مُهندس مُبادرة شباب حول الرئيس ياسر الجميعابي يُفجِّر المُفاجآت: الدستور الحالي لا قيمة له ولسنا طرفاً في صراعات المؤتمر الوطني

أقسم لك بالله مبادرتنا لا علاقة لها بالمؤتمر الوطني ونحن لسنا مؤتمر وطني
(والله ما في حد بيملي علينا عشان نرشِّح شخصاً غير البشير)

والله علاقة مَحَبّة زُول بنريدو وحَبّينا نَرشِّحو لانتخابات 2020

إذا كانت هناك خلافاتٌ داخليةٌ في الحزب الحاكم فالمُبادرة لا تُشكِّل محوراً لهذا الخلاف

تسخين وحالة إحماء تشهدها السّاحة استعداداً لانتخابات 2020م، التي بدأ السباق حولها مُبكِّراً، فاتجاهات عديدة بَرَزَت خلال الفترة الماضية والحالية، ظهرت مُؤشِّراتها ما بين مُؤيِّدٍ لترشيح البشير لمنصب الرئاسة في دورة ثالثة، وبالتالي يتطلّب هذا المُقترح إجراء تَعديلات على الدستور، فيما لا زال المؤتمر الوطني ? على مُستوى مؤسساته ? صامتاً لم يُحدِّد بعد مَوقفاً رسمياً حيال القضية، غير أنّ المُفاجأة ظهرت هذه المرة من خارج الإطَار التّنظيمي للحزب الحاكم، حيث طرحت دوائر عديدة مسألة إعادة ترشيح البشير لدورة رئاسية جديدة ومن بين هذه الجهات مُبادرة شباب حول الرئيس التي يَتَزَعّمَها ياسر الجميعابي وخطوته بتَنظيم حَشدٍ شَبابي كَبيرٍ في قَاعة الصّدَاقة بالخرطوم الثلاثاء الماضي لتدشين الحملة الانتخابية.. (التيار) التقت الجميعابي في حوارٍ مُثيرٍ للغاية فمعاً نتابع التفاصيل:-

حوار: الهادي محمد الأمين

رغم أنّ الحديث عن انتخابات 2020 ما زال الوقت فيها مُبكِّراً، لكنكم دشّنتم ضربة البداية ودعوتكم لإعادة ترشيح البشير لانتخابات الرئاسة لدورة جديدة.. ما سر الاستعجال؟

نحن لم نَستعجل ترشيح البشير، لكن حَاولنا من الآن طرح خيار نرى أنّه مُناسبٌ، فنحن من وجهة نظرنا نرى أنّ البشير هو الرجل الأنسب للمرحلة القادمة، بل دعني أقول لك وبكل صراحة أنّ البشير هو الخيار الأوحد، وإن غياب البشير يعني انهيار البلاد ووجوده بالضرورة يعني الحفاظ على الوطن.

ظهرت تحليلات بشأن لقاء قاعة الصداقة الذي أعلنتم فيه ترشيحكم للبشير لانتخابات 2020 بأنّ خطوتكم تُعبِّر عن شكلِ من أشكال الصراع الداخلي والمكتوم داخل المؤتمر الوطني.. فما ردّكُم على ذلك؟

دعني أقول لك إنّنا لا نُعبِّر عن أي وجه من وجوه الصراع داخل المؤتمر الوطني لسببٍ بسيطٍ، وهو أنّنا لا ننتمي للحزب الحاكم ولا تربطنا به علاقة، المُبادرة تبلورت عقب الحوار الوطني وتلاوة مَخرجاته، فبدا لنا أنّ الضامن الوَحِيد لتنفيذ هذه التّوصيات هو الرئيس البشير وبالتالي يُمكن أن نأتمنه على نتائح الحوار الوطني وتَأسيساً على ذلك نرى أنّ غيره من المُرشحين لمنصب الرئاسة لا يُمكن أن يكون مصدر ثقة لتنفيذ مخرجات الحوار.

لكن هذا الترشيح المُبكِّر جعلكم جُزءاً من الصراع السياسي؟

حقيقةً، نحن لا نعتبر أنفسنا محوراً في أي صراعات سياسية ولسنا معنيين بها، نحن يهمنا استقرار البلاد وأمنها وسلامتها ورفاهية شعبها، والبشير هو الشخصية المُؤهّلة لهذا الدور، وافتكر أنّ هذه قضايا لا علاقة لها بصراع المحاور الذي يظهر داخل جهات أنت أشرت إليها، أصدِّقك القول إنّنا لسنا جُزءاً من صراعات المؤتمر الوطني.

لكن ترشيحكم للبشير قطع الطريق أمام خيارات وبدائل أخرى؟

العكس تماماً هو الصحيح، نحن طرحنا البشير كخيارٍ، ومن له خيار فليطرحه، فالساحة تحتمله مثلما احتملت خيارنا فأين التعارض هنا؟ كل من له مرشح فيتقدّم به.

لا أنا أقصد أنكم سبقتكم المؤتمر الوطني في طرح مرشحه؟

لا لا، نحن في مُقترحنا نُقدِّم البشير كمرشح قومي لا حزبي، فالبشير هو الذي ابتدر حوار الوثبة ثُمّ تطوّر الأمر لحوارٍ وطني استوعب غَالبية القُوى السِّياسيّة بمُستوياتها المُختلفة التي كانت في الرصيف ومن كان يُعارض معارضة سلمية بل وحتى حَمَلَة السلاح شملتهم دعوة الحوار الوطني، بجانب المُؤتمر الشعبي كما تعلم، وبالتالي كنا نرى أن البشير مُؤهّلٌ للاستمرار لإكمال هذا المشوار، فهذه التطورات تعني أنّ البشير انتقل من كونه شَخصية حزبية يحتويها إطارٌ سياسيٌّ محدودٌ إلى شخصية قومية راعية للحوار والسلام ورمزٍ لكل الوطن لا لحزبٍ واحدٍ.

وهذا يعني استخفافاً بمُؤسّسات المؤتمر الوطني وإضعافاً لصوت الحزب الحاكم.. فالبشير ما زال هو الرمزية للمؤتمر الوطني؟

إذا رأي المؤتمر الوطني ترشيح البشير لدورة رئاسية جديدة أو قُل ثالثة فمرحباً بهم وهذا يَتَمَاشى مع خَطنا العَام، لكن يبقى الخلاف أنّ المؤتمر الوطني رشّح البشير كشخصيّة حزبيّة ونحن رشّحناه كشخصية قومية، والفرق أنّ البشير سيُحظى بشعبيةٍ كاسحةٍ ورصيدٍ جماهيري كبيرٍ في حال ترشحه كشخصية قومية خلافاً لترشحه كشخصيّة حزبيّة.

من الواضح أنّكم مؤتمر وطني؟

أقسم لك بالله مبادرتنا لا علاقة لها بالمؤتمر الوطني، ونحن لسنا مؤتمر وطني، الذين تداعوا وتدفّقوا نحو قاعة الصداقة فيهم الأحرار، وفيهم المُستقلون، وفيهم من كانوا جُزءاً من الحوار الوطني، وفيهم من لا حزب له وأغلبهم شَبابٌ ينشدون التّغيير والإصلاح واستدامة الاستقرار والتَّنمية والسَّلام وتحقيـق الوفاق الوطني الشَّامل، وهؤلاء رأوا أنّ البشير هو الرَّجل المُناسب لهذه المَرحلة.

لكن وجدتم الضوء الأخضر من البشير نفسه للتحرُّك في هذا الاتجاه؟

والله نحن لم نَلتقَ بالبشير وهو لم يلتقِ بنا إطلاقاً، بل وأذيع لك سراً، نحن لم ندعو البشير لحضور لقاء قاعة الصداقة، ولا تُوجد أية جهة أوعزت لنا بترتيب هذا اللقاء أو إعطائنا إشارة خَضراء للتَّحرُّك، نحن كُنّا نجتمع ونَلتقي منذ وقتٍ مُبكِّرٍ، وعقدنا لقاءات جانبية خلال مرحلة الحوار، ثُمّ تبلورت الفكرة لدرجة أنّنا نظّمنا 27 اجتماعاً للترتيب لهذه المبادرة، ولقاء قاعة الصداقة أولى ثمراتها كنا حينها نسمي أنفسنا (أهل الحوار) ثُمّ تحولنا إلى مُبادرة (شباب حول الرئيس).

طيِّب وعلاقتكم بالرئيس البشير؟

(والله علاقة مَحَبّة زُول بنريدو وحَبّينا نَرشِّحو لانتخابات 2020 وشَايفنو أنسب من يَقود قطار المَرحلة القَادمة).

لكن مَحَبّتكم وترشيحكم هذه يتعارض مع نُصُوص الدستور؟

في رأينا، أنّ الدستور الحالي وهو دستور العام 2005 وُضع في ظُروفٍ مُختلفةٍ تماماً للظروف الراهنة، كما أنّه دستور ثنائي شاركت فيه الحركة الشّعبيّة حينما وقّعت اتفاقية السلام وبعد خُرُوجها من الشراكة في الحكم تَحوّل الدستور من ثنائي إلى أحادي وأصبح دستوراً لا قيمة له، ونحن لسنا معنيين به ولا يهمنا، فهذا دَستورٌ مُؤقّتٌ.

لكنه مَا زال دستوراً حاكماً؟

الدّستور الذي يكتسب الشرعية كي يحكمنا لم يأتِ بعد وهو الدّستور الدّائم لا الانتقالي، والدّستور الدّائم ينبع من مَخرجات الحوار الوطني وقيمته وأهميته تَكون بعد انتخابات العام 2020، ومن هنا يكتسب الدّستور شرعيته نظراً لمُشاركة غالبية القوى فيه وبالتالي نحن لا نرى أيِّ تعارض بين ترشيح البشير لدورة رئاسية جديدة وبين الدّستور.

لكن من المُؤكّد أنّكم تلقّيتم دعماً مالياً كبيراً من جهات لها علاقة بترشيح البشير؟

أحب أنّ أؤكِّد لك أننا لم نتلق ولا جنيهاً واحداً من حزب سياسي، أو دعماً من جهات داخل المؤتمر الوطني، نحن لا حكومة ولا معارضة.. مبادرتنا شبابية واستطعنا تجميع أكبر قدر من التمويل لإيجار قاعة الصداقة وتنظيم الحشد.. وتعبئة الشباب الذين رأيتهم أنت في القاعة هذه مجهوداتنا نحن ولا تقف وراءها أيّة جهة.

لكن قاعة الصداقة لا يُمكن أن تُصدِّق لكم بهذا الحشد ما لم تكونوا مُرتبطين بجهة حكومية؟

حقيقةً، نحن لسنا جهة حكومية، وفي المُقابل لا نُشكِّل خطراً أو تهديداً حتى يتم منعنا من التصديق لتنظيم حشد في قاعة رسمية أو شبه رسمية، (نحنا ما عملنا حاجة غلط وبالتالي ما شايف لي سبب ما يفتحوا لينا القاعة او نُمنع من التصديق لإقامة هذا الحشد).. نحن باختصار (طلعنا من رحم الحوار) وتجاوزنا مرحلة التّشكيك في أهدافنا.

لماذا الإصرار على ترشيح البشير فبإمكانكم ترشيح شخصيّة أخرى؟

(والله ما في حد بيملي علينا عشان نرشِّح شخصاً غير البشير.. فمن أراد أن يُرشِّح شخصاً فله ذلك.. ونحن البشير هو خيارنا الأوحد).. فلا نريد من جهة أن تمنعنا من طرح خياراتنا ولا نُمانع كذلك من أن يطرح الآخرون خياراتهم (مُش دي الديمقراطية؟) نحن مع التّنافس الحُر الشريف في ظل واقع ليبرالي مفتوحٍ، لكن في تقديراتنا أن أيِّ شخصية غير البشير سيرجعنا لنقطة الصفر!

ترشيحكم للبشير لدورة جديدة هو اتجاهٌ لتكريس الديكتاتورية؟

(يا أخي نحنا قدّمنا طرحنا، ومُبادرتنا في ظل تنافس مفتوح في الانتخابات وكل من يريد الترشح أو ترشيح شخص فله ذلك)، وصناديق الاقتراع هي الفيصل بيننا فلا توجد ديكتاتورية أصلاً.. نحن نَتَحَدّث عن انتخابات حُرّة نزيهة.

لكن مُباردتم لن تجد التأييد الواسع بسبب أن السودانيين شعب ملول؟

أؤكِّد لك أنّ المُبادرة غير الأصداء الواسعة التي وجدتها ولقاء قاعة الصداقة، فإنّ غالبية أحزاب الحوار تقف معنا، وكثير من الحلفاء طرفٌ في هذا الحراك، بَل وهُناك حَركات مُسلّحة انضمت لنا مثل حركة دبجو وأنت تعرف أنّ الكتلة الشابية تُشكِّل رصيداً قوياً لترجيج الكَفّة.

البعض يُؤكِّد أنكم عبارة عن سماسرة فقط؟

ياخي نحن لا نعرف شيئاً عن السمسرة السياسية، ولكن لو قلت إننا تُجّار فهذا أفضل لأنّ لدينا بضاعةً جيدةً وهي الرئيس البشير.

لكن الظروف الصحية والعمر يقفان حائلاً أمام قُدرة البشير على إدارة الأوضاع خَاصّةً في المرحلة المُقبلة؟

منو القاك كدا؟ البشير ما زال في قمة حيويته وهو رجل دولة وانت في رأيك مَن الكبير في العمر البشير أم الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني؟ البشير أم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب؟ أيُّهما أصغر البشير أم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ البشير أصغر سناً من جميع هؤلاء..

باختصار أنتم تبحثون عن الشُّهرة؟

لا نريد شُهرةً ولا نرغب في نجومية، ولكن من يقولون ذلك يُحرِّكهم الحسد والغِيرة لأنّنا استبقناهم بخيار وجد قاعدة تأييد كبيرة، ولهذا يطلقون حولنا هذه الشائعات.. وأؤكِّد لك أنّنا لن نقف عند حُدود ترشيح البشير فحسب، بل سنبذل قُصارى جهدنا حتى يفوز البشير بمنصب الرئاسة في انتخابات 2020م.

التيار.