا افريقي والا اوربي والا صيني والا هندي ولي قبيلة شنو بتنعرف, امانة الحمض النووي ده ما بمرق النصيحة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..