شعر وطغاة..!ا

شعر وطغاة..!!
عثمان شبونة
[email protected]
خروج:
من المسلمات المعروفة، أن العالم العربي ارتفعت مقاماته في العلوم، وبلغت ذرى شاهقة في القرن الحادي عشر.. وفي ذات التاريخ، كان الفراغ الأوروبي يبلغ عنان السماء، إذ كانت الكنيسة تصدر المراسيم التي يمنع بموجبها الرهبان من إطلاق “اللحى”..!
ثم ارتدت كرة الفراغ في العهود السلفية البغيضة لعالمنا العربي، فصار الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة مثل “اللحى” و”قص الشوارب” و”اللباس” هي من “القضايا الشاغلة”..!
* ما بين ترس السلفية في جانبها القبيح، وبين المدنية “المتعسكرة” وبين غول الشمولية العسكرية بكل غبائها وفشلها في “النظام ــ الفوضى”، تتلمس الأصابع الآن الظلام.. فلا ضوء… طالما أنهم “يتشابهون”… وثمة رابط عجيب ما بين وسائل إعلام الطغاة…!!
* الشاشات المتشابهة تعرض آبار البترول “الوطنية”.. بينما الشعب فقير.. ثم تتجه لحقل قمح “وطني”.. أو.. برتقال.. نخيل.. أبقار.. ونساء “وطنيات” يرقصن..!!
* ما هذا؟
* إنه إعلام الدكتاتورية.. ينتحي إلى حيث يهوى ويشتهي، بعيداً عن الحقيقة.. والناس ينتحبون…!!
* كل دكتاتور يدعي بأنه يحب شعبه “أي عشق أحادي الطرف”..!! وكل أبله معتوه من الشعب يعتبره “الأب”..!!
* ما هذا؟
* إنها حكومات “الكرور”… لا تحيا.. ولا تدع للحياة مجالاً..!!!!!!
النص:
بعض الشعر يرفد “جمامات” النفس، فلعلها تستمد من ظلاله لهاجرتها.. وبعضه ــ رغم بطحاء الشجن ــ يصيب كبد الدنيا بحال أهلها..!
هذا ما اعترى ضمير أول الصباح، وهو يتصفح كتابات شاعر كويتي حكيم.. وكبير… اعتنى بالحزن واللغة…!
* عزيزي القارئ: هو الشاعر الراحل الدكتور خليفة الوقيان في قصيدة لا تقبل التجزئة.. اخترنا منها مقطعاً يناسب هذا الزعيم أو ذاك… ولما كان الشعر الفضيل مائل إلى الخفوت في ظل “جرافة المعيشة” واعتلاء فصائل السوس فوق المشهد، كان لابد للنفس أن تعتلي تمزقاتها.. وتخبز من “الدقائق” لبهجتها وهي تطرب للصوت السري الذي يشدها للإبداع..!
وَلَـرُبَّ مرفوعٍ بلا عَـمـَدٍ
وبضاعتاه: الجهلُ والصَّلفُ
مثل البغال جسومها ورمٌ
وحُلومُها مهزولةٌ عُجُفُ
والسالكونَ سبيلَ معرفةٍ
ما نالهم من مغنمٍ طَرَفُ
أغنتهمُ أحلامهم، فّهُمُ
متعففون وعيشهم كفَفُ
ــــــــــ
الشاهد