ما الغرض وراء اصرار بعض الجهات الحكومية معرفة “القبيلة”

ما الغرض وراء اصرار بعض الجهات الحكومية معرفة “القبيلة”

محمد احمد معاذ
[email][email protected][/email]

منذ انتهاج حكومة الانقاذ اتخاذ القبلية وسيلة لترسيخ حكمها واحكام قبضتها علي السلطة وهي لما يمضي عليها سنة في الحكم قبل اكثرمن عقدين من الزمان بحشدها للقبائل المختلفة لمبايعتها ,فان الامر زاد عن ذلك وانتحي منحي خطيرا جدا اذ بات انتماءك القبلي هو الذي يحددما اذا كنت ستحصل علي علاج اوتعليم اووظيفة في مرافق الدولة ومؤسساتها او في الشركات التابعة لها وما اكثرها. بل وحتي نوع قبيلتك هي التي تحدد اهليتك الي ممارسة أي عمل تجاري خاص او الحصول علي تصديق لانشاء شركة خاصة او صحيفة او حتي كشك لبيع الجرائد !
فالامر الذي بدا بحشد القبائل للبيعة في اول سنوات الانقاذ تطبيقا لمبدا فرق تسد , اصبح الان مقننا وحقيقة واقعة تصدمك اينما ذهبت لانجاز اية معاملة لدي الدوائر الحكومية داخل وخارج البلاد في السفارات والقنصليات . وقد كتب الكثيرون عن ذلك وعن معاناتهم في الاونة الاخيرة.1
ولكن سكوت الاخرين, خاصة الصحافة وابناء القبائل المتضررة من اعضاء الحزب الحاكم ووزرائه هو الذي شجع العنصريون من الحزب الحاكم واساطينه وبوقه المملوك لخال رئيس النظام , شجعهم للمضي قدما في هذا السلوك المشين الذي لا يقود الا الي مزيدا من التفكك والتخلف الذي بات واضحا لكل ذي عقل وبصيرة. وهاهو الجنوب قد انفصل والحبل علي الغارب حتي يتلاشي ما تبقي من البلاد قريبا جدا .
كيف لايتشجع عنصريو النظام للتوغل في هذه البركة الاسنة والنتنة ووزير الطاقة الاسبق يرفض وباستكبار وعنجهية المثول امام لجنةالبرلمان الاقتصادية للرد علي اتهامات له بانه احتكر شركات البترول لقبيلته فقط دون سائر قبائل السودان , ولكنه لم يذعن للمثول امام اللجنة ولم يحاسبه احد وظل في موقعه وزيرا للطاقة الي ان شمله تعديل وزاري بعد فصل الجنوب لينتقل الي وزارة اخري.
والان ومنذ زمن بعيد تجد خانة “القبيلة” في كل استمارة رسمية كاستمارات القبول للجامعات , والتقدم للوظائف المدنية والعسكرية والامنية , وحتي هند استخراج جواز سفر او بطاقة او رخصة قيادة ? عليك تحديد قبيلتك! وما السجل المدني الا لتسهيل تصنيف الناس حسب قبائلهم , لان الرقم الذي بالسجل هو بمثابة الباركود للسلع بها يتم التعرف علي الجهة المصنعة لتلك السلعة بمعرفة اول رقمين في البار كود , وهكذا في السجل المدني , يتم معرفة قبيلتك بمعرفة اول رقمين في سجلك المدني لان كل قبيلة لها رقمين اوليين خاص بها.ارايت الي أي مدي ذهبت العبقرية العنصرية لهؤلاء؟!!
القبيلة التي هي للتعارف فقط كما جاء في القران الكريم, جعلتها هذه الحكومة سلاحا للايقاع بين القبائل واثارة الفتن ليتم سفك الدماء وازهاق الارواح في دارفور والمناصيروالجنوب وكردفان. واتخذتها اداة لاقصاء بعض القبائل من جميع مناحي الحياة بدءا من الحصول علي العلاج في الداخل او الخارج مرورا بالتعليم والابتعاث وانتهاءا بالتوظيف والاستثمار . بل وحتي ان اردت فتح بلاغ لدي الشرطة عليك الافصاح عن قبيلتك!!
بقي ان ننبه كل هؤلاء العنصريون القبليون بان النار التي اشعلوها لابد انها حارقهم لان الايام دول ويوم لك ويوم عليك , فعليهم اذا دارت عليهم الدائرة وصارت الامور غدا بايدي من يقصونهم اليوم علي اسس قبلية , عليهم الا يتذمروا , ويتجرعوا مرارة الكاس الذي سقوه غيرهم ردحا من الزمان.

1 [url]http://sudanile.com/2008-05-19-19-50-58/92-2009-01-10-09-22-50/9027—1———.html[/url] 2 [url]http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-21556.htm[/url] محمد احمد معاذ

تعليق واحد

  1. عندما تقدمت للحصول علي الرقم الوطني سألني المتحري عن قبيلتي وقلت له بسرعة البرق جعلي وهنا انبسط المتحري ( ويبدو عليه من ملامحه من ابناء الغرب) ودون البيانات وحصلت علي الرفم الوطني مع العلم انا ولا جعلي ولا حاجة

  2. العنصرية هي أصل في أيديولوجيا الإسلاميين في السودان .. أما هؤلاء الحاكمون اليوم في السودان فهم قبليون فحسب ولا صلة لهم بالإسلام إلا إسمه .. فلا عجب أن تتحدد حظوظ كل سوداني بل حتى مصيره في الحياة بقبيلته .. وماذا يتوقع من هؤلاء العنصريين بخلاف هذا..

  3. لا حول ولا قوة الا بالله
    اللهم من خرم اي انسان من حقوقه بسبب قبيلته اللهم فاخزه دنيا واخرة

  4. قال رسول الله ( ص) دعوها فانها منتنه يا أخوة لا تدعوا احقادكم تسوقكم لما هو أشد من القتل فوا لله الذى لا اله الا هو أنا اعمل فى مؤسسة من مديرها الى غفيرها مشكلة من مختلف ألوان الطيف القبلى فى السودان ولم اسمع ان احداً فيها تم تمييزه او ظلم على اساس قبلى ووالله مديرها كل علاقاته الحميمة واصدقائه من غير قبيلته بل يحترم مواطنى المناطق الاخرى التى عمل فيها من قبل فى ربوع السودان الممتد ويكن لهم كل المودة والاحترام

  5. إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
    وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
    وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
    فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
    كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
    وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
    إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
    وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
    وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..