الانفصال الثاني على الأبواب ما لم يتحرك الشعب

الطيب محمد جاده
في ظل تغيير موازين الحرب الدائرة الان في السودان، بعد خروج الدعم السريع من ولاية الجزيرة والعاصمة الخرطوم وانحصاره في ولايات دارفور ما عدا ولاية شمال دارفور الفاشر التي تلفظ انفاسها الأخيرة ، انفصال دارفور وارد لا محال منه ، وخياره أصبح مطروحاً لدى جهات عدة منها امريكا وبريطانيا وفرنسا ، ويتجه الدعم السريع لتشكيل حكومة في دارفور واختار مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور عاصمة لحكومته المرتقبة.
الانفصال أصبح خيار للدعم السريع بعد فشله في السيطره على الدولة السودانية، من جهة أخرى حكومة الأمر الواقع في بورتسودان لا يهمها إقليم دارفور كثيرا، بل بإمكانها التضحية به من أجل استقرار الأوضاع في شمال وشرق ووسط السودان ، الحركات المسلحة الان تقف في صف الجيش السوداني من أجل الأنتصار على الدعم السريع في جميع أنحاء السودان، في حالة ان تخلت حكومة الأمر الواقع عن دارفور وسلمتها للدعم السريع سوف ينفصل غرب السودان ويكون دولة فاشلة تنتشر فيها الحروب والقتل باسم القبيلة، وتتحول الحركات الي معارضة والدعم السريع الي حكومة الدولة الوليدة، ويرجع الوضع في إقليم دارفور الي العام 2003 لكن بطريقة ابشع ، نتمني من كل القبائل في دارفور ان تترك القبلية والعنصرية من أجل العيش بسلام في هذا الإقليم، كل المؤشرات تؤكد أن التقسيم قادم في غرب السودان ما لم يتحرك الشعب السوداني لهذا الانفصال ، أن الشعب إذا أراد الحرية والمساواة والعدالة وسلامت السودان من انفصال ثاني فعليه التحرك للضغط على حكومة بورتسودان بتسريع فك حصار الفاشر وتحرير نيالا والجنينة والضعين وزالنجي .
تأخير وصول المتحركات الي دارفور يشعل الخوف والهواجس لدى مختلف شرائح الشعب السوداني ، ان السودان الان منهار سياسياً وأقتصادياً وثقافياً ودينياً وعرقياً ، كل تأخير في فك حصار الفاشر
يثير العديد من التساؤلات حول طبيعة هذه الحرب ، وما إذا كانت تعبر عن توارد خواطر أم إحساس واحد بحجم المشكلات والتحديات ، وما إذا كانت تعكس اتفاقاً ضمنياً أو حقيقياً على عمل ما .
ومن المؤكد أن كثيرين داخل السودان وخارجه سيدركون اليوم أو غداً أن انفصال دارفور قادم ما لم يتم فك حصار الفاشر وتحرير كل دارفور ، هذا أقصر الطرق وأقلها كلفة ، وهو السبيل الوحيد للحفاظ على وحدة ماتبقي من السودان ، لنقل السودان إلى مرحلة جديدة لا يكون تحت وطأة الضغوط والابتزاز والترهيب من أي طرف كان .