مقالات وآراء

الجماعة” في أيامهم الأخيرة : المكابرة لا تنقذ الغارقين

حسن عبد الرضي الشيخ

 

لقد أسدل الستار، وبدأت فصول النهاية تُكتب بحبر الحقيقة والتاريخ. الحركة الإسلامية، والكيزان تحديدًا، يعيشون أيامهم الأخيرة، رغم ما يظهرونه من عناد وصمم عن كل نصح، إلا أن الوقائع تؤكد أن ساعة الخروج من المشهد قد دقت. قلنا لهم : “انسحبوا بكرامتكم، وراجعوا أنفسكم، وتوبوا إلى بارئكم عن ما اقترفتم من آثام بحق السودان وشعبه”، لكنهم صموا آذانهم، واستكبروا، وراهنوا على ألاعيبهم وخبثهم المعهود، فخسروا الرهان داخليًا وإقليميًا ودوليًا.

 

راهنتم على رمطان لعمامرة ليعيدكم إلى الواجهة الدولية، لكنه خيب آمالكم بوضوح لا لبس فيه. الرجل، بحكمته وتجربته، لم يجد فيكم سوى عبئًا على السلام، فوجه رسالته مباشرة للشعب السوداني، مؤكدًا أن القرار بأيديهم، وداعيًا لاستخلاص العبر من الماضي. وبالفعل، الشعب السوداني قد استخلص العبر، ونفض يده منكم، و”رمى طوبتكم”، كما نقول بالدارجي.

 

راهنتم على مصر، ظنًا منكم أن المصالح ستجمعكم، لكن المصريين كانوا أذكى مما حسبتم، وها هو وزير خارجية مصر، الدكتور بدر عبدالعاطي، يؤكد دعم بلاده لجهود وقف إطلاق النار بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمبعوث الأممي لعمامرة. مصر اختارت السلام والاستقرار في السودان، السودان الذي لا مكان فيه لحركات الإسلام السياسي، ولا لمليشيات، ولا لكتائب الظل.

 

الرسائل واضحة : المجتمع الدولي والإقليمي بات يضع خطوطًا حمراء، وأنتم خارجها. وخطوتكم الأخيرة، بتعيين الكوز المعروف دفع الله الحاج علي، محاولة يائسة للمراوغة وإقحام الإسلاميين مجددًا في المشهد السياسي. لكنها “مغارزة” مكشوفة، لن تنطلي على أحد.

 

أنتم الآن تسعون وراء ما يحفظ ماء الوجه، ولن تجدوه. لأن من “أباها مملحة” في عزّه، لن “يجدها حتى قروض” بعد فوات الأوان. الشعب السوداني قرر، والعالم سمع قراره، والباقي تفاصيل. والحق يُقال: “المكتولة ما بتسمع الصائحة”.

 

انتهى زمن التمكين، وانتهى زمن المتاجرة بالدين. السودان اليوم يُولد من جديد، بلا كيزان، بلا أكاذيب، بلا قناع. وهذه نهاية لا تليق إلا بمن أصرّ على معاداة الوطن وشعبه.

 

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. لله درك الأستاذ حسن عبدالرضي الشيخ
    هؤلاء الكيزان صم بكم عمي ولا يفقهون
    يساقون إلى حتفهم كالأنعام بل هم أضل
    لعنة الله عليهم و جنجويدهم وبراؤوهم ما يصنعون

  2. الكيزان سقطوا بثورة شعبية قادها الشعب السوداني و لكن بسبب النكب السياسية و فشلهم في إدارة الفترة الانتقالية وجد الكيزان فرصة سانحة للعودة الي الحكم مرة أخرى…

  3. ( بلا كيزان بلا أكاذيب بلا قناع ) ما ينطبق علي نكب الكيزان ينطبق علي جميع النكب السياسية و أحزابهم المنكوبة من أقصى اليمين إلي أقصي اليسار… يا اللخو العلة في عقلية جميع السياسيين و ما حدث خلال الفترة الانتقالية خير مثال…

  4. الاستاذ الفاضل حسن عبد الرضي المحترم
    من شدة وضوح ومباشرة ماكتبت بدون لف ولا دوران لم يجد السفله
    من الكيزان والبلابسه بدا من ان يحنوا رؤوسهم للحلاق الآتي بقوة لا لجز
    رؤوسهم بل لاعاده من يشاء منهم الي جادة الصواب ومن لايشأ لايلومن
    الا نفسه فالوطن وان كان صحيحا انه دوما يسع الجميع الا ان لهذه المره
    استثناءات صارمه لن تدع مجالا علي الاطلاق لالاعيب وحركات السفله من
    الكيزان والبلابسه ليمارسوا ماجبلوا عليه من الاعيب خسيسه للالتفاف علي
    احلام الشعب وسرقتها بتجييرها لصالحهم.
    وقد بدت بالفعل منذ فتره محاولات السفله والكيزان اختراق الوقائع الجديده
    والالتفاف عليها وحولها وهو مااتضح بجلاء في تعليقات بعضا من السفله من
    الكيزان والبلابسه علي هذا المقال دون ذكر للاسماء لعلمنا بانها اسماء مزيفه .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..