الفضيحة في دبي أيها الإمام المبجل

تأمُلات

? مع كل صباح جديد يتأكد لي أن البعض يهيمون في وادِ غير وادينا.
? قرأت بالأمس أن خطيب مسجد الخرطوم الكبير كمال رزق المعروف بخطبه الجدلية قال ” مافي دولة محترمة شوارعها مليانة كراسي بائعات شاي.. دي فضيحة وينبغي على النسوة أن يدخلن المساكن وإيجاد عمل بديل لهن”.
? أولاً أقول للإمام الجليل لو كان بلدنا يعرف معنى الاحترام حقيقة لما احتاجت أي من نساء يعشن في دولة المشروع الحضاري للكد والكدح من أجل توفير لقمة شريفة لصغارهن.
? وأنت لا شك تعلم أيها الخطيب الأريب أن سيدنا عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) قال ” لو أن بغلة عثرت في العراق لسألني الله عنها لما لم تمهد لها الطريق).
? هذا الخليفة الراشد والرجل العادل يخاف من أن يسأله الله عن بهيمة لو أنها وقعت في حفرة أو مطب.
? وأنتم يا رجال الدين السودانيين لا مانع عندكم من أن يُقطع عيش آلاف الأسر ويتوقف علاج وتعليم عشرات الآلاف من الصغار الذين تعولهم نساء لم يجدن في دولة المشروع الحضاري من يعينهن فالتقطن الكانون وتحملن الحر والهجير في سبيل تربية صغارهن.
? ليس كل من يبعن الشاي في شوارع الخرطوم فاجرات كما تفترض.
? فهناك الكثير جداً منهن اجبرتهن الظروف وجور الحكام وكثرة لصوص المال العام على ممارسة هذه المهنة الشريفة.
? لو أنك تساءلت عن كثرة العاملات في هذه المهنة من الجنسيات الأخرى اللائي ضايقن من يحتاجن حقيقة لممارسة هذا العمل لحلحلة بعض مشاكل أسرهن المادية، لقبلنا منك الطرح على مضض.
? لكن المحير فيكم أنكم لا تخاطبون الناس في جوهر المشكلة مباشرة ، بل تحومون دوماً حول نتائجها.
? المشكلة الحقيقية هي أن غالبية الأسر السودانية لم تعد قادرة على توفير لقمة عيشها حتى إن عمل جميع أفرادها.
? والمشكلة الأكبر أن أموال الزكاة وعائدات الجبايات التي تؤخذ عنوة منا جميعاً لا تذهب للشرائح التي تستحقها في هذا البلد الذي ظُلم أهله ظلم الحسن والحسين.
? فالخطب العصماء يفترض أن توجه لأهل السلطة بسؤالهم عما دفع هؤلاء النساء وغيرهم للبحث عن لقمة العيش في الشارع.
? قلت أنك لو تساءلت عن كثرة العاملات في هذه المهنة من الجنسيات الأخرى لقبلنا منك ذلك على مضض، لأنك تتغافل أو تتجاهل أو تضرب طناش تجاه الفضائح الحقيقية، وما أكثرها لتقول لنا أن امتلاء شوارع المدينة بكراسي بائعات الشاي فضيحة.
? وإن أردت أن نعدد لك بعضاً من هذه الفضائح فلا مانع أيها الإمام الجليل عسى ولعل أن تشير لبعضها في أول خطبة جمعة قادمة.
? الفضيحة في أن تدخل البلد المخدرات من كل صوب دون أن يكون هناك تحرك جاد لوقف هذا الوباء الذي يتهدد شبابنا.
? الفضيحة في أن يتراقص الأولاد كما البنات تماماً أمام أعين الآباء والأمهات دون أن يكون هناك شجب من القائمين على أمر المواطنين.
? الفضيحة في أن يتصارع المسئولون حول ثروة البلد وينهبون ويتغطرسون ويظلمون في بلد يرفع شعار الإسلام.
? الفضيحة في أن تحتفي العديد من وسائل إعلامنا المرئية والمقروءة بتوافه الأمور وتساهم بشكل واضح في نشر الرذيلة بين الناس.
? إذ كيف تبث بعضها وتنشر على الملأ مغنية وهي تقبل مطرباً شاباً، ليأتي هو بكل بجاحة ويقول أنها مثل أمه أو اخته الكبيرة؟!
? وهل يوجد في ديننا شيئاً كهذا! أي أن تقبل من هي في عمر الأم أو الأخت الكبيرة شاباً غريباً عليها؟!
? الفضيحة في أن تتبرج الفتيات أمام مرأى الجميع وتحتفل بعض وسائل إعلامنا بذلك باعتبارها داعمة للحريات الشخصية.
? الفضيحة في أن تتفسخ بعض الأسر وتتخلى عن قيم وتعاليم ديننا الحنيف وقيمنا الأصيلة والبعض سعداء أيما سعادة بذلك.
? الفضيحة في أن يسكننا جميعاً الوجع والألم دون أن يعبأ بذلك ولاة الأمر.
? أما أكبر الفضائح وأشدها قسوة على نفوسنا فهو ما جرى ويجري في دبي وبعض مدن العالم الأخرى.
? فهناك حيث يجري تصدير أقبح ما لدينا قد فاحت الروائح الكريهة وأصبحنا مثار استهزاء وتهكم من يسوى ومن لا يسوى.
? فهل سمعت أيها الإمام والخطيب المبجل بالتقرير الذي نشرته صحيفة الرأي العام عن فتياتنا الصغيرات الاتي يمتهن أقذر المهن في حي البراحة بمدينة دبي؟!
? إن سمعت به ولم تجد فيه موضوعاً أكثر أهمية من كراسي ستات الشاي لتحرض أفراد المجتمع ضده وتطالب الدولة بوقفه فتلك مصيبة.
? وإن لم تسمع به فالمصيبة أعظم.
? وفي الحالتين أفضل أن تلجأوا لعمل آخر غير الخطابة الدينية طالما أنكم ترون الفيل كل ساعة وتطعنون في ضله.
? ما زالت قلوبنا دامية يا حضرة إمام مسجد الخرطوم الكبير جراء فضيحتنا الكبرى في دبي.
? ما زلنا نتوق للحظة تتحرك فيها نخوة المسئولين ويقولوا في أنفسهم حرام علينا أن نرمي بهؤلاء الفتيات الصغيرات في المحرقة بهذا الشكل ونتركهن لقمة سائغة لتنهش في أجسادهن الصغيرة وحوش من مختلف الجنسيات.
? نبكي ونتحسر على أخوات مهيرة اللائي يبعن أجسادهن هناك بأبخس الأثمان وأنت تحدثنا عن كراسي ستات الشاي في الخرطوم؟ !
? أي دين بالله عليكم يسمح بمثل هذا؟!

كمال الهِدي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ياريت يقراء الكتبته داء او يوصله ليه حد قراه،نقول أيه غير حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم ،بتحدث مع صديق لى قبل يومين عن الاستقلال وهو موجود بالسودان ويرغب فى الهجرة،فقال لى يازول نحن استقلالنا فى صالة المغادرة( يارب ترمى الظالمين بالظالمين)

  2. لك التحية الاخ كمال وبااارك الله فيك
    باارك الله فيك وانت تهتم وتكتب لاى هذه القلوب الصدئة وكل الاخبار والشمااارت فااايت قعر اضانا وحتى عمر البشير الاخبر واااصلو وب محتاجين من المقربين او من الناس الواصله تحرجه احراجا يا اخى عملتوا شنوا فى ملف كده لانه اصلا صارت كل هذه الاشياء معلومة لدية لان الواتساب والفيس بوك وصل خبر الجريده وصل المعلومة لكل سودانى وبما فيهم رزق
    فماذا هم فاعلون علماء السلطان
    اين انتم ممن راى منكم منكرا
    ولكن لا حياة لمن تنادى والملف فى ازدياد وتمدد الى الامارات الاخرى ترى هذه الجرزان او الداعرات وهن فاكات الشعر ولابسان /البرمودا/ تخيل وما هو اقبح واقبح والشركة والشبكة المنفذه لهذه الجريمة شغاله بقوة وقوة عين ولاقوا الاراجيز التى تنفذ مخازيهم فى جسد السودانيات ولا تحرك من اهل السلطان الذين هم اس البلاء وبعضهم شريك اصيل والا كا الموضوع بصور فرديه وان ما يرى فى هذا الملف شئ اكبر والان السؤال الذى يطرح نفسه لما بعد تحرك اهل الصحافة لم نسمع ردة فعل او تحرك حتى اضعف الايمان من رئيس الجالية القنصلية التى هى ان بعض منسوبيها له مصلحة والسفاره واين انتم يا اصنام حتى ان بعض القراء يتناولون الموضوع هذه بكل سلبية
    اسف للاطالة اخ كمال بس لان الحرقة والغصة الغيره على سمعة هذا البلد اخاف اقول اكثر منك لانك مادفعك للاستمرار بطرق هذا الباب الا انها غيرتك ايضا وحسرتك الى ما ال الية اخلاق الناس والسلبية التى نسال الله السلامة ولك التحية اولا واخيرا واسال الله ان يلهم كل اهل الصحافة والنافذون منهم حتى يتم احراج اهل السلطان عشان يتحركوا
    انما الامم الاخلاق،،،،،
    واذا القوم فى اخلاقهم اقم عليهم ماتما وعويلا،،،

  3. كثير من بائعات الشاى هؤلاء علمن أبناءهن و بناتهم- بكدهن وكفاحهن – تعليما أحسن من تعليم هذا الإمام الجاهل.

  4. مع جنسيات من خشاش الارض بنغالة ونيبال وهنود وفلسطينين يالينا موتنا قبل ان نرى هذا النظام الوثنى

  5. هل شاهدت الفتاة التي ترتدي بنطلونا محزقا وقميصا شفافا مع جسم مكتنز لحما وتصعد المسرح ترقص وتقبل الفنان حسين الصادق وهل شهدت تلك التي هتفت باغلي صوتها علي المسرح بحبك اما احمد الصادق او الامبراطور فامره عجب تبعه الحسان بالسفر للولايات افواج كل هذه الافرازات والجرائم لا يلقي لها بالا من الدولة ونتكلم عن المشروع الحضاري هل هذه افرازات اي مشروع كان ناهيك عن الاسلام الذي اظنه وكانه لم يمر ببلدنا اي بلد اضعنا !!!

  6. لك التحية على المقال الرائع ، هؤلاء شيوخ تنقصهم الحكمة والورع ،
    لا بأس بالقوم من طول ومن قصر
    جسم البغال وأحلام العصافير
    ألا ليت لحاهم كانت حشيشا. فتأكلها غنم أم بدة

  7. عفارم عليك يا الهدي
    هذا ما نتمنّاه منك وأنت كاتب قدير وفاعل
    كرة القدم (حاليا) هي من المخدرات اللاّهية
    فاعرض عنها وساهم في الأهم كما مشاركتك هذه

  8. نحترمك يارجل لانك تكتب ما نحس به نحن غالبيةالشعب
    السودانى من الاهانة التي لقحت بنا جمعيا من تصرفات اولى الامر الذين ليس لهم هم غير ان يحكموا السودان باسم حزبهم الرسالي واستعراض العضلات في شعب اتعبه الجوع والمرض بسبب مشروعهم الحضاري كما يدعون

  9. شكلوامام المسجد رزق سامع بما يحدث فى دبى

    وعايز يضغط على ستات الشاى للهجرة الى دبى

    لانو الحكاية فيها تجارة وفيها دخل اكبر

    وعايز يقول لستات الشاى بعد التضييق عليهن

    ان هنالك مصادر اخرى بالعملة الصعبةاحسن من

    بيع الشاى

    حسبنا الله من رزق وامثاله من علماء السلطان

    انهم يخادعون الله ولا يخدعون الا انفسهم

  10. بارك الله فيك اخي كمال … لقد تحدثت بما في قلوبنا

    تعبنا من الجماعة اياهم الواحد عينوا للفيل ويطعن في ظله … وبكل بجاحة كمان

    اللهم لا نسالك رد القضاء ولكن نسالك اللطف بنا

  11. ايها الخطيب الفاجر ستات الشاى اشرف منك ومن ابوك والجابو ابوك .اين انت من فتيات السودان اللاتى ملان شوارع الخليج وخاصة دبى يعرضن فروجهن ويبعن اجسادهن وشرفهن بابخس الاثمان لدرجة ان راغبى المتعة الحرام انفن منهن ولايريدهن ببلاش اعلمت ايها الخطيب المتاسلم ماذا وصل الحال ببنات السودان .لم يعد بعد اليوم اى زول سودانى يستطيع رفع راسه فى بلاد الخليج والا طلبوا منه ان يخلع ملابسه والباقى انت تعرفه ياشيخ اخر الزمان

  12. انهم ائمة الدعارة والفسوق والمجون ويكفيك مثل امامهم المخنث الاكبروالنافع الذى يحمل مكب للنفايات بين فكيه ولهم يوم تجار الدين عما قريب جدا

  13. بدا وصول السودانيات الي السعودية للعمل كخادمات منازل بكل ما تحتمله تلك المهنة من مخاطر التحرش والاغتصاب، ونعلم ان الحاجة الماسة دفعت بهن وباهلهن للقبول بهذا الامر.
    بالنسبة للاخوة بالامارات نتمني ان يلتقطوا القفاز ويبادروا بعمل شعبي بناء علي العلاقات الشخصية والمعارف في الدولة المستضيفة، لان الحكومة والسفارة لن بقوموا باي دور، فهؤلاء قلوبهم قد ماتت من اكل المال الحرام.
    نتمني ان يتوقف الناس عن لعن الظلام والمبادرة الي عمل جاد يقود الي تغيير علي ارض الواقع بدلا من المداخلات الهتافية التي لا تسمن ولا تحدث أي تغيير علي الواقع، فالعدو معروف لنا جميعا وهو نظام ادعياء الإسلام المنافقين والمتاجرين باسم الإسلام بشترون به عرض الحياة الدنبا، لذا نتمني من الأخ كمال وكل الكتاب الاخرين ان تحتوي مقالاتهم علي اقتراحات محددة لعلاج المشكلة مسار التناول علي ان يعدل عليها الاخرون للوصول الي نتائج، بدلا من الحديث فقط عن المشكلة

  14. أهو دا الكلام للرد على علماء السلطان وليتهم يسمعون حتى لا يسمموا الأبدان بلغو المتخومين بعدما كانوا جيعانين وجربانين.

  15. جزاك الله خيرا يا أستاذ كمال ياريت المدعو كمال رزق و بقية المسئولين يطلعوا على مقالك عشان يعرفوا الحقيقة

  16. ههههههه ما تنفعل يا استاذ—الشغل بقت جايطه—ستات الشاي منذ فترة يبعن الشاي ويبعن الزلابية(اللقيمات) وكنا نصحى بدري جدا حتى نلحق بنصيبنا من الزلابية فاتحات بيوت ربنا يديهم الصحة والعافية–شخصي الضعيف شاهد ستات شاي يمارسن مهنتهن امام المساجد في الفترة الاخيرة(شوفوا خلف مسجد البرهانية والعدد المهول منهن)هي ظاهرة مخيفة–ظاهرة الجنبات—كمية من الدخيلات على المهنة اصبحن يتفوقن على صاحبات الكدح الشريف–نرجوا محاربة الدخيلات على المهنة وهذا ما يهمنا—ودي ساهلة جدا ما صعبة

  17. سبحان الله .. الإمام يتحدث عن ستات الشاي وهم يعملون في وضح النهار وتحت مرأى ومسمع .. بل يتناول أغلب رجال الشرطة الشاع من ستات الشاي .. إذن المشكلة وين .. ما في في الدنيا مهنة غير شريفة تمارس علناً .. كنت أتمنى من الخطيب أن يطالب السلطات بعدم الخناق على ستات الشاي ولا تلاحقهم بالجبايات بل تمشي لأبعد من ذلك بتوفير المظلات والكراسي لهم لأنهم شريفات فضلن بيع الشاي عن أي مهنة أخرى غير شريفة تدر مبالغ أكثر .. سبحان الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..