كُتاب/كاتبات الاعمدة ..

هم من قادة الرأي العام، وذلك من خلال تبنيهم وطرحهم للقضايا التي تهم الوطن والمواطنين والتي يسعون من خلالها للتبصير ومن ثم تشكيل رأي عام مؤيد أو معارض للقضية أو الفكرة والمصلحة العامة نصب أعين أقلامهم عند تناولهم لهذه القضايا كل حسب وجهة نظره، لهذا نجد التنوع هو سمة القضايا التي يتم تناولها في مختلف الصحف في اليوم الواحد وهذا شيء إيجابي لانه بمثابة تنبيه للقاريء يجعله يلم بالعديد من القضايا التي تهمه وتمس نبض حياته.
و هذا لا يعني بالضرورة أن الإختلاف في الرأي هو السمة العامة بين كاتبات/كُتاب الأعمدة بل إننا نجد أن هناك الكثير من القضايا الحيوية التي يجمعون عليها وإن لم يكن إجماعاً كاملاً فهو إجماع الأغلبية، فنحن نعلم أن أية قضية إن تم طرحها من خلال عدة منابر في نفس الوقت فهي ستجد الاهتمام اللازم بها من قبل الجهات المختصة والتي ستسعى إلى معالجتها خوفاً من أن يتشكل ضدها رأي عام سالب، حتى و إن كان هذا الرأي العام لا يمتلك وسائل تصحيح هذه الأخطاء فهي ستفقد مصداقيتها عنده ومن ثم ستتشوه صورتها لديه.
لهذا لم لا يخصص كُتاب/كاتبات الأعمدة يوماً إسبوعياً يتبنون ويتناولون فيه قضية بعينها من قضايا الوطن والمواطنين الحيوية والتي ليست بالضرورة أن تكون سياسية بما أن الاجتماع والاقتصاد والثقافة والرياضة أصبحت أوجهاً لعملة واحدة هي السياسة، فمثل هذا الطرح الجماعي يجعل الرأي العام ملماً بكل جوانب القضية، وذلك لانه يجعل القضية تتجسد أمامه بكل جوانبها و ذلك لأن كل منهم سيكون قد تناولها من زاوية مختلفة، فالمرء منا مهما ما أوتي من علم فهو لا يستطيع أن يلم بمجمل طبيعة الاشياء ومن ثم عكسها بتفاصيلها.
فهناك العديد من القضايا الحيوية التي تستحق الطرح الجماعي مثل تبصير الناس بأهمية ترشيد إستهلاك المياه التي خلق الله سبحانه وتعالى منها كل شيءٍ حي مما جعلها ترشح لان تصبح السبب الرئيسي لإندلاع حروب المستقبل بين الدول للدرجة التي ستجعل العديد من الدول الصغيرة منها والمتوسطة تسعى لامتلاك الأسلحة النووية سواء للمحافظة على ما عندها من موارد مائية أو لامتلاك موارد مائية كما ذكر في التقرير السري البيئي الذي تم تقديمه للرئيس الاميركي السابق/ بيل كلينتون إبان ولايته الرئاسية الثانية، فالمسألة هنا مسألة حياة أو موت.
وعلى ذكر الحياة والموت تبرز لنا مشاكل الصحة التي يعاني من تكلفة فاتورتها الباهظة المواطن السوداني البسيط، فناهيك عن الأمراض التي أصبحت من شدة إستيطانها بيننا أن تصبح ( سودانية ) الاصل والمنشأ ودونكم في ذلك الملاريا، أما تلك التي تقدر تكلفتها بملايين الجنيهات، والتي بالطبع لا يملكها معظم سواد الشعب السوداني فشيء آخر، والقصة الآتية ـ والتي جرت احداثها قبل عدة سنوات ـ لخير شاهد ودليل على ما أقول والتي تدور حول أحد مرضى القلب الذي قرر له الاطباء إجراء عملية مستعجلة وحينما إستغرقت عملية تجميعه لتكلفة العملية أكثر من عام سألته طبيبته المعالجة عن لماذا لم يقم ببيع الحافلة التي يمتلكها لأن كل يوم يمر عليه دون إجرائه للعملية يؤدي لتأخير حالته فما كان منه إلا أن قال لها إنه لا يستطيع أن يبيع حافلته، ومضيفاً بجدية:( وأنا أخير لي إني أموت وأخلي لأولادي البيعيشهم) وأخيرا وعلى ضوء كل ذلك ما كان غير توجهي صوب الزملاء والزميلات من كاتبات/كُتاب الاعمدة سائلة ومتسائلة:ــــ ترى من أحق بالتناول في مساحات الأعمدة مثل هذه القضايا الحيوية أم تلكم الآراء والتصريحات الإنصرافية التي تبعد عن المنطق بُعد المشرق عن المغرب!

رندا عطية
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. طرحك قوى يارنوده أنا أثنى كلأمك هذا .
    أن تخصصو يومآ لقضية ما وتنهشوها مع بعض حتى يكون القارئ ملمآ بالذى يدور من كل الزوايا
    مع إحترامى لكم بإختيار كلمة النهش على سواها.يا كاتبات كتاب الأعمده.ولكم شكرى وتقديرى الحار

  2. الاستاذة هالة عبد الحليم نرجسية ولا تنفع رئيسة لحق وواصلا اختيارها من الاساس ما صح والناس في حق يتعاملوا بعواطفهم عشان كدا العواطف ما تنفع في العمل العام نحن عايزين ناس اقوياء اصحاء والمومن القوى خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف والقوة المقصودة هنا ليست قوى عضلية ولكن قوة الايمان تقاس بعمق الايمان بالقضية والمرأة بطبعها ضعيفة لان وراء اولاد واطفال وزوج فاذا كانت حركة حق تريد الحق فعليها ان تغير رئيسها هالة عبد الحليم في اجتماع طارئ لان المرحلة ليست مرحلةهالة ومعارضة ناعمة وانما مرحلة رجال ومعارضة فعالة وعلى الرجال المقدمين هالة قادمهن ان يتقدموا الى الامام…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..