السودان يصعد مع الأمم المتحدة وتوعد بمراجعة الأموال المخصصة للصندوق الإنمائي

الخرطوم: أحمد يونس
رفضت الحكومة السودانية التراجع عن قرارها طرد مسؤولين أمميين، في الوقت الذي أبدت فيه حرصها على علاقة وثيقة مع الأمم المتحدة، فيما قالت إن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التابع لها لن يستطيعا اتخاذ أي خطوات ضد السودان بناء على القرار. وتوعد السودان بمراجعة الأموال المخصصة لصندوق الأمم المتحدة الإنمائي ومعرفة أوجه صرفها وحجمها.

وقال وزير الخارجية علي كرتي في مؤتمر صحافي بالخرطوم، أمس، إن قرار طرد مسؤولين دوليين حق سيادي يكفله ميثاق الأمم المتحدة للدولة الأعضاء، وإن حكومته ستواصل تطبيقه ضد أي موظف دولي يتجاوز التفويض الممنوح له. وجاءت تصريحات كرتي قبيل يومين من انعقاد جلسة مجلس الأمن لبحث طرد الموظفين الدوليين، وعقب مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي الحكومة السودانية بالعدول عن قرارها.

وطلبت الخرطوم، الأسبوع الماضي، من ممثل الأمين العام للشؤون الإنسانية في السودان علي الزعتري، والمدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي آيفون هيل مغادرة البلاد، ووُجِّه لهما اتهامات بتجاوز التفويض الممنوح لهما.

وقال كرتي للصحافيين إن التراجع عن طرد الموظفين الأميين غير وارد على الإطلاق، وإن مجلس الأمن لن يستطيع فعل شيء تجاه السودان، لأنه يتصرف وفق ميثاق الأمم المتحدة. وأوضح كرتي أن حكومته ستتعامل وفقا لمقتضيات دور المنظمة في السودان، وما تقتضيه السيادة الوطنية، وجدد القول إن هيل مارست أعمالا تضر بعلاقة السودان والأمم المتحدة، وتضر بحقوق السودان في المنظمة الدولية، قائلا: «هذه حقائق لن يستطيع الأمين العام أن ينكرها».

وتوعد كرتي بمراجعة الأموال المرصودة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: «ما هي، وكم تبلغ، وأين تذهب.. وسنتابع هذه الأموال، إما أن تُبنى بها مبانٍ وتُصرف في غير محلها، أو أن يُستقطب بها موظفون دوليون لإرضاء دول بعينها، هذا لن يحدث في المستقبل». ولم يكترث الدبلوماسي السوداني لما قد يتمخض عن جلسة مجلس الأمن المقرة غدا (الثلاثاء)، لبحث ملف طرد الموظفين الأمميين، وقال: «لن أقول إننا غير مكترثين، لكن هذا حقنا، ولن نتنازل عنه». وأشار إلى أن المجلس اتخذ سابقا عدة قرارات ضد السودان، ثم عاد ليقول: «نسعى إلى أن يتخذ المجلس قرارا لا يظلمنا، ولدينا حقائق أرسلناها للبعثة ستُعرض على مجلس الأمن، وعُرضت للأصدقاء والآخرين أيضا».

وبدا كرتي واثقا من عدم تأثير قرارات الطرد على المشاريع التنموية السودانية التي تمولها الأمم المتحدة، أو بإعاقتها، ووصف الأمر بأنه «مخاوف في غير محلها»، وأضاف: «لن يحدث، الأمم المتحدة لن تستطيع أن تفعل شيئا، ولن تعرقل، إذا كان هناك موظفون سودانيون خائفين من أن تطردهم الأمم المتحدة، فهذا أيضا لن يحدث».

ونفى كرتي بحدة أن تكون علاقة السودان بالمنظمة الدولية قد تأثرت بقرارات إبعاد موظفيها، وأن يؤدي إلى خلق حالة من العزلة الدولية ضد السودان داخل الأمم المتحدة، وقال: «لن تكون هناك عزلة. نحن نتصرف بثقة ورجولة، والسودان لن يثبت حقه إلا بهذه الخطوات القوية، لأننا كلما رضينا بالذل سنُذل أكثر».

وفيما يتعلق بتجديد تفويض البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في دارفور، التي طلبت منها الخرطوم «إعداد استراتيجية خروج»، قال كرتي إن التجديد أمر طبيعي نظرا لعدم وجود قرار بخروجها من البلاد.

بيد أن كرتي عاد ليقول: «لكن ما هو متفق عليه، بعد أعياد الكريسماس ستأتي بعثة التقييم مرة أخرى لمناقشة كيفية خروج البعثة، ووضع استراتيجية الخروج».

من جهة أخرى، التقى الوزير كرتي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى السودان السيد هايلي منكريوس، واستمع منه إلى تقرير حول الأوضاع في دولة جنوب السودان.

الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. “مراجعة الاموال، الاموااااال”، هذا هو بيت القصيد اصلو الاخوان المسلمين بيموتوا في دباديب ايمان دين الاموال” و عندما يكون بقربك اخو مسلم اوعك تجيب سيرة المال او تهبش سوستة بنطلونك لانه الخ المسلم طوالي حيتلب في جيبك و سوستتك، و لقد أعذر من أنذر.

  2. ياسلام لو المنظمات الطوعية العالمية تم طردها ولكنها تبرعت باموال نقدا (كاش) للمنظمات ( الوطنية) لتقوم بالعمل الانساني بدلا عنها
    معلوم ان منصرفات المنظمات الدولية الادارية عالية جدا وتستنفذ 75% من الاموال المرصودة لها وتوزع 25% على النازحين واللاجئين فما بلكم لو استلمت المنظمات ( الوطنية ) الموضوع ده لوقف الهدر المالي هذا ؟؟؟؟!!!!!
    حتما سيعيش النازحين في بحبوحة وسيجدون الطعام والدواء والغطاء كما يجده المواطنون في بقية ارجاء السودان التي ليس فيها حروب وسيعيشون في نفس الرفاهية ياكلون الهوت دوغ والبيتزا والهامبورغر ويشؤبون البيبسي ويحملون الموبايلات الجالاكسي
    اطردوهم ف ( الوطنيون) اولى بلحم تورهم ولو كان مقصدهم الثواب والانسانية يدونا كاش بس

  3. وإذا كان ضعف القيادات والنخب السياسية الافريقية وعجزها يدفع إلى إستدعاء القوى الخارجية للدفاع عن مصالحها التي يتهددها العنف والارهاب وإلى تكريس إعادة الإستعمار كحل وحيد للأزمات التي تواجهها القارة وقد يكون التدخل العسكري والسياسي الفرنسي في أفريقيا الوسطى وساحل العاج ومالي بعضا من السيناريوهات المحتملة لتجديد الإستعمار في القارة غير إن نجاح إنقلاب (الأخوان) على الوضع الديمقراطي في السودان وإستلاءهم على السلطة بقيادة (الترابي والبشير) قد وفر غطاءا و جسرا للتدخلات المبكرة في الشأن السوداني جعلت من (المجتمع الدولي) ينجح في فصل الجنوب ونشر قواته فى البلاد شريكا ً أساسيا في ترتيب أوضاعها الداخلية مما أغناه عن التدخل المباشر و العلني السافر و هكذا وجد التدخل الأجنبي من يخدم مصالحه دون الحاجة لتدخل مباشر كما حدث في الدول الأفريقية المجاورة ولهذا وجد نظام البشير الدعم الأجنبي و العربي المرتبط بمخططات الصهيونية والإستعمار الجديد المباشر وسقطت كل أقنعة و إدعاءات (البشير) بأنه ونظامه مستهدف من قوى الشر و الإستكبار العالمي و أن تصريحاتهم العنترية هي للتغطية و التمويه على عمالتهم و إنبطاحهم أمام العدو الأجنبي و أدواته في مجلس الأمن و المدعي العام ومحكمة الجنايات الدولية هو كلام و فقاعات لإستهلاك المحلي فقط و يقولون ويترجون من هذه المنظمات أن لا تتأثر بما يصدر منهم و أن يمسحوها في (و شنا) و هل وجهكم بقي فيه مساحة ليستقبل قاذورات إضافية جديدة!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..