سد النهضة ومفاوضات القبضة الحديدية..


الرئيس السادات أرسل التهديدات باللجوء للخيار العسكري لحماية أمن مصر المائي ثم سار علي ذات النهج مرسي وهاهو السيسي يحذر ويعلن ثم يبطن التهديد لأثيوبيا . يسير علي ذات النهج رؤساء مصر في تفاوضهم مع دولة أفريقية ، تغيب روح التفاوض التي يربح فيها الطرفان ، تظهر العصا وتختفي الجزرة في التفاوض المصري مع بقية دول حوض النيل ، الجزرات والحوافز يبذلها المفاوض المصري في تفاوضه مع اسرائيل أو مع دولة خليجية ، حيث يتنازل عن جزر وأراضي في مقابل انجاح المفاوضات .
النهج في التفاوض المصري مع دول حوض النيل يصطبغ بالصبغة التي غلبت علي حكام مصر منذ عهد الدفتردار وحملاته التأديبية علي بلاد السودان ، صفحات غابت عن المنهج الدراسي في مصر واسقطتها تبعا لذلك ذاكرة الحكام والشعب في مصر. العودة الي دراسة تأريخ التفاوض المصري مع بريطانيا وإسرائيل ودول الخليج يمنح أهل الحكم في مصر مقارنة لبيان تطفيف الكيل عند تبادل المنافع مع دول في حوض النيل.
يتحدث اللسان المصري بحق مصر في مياه النيل ولا يأخذ في الحسبان متطلبات واحتياجات الطرف الاخر ، أثيوبيا لها كثافة سكانيةعالية كما لمصر ومستويات الفقر عالية والأراضي الصالحة للزراعة شحيحة ، في طرح موضوعات التفاوض لا بد من تقديم المخارج والحلول لكسب ثقة الطرف الاخر ، محاولة التفكير مع اثيوبيا لحل مشاكل الزراعة والإمداد الكهربائي من موجبات التفاوض التي كان علي مصر والسودان أخذها في الاعتبار .
تكلفة المناورات المشتركة بين سلاح الجو المصري والسوداني في قاعدة مروي لها مردود سلبي عال ، ترسل اشارة الي أثيوبيا للبحث عن عزوة وركن شديد مهما تكلف الامر ، طار العقل المصري بعيدا في رفع درجة التهديد ولم ينس أن يستصحب معه السودان الذي أطلق العقل والحكمة في اجازة ربما يصعب العودة منها. تكلفة تلك المناورات يمكن أن تسد حاجة زراعية لأثيوبيا عند طرح بدائل الحلول للمشكل الاثيوبي وتخفيف المعاناة عن شعبه.
التلويح والتهديد بالحرب لا يجلب حصة أكبر لمصرفي مياه النيل ، ولكل فعل رد فعل كما في قوانين الفيزياء ، والحكمة تتطلب أن يتخلي حكام مصر عن ارسال التهديدات للأفارقة الذين يشتركون معهم في حوض النيل ، تسويق مشروعات زراعية وصناعية وعمليات توليد الكهرباء تمثل صمام أمان لسير المفاوضات ، فالجلوس لتحقيق أكبر قدر من انسياب مياه وطمي النيل الي مصر لا يمثل الا جزرة مصرية لمصر فقط.
العقل التفاوضي المصري لا يحمل التجارب السابقة لأنها لم تعرض عليه في مناهج الدرس ، والبحث عنها في المصادر الاخري هوالخيار الذي يزود الحاكم المصري برؤية عميقة لاحتياجات مصر وكيفية الوصول لتحقيقها عبر المساهمة في حل مشاكل الطرف الاخرفي مائدة المفاوضات المستديرة.
كاتب المقال وقع فى الفخ التقليدى السائد وهو اختزال الصراع فقط فى اثيوبيا و مصر و كعادة الغالبية وعلى طريقة مشجعى الكورة الهلال و المريخ فهو اما يشجع مصر او اثيوبيا و كاتب المقال يبدو عليه مشجع اثيوبى على السكين !! ونحن يحق لنا ان نساله ويجب عليه الاجابة بصراحة اين موقع بلدك ووطنك السودان فى كل هذا ؟؟؟؟؟
علي رأي اخوتنا في السودان الشقيق.. مقال فطير.. ف
كاتب المقال جاهل بالموضوع بالكلية او يتجاهل عمدا ان مصر تتفاوض مع اثيوبيا منذ عقد من الزمن ( عشر سنوات) واثيوبيا تمارس هوايتها في التعنت و المد والتطويل والتسويف املا منها في فرض سياسة الامر الواقع..لكن هيهات..قضية المياه هي قضية امن قومي بامتياز ( حياة او موت) واذا استمرت اثيوبيا في المماطلة فهي واهمة..!!
اختصر الرئيس السيسي كل الكلام واعلن انه واهم من يظن انه سيفرض علي المصريين امر لا يرغبونه وواهم ايضا من يظن انه بعيد عن قدرتنا..
ذراع مصر طويلة وقوتها قادرة علي حفظ امن شعبها المائي..
اثيوبيا مش هتقدر تعطش مصر..
انتهى الكلام.