هيستريا العمليات التجميلية تضرب السعوديات

العنوسة توقع المراة السعودية في براثن الهوس بالتجميل، والفراغ يدفعها الى الانزلاق في عالم الشد والنفخ.
الرياض ? تعيش المرأة السعودية محاطة باسوار التقاليد الشائكة وتحت وصاية مجتمع يكبل حركاتها ويقيد خطواتها ويجبرها على موارة جسدها في عباءات سوداء فضفاضة، الا انها تصارع من اجل ابراز الانثى الكامنة فيها والتي تفيض دلالا وجمالا.
وبعاداتها وتقاليدها التي تفرض على المراة السعودية الكثير من الاحتشام وارتداء العباءة لإخفاء ملامحها، جاءت المملكة في المرتبة 23 بين دول العالم في عدد عمليات التجميل الى جانب الولايات المتحدة والهند والصين والبرازيل والمكسيك.
واحتلت الرياض المرتبة الأولى عربياً في عدد عمليات التجميل، بحسب إحصائية للجمعية الدولية للجراحة التجميلية، ولوحظ ارتفاع إقبال السعوديين على عمليات التجميل، وتحديداً الشابات السعوديات بين سن الـ19 والـ30 عاماً.
ويعتبر خبير في علم النفس الاجتماعي ان المراة السعودية تحاول جاهدة ابراز مواطن الانوثة والجمال فيها ولو بطريقة اصطناعية كنوع من التحدي لتقاليد بالية وافكار متشددة تعتبر جسدها عورة يجب التستر عليه، ومجرد اختلاطها بالجنس الاخر مصيبة تجر الى الهاوية.
ويبقى وضع المراة السعودية دون المعايير العالمية وهي تخضع لقراءة متشددة للشريعة الاسلامية تفرض عليها العديد من الضوابط وتمنعها مثلا من قيادة السيارة او السفر للخارج بدون اذن ولي امرها.
ويذهب شق اخر الى ان تضييق الخناق على المراة السعودية في العمل وتقييدها بشروط مجحفة في هذا المجال يدفعها الى الدخول في هيستريا العمليات التجميلية كنوع من ملأ الفراغ والخروج من حالة الرتابة المفروضة عليها.
ويرى مراقبون ان ثمن عدم الاختلاط يكلف الرياض نسبة مرتفعة من البطالة لاسيما في صفوف السعوديات.
واعلن وزير العمل في السعودية عادل فقيه ان عدد العاطلين عن العمل بلغ مليوني شخص 85 في المئة منهم اناث مؤكدا في الوقت ذاته ان الغالبية العظمى من العمالة الوافدة تشغل “وظائف متدنية لا تصلح للسعوديين”.
وقال الوزير ان “مليونين من العاطلين عن العمل ينتظرون وظائف، 85 في المئة منهم نساء”.
يشار الى ان نسبة البطالة بين النساء مرتفعة جدا بحيث انها تفوق الثلاثين في المئة مع 1.7 مليون امراة يبحثن عن عمل بينهن 373 الفا من حاملات الشهادات الجامعية ويتعذر عليهن العمل في قطاعات كثيرة بحكم منع الاختلاط بين الجنسين، وفق تقرير رسمي.
وتمنع السعودية الاختلاط بين الرجال والنساء من غير الاقارب والمحارم وفقا لتعاليم الشريعة، كما لا يحق للسعوديات التصويت في الانتخابات او قيادة السيارات.
وتحرم المراة السعودية في كثير من الاحيان من حقها في حضور اكبر الفعاليات الاجتماعية والترفيهية والتثقيفية بذريعة منع الاختلاط.
وتتهافت النساء السعوديات على عيادات التجميل والتخسيس، واكثر العمليات غير الجراحية رواجاً هي حقن الدهون في الوجه وإزالة الشعر بالليزر، أما بالنسبة للعمليات الجراحية فتضم عمليات تجميل الأنف وشد الوجه وشفط الدهون.
في حين اعتبرت مختصة في علم الاجتماع ان انغلاق المجتمع السعودي وتحفظ بعض مكوناته على علاقات الصداقة والحب بين الجنسين، الى جانب ارتفاع نسبة العنوسة يوقع السعوديات في براثن الهوس بالتجميل بسبب الاحساس بالكابة والخوف من التقدم في العمر.
وقالت دراسة قديمة إن 90 بالمئة من السعوديات غير راضيات عن مظهرهن وجمالهن الخارجي، حيث تضم مدينة جدة 400 عيادة تجميل.
وأظهرت دراسات عدة ان عدد العانسات مرشح للازدياد من مليون ونصف المليون حاليا في السعودية، الى 4 ملايين في السنوات الخمس المقبلة.
وبينت احصائية صادرة عن وزارة التخطيط في 2010 ان عدد العانسات اللاتي بلغن سن الزواج 1.5 مليون فتاة تستحوذ مكة المكرمة على النسبة الكبرى بوجود 396 الفا تليها الرياض مع 327 الفا والمنطقة الشرقية مع 228 الف عانس.
وطالبت إخصائية في الأمراض الجلدية بالدمام بضرورة إضافة العلاج النفسي في عيادات التجميل لمواجهة هوس النساء والمراهقات السعوديات بالتجميل بصورة ملفتة لعدم ثقتهن بأنفسهن.
وأوضحت الدكتورة عزة الربيع أن معدل زيارة النساء للعيادة الجلدية بغرض التجميل زاد بمعدل 100 بالمائة خلال 2011 بعد إدخال تقنية ازالة الشعر بالليزر وجهاز شد الجلد المترهل.
وقال خبراء تسويق إن السعوديات سينفقن 1.8 مليار ريال سعودي بحلول سنة 2014 على شراء مواد التجميل والعناية بالبشرة.
وأضافوا أن إنفاق السعوديات على تجميلهن ينصب أكثر فأكثر على شراء منتجات تفتيح البشرة والدهانات المضادة للشيخوخة ومستحضرات العناية بالشعر.
وتخلصت السعوديات اخيرا من حرج الوقوف امام باعة من الرجال لشراء ثيابهن الداخلية والادلاء بتفاصيل حول مقاسهن، واصبح البيع في هذه المحلات محصورا ببائعات سعوديات بالرغم من معارضة رجال دين.
ودخول المرأة مجال بيع المستلزمات النسائية يثير جدلا واسعا في المملكة وانما يكشف عن اصرار الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومته على تشجيع المرأة على العمل.
لكن رموزا من المؤسسة الدينية يعارضون بشدة تشغيل النساء في البيع لا سيما مفتي المملكة عبدالعزيز ال الشيخ الذي اعتبر ان عمل المراة في بيع الملابس الداخلية “جرم وحرام”.
ويأتي تطبيق القرار الملكي بالرغم من تحذير مفتي عام السعودية التجار من “الانخداع بالدعايات والتساهل في المحرمات”.
اعداد: لمياء ورغي
ميدل ايست أونلاين