كلّ حرْب،و أنتم ونحن جميعاً بخير

كلّ حرْبٍ،

و أنتم و نحن جميعاً بخيرٍ،

نعدُّ التوابيت منقوشةً بكوابيس أطفالنا،

و نضمِّخ أكفاننا بالنبيذ الفرنسيِّ،

و الذكريات السعيدةْ

نرسل الأمنيات إلى العائدين من الحربِ،

و الذاهبين إليها بنصف فؤادٍ،

و ربع خيالٍ،

وفيض حنينٍ،

و أطنان ذعْرٍ،

سيخفونهُ بالرقى،

و الأناشيدِ،

و التمتماتِ،

الأسيرات يكتبن تلك الرسائل مفروشةً بالحنين المخاتلِ،

تلك التي لن يردّ عليها أحدْ

تُحمَل الآلهات على صهوات الجياد،

السعادة من خلفنا،

و القيامة قدّامنا،

فيخطُّ الجدود كتابَ وصاياهم العشْرِ،

قبْل انتصاف نهار هزائمهم،

ويدسّونهُ في خوابي الرثاء المعتَّقِ،

ثمّ تلوذ السلالة بالصمتِ،

تبحث عن هدنةٍ لالتقاط الخيالِ،

لكي تضع الحرب أوزارها،

و نقول لأعدائنا:

كلَ سلْمٍ،

و أنتم و نحن جميعاً بخيرٍ،

دعونا نحكِّم ما قد تبقى لنا من فهومٍ،

و نبحث عن صيغةٍ لاقتسام الوئامِ،

فتسقط من شجر الدمْعِ :

“ضادٌ”،

و

“ميمٌ”،
و
“ياءٌ”،
و
“راءٌ”،

ننيخ المراثي على عتبات البيوتِ،

نقيم متاحف للهولوكست بقلب فراديسنا،

و نؤجَر ندّابةً لضحايا الحروب التي لم تزلْ بعْد طازجةً،

في مخيّلة القادة “الوطنيِّينَ”،

و العسكرتاريا،

و نُلجم ما قد يزيّنه القلْبُ للناسِ،

في لحْظة الزهْوِ،

من شغفٍ بالمطامعِ،

عبر مرايا الوساوسِ،

نصطحب المرمدات* إلى فسحةٍ في شعاب الغيابْ
__________________
*المرمدة: هي المكان الذي يُحفظ فيه رماد الموتى بعد حرقهم.
_________________
مونتري،كاليفورنيا-17112013-1462014

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..