الحوار السوداني الجامع ? أجواؤه ومعوقاته

محجوب محمد صالح

مشروع الحوار السوداني الوطني الجامع الذي يفضي إلى سلام بعد طول احتراب، وإلى تحول ديمقراطي بعد طول شمولية? هذا المشروع يواجه أول ما يواجه حواجز نفسية وعقبات تراكمية تشكلت على مدى ربع قرن، ذلك أن السودان عايش ثلاثة انقلابات عسكرية أسست ثلاثة أنظمة شمولية استهلكت ثلاثة أرباع سنوات استقلالنا (سبعة وأربعين عاما) من حياة السودان المستقل منذ عام 1956.

لقد نجح السودانيون عبر انتفاضات شعبية رائعة في التخلص من النظامين الشموليين الأول والثاني، فكانوا أول من ابتدع على مستوى القارة الإفريقية والشرق الأوسط إسقاط الأنظمة الشمولية عبر الانتفاضة الشعبية، ولذلك قر في وجدان الشعب أن الطريق المأمون والأوحد للإطاحة بنظام شمولي هو طريق الانتفاضة الشعبية الجماعية، وازدادت ثقتهم في هذا الأسلوب المجرب عندما تبنته ثورات الربيع العربي بنجاح تام لإسقاط الأنظمة في كل من مصر وتونس، وتعثر النموذج في سوريا واليمن، ولكن ذلك النجاح أكد للسودانيين نجاعة الأسلوب الذي مارسوه بنجاح فيما مضى، وضرورة الركون إليه وحده كأسلوب أوحد للإطاحة بكل نظام شمولي، وقد خلقت هذه القناعة حاجزاً نفسياً بينهم وبين احتمال إحداث التغيير عن طريق الحوار مع نظام ألفوه وعرفوه على مدى ربع قرن من الزمان، وأضعفت ممارساته ثقتهم في مصداقيته وحفاظه على العهود والمواثيق، ولهم في ذلك تجارب حية.

لذلك لم يكن مستغرباً أن يقابلوا بالشك والتردد، بل وبالرفض، مشروعاً مطروحاً من ذلك الحزب الحاكم يعد بإحداث التغيير الكامل عبر حوار جامع مع الحزب الذي يقبض على زمام الأمور بيد من حديد، وهو نظام ظل يردد حتى وقت قريب أنه استولى على السلطة بالقوة، ويتعين على من يريد أن ينتزعها منه أن يمتشق سلاحه ويلاقيه في ساحة الوغى.

هذا هو الحاجز النفسي الأول الذي لا بد من اجتيازه إذا أراد الداعون للحوار لمشروعهم أن ينطلق، ولن يتحقق ذلك إلا بإجراءات تنفذ على أرض الواقع، وهي إجراءات مطلوبة من القابضين على زمام السلطة لإثبات جديتهم في إحداث التغيير الجذري والكامل والمفضي إلى الانتقال من دولة الحزب إلى دولة الوطن، ولتجاوز حاجز الشك تجاه المشروع والقضاء على سوء الظن المتبادل وانعدام الثقة، ولذلك فإن كل المعارضين ?بما فيهم من تجاوزا مراراتهم وقبلوا الانخراط في الحوار? يصرون على إنجاز إجراءات حكومية عاجلة تفتح الأفق السياسي وتوفر من الحريات ما يثبت الجدية في طرح مشروع الحوار مع توفر الضمانات بأن مخرجات الحوار الجامع ستنفذ بنية صادقة ودون مناورات أو محاولات للالتفاف حولها.

وفي اللقاء الأول (للحوار حول الحوار) الذي دعا له رئيس الجمهورية مساء الأحد الماضي خطا رئيس الجمهورية خطوة واحدة محدودة في هذا الاتجاه، فتحدث عن بسط الحريات وتوفير الضمانات لحملة السلاح للمشاركة، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح ولكنها ما زالت قاصرة تحتاج لمزيد من الضبط، وذلك بإصدارها في قرارات جمهورية واجبة النفاذ الفوري أولا، وتحتاج ثانيا لأن تتوسع حتى تشمل متطلبات أخرى غابت عن هذا الخطاب ولكنها لازمة لوضع الحوار في مجراه الصحيح.

هناك تجارب عديدة في العالم من حولنا أثبتت إمكانية تحقيق التحول الشامل عبر حوار وطني جامع وجاد وشفاف وحر، وهي قد نجحت في بلاد كانت الأزمة الوطنية فيها قد بلغت ذروتها، واستبانت النظم الحاكمة أن تلك الأزمات باتت فوق قدرتها، وأن الهيكل كله معرض للانهيار فوق رؤوس الجميع? وبالقطع فإن أزمات السودان المتراكمة قد بلغت هذا المستوى الخطير، وأن السلطة الحاكمة بطرحها هذا قد أدركت ذلك، ونرجو أن تكون قد أدركت أن الأمر لم يعد يتحمل أي مناورات أو احتمال للالتفاف.

ومن السهل أن نرصد كل بنود أجندة الحوار الذي ينبغي أن يدور بعد اكتمال إجراءات بناء الثقة، ولكنني أفتقد في كل ما طرح حتى الآن موضوع العدالة الانتقالية ومخاطبة المرارات التي تراكمت عبر السنين وفق إجراءات محددة ومتفق عليها لجبر الضرر، وإثبات الحقيقة وتعويض المتضررين على ضوء مشروع شامل (للحقيقة والمصالحة)، وهناك العديد من التجارب الدولية والإقليمية الناجحة في هذا المجال، ولا بد أن تكون مرتكزاً أساسياً لمشروع الحوار حتى تتوفر البيئة اللازمة لتنفيذ أي مشروع وطني في مناخ من التراضي العادل.

المشروع السوداني ما يزال في بداية الطريق ويحتاج إلى كثير من مساهمات المفكرين والناشطين حتى يستوي على سوقه، لكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة!

محجوب محمد صالح
[email][email protected][/email] العرب

تعليق واحد

  1. يمكن اختصار مشوار الالف ميل بوثبة الانتفاضة وقد بدات جزورها في الانتشار والتماساك وبدا سوقها ينمو على الارض لا بديل عن الثورة

  2. والله لن نصالح الكييزان ولو اعادونا بالزمان الى 29 يونيو 1989….
    والله لن نصالح الكيزان ولو اعطونا ورقة بيضاء نكتب فيها مطالبنا وهم ينفذوها…
    والله لن نصالح الكيزان ولو احيوا الاموات الذين قبروهم…
    وراكم والزمن طويل والفورة مليار…

  3. التحية لاستاذ الصحافة السودانيه .. لا زلنا نكرر ان مشكلة السودان الفضل تكمن فى استعماره بواسطة التنظيم العالمى للاخوان المسلمين وخلود الرئيس الدائم فى السلطة المشرف على تنفيذ اجندة العماله والخيانه والتبعيه .. ولن نتصور تنازل الرئيس الدائم عن السلطة الا لمشوار المقابر وبعد عمر طويل جدا .. يبقى خيارنا فى الخلاص الثورة الشعبيه او المسلحة .اما الحوار الذى يدعو له النظام ويلبيه البعض . فلكل جيفة دود يقتات منها ..

  4. منذ 50 عام وانا اقرأ للكاتب والمفكر والمرجعية محمد صالح محجوب. وافهم كا يكتبه حتي لو كان تلميحا. ولكن الجملة ادناه غيرواضحة لي:

    (ومن السهل أن نرصد كل بنود أجندة الحوار الذي ينبغي أن يدور بعد اكتمال إجراءات بناء الثقة، ولكنني أفتقد في كل ما طرح حتى الآن موضوع العدالة الانتقالية ومخاطبة المرارات التي تراكمت عبر السنين وفق إجراءات محددة ومتفق عليها لجبر الضرر، وإثبات الحقيقة وتعويض المتضررين على ضوء مشروع شامل (للحقيقة والمصالحة)
    هل هو مع الحوار بعد فقدان الثقة التامة مع الانقلابيين عبر التاريخ؟!
    هم يناورون يا استاذي كما تعلم. ساعت الاطاحة بالعصابة تقترب.
    بالمناسبة الاستاذ حسب توقعاتي ستجمع عليه كل القوي السياسية المعارضة كركيزة لقيادة الحوار ولقيادة الدولة حتي تستتب الاوضاع.
    عليه ان يلعب دوره التاريخي …

  5. جاء الحق وزهق الباطل
    وظهر ما كان مستورا
    فمبادرة المشير قد تم حبكها في الظلام بين الاسلاميين-كغطاء للترميم بالحاق الرفيق القديم المؤتمر الشعبى، والمتعاطفين والطامعين من صادقين وميرغنيين بالمركب الغرقانة لعلهم يفلحون في انقاذها. اما حل مشاكل الازمات والحريات والديموقراطية والانتقالية والقوانين المقيدة للحريات فغير واردة بتاتا.
    هؤلاء لن يتنازلوا بحوار

  6. بالبلدى انا زول نشات فى اسره فقيره وعشت الحرمان ووفق لنظام التعليم القديم باريت القرايه ومن داخليه لداخليه لقيت نفسى فى جامعة الخرطوم فى بداية السبيعينات وانخرطت فى صفوق الاخوان ولما قامت الانقاذ بقيت من المتمكنين وعرست الحربم واتمليت اولاد وبنات والحمد لله عرست لهم من اخوانى المتمكنين واسرتى الممتده دى بقت يشار لها بالبنان واتملبنا عز ومنجهة وبيقينا فوق خالص…… وزى ما قال اخونا المحامى الركب الموجه معانا بعد ما لبنت ما ممكن نديها الطير……..تتفرتق البلد دى او تقعد نحن لازم نكون فى العالى وتعب السنين ده ما بنضيعه فى محاسبات وكلام فارغ ومحاصصه هسع نجى نتنازل عن ثرواتنا دى لشوية صيع المهم مافى قاتون ح نغيره لكم و ما فى اجهزة ح نفرتكها قلنا لكم تعالو خشو معانا فى مؤتمر الحوار لزوم الموازنات ونحن عارفين كل زول عنده تمن وبارينا الحركات والاحزاب ورعينا انقلابات المصالح وبالمناسبه جابت نتيجه واطالت من عمر نظامنا وهسع فاتحين الباب لدفع جديده وتجدبد للقدامى…….نهاية الامر انتو قايلين الديمقراطيه بتجى ببيع الكسر يعنى نكسر لكم نظام الانقاذ عشان حروبات دارفور والنوبه والانقسنا وارتفاع الدولار…..تفتكرو ده بيهمنا فى حاجه …..طائرة الانتنوق ما مقصره واولادكم الصيع لميناهم وعملناهم جنجويد وربطناهم بالمصلحة زى اخوانهم الشغالين معانا فى اجهزة التمكين وهسع من هرولة عجائزكم المتحزبين لمائدة حوارنا ادركنا بعد سنوات التمكين انو مجرد مجالستنا بقى عنده قيمه والجماعة ديل ضغوطات اسرهم والمتحلقين حولهم تخليهم يجونا جارين جرى الكلاب …..واالله الحرمان ده انا جربته زمااااان وطعمه حنضل …………..ما علينا …………..بنجاريهم فى الكلام والبيعكنن مزاجنا ناسنا عارفين بروقوه كيييييييييييف

  7. كلام جميع وموضوعي وسيتفهمه كل العرب والغرب بالقبول والتأييد..!!

    ونحن هنا نؤيد هذا الإتجاه بشدة ولنذيد من تأكيدنا على تأييده نرى أن الشرط الرئيسي لتحقيق كل ما جاء في هذا المقال لينجح الحوار السوداني في بناء دولة المستقبل التي يجب أن يكون عليها السودان….!!!!!
    هو ذهاب هذا النظام وكل رموزه وكل مع تعامل معه وكل من تحاور معه وكل من دعمه داخليا أو خارجياً ليذهبوا جميعاً إلى مزبلة التاريخ…!!..
    وذلك عن طريق ثورة شعبية عارمة وغضب جماهيري وآآسع وهبة تقضي عليه وعلى سلطته المأجورة ومليشياته العميلة وشيوخ الضلال الذين طبلوا له والمنظمات صنيعة الإستخبارات الغربية التي خططت ورسمت له إستراتيجياته ليتحور ويراوغ في سبيل البقاء في السلطة لكي يحقق الأجندة الغربية-الإخوانية المجرمة.
    سنعمل يا أستاذنا على إنجاح الظروف المفضية إلى قلع هذا النظام وإنجاز العدالة الإنتقالية بمحاكمة كل عملاء هذا النظام بعدالة ثورية وتفكيك كل منظومته الأمنية الهشة التي يوهم بها الناس في الداخل والخارج وهي لا تستطيع أن تواجه إلا الضعفاء الغير متأهبين ولكنهم سيتوارون سريعا ويهربون ويختبؤن في البالوعات عندما يأتيهم السيل المنهمر المنظم الذي بدء في رص صفوفه الآن وهاهو ينطلق نحوهم..!

  8. أتمنى لوأحزاب الكرور الجارية وراء الحوار أخذت بأفكار معلم الصحافة السودانية محجوب محمد صالح لأنها خارطة طريق صحيحة.

  9. كضمانة لتحشيد عدد لا بأس به من اصحاب الغبائن وهم 99% من السودانيين الفضلو (في الدنيا)حول طاولة الحوار نقترح ذهاب الرئيس البشير الى قطر مستشارا رئاسيا للشيخ تميم(عشان يجيب خبرم زينا كده) وتشكيل حكومة إنتقالية من الأحزاب غير المتوالية يكون لها غازي صلاح الدين رئيسا وإدخال ثلاثي اضواء المسرح السياسي (المهدي والمرغنى والترابي) بيت الحبس السياسي. ثم نرجو من الأستاذ محجوب تولي وزارة إعلامها. إيه رايكم؟؟؟

  10. الاستاذ محجوب يعلم جيدا ان ليس لدينا مانديلا ولا دوكليرك ولا دولة قوية كجنوب افريقيا تستطيع ان
    تتحمل الام مخاض التسويات التاريخية , لانه ببساطة لم نعد دولة. علينا ان ننظف المكان لبيت جديد.

  11. الحاضنة البيولجية لنظام الانقاذ على المستوى الدولي “تنظيم الاخوان المسلمين الدولي” انتهت يا محجوب محمد الصالح…ومكابرة اهل المركز واهل القبلة وما يعرف بالحركة الاسلامية لن تجدي
    النظم الشمولية تزول بي طريقتين
    1- التفكيك الذاتي المبني على اسس اخلاقية وقانونية
    2- الاقتلاع من الجذور بالفصل السابع الداعم للحراك المسلح والسياسي المنضوى تحت راية واحدة ممرحلة ومكتوبة وليس الفوضى الخلاقة

    وكلا الشرطين لم يتوفر حتى الان في السودان

  12. الاخوان لهم اغراض اخرى فى السودان
    الاخوان لا وطنية لهم
    ان الاخوان يؤمنون بدولة التنظيم التى يقودها غير السودانيين
    الاخوان يخافون ولا يتورعون فى العنف ضد العزل
    تضيق الخناق عليهم فى الداخل هو المخرج الوحيد
    كل اموال البلد وقطر تذهب لشراء السلاح وتأجير
    المرتزقة …. انها فتنة كبيرة ستصيب مجموعات
    كانت تعيش فى امن وسلام وذهبت خلف كذب الاخوان
    الان الشعب لن يتناسى ويقول عفا الله عما سلف
    فالحوار عندهم كسبا للوقت وتسليح المرتزقة
    ولكن ضربه فى العمق مسؤلة توجعهم جدا جدا هى الحل
    هؤلاء يخافون ولا يختشون لا اخلاق لهم

  13. والله كويس انت خليت اخوانك السوريين واللبنانيين وبقيت تكتب عن مشاكل السودان ياخي الف مبروك بس هسي بالشكل ده ممكن يكون عندك اخوان شوام ولا افارقه يعين الواحد لازم برضه يعرف نفسه وعاملين استاذ للصحافه على شنو عمرك كله عشتو منافق زيك وزي غيرك في صحافتنا دا لو كان عندنا صحافه بالمعنى المفهوم لكن خطوه كويسه يلا نبدأ معاك في نهايات عمرك

  14. الحوار ولا شيء غير الحوار وبشروط واضحة كما ذكر الاستاذ محجوب محمد صالح لتفضي لاتفاق … اما من يدعو لثورة …. ثورة ضد من والشعب اكثر من 60% كيزان .. ثورة ضد اي كيزان .. ضد كيزان المهدي أم كيزان الميرغني ام كيزان الترابي .. لن تنجح ثورة قبل أن يثور الشعب ضد عقليته المتخلفة والضائعة بين السماء والارض والدنيا والاخرة وبين العربي والافريقي .

    الشعب السوداني معظمه يحمل نفس الفكر الكيزاني ف على ماذا يثور ولماذا … الحقيقة نحن نختلف في طريقة توزيع الثروة والسلطة فقط وهي اختلافات بسيطة يجب الاتفاق حولها بالحوار طالما ان الشعب في حقيقته لا يسعى ولا يرغب في دولة سودانية حديثة وعلمانية قول الفصل فيها للعلم والارقام

    السياسة فن الممكن واقولها لثوار الهامش (إذا قدنا الثورة نحن التقدميين والشيوعيين مع ثوار الهامش ونجحت ثورتنا. اين الجماهير التي ستحميها والتي ستعود لمنازلها وإنتمائها التاريخي فور نجاح الثورة هل سنحميها بالسلاح كالاخوان المسلمين ونصبح مجرمين وقتلة مع مرور الزمن. إذا من سيحميها وأين ستجد البيئة الحاضنة لها؟؟؟ إذ كان اهل الهامش أول من سينقلب عليها متى ما وجدوا الامن وأمتلأت بطونهم نسبة لإنتماءات تاريخية ودينية مزروعة ومتجزرة في عقولهم) لهذا علينا أن نعمل في الممكن وليس المستحيل

  15. استاذ – محجوب محمد صالح متعك الله بالصحة والعافية ، قطعا أنت واحد من حكماء أهل السودان ، نعم للحوار لأنه الاسلوب الأفضل والأمثل لمعالجة القضايا الوطنية ، بلاشك هو أفضل من إيجاد الحلول السياسية عبر فواهات البنادق ولكن ليس الحوار نفسه هو هدف بحد ذاته بل هو سبيل لهدف وهو ليس مطلوب على إي حال وبأي كيفية ، يجب أن يكون للحوار هدف واضح المعالم هو الوصول إلى معادلة وطنية تنقذ السودان من حالة التمذق والإحتراب وليس هدف الحوار هو إنقاذ النظام الحالي من ورطته التي أدخل نفسه فيها أو إطالة عمره ولو حتى بضعة ايام . يجب أن يتولى إدارة الحوار شخصيات وطنية مشهود لها بالحيدة والنذاهة وأن تكون تلك الشخصيات مقبولة لكل الوان الطيف السياسي وأقترح على أصحاب الشأن أن تكون أنت واحد من تلك الشخصيات التي تتولى إدارة ذلك الحوار .

  16. نشكر استاذنا الجليل على مقالاتة عن الحوار ولكن قبل ان نبدا فى هاكدا حوار دعنا نعرف خلفياتة وا سبابة!
    فى اكتوبر الماضى لقد اجتمع التنظيم العالمى للاخوان المسلمين فى تركيا و حضر هدا الاجتماع محمد الحسن الامين و 2 اخرين من الاسلاميين السودانين و اقر الاجتماع بالتركيز على تثبيت نظام الانقاد فى السودان بعد سقوط نظام مرسى فى مصر و اهتزاز نظامهم فى تونس( وقتها- قبل زوالة لاحقا) و كانت اول خطواتهم لتثبيت نظام الانقاد هو توحيد الاسلاميين فى السودان تحت قيادة الترابى و هو الوحيد القادر على دلك فهو دكى ومتمكن من خلق المعادلة لتحقيق دلك باستعمال الايات والاحاديث الدينية التى تفسر ما يربو الية فهو ثعلب ماكر يستطيع تامين ما قررة التنظيم العلمى للاخوان.
    كلفت قطر بالعمل على توحيد الاسلاميين فى السودان لانها على علاقة ممتازة مع البشير والترابى على حد السوا. فدعت قطر الترابى وناقشت معة الامر فاشترط شرطان اولهما ابعاد الدين عملوا على اقصائة من الواجة (على عثمان ونافع و عوض الجاز لاذلالهم ولادخالهم بيت الطاعة! ) والشرط الثانى و هو الاهم خلق المناخ الذى يستطيع من خلالة العمل ولكى يحفظ ما وجهة فقد ظل على مدى 15 سنة ينادى باسقاط النظام ومحاسبتة! فجاء الترابى بفكرة الحوار الشامل والذى يدعى لة الجميع ومن ثم يدخل هو للحوار داخل ثوب “الجميع” و لن تكون هنالك ماخذ كبيرة علية طالما الجميع يريد انقاذ السودان من المصير الخطير والضياع التام ( على فكرة ليس هنالك اسرار فى السياسة السودانية!)فحضر امير قطر الى السودان وابلغ البشير ما اتفق علية مع الترابى فوافق البشير مباشرة عندما علم ان الترابى يوافق على رئاستة للبلاد فى المرحلة القادمة (0 البشير تهمة الرئاسة فى المقام الاول!)
    إذن الهدف الرئيسي للحوار هو توحيد الإسلاميين وذكر الترابى أنة يستطيع إقناع الصادق المهدي بفكرة الحوار للجميع إذ ان المهدي كان دائماً ينادي بالمؤتمر الجامع وعلية سيعتقد ان الإنقاذ لجات الي راية اخيرا!( وقد يعطى الصادق او ابنة رئاسة الوزرا لضمان استمرارة مع الانقاد!) اما الميرغني فهو جزا من الحكومة والإنقاذ تعرف كيف ترضية! وذكر الترابي أنة حبعمل علي إقناع قوي اليسار بشتي الطرق! ( انا اعتقد ان الترابي سيجعل البشير ينفذ الشروط الأربعة ( في الشكل وليس المضمون) و التي وضعتها قوي الإجماع الوطني مع الجبهة الثورية لتهية الأجواء للحوار ولن يغير ذلك من قوة الإنقاذ فهي تملك كل مفاصل الدولة والخدمة المدنية والجيش و جهاز الأمن الذي حتما سيتدخل اذا تعدت المعارضة الخطوط الحمراء . سيفعل الترابي ذلك بمكرة المعهود ( اذهب انا الي السجن وانت الي القصر) حتي يستطيع تنفيذ المخطط لتوحيد الإسلاميين كما اتفق علية ومن ثم تجميع كل الاخوان المسلمين في العالم العربي في السودان لزعزعة نظام السيسي في مصر ومحاولة ارجاع حكمهم.

    لقد وافقت امريكا علي مخطط التنظيم العالمي للإخوان بتثبيت نظام الإنقاذ وجاء كارتر ليطلع البشير على ذلك و يحثة على الاتفاق مع الحركات المسلحة بان يوقع معها اتفاقيات على شاكلة نيفاشا فيها حكم داتى واقتسام للموارد لفترة زمنية تنتهى بتقرير المصير لتلك المناطق! فامريكا تريد تقسيم السودان وكل الدول العربية و دول المنطقة الى دويلات صغيرة متناحرة متنافرة تدخل فى مواجهات ضد يعضها لكى تصيح اسرائيل الدولة اليهودية الوحيدة القوية فى المنطقة! اليشير وافق على دلك طالما ستريحة هذة الاتفاقيات من حروب لا يستطيع الانتصار فيها و تبدد كل ما تبقى لة من مواردة كما انها تضمن لة الاستمرار فى السلطة مدة 5-7 سنوات قادمة ولن يوخذ الى المحكمة الدولية!!!
    ادن الهدف الثانى للحوار هو الاتفاق مع حاملى السلاح كل على حدة!!
    مما سبق دكرة يتضح ان قوى الاجماع الوطنى لا مكان لها فى واقع الامر من هذا الذى يجرى !!! ولا خيار لها غير اسقاط النظام ومحاسبتة على كل الجرائم التى ارتكبها و النهب والسلب لمقدرات الدولة والدمار الذى اصاب السودان!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..